Search
Close this search box.
  • الإنفاق المقبول
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

الانفاق علی قسمین هنالك انفاق مالي الانسان ینفق من ماله هذا الانفاق المتعارف وهنالك انفاق مما رزقك الله عزوجل الرزق هناك رزق مادي معلوم وهناك رزق غیر مادي کالعلم زکاة العلم نشره انسان له وجاهة في المجتمع زکاة الوجاهة استعمالها في قضاء حوائج المؤمنین انسان له لسان ذلق کما یقال انسان ذو بیان حسن یستعمل بیانه وحکمته في اصلاح ذات البین وهکذا ولکن هذه اللیلة حدیثنا في خصوص الانفاق المالي، لیس کل انفاق مقبول عند الله عزوجل الانفاق الذي یُقبل فیه شروط منها اولاً تعجیله اذا وعدت احداً مالاً مساعدةً عجل لا تماطل، اذا اعطیته بعد طول المماطلة هذا الانفاق لا اقول لا أجر له ولکن یقل أجره وفي بعض الحالات أذی الانتظار أشد من اصل الحاجة اذاً تعجیله وتصغیره بمعنی الانسان لا یری ما قام به کبیرا.
هنا اسمحوا لي بآیة من کتاب الله عزوجل في سورة الحدید هذه الآیة تمنع العجب في الانفاق آمنوا بالله وبرسوله وانفقوا مما جعلکم مستخلفین فيه والذین آمنوا واخلفوا لهم أجر کبیر التأکید علی کلمة مستخلفین فیه المال مال الله والعبد عبد الله أنت الواسطة الوسیط نقلت المال من هذا المکان الی هذا المکان المال مال الله اعطیته لعبد الله وأنت ایضا عبد لله فلما التفاخر؟ أنت لم تخلق المال ولست بصاحب المال حقیقتا القرآن یعبر بالاستخلاف، اذاً تصغیره لا تنظر الی حجم عملك ما قمت به لو انفقت ما في الارض جمیعا انفقت من مال الله عزوجل المال لیس مالك.
ثالثا قلنا اولا تعجیله ثانیا تصغیره وثالثا کتمانه لا تُتبعوا صدقاتکم بالمن والأذی؛ انسان ینفق یمینه شیئاً لا تدري شماله طبعا هذه مبالغة في الکتمان ولهذا ائمة اهل البیت علیهم السلام کانوا یحرصون علی کتمان الصدقة هکذا لعله وقع في حیاتهم المباركة أن الاما اعطی المال لأحدهم ولم یری وجهُ لئلا یری ذل السئوال في وجه.
بعد هذا الکلام نختمه بهذه العبارة اذا وفقت لإعطاء صدقة لملهوف حقیقتا اخواني بعض الصدقات تقع موقعها انا دائما انصح اخواني بهذه الوصیة افضل الصدقات أن تعطی فقیر یتمیم ومن ذریة رسول الله یعني انسان من نسل النبي هذه مزیة یتیم الابوین أو یتیم الاب الیتم مزیة طبعا مزیة للمنفق وفقیر یعني کل جهات الشفقة مجتمعة لو ادخلت السرور علی هکذا یتیم رب العالمین یعلم ما لك عنده وعند رسوله اذا وفق احدنا لهکذا انفاق فلیری المنة للسائل لا لنفسه! ما أخذته من الأجر لا یقاس بهذه الدریهمات التي اعطیتها، وبعبارة جامعة المنة للفقیر علیك لا منك علی الفقیر أنت أعطیته مئة دینار هذه المئة فانیة لو لم تعطها للفقیر لأقمت بها مأدبة اکلت وشبعت وانتهی ولکن هذه المئة تحولت الی قصور ابدیة أين المئة الفانیة وأين القصور الباقیه؟
ولهذا تقول هکذا الروایة إنکم اقبط بما بذلتم من الراغب الیکم فیما وصله منکم هذا السائل یُغبط علی هذا المال وأنت تُغبط علی الانفاق أنت فيما انفقت اکثر قبطة من هذا الفقیر الذي أخذ المال.
وأخیرا طبعا هذا المعنی قل ما یتفق ولکن قد یتفق انسان لا یصل خیره الی احد حقیقتا هذا الانسان قد تنطبق علیه هذه الروایه؛ امامنا الصادق علیه السلام روي عنه أنه قال ملعون ملعون من وهب الله له مالاً فلم یتصدق منه بشيء الملعون بمعنی المطرود من رحمة الله عزوجل.

اللهم بارك لنا في ما رزقتنا اللهم لا تفرق بیننا وبین محمد وآله طرفة عین ابدا اللهم اجعلنا من عبادك المحسنین المنفقین بجاه محمد وآله الطیبین الطاهرین.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.