Search
Close this search box.
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

– علينا أن نغتنم الفرصة في ليلة الجمعة، لإعادة الإنتعاشة الروحية، فالعبرة في الكيف لا بالكم.. لأن الإنسان يبتلى بقسوة القلب، من جراء التعامل مع عناصر الحياة الدنيا.

– إن الفرق بين المعصوم والعابد، هو أن العابد قد يميل للحرام، ولكنه يكبت نفسه.. بينما المعصوم هو الذي لا تنقدح عنده نية الحرام أبداً.. فقد يصل الإنسان المؤمن في الحياة الدنيا إلى درجة من الدرجات، لا يستذوق الحرام أبداً، ولا يحتاج إلى (حقٍ) لترك الحرام، لعدم وجود ميل إلى الحرام من أساسه.. نحاول في حياتنا اليومية أن نصل إلى هذه الدرجة، فالمسألة ليست مسألة الذنوب، وإنما مسألة الغفلات التي تجعلنا في حجابٍ وفي بُعد عن عالم الوصال.

– إن السجود أنواع: فهناك سجود شكر، وسجود صلاة، وسجود تأمل.. فالسياحة في عالم الغيب، هي معراج الروح، ويكون ذلك من خلال السجدة بين يدي الله سبحانه وتعالى.

– إن الإنسان عندما يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، فهذه الشهادة لها ضريبة ولها مسؤولية.. فالذي يقول: يا رب!.. أنت ربي لا شريك لك؛ معنى ذلك أن الشركاء كلها منتفية.. ففي أيام الجاهلية كان الشركاء عبارة عن هُبل، واللات، والعزى.. ونحن لا نريد أن نقول: يا رب!.. نحن لا نعبد اللات والعزى، لأنه أصلاً لا وجود لها.. فنحن لسنا كالبوذيين الذين يجعلون في بيوتهم أصناما صغيرة، ويا لها من مفارقة في القضاء والقدر!..

إن بني آدم في بعض الأوقات يتحول إلى بهيمة في مقام الفكر والعمل، فشرق آسيا يضم حضارة قوية، وأصحاب تكنولوجيا متطورة؛ كاليابان، وكوريا وغير ذلك، وأحدهم يضع أدق التقنيات.. ولكن عندما يصل الأمر للروح والفكر، يقفون أمام صنم ذهبي أو غير ذلك، ليتخذوه لهم معبوداً.. لذا علينا أن نعرف قدر هذه النعمة -نعمة الإسلام- الذي عرّفتنا على عبادة الله الواحد الأحد.

وبالتالي، فإن الإنسان عندما يتشهد، فهو يقول: إلهي!.. إني لست عابداً لكل معبودٍ سواك.. ومن أسوأ أنواع المعبود، معبود الهوى.. فالإنسان لن ينجو من مخالب الشيطان، إلا من خلال الإرادة الصارمة.

ما قيمة هذه الدورات، ومنابر الحسين -عليه السلام-؟..

{إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ…}.. إن النوادي الرياضية متوفرة بكثرة في هذا البلد، ولكن من تستقبل؟..إنها تستقبل الذي يذهب، ويطلب أن يتربى فيها.. فبعضهم يلتزم سنوات يومياً بالذهاب إلى النادي لينمي عضلاته، بينما عالم الأرواح لا تحتاج إلى هكذا رعاية مكثفة وإلى عناية؟..

إن هذه الأبدان هي صديقنا إلى القبر.. هل من شك أننا سوف نخلد بأرواحنا؟.. إن ضغطة القبر ليست لهذه الأبدان، والسعادة ليست لهذه الأبدان.. فقد ورد عن النبي (ص): (إن القبر روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النيران)، (إذا مات المرء قامت قيامته).. كلنا ننفصل عن القيامة بلحظات.. هذه السعادة التي تأتي للروح، لماذا لا نجلبها لحياتنا الدنيا، ما دامت السعادة؛ سعادة الأرواح؟!..

إن الإنسان بإمكانه أن يجلب هذه السعادة لروحه، من خلال الصلاة الخاشعة.. يقول أحدهم: أنا كنت عاكفاً على معصية منذ بلوغي إلى الآن، ولكن بفضل هذه الدورة، والصلاة الخاشعة امتنعت عن هذه الرذيلة، رغم أنني متزوج، ولكن النفس لا تقنع بالقليل الحلال.. قال رسول الله (ص): (لعن الله الذواقين والذواقات)؛ حيث أن هناك صنفا من الناس ينتقلون من فتاة إلى أخرى، فهؤلاء ماذا يجيبون ربهم يوم القيامة، عندما يخدعون هذه وهذه وهذه؟.. وإذا بالبعض منا بسلوكه المنحرف بربط القلوب مع نفسه كذبا، لا من باب مقدمية الزواج، يلعبون بالمشاعر؛ فتنحرف البنت بعد ذلك.. وبالتالي، فإن جيلا ينحرف بسببهم!.. فيوم القيامة يقال: هذا سهمك أنت أيضاً ادخل النار مع من ارتكب الحرام معها.

قد يقول البعض: وما ذنبي أنا، لقد ارتكبت خطيئة وانتهى الأمر؟.. لا، ليس الأمر كذلك.. هنالك رواية مخيفة جداً بهذا المعنى: عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن العبد يحشر يوم القيامة وما أدمى دما، فيدفع إليه شبه المحجمة أو فوق ذلك، فيقال له: هذا سهمك من دم فلان، فيقول: يا رب!.. إنك تعلم أنك قبضتني وما سفكت دما.. قال: بلى، وما سمعت من فلان بن فلان كذا وكذا، فرويتها عنه، فنقلت حتى صار إلى فلان؛ فقتله عليها، فهذا سهمك من دمه.

وعليه، فإن الذي يفعل فعلاً يؤدي إلى انحراف البعض عن جادة الله -عز وجل- يوم القيامة أيضاً يشترك في وزر القوم.. وبالتالي، فإن مشكلة السافرة أنها لا تعلم ماذا تصنع بمظهرها، وبجمالها الفاتن، وبنظراتها، وبشعرها المصبوغ، وغير ذلك.. هي تمشي في الأسواق، وتقتل من حولها من الشباب، لأن هذا الشاب يُثار ولا يجد الحلال، فيرتكب الحرام.. فتُسجل في ديوان عملها.

إننا عبارة عن سيارات نحتاج إلى محرك، وإلى قائد ماهر، وإلى فرامل.. فالمحرك عبارة عن الإرادة، فالذي لا إرادة له لا محركية له.. ويحتاج إلى قائد يسوق الدابة إلى ساحل النجاة، فالذي لا خبرة له في سياقة دابته، أيضاً إنسان على شفا حفرة من النار.. فهذه الدورات وأمثالها لتدريبنا على القيادة.. ونحتاج أخيراً إلى فرامل لا يمكنها أن تقول: (لا).. إياك أن تصل إلى مرحلة تعتقد أنك خارج دائرة السيطرة!.. والذي يعتقد أنه كذلك، فإن نهايته مؤلمة ومؤسفة، وسوف لن يفلح أبداً.

إن أحد المؤمنين، عندما يصل إلى كلمة (وحده لا شريك له) يعيش حالة الرقة والبكاء.. يجلس ويبكي على غربة الله، يقول: إن ربي زبائنه قليل، وحده لا شريك له، ذكره غريب في الأرض، وقلّ من يذكره، وقلّ من يشكره، وقلّ من يناجيه.. فيقوم الليل وينظر إلى الكرة الأرضية في ساعة منتصف الليل، حيث الناس بين نائم، وبين مرتكب للفواحش، يقلّب الفضائيات المحرمة، ويسهر سهرات خليعة بجوار من هي حصب جهنم.. فكم نسبة الذين يحيون الليل؟..

إن الذي يعيش هذا الشعور ثوانٍ في عمره، يأتي يوم القيامة مُبيضا وجهه، وكأن الله -عز وجل- يقول لملائكته: إن هذا العبد ما بكى خوفاً مني، ولا بكى طمعاً من جنتي، وما بكى على مصائب أهل البيت (ع).. بل بكى لغربتي ولوحدتي. إن رب العالمين ليس وحيداً -جل جناب الحق- ولكن ذكره هنا بحذف المضاف.. فرب العالمين في القرآن الكريم يقول في عدة آيات، تثير مشاعر العباد: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}؟..

أليس هناك لقاء إجباري مع الله –تعالى- يوم القيامة {يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ} {إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا}، فاللقاء إجباري شئت أم أبيت، فلماذا لا نتودد إليه قبل هذا اللقاء الإجباري؟.. وقبل أن نفتضح على رؤوس الأشهاد؟..

{يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ}.. أي من ظلمات بطون الأمهات أخرجناك خلقا سويا، ولو شئنا لسلبنا منك البصر، ولسلبنا منك السمع، ولأخرجناك مشلولاً قبيحاً.. ولكن ما أكفرك يا بني آدم!.. {قُتِلَ الإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ}!..

إن الذي يرق قلبه لهذه المعاني قلبٌ كبير!.. يقول أحد العلماء: إن أهل البيت زبائنهم كثيرون ما شاء الله!.. ولكن زبائن رب العالمين قليل، صحيح هم مقدمة له (ذكرنا ذكر الله)، ولكن تفاعلنا وبكاء الخوف من خشية الله في حياتنا قليل.. هذه الدمعة في جوف الليل من خشية الله، دمعة عظيمة عند الله عز وجل.

– (السلام عليك أيها النبي): هذا بحث فقهي، فالبعض يقول: عندما تقول: (السلام عليك أيها النبي) لا تنوِ السلام على النبي؛ لأنه خطاب مع آدمي، والكلام مع الآدميين من مبطلات الصلاة.

فالإنسان عندما يسلم يصافح ويضم، أما الذي يدبر بوجهه، ويقول: السلام عليك!.. فذلك سوء أدب!..

لذا، عليك أن تلتفت للنبي، وتستحضر بقلبك!.. لا ينبغي أن يكون السلام مع الذهول المطلق.. هو سلام واحد؛ ولكن بثلاث شعب: يا رسول الله السلام عليك مني!.. يا رسول الله رحمة الله عليك!.. يا رسول الله بركات الله عليك!..

فلو استحضرت هذه المعاني عند السلام، وسلمت على النبي (ص) مرة واحدة بهذه النية الجامعة.. ورسول الله قال لك: وعليك السلام، وعليك السلام ورحمة الله وبركاته.. هل يبقى كيانك كما هو، أو تتدخل في ذلك النظرة النبوية المُغيرة؟..

– (السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين): لو اُستجيب هذا السلام، فإن ذلك سيكون مذهلا؛ أي أن هذا السلام ذهب إلى العرش.. فمصداقه الأول آدم أبو البشر، والثاني حواء، والثالث شيث، ونوح، وإبراهيم، وإسماعيل، ويونس، ويعقوب، وموسى.. ويأتي إلى النبي (ص) وإلى الأئمة الإثني عشر (ع)، وإلى مولاتنا الزهراء (ع).. وإلى أصحاب أمير المؤمنين في النهروان والجمل، وأصحاب الحسين في كربلاء، وأصحاب الإمام الحجة الذين معه (الأنصار) إلى من ولد هذه الليلة قبل قليل، والله يعلم بأنه عبدٌ صالح.. أي أن هذا السلام يذهب إلى العرش.

فلو أنك قلت هذه الليلة: (السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين) واستجاب الله لك؛ فمعنى ذلك أن مليارات البطاقات البريدية هذه الليلة تذهب إلى قصور الأنبياء والمرسلين، في كل قصر تأتي رسالة منك: (فلان يسلم عليك).. عندها ماذا سيكون مصيرك في هذه الليلة، وقد أدخلت السرور على قلوب مليارات الصالحين من الأنبياء والمرسلين؟!..

نتمنى أن نقول ولو لمرة في العمر: (السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين) بتوجه، فكيف إذا كان في اليوم خمس مرات؟..

هذه الصلاة قد حولناها إلى مهزلة: ففي بعض الحالات، يأتي الرجل ويصلي في صالة التلفاز، ليجمع بين الصلاة واستماع الأخبار.. فتصبح الصلاة باهتة.. والبعض عندما يأتي من العمل لا يأكل الطعام قبل أن يصلي، وعندما تسأله: لماذا تصلي قبل الطعام؟.. يقول: حتى أتهنأ بالأكل؛ لأنه إذا أكلت ولم أصلي، لا ألتذ بالطعام؛ أي أنه يعتبر الصلاة ثقلا يريد أن يتخلص منه حتى يأكل بشهية.. وهكذا في شهر رمضان، إن البعض يصلي مع الآذان صلاة سريعة، حتى يأكل على راحته؛ فتصبح الصلاة قربانا ومقدمة للطعام الهنيئ.

– التعقيبات اليومية: راجعوا كتاب مفاتيح الجنان، إنه كتاب جميل!.. ونحن لا ننكر أن فيه بعض الهفوات، فهو من وضع البشر وليس قرآنا.. ولكن فيه التعقيبات المشتركة، ثم التعقيبات المختصة.. إن لم تذكر أي تعقيب، إحفظ التعقيب المعروف: (إِلـهي!.. هذه صَلاتي صَلَّيْتُها، لا لحاجَة منْكَ إليْها، وَلا رَغْبَة مِنْكَ فيها؛ إِلاّ تَعْظيماً وَطاعَةً وإجابَةً لَكَ إِلى ما أَمَرْتَني بِهِ.. إلـهي!.. إِنْ كانَ فيها خَلَلٌ أَوْ نَقْصٌ مِنْ رُكُوعِها أوْ سُجُودِها، فَلا تؤاخذني، وَتَفَضَّلْ عَلَيَّ بِالْقَبُولِ وَالْغُفْران).. فمثلا: عندما يأتي أخ ويقول: أنا سجدت ولم أضع جبهتي على الأرض كاملة.. ومن المعلوم أنه إذا أخطأ في السجدتين تبطل الصلاة سهواً أو عمداً، لأنها ركن.. فيوم القيامة ربما يدخل النار مع تاركي الصلاة، لأنه لم يأت بها صحيحة.. ولهذا تقول في التعقيب: (فَلا تؤاخذني، وَتَفَضَّلْ عَلَيَّ بِالْقَبُولِ وَالْغُفْران)؛ لا عدلاً، وإنما فضلاً تفضلاً.

– ومن التعقيبات تسبيحات الزهراء -صلوات الله عليها- فهذه هدية رسول الله (ص) لحبيبته فاطمة، بنت خاتم الأنبياء، وبنت سيد المرسلين؛ هذا بحسب الواقع.. وبحسب الظاهر، بنت حاكم أكبر حضارة على وجه الأرض، وإذا بها تحتاج إلى خادمة -فدتها نفوسنا جميعاً- استقت بالقربة حتى أثر في صدرها، وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها، وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها، وأوقدت النار تحت القدر حتى دكنت ثيابها؛ فأصابها من ذلك ضرر شديد.. فذهبت إلى رسول الله تطلب خادمة.. وهذا أضعف الإيمان، ولو أن عليا -عليه السلام- نادى في المسجد: أيها الناس!.. من منكم تخدم زوجتي؟.. أعتقد أن أهل المدينة كلهم أو الجُل منهم لبوا طلبه.. ولكن رسول الله (ص) لم يستجب لطلب فاطمة، وعوضها بهذه التسبيحة.

إياك إياك أخي العزيز!.. أن تترك تسبيحات فاطمة؛ حباً لها وكرامة لها.. وهناك أسرار في هذه التسبيحة.. قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا شككت في تسبيح فاطمة (عليها السلام) فأعد.

– سجدة الشكر: اسجد وقل فيها: يا رب!.. شكراً لك على هذه النعمة، خاصة إذا كنت في مكان لا يتعارف فيه ذكر الله -عز وجل- إشكره على هذه النعمة.

– القنوت: إن القنوت ساعة حديث مع الله -عز وجل- فالبعض يحفظ قنوتا واحدا، ويردده منذ كان صبيا إلى أن يموت، مثل: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة)، ولا يغير من قنوته حرفاً واحداً.. بينما يمكنه أن يختار أي مناجاة، وبأي لغة، ومن أي كتاب للدعاء، ويمكنه أن يقرأ ذلك من الكتاب أثناء القنوت.

– صلاة الجماعة، وصلاة الليل: لم نر في روايات أهل البيت تأكيداً، بمثل التأكيد على هاتين الصلاتين: صلاة في المجتمع، وصلاة في جوف الليل.. صلاة إجتماعية، وصلاة فردية.

– إن صلاة الجماعة من كنوز البر، وخاصة إذا كانت في بيت من بيوت الله -عز وجل- فرب العالمين يعامل الجمع معاملة أفضلهم.. فإمام المسجد يصلي بصلاة أضعفهم، والله -عز وجل- ينظر إلى القوم بصلاة أقواهم وأقربهم إليه.. هذه سياسة الكريم.

إن صلاة الجماعة مهمة جداً، وخاصة في المساجد المهجورة.. حتى لو لم يكن هناك جماعة في المسجد، بإمكان الإنسان الذهاب إليه، لأنه بيت الله رب العالمين، فهو لا ينظر إلى الرخام، ولا ينظر إلى زينة السقف.. فمسجد النبي كان مسجداً مكشوفاً لا سقف له، ولكن العالم تنور من ذلك المسجد.. فالعالم الذي لا يقدر، والمصحف الذي لا يُقرأ، والمسجد المهجور؛ هؤلاء يوم القيامة، يشتكون إلى الله -عز وجل-.

إن صلاة الجماعة فضلها كبير، لذا عليكم أن تعضوا عليها بالنواجذ.. ولكن شرط أن لا تسرحوا يمينا وشمالا أثناء الصلوات الإخفاتية، فعادة صلاة الظهرين لا خشوع فيها لهذه الخصوصية.. لذا حاول أن تعيش بعض المشاعر، ولا مانع من أن تقرأ القرآن لنفسك في الإخفاتية.

– صلاة الليل: {عسى أن يبعثك ربك مقاماً محمودا} كان بإمكان رب العالمين أن يذكر المقام المحمود، ولكنه أبهم القول، لم يذكر ما هو الجزاء؟.. يقال: ما بال أهل الليل، أجمل الناس وجهاً؟.. يقال: لأنهم خلو بربهم، فكساهم من نوره!.. فالشاب الأعزب عندما يقول: خشعت الأصوات، وسكنت الحركات، وخلا كل حبيب بحبيبه.. وأنت يا رب ثقتي ورجائي، أناجيك يا معبوداً في كل مكان، عسى أن تسمع دعائي، وتستجيب ندائي!.. هذه الكلمات من هذا الشاب الأعزب في جوف الليل، ألا تخترق العرش لتصل إلى الله عز وجل!..

إبدأوا صلاة الليل بأقل ما يمكن بثلاث ركعات: ركعتا الشفع، وركعة الوتر.. بإمكانكم أن تصلوا هذه الصلاة قبل آذان الفجر بدقائق، وإذا فاتتكم ليلاً إقضوها نهاراً.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.