التدبر في سورة النصر

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
علی مائدة سورة من سور القرآن الکریم نحاول أن نتدبر معاً قلنا للإخوة والأخوات أن التدبر في القرآن هو الطریق إلی العمل بمضامینه، من لا یعرف الفاظ القرآن ظاهراً من لا یعرف عربیتها أو یعرف العربیة ولکن لا یعلم المغزی والمراد من کلام الله عزوجل هذا کیف له أن یعمل بکتاب الله عزوجل، الحدیث حول سورة النصر الآن تسمیة السور من أین جائت؟ هل هذه التسمیات من النبي صلی الله علیه وآله؟ أو ممن أتی بعده بإمضاء ائمة اهل البیت؟ هناك أبحاث في التسمیات وهناك بعض السور ائمتنا علیهم السلام سموها بأسمائها یعني بعض هذه التسمیات واردة في روایات اهل البیت علیهم السلام، المهم في هذه السورة هکذا نقرأ اذا جاء نصر الله والفتح اولا ما الفرق بین النصر والفتح؟ النصر حسب الظاهر حسب العرف هو نفس الفتح ولکن اذا تأملنا في هذه العبارة تدبرناها یقول بأنه لیس کل نصر فتحاً، کل فتح نصر ولکن لیس کل نصر فتحٌ ومثاله ما وقع في معرکة بدر؛ في معرکة بدر تم النصر في الخندق وفي غیرها من الحروب ولکن فتح الفتوح النصر الأعظم کان في فتح مکة، اذاً في معركة بدر کان هناك نصر ولکن الفتح وقع في فتح مکة حیث قضی الله علی الشرك واجتث النبي جذورهم من الأساس قصة تحطیم الأصنام وکیف علی علیه السلام أرتقی کتف النبي وطهر البیت من هذه الأصنام، اذاً اذا جاء نصر الله والفتح کل ما وقع قبل فتح مکة کان نصر ولکن کان هذا النصر مرحلياً ولهذا بعد معرکة بدر ماذا وقع؟ وقعت معرکة اُحد حیث الهزیمة الأولیة للمسلمین اذاً کان نصر ولکن لم یکن فتحٌ والدلیل علی ذلك أنه رب العالمین ما نصرهم في اُحد کما نصرهم في بدر، وعلیه بفتح مکة إجتمع النصر والفتح في آنٍ واحد؛ نسئل الله عزوجل في زمان الغیبة أن یرزقنا الفتح کلما نری صور الفتوحات في زمان الغیبة منذ أن غاب امامنا علیه السلام إلی زمان ظهوره کل نصر لا یُعد فتحاً کما یقال فتحاً نهائياً، الفتح النهائي عندما یتم بظهور ذلك المولی المسدد، اذا جاء نصر الله والفتح ورأیت الناس یدخلون في دین الله أفواجا، هنا تأمل جمیل في هذه الآیة؛ أنه رب العالمین یُحب هذه الظاهرة ظاهرة دخول الناس في الدین أفواجاً، انسان ذهب إلی بلاد الغرب للدراسة مثلا هناك کان سبباً لهدایة الناس یعني ذهب إلی مدینة لیس جمع من المؤمنین؛ لما ذهب جمع من الناس دخلوا في دین الله عزوجل هذا تشبه بالنبي، النبي بسببه بفتح مکة دخل الناس في دین الله افواجا وهذا المؤمن بحسبه بطاقته أدخل جمعاً من الناس في دین الله عزوجل، اذاً هذه الظاهرة الدخول في الدین افواجاً أمر محبب للشارع المقدس.
فرق بین انسان همه نفسه یقوم اللیل یصوم النهار اذا مات لم یحس أحد بفقده بخلاف من کان من الدعات إلی الله عزوجل کان علی رأس المصلحین قام بحرکة استنقاذ للأمة هذا الانسان عندما یذهب من هذه الدنیا حقیقتاً نری ثلمة في الاسلام؛ اذا مات المؤمن الفقیه ثُلم في الإسلام ثملة لا یسدها شيء، هذا ایضا من موارد التأمل في هذه السورة المبارکة.
فسبح بحمد ربك؛ في القرآن الکریم هذا التعبیر متکرر سبح بحمد ربك ما معنی سبح بحمد ربك؟ ما قال مثلا إحمد الله بتسبیحه دائماً التسبیح مقدم سبح بحمده، هناك معنیان المعنی الاول المعیة سبح مع حمد ربك عندما تسبح أحمده ایضا الباء بمعنی معَ وهناك معنی آخر ایصا لطیف باء الاستعانة يعني سبح مستیناً بحمد ربك نزه الله عزوجل عن طریق تحمیده نزهُ عن الضعف بأن تقول هو القوي نزهُ عن الجهل بأن تقول هو العالم فإذاً بحمدالله عزوجل نزهُ من ذلك العیب الذي یقابله وأستغفره إنه کان توابا.
کلمة أخيرة في هذه السورة: إستغفره أنت استغفر الله عزوجل أنت أطلب من الله المغفرة ولکن الله عزوجل یعود علیك بالتوبة، التوبة علی ما یقال أرقی من الاستغفار التوبة عودة إلی الله عزوجل الذي عاد إلی الله عزوجل ما عاد مذنباً لا یذنب لیستغفر رجع إلی الله عزوجل العبد الآبق اذا رجع إلی مولاه انتهت المشکلة، لا معصیة في البین اذاً المطلوب من المؤمن أن یعود إلی الله عزوجل بعد أن استغفره.

اللهم اجعلنا من التائبین المستغفرین إنك علی کل شيء قدیر وصلی الله علی محمد وآله الطاهرین.