Search
Close this search box.
  • التكسب وأنواعه
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

الاسلام دین الموازنة في کل شيء ومن مصادیق هذه الموازنة سعي المؤمن لدنیاه ولآخرته الآن سعي المؤمن لآخرته معلوم لیس الحدیث اللیلة في سعيه الأخروي نتکلم عن سعیه الدنیوي المؤمن في هذه الدنیا موجود کاد عامل بتعبیر القوم انسان منتج هذه الموازنة في المکسب الدنیوي والأخروي تعبر عنها رواية جامعة أعمل لديناك كأنك تعیش ابدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا عبارة جامعة مانعة في هذا المجال.
الآن امیرالمؤمنین الذین تعرفون عبادته خلواته معه ومع ربه الروایة هکذا في امیرالمؤمنین صلوات الله علیه البعض قد لا یستوعب هذه الروایة یقول امیرالمؤمنین متی فرغ لهذا العمل؟ یقول امامنا الصادق علیه السلام یصف جده إن امیرالمؤمنین أعتق ألف مملوك من کد یده صدر الروایة من الممکن أن یعتق الانسان عشرة الآلاف من بیت المسلمین امیرالمؤمنین ایام الخلافة خلافة أعني كان بإمکانه أن یصدر قراراً أن هذه السنة نعتق عشرة آلاف نسمة من الخراج الیمني مثلاً ولکن الغریب قلنا ذیل الروایة من کد یده من زراعته من تجارته مثلا هذه سمة بارزة من سمات امیرالمؤمنین ولهذا اذا رأيت انساناً کسولاً دائما في المسجد لا یکدح في هذه الدنیا لا تجعله في خانة الزهاد والعباد امیرالمؤمنین علی رأس العابدین والروایة هکذا تقول الآن الکسب من أين يأتي؟ لا بأس نجول جولة سریعة في أنواع الکسب؛ هناك کسب علی نحو المضاربة انسان له عمل وظیفي موظف من الصباح الی ما بعد الظهر مثلا یأخد راتباً من مؤسسة أهلية أو حکومیة اذاً العمل الوظیفي العمل بالمضاربة لك مبلغ من المال جعلته ایضا بید الغیر هذان نوعان من الکسب وقد یکون للانسان الواحد کسب ثالث في أوقات الفراغ ایضا له محل صغیر یغتات منه ما المانع؟ موظف کاسب أو تاجر ویعطي ماله للغیر لیتاجر به کل هذه الأنواع واردة في حياة الائمة علیهم السلام روایاتهم لم تترك شيئا.
اما المضاربة امامنا الصادق علیه السلام اعطی لأحدهم مسمی بعذافر ألفاً وسبع مائة دینار وقال له إتجر لي بها طبعا امامنا الصادق لا کلام في هذا المجال رأس الاسلام في زمانه المضاربة مضاربة شرعیة ثم قال الشاهد هنا الامام یجمع بین التجارة وبین الألتفات للآخرة قال اما إنه لیس لي رغبة في ربحها وإن کان الربح مرغوباً فیه الناس یحبون الأرباح انا لیس لي رغبة في الربح قبل أن اُکمل هذا الحدیث البعض یعطي ماله للغیر یتجر بها عندما لا یأتيه بالربح یصب غضبه علیه یا فاشل یا کذا وقد یعاقبه یأخذ منه ربحاً زوراً یتفق هذا المعنی هي مضاربة شرعیة شراکة في الربح والخسارة اذا لم یعطه الربح الکذائي یصادر بعض أمواله امامنا الصادق لیس هکذا یقول لیس لي رغبة في ربحها اذاً یا اباعبدالله لماذا دفعت المال لعذافر یتاجر بها؟ قال ولکن أحببت أن يراني الله عزوجل متعرضاً لفوائده أحب أن يراني رب العالمین أربح مالاً أحاول أن أربح ربحت أو لم أربح المهم سعیت في کسب الأرباح هذه رواية في القسم الاول من المتاجر أن تعطي مالك للغیر.
واما العمل الوظیفي انسان یقول لیس لي مال أتاجر به هل أقبل بأي عمل کان المهم لا أکون بطالاً؟ نعم إقبل بأي عمل غیر محرم ما المانع؟ الروایة في مجمع البیان حواریو عیسی بن مریم طبعا تعرفون الحواریون کانوا مدللین مائدة من السماء المن والسلوی المهم کانوا اذا جاعوا قالوا یا روح الله جعنا ماذا نعمل نحن عباد زهاد فیضرب بیده علی الارض فیخرج لکل انسان منهم رغیفین یأکلهما وانتم تعرفون روح الله في القرآن الکریم یحیي الموتی أن یخرج الخبز من الارض هذا أمر سهل له فإذا عطشوا قالوا یا روح الله عطشنا فیضرب بیده علی الارض سهلاً کان أو جبلاً فیخرج ماء فیشربون الحواریون أحسوا انهم في درجة عالیة الخبز یخرج من الارض الماء ینبع لهم قالوا یا روح الله من افضل منا؟ اذا شئنا أطعمتنا واذا شئنا سقیتنا وقد آمنا بك وأتبعناك واذا بالمسیح علیه السلام هکذا یصدمهم بکلمة قال افضل منکم من یعمل بیده ویأكل من کسبه أن تکون حواريً تخرج لك الارض رغيفين هذه ليست بمزية إعمل بكسب يدك ولکن الحواریین في هذه الروایة یبدوا انهم اتعضوا فصاروا یغسلون الثیاب الکراء یعني احدهم یأخذ مبلغاً من المال لیغسل ثیاب الغیر هؤلاء المدللون وصل بهم الحال أن یغسلون ثیاب الناس اذاً هذا العمل الوظیفي طبعا غسل الثیاب بالأجرة عمل وظیفي سواء غسلت الثیاب أو عملت عملیة جراحیة کبری أنت مستأجر في المستشفی أو في غیره.
وأخيرا قلنا انواع المکاسب أن تعطي المال الی الغیر امامنا الصادق أن تشتغل للغیر حواريو عیسی بن مریم وأخيرا العمل المباشر انسان له عمل حر زراعة صناعة تجارة شاهده من؟ امامنا الصادق علیه السلام یقول الفضل بن أبي قرة یقول رأيت الامام الصادق وهو یعمل في حائط له یعني في بستان فقلنا جعلنا الله فداك أصحاب الائمة علیهم السلام کانوا یخاطبون الائمة بتعابیر مؤدبة يابن رسول الله جعلني الله فداك یری الامام مزارعاً قال له دعنا نعمل لك أو تعمله الغلمان اما الغلمان أو نحن من اصحابك نعمل في البستان نیابة عنك فقال علیه السلام لا هذا الأقتراح لا أقبله دعوني فإني أشتهي أن يراني الله عزوجل اعمل بیدي قبل قلیل الامام الصادق یشتهي أن یکون متعرضاً لفوائد الله هنا عمل آخر اشتهي أن يراني الله عزوجل اعمل بیدي وأطلب الحلال في أذی نفسي ولهذا نقول لبعض الأخوة إن کانت لك وظیفة مرهقة عمل في الشمس البعض یستنکف اتفاقاً تقرب الی الله عزوجل في العمل الشاق في الصیف عندما یتصبب منك العرق بین وقت وآخر انظر الی السماء قل یارب اشهد علي أنني أتعب من کد یميني.
کلمة أخيرة الآن حصلت علی مال بمشقة في الصیف الحار زرعت بستاناً فربحت منه ربحاً تأسى بأميرالمؤمنين لا تقل أخرجت خمس مالي لا تقل أديت زكات الغلاة والأنعام تطوع بشيء یعتد به من مالك مرة ترث إرثاً ومرة تتعب تعباً إن حصلت علی مال بصعوبة زوج به مؤمناً فرج به عن مکروب قل یارب انا تعبت في الدنیا صببت عرقاً أتلفت من عمري ولکن انظر للنتیجة بهذا المال أدخلت سروراً علی اهل بیت تکفلت یتیماً أعتقت أسيراً فرجت عن مؤمن طوبی لمن جمع بین الدنیا والآخره.

إلهي بحق اولیائك وبالصالحین من عبادك ارحمنا برحمتك الواسعة اللهم لا تجعل الدینا اکبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا منتهی رغبتنا انك علی کل شيء قدیر والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.