Search
Close this search box.
  • التدبر في سورة الماعون
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
ایضا علی مائدة سورة من سور القرآن الکریم وهي سورة الماعون هذه السورة علی قصرها فیها معاني لدی التدبر نکتشف هذه المعاني بإذن الله عزوجل، اولا أرأیت الذي یُکذب بالدین؛ عندما یرید أحدنا أن یُخبر خبراً ملفتاً تأتي من الشارع تری حادثاً مروعاً تقول أریت هذا الحادث؟ یعني أمر یستحق أن یری لغرابته لفضاعته لشدته؛ القرآن الکریم یقول أرأيت الذي یُکذب بالدین؟ یعني هذا الانسان هکذا نفهم والله العالم هذا الانسان إلی درجة من الشذوذ ومن الإنحراف یستحق أن یری طبعا أن یری في إنحرافه لا في حُسنه، یعني هذا الانسان بلغ من السوء مبلغاً یستحق أن یری ویلتفت إلی سوئه؛ أرأيت الذي یُکذب بالدین فذلك الذي یدع الیتیم؛ حقیقتا العلماء احتاروا في هذه السورة، أرأيت الذي یکدب بالدین من هو؟ هکذا نتوقع الذي مثلا یکفر بالله الذي مثلا لا یقبل القرآن الذي یهتك الدین یتحدی الشریعة هذه معاني مناسبة لتکذیب الدین من یکذب بالدین یتحدی الله عزوجل في أحکامه یُنکر ضروریات الدین إلی آخره، ولکن القرآن الکریم یقول فذلك الذي یدع الیتیم؛ ینتقل من تکذیب الدین یقول الذي یُکذب بالدین الذي یدع الیتیم ولا یحض علی طعام المسکین؛ یدفع الیتیم ولا یحض علی طعام المسکین هو لا یُطعم ولا یحث الغیر علی إطعام المساکین؛ یعني الانسان الذي یدفع الیتیم، دفع الیتیم لیس بالأمر الهین انسان لا یُکرم الیتیم هذا محمول ولکن یری الیتیم فیُبکیه هذا الانسان بلغ القمة في الشقاوة، تقول یا فلان لا نرید منك مالاً ولا نرید منك طعاماً أو اطعاماً ولکن کن لسان خیر فیستنکف، الذي یدفع الیتیم ویستنکف علی الدعوة إلی الخیر هذا الانسان حقیقتاً بلغ من السوء درجة أصبح یُکذب بالدین یعني تکذیب الدین ما الذي یکشف عنه؟ یکشف عنه سوء السریرة بماذا نعلم سوء السریرة؟ بهکذا معاملة مع الیتیم ومع المساکین.
ثم یقول ایضا في آیة ملفتة فویل للمصلین اذا وقف الانسان علی هذه الآیة المعنی غریب فویل للمصلین من هو المصلي الذي له الويل؟ الذین هم عن صلاتهم ساهون؛ الذي یسهی عن صلاته، طبعا هنا کلمة للمفسرین هذه الکلمة تفرحنا والا مشکلة القضیة ما قال الذین هم في صلاتهم ساهون لو قال هکذا لهذه العبارة شملتنا جمیعاً کلنا نسهی في صلاتتا ولکنهم قالوا عن صلاتهم ساهون بمعنی ترك الصلاة، لیس السهو هنا سهو الغفلة بمعنی من لا یصلي سهواً کمن فاتته مثلا فریضة الفجر وهو نائم هذا لا یسمی ساهیاً، کلمة الویل هنا لابد أن نفسر المصلي الذي له الویل بأمر یتناسب مع الویل یقال ویل درجة في جهنم فیها عذاب شدید هذا لمن؟ للمصلي الساهي الذي یصلي ولا یصلي، یصلي تارة ویترك ولهذا البعض قالوا هذا ویل لالذي یصلي ولکن یسهی عن صلاته، یصلي یوما ویترك یوماً یصلي فرضاً ویترك فرضاً السئوال اذا کان المصلي الساهي ویل له فکیف لتراك الصلاة رأساً؟ أعلم بعض المسلمین منذ أن بلغ إلی ساعة الممات ما وضع جبهته علی الأرض ابداً؟ هذا ماذا حکمه؟ هذا لیس له الویل له ویل الویل هذا في حکم الانسان الکافر لا المسلم ثم یقول هؤلاء من صفاتهم الذي لا یصلي ملتزماً یرائي لأنه لا یعتقد بالله عزوجل لو کان معتقداً لأنضبط في صلاته بل حتی یُلفت نظر الغیر یجعل لنفسه منزلة في المجتمع یضطر للریاء بأن یرائي لیکسب نظر الغیر ویمنعون الماعون، ایضا رجعت الآیة إلی التکافل الاجتماعي انظروا إلی هذه السورة الصغیرة یدع الیتیم لا یحض علی طعام المسکین ویمنعون الماعون کلها مرتبطة بمعونة الغیر مرتبطة بإعانة الفقراء والمساکین ما نفهمه من هذه السورة بعد التدبر أن المؤمن له احساس مرهف المصلي الواقعي ذلك الذي اذا صلی وانتهی من صلاته یسد الفقرات في المجتمع، یری فقیرا یکرمه رأی یتیماً یتکفله وبذلك یکمل ایمانه.

اللهم اجعلنا من المصلین الخاشعین ولا تجعلنا ممن صرفت عنه وجهك الکریم وصلی الله علی محمد وآله الطیبین الطاهرین.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.