Search
Close this search box.
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

– النية: هي من الآداب الباطنية للصلاة، ولعله من أهم آداب الصلاة؛ لأنه لولا هذا العنصر لما بقيت للصلاة قيمة، لأنها تربط الفاني بالباقي؛ أي يا رب عملي هذا عمل بسيط، ولكن جعلته لك وربطته بك.. والعمل إذا ارتبط بالأصل، اكتسب خصوصيات الأصل.. فمثلا: عند تطهير ثوب في إناءٍ صغير يفتح الماء الكر عليه، هذا الماء له حكم البحر، هو إناء صغير فيه ماء قليل.. ولكن خاصية التطهير والكُرية موجودة؛ لأنها اتصلت بالكُر الأكبر.. ونحن كذلك إذا بقينا وحدنا، عبارة عن مياه قليلة تتنجس بأدنى نجاسة.. ولكن لو ربطنا أنفسنا بالكُر الأبدي الباقي، اكتسبنا هذه الصفة.

– ومن هنا فلنعقد نية، سيظهر أثرها في عرصات القيامة.. فلنقل: يا رب!.. كل ما أقوم به من الآن إلى تلك اللحظة التي أغمض فيها جفناي وأموت، جعلت سعيي في هذه المرحلة كلها لوجهك الكريم، حتى وفاتي أيضاً اجعلها قتلاً في سبيلك.. هذه النية ليست ببدعة غير معهودة، فالقرآن الكريم يقول: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.. قل: يا رب!.. نذرت نفسي لك، لأكون في خدمتك أينما كنت: في مقام العمل، أو الكسب، أو غير ذلك.

– إن ميثم التمار عندما كان يبيع التمر، كان في طاعة الله -عز وجل- لأنه كان يبيع التمر، ليستغني عن أعداء أمير المؤمنين.. وعندما كان مصلوباً على النخلة وقطع لسانه وهو حي، أيضاً كان في طاعة الله -عز وجل- فهو يلهج بذكر الله وذكر أوليائه.. هنيئاً لمن كانت حياته مصطبغة بلون واحد!.. إذ ليس هنالك ألوان متعددة في الحياة {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}.. لذا فليأخذ الإنسان ريشة وليصبغ حياته من الآن -إذا فاته الماضي- بهذه الريشة الجميلة إلى ساعة الاستشهاد في سبيل الله .

– لماذا هذه المبالغة في المستحبات في الشريعة؟..
فمن المستحبات عند الاستيقاظ أن يقول الإنسان: (الحمد لله الذي رد علي روحي، لأحمده وأعبده).. عليه أن يشكر الله على نعمة الاستيقاظ، لأن البعض ينام ولا يستيقظ، يقول تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا…}.. وعند ركوب الدابة، يقول: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ}، وكذلك هناك مستحبات عند دخول المسجد والخروج منه، فيقدم الرجل اليمنى عند الدخول، واليسرى عند الخروج.. بينما عند دخول الحمام يقدم الرجل اليسرى، وعند الخروج منه يقدم الرجل اليمنى.. لماذا جعل الإسلام الإنسان محفوفاً بهذا الإطار النوراني من ذكره؟.. الجواب البديهي: كي يربط الإنسان نفسه دائماً بهذا المبدأ.

– التكبير: عن الإمام الصادق -عليه السلام-: (إذا كبرت فاستصغر ما بين العلا والثريا دون كبريائه، فإن الله إذا اطلع على قلب العبد وهو يكبّر، وفي قلبه عارض عن حقيقة تكبيره، قال: يا كاذب!.. أتخدعني، وعزتي وجلالي لأحرمنك حلاوة ذكري، ولأحجبنك عن قربي والمسارّة بمناجاتي). عندما تقول: الله أكبر، تصور أن كل شيء في هذا الوجود لا وجود له.

– إن الذين يريدون صلاةً خاشعة، فليبدؤوا من التكبير.. لأنه إذا كان الإنسان مؤدباً في الخطوة الأولى، لدخول طاعة السلطان؛ عندئذ يرجى أن يستمر في الأدب.. ومن الممكن أن يغـتفر له سوء الأدب المتقطع، أثناء اللقاء مع السلطان.. أما الذي يدخل، ولا يراعي أدب المثول بين يدي الله -عز وجل- وإن أقبل لاحقاً؛ فإنه يعدّ مقصراً في ذلك.. فإذن، إن التكبيرة هي الأدب الأول للدخول بين يدي الله عز وجل.

– إن مسألة الوساوس والسرحان والخواطر في الصلاة، هي مورد ابتلاء الأولياء والصالحين.. ما من أحدٍ يصلي إلا والخواطر تهجم عليه هجوماً، فالذهن يتوسع في الصلاة، ففي بعض الأوقات وأثناء الصلاة، تأتي ومضة أخلاقية ممتازة جداً، ولكن الشيطان يريد أن يستدرج الإنسان من خلالها.. ظاهرها رحماني، ولكن مبدأها شيطاني.

– إن لمحاربة هذه الخواطر قاعدتان: القاعدة الأولى: على المصلي أن لا يعتن بالخواطر الإجبارية.. والقاعدة الثانية: عليه أن لا يتابع الخواطر الاختيارية.. فلو كبّر المصلي إلى أن سلّم وهو في حال منازعة مع الشيطان، وأنهى الصلاة وهو في حال عراك معه.. لعله يثاب أكثر من الذي يُقبل على الصلاة والطرق مفتوحة أمامه.

– إن أولياء الله الذين يعشقون الصلاة، ويتلذذون بذكر الله، عندما يكبّر ينسى نفسه، فعلي -عليه السلام- كانت تنزع منه السهام أثناء الصلاة، وهو لا يشعر بألمها.. وبعض الخاشعين في صلاتهم يكونون كالخشبة اليابسة.. أحد العلماء ذهب إلى سطح الحرم الرضوي الشريف، ليصلي في جوار القبة الرضوية المباركة في يومٍ مثلج، هذا العالم كان راكعاً ولم يرفع رأسه من ركوعه إلا وطبقة الثلج مجتمعةٌ على ظهره كالخشبة، فلم يشعر ببرد ولا ثلج، لأنه مشغولٌ في خطاب مولاه.

– الشك: إن الشكوك الصلاتية لها حلول فقهية واضحة، حيث يبنى على الأكثر -مثلا- ويأتي بصلاة الاحتياط.. عن رسول الله (ص): (إن أحدكم إذا قام يصلي، جاءه الشيطان فلبس عليه، حتى لا يدري كم صلى…).. ولكن أصل عروض الشك حالة سلبية عند الخواص!.. فليس من المقبول أن يصاب المؤمن المتوجه في صلاته، بحالات الشك والذهول، بحيث يصل الأمر إلى أن يشك بين الركعة الثانية والركعة الرابعة مثلا!.. لأن الركعة الأولى لها لون الورود على المولى.. والركعة الثانية فيها قنوت ومناجاة مع رب العالمين، فيقال في الركعة الثانية: من الطبيعى أن الإنسان يأخذ عزه ودلاله في الحديث مع الله عز وجل، فكيف يشك في الركعة الثانية وهو ينتظر القنوت؟.. وفي الركعة الثالثة يعيش حالة التوجس والخيفة بين اللقاء وانتهاء اللقاء.. بينما الركعة الرابعة: فيها رائحة الوداع، بما تستلزمه من الهم والغم؛ إذ إن الانسان بعد لحظات سينتهي من لقاء الله عز وجل، فهو يعيش ألم الفراق، وخاصةً في صلاة العشاء، فقد ورد بخصوص صلاة العشاء: صلّ صلاة المودِّع، لأن الإنسان سوف يصلي صلاة العشاء وينام، ولا يعلم أنه سيقوم من رقدته .

– القراءة: إن آية البسملة من أعظم الآيات في القرآن الكريم، {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}.. ما معنى الباء هنا؟.. معناها: أبتدئ بسم الله، وأستعين بالله الرحمن الرحيم، فالذي يقول في سفره عندما يركب الطائرة: (بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم!.. هوّن علينا سفرنا هذا، واطو عنا بعده.. أنت الصاحب في السفر، وأنت الخليفة في الأهل)، هذا إذا نزل تلك العاصمة الأجنبية، هل يعصي الله -عز وجل- وقد اعترف في أول سفره بأن الله صاحبه.. أليس هذا من باب الاستخفاف برب العالمين!..

– فإذن، إن من فوائد التسمية الوقاية من الذنوب، لأن الإنسان عندما يسمي، ويزاول عملا؛ فإنه من الطبيعي أن يلحظ رضا الله -عز وجل- في ذلك العمل.. فالذي يقوم بعمل ما ويقول: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } بالتفات وتوجه، لا بد أن يراعي رضا الله -عز وجل- في ذلك العمل؛ فلا يعصي الله.. فعندما يذهب الإنسان إلى أي مكان، أو يقوم بأي عمل ويقول: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } لا تلفظا، بل حقيقة؛ فإنه يستحي أن يقوم بما يخالف رضا الله عز وجل.

– إن العمل الذي يبدأ باسم الله -عز وجل- ينتسب إليه.. إذ (كل عمل لم يبدأ باسم الله، فهو أبتر)؛ لذا على المؤمن أن يعود نفسه على البسملة قبل كل أمر.. والذين يلتزم بالبسملة قبل كل أمرٍ ذي بال، فسوف يغطي ذكر الله -عز وجل- كل حياته.. وإذا أحب الإنسان أن يكون من الذاكرين لله كثيراً، ما عليه إلا أن يلزم نفسه {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } قبل كل عمل.. إن حياتنا: إما أكلٌ، أو نومٌ، أو صلاةُ، أو مذاكرةُ.. فعندما يريد أن يفتح كتاب طب، فليقرأ دعاء مطالعة الكتاب: (اللهم!.. افتح علي أبواب رحمتك، وانشر علينا خزائن علومك).. فالطب من خزائن الله عز وجل، والفقه من خزائن الله عز وجل، فلو التزمنا بالبسملة قبل كل أمرٍ ذي بال، لكنا من الذاكرين لله -عز وجل- في كل لحظات حياتنا.

– {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، أي الثناء كله لله رب العالمين، فالذي يقول: (الحمد) بصدق، هل يشتكي من تقلبات الأيام؟.. وهل يشتكي من مكروه القضاء؟.. من أراد أن يعلم قربه من الله -عز وجل- فلينظر إلى حالته عند المصيبة، إن البعض قد لا يظهر جزعه.. ولكن يعيش الجزع الباطني، بينما الولي هو الذي لا يعيش حتى هذه القضية (اللولائية)؛ أي لا يقول: لو لم أخرج لما وقع كذا.. فإن هذا منتهى ضعف الإيمان .

– إن المؤمن في ضيافة الله -عز وجل- بكل معنى الكلمة.. والتي فهمت حقيقة الحمد، هي سيدتنا زينب -صلوات الله وسلامه عليها- عندما شمت العدو بها وقال لها: (الحمد لله الذي أكذب أحدوثتكم)، وإذا بها -صلوات الله وسلامه عليها- تقول كلمة لا يصل إلى كنه هذه الكلمة، الذين يدعون العرفان والمعرفة طوال التاريخ، عندما قالت: (ما رأيت إلا جميلاً).. هذا حال المؤمن الذي يعيش حالة من حالات التسليم بين يدي الله عز وجل.

– قال رسول الله (ص): يقول الله -عز وجل-: قسمت الحمد بيني وبين عبدي، فنصفها لي ونـصـفها لعبدي، ولعبدي ما سأل.. إذا قال العبد: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قال اللّه عز وجل: بدأ عبدي باسمي، حق عليّ أن أتمم له أموره، وأبارك له في أحواله.. فإذا قال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، قال اللّه عز وجل: حمدني عبدي، وعلم أن النعم التي له من عندي، والبلايا التي اندفعت عنه بتطولـي، أشـهد كم أني أضيف له نعم الدنيا إلى نعيم الآخرة، وأدفع عنه بلايا الآخرة، كما دفعت عنه بـلايا الدنيا.. فإذا قال: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، قال اللّه عز وجل: شهد لي بأني الرحمن الرحيم، أشهدكم لأوفـرن مـن رحـمـتي حظه، ولأجزلن من عطائي نصيبه.. فإذا قال: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، قال اللّه عز وجل: أشهدكم كما اعترف بأني أنا المالك ليوم الدين، لأسهلن يوم الحساب حسابه، ولأتقبلن حسناته، ولأتـجـاوزن عـن سـيـئاته.. فإذا قال العبد: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} قال اللّه عز وجل: صدق عبدي، إياي يعبد، لأثيبنه على عبادته ثوابا يغبطه كل من خالفه في عبادته لي.. فإذا قال: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، قال اللّه عز وجـل: بـي استعان وإلي التجأ، أشهدكم لأعيننه على أمره، ولأغيثنه في شدائده، ولأخذن بيده يوم القيامة عند نوائبه.. وإذا قال: {اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}، قال اللّه: هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل، قد استجبت لعبدي، وأعطيته ما أمل، وآمنته مما منه وجل.

– {الرَّحْمَنِ} إشارة إلى رحمته الغامرة للمؤمن والفاجر.. ومن الغريب أن الله -عز وجل- جعل النصف الأعلى من الكرة الأرضية، من أجمل العالم خضرةً ونضرةً ومياهً وثروةً وجمالاً، هذا النصف الذي يعيش فيه العالم الغربي، حيث أن رحمته غامرة للجميع.. قال رسول الله (ص): (لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة، ما سقى كافرا منها شربة ماء). بينما جعل الكعبة في وادٍ غير ذي زرع، هذه سياسة رب العالمين، أن يضيق على عبده في الدنيا ليختبر إيمانه.

– {الرَّحِيمِ} هذه الرحمة الخاصة، نصل إليها من خلال الصبر على المحن والبلاء، والصبر على ما لا يرضي الإنسان.. وهذه سيرة أئمتنا -عليهم السلام- مليئة بالابتلاءات: فسيدنا الحسين -عليه السلام- له عند الله منزلة لا يبلغها إلا بالشهادة، ومولاتنا زينب الكبرى التي يتنازع عليها المسلمون على مدفنها في الشام أو في مصر، لم تبلغ هذه المرتبة إلا من خلال الصبر على المصيبة، وكذلك جميع الأئمة.. نعم الذي يريد أن يصل إلى درجة من درجات القرب الخاص، عليه أن يفرح بالبلاء.

– الدعاء: على المؤمن أن يدعو، ولكن بعنوان الوظيفة لا بعنوان الإصرار يقول تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}؛ أي إذا لم تدع، لا أستجيب.. ولكن بعض الأوقات يجب أن يراك في هكذا حالة، فالمبتلون كثيرون.. {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}.. فالأم التي تشتكي من ولدٍ معوق، هذا البلاء بلاء متصل، فهي لم تكن سبباً، لأنه لو كان الأمر بيدها، لأنجبتِ أجمل أولاد الأرض.. ولكنه قضاء الله وقدره، وما دام هذا المعوق يتقلب في المنزل، لا أحد يدري ما هي الرحمة التي تغمر الأبوين.. فهي تربي مخلوق الله.

– نعم، إن الذين يعيشون البلاء، أولئك عليهم صلواتٌ من ربهم ورحمة. ولكن -للأسف- البعض يمر عليه البلاء، فيجزع.. فهو في الدنيا مبتلى، وفي الآخرة من الخاسرين!.. أي عقلٍ هذا؟.. إن البعض يذهب إلى البقاع المباركة، ويطلب من المعصومين -عليهم السلام- قضاء حوائجه، فيرى بعض العلامات الدالة على عظيم المنزلة عند الصبر، فيسأل المعصوم أن لا يتوسط له برفع هذا البلاء عنه، لما ينكشف له من الدرجات العالية جزاء صبره على هذا البلاء.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.