Search
Close this search box.
  • الإملاء والإستدراج
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

هنالك باب من أبواب الحدیث وهذا الباب ایضا یشار الیه في القرآن الکریم وهذا الباب باب ینبغي الحذر من الوقوع فیه الا وهو الأملاء وتارة یعبر عنه بالأستدارج وتارة یعبر عنه بالأمهال رحم الله صاحب کتاب البحار عقد باباً بعنوان الأملاء والأمهال وقت ما یغلظ علی العبد في المعاصي واستدراج الله تعالی اذاً أستدراج إمهال واملاء والتعبیر الثالث ورد في کتاب الله عزوجل ولا یحسبن الذین کفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم انما نملي لهم لیزدادوا إثماً ولهم عذاب مهین اذاً الأملاء الأستدراج الأمهال يعني أن یعطیك ربك مادة الفساد والأفساد والمخالفة الانسان الفقیر قد یکون فاسقاً مع الأسف بعض الناس یجمع بین الفقر والفسق في الدنیا حیاته حیاة ضنك وآخرته آخرة ضنك ایضا المهم الفقیر الفاسق دائرة فسقه محدودة یرید أن يرابي أن يشرب الخمر أن يرتكب الموبقات لیست له القدرة ولکن اذا شاء رب العالمین أن يركسه أن يستدرجه ماذا یصنع؟ یعطیه مالاً وفیراً في ما مضی کان ینوي الحرام الآن یرتکب الحرام المنوي لأنه القدرة اذاً بعض الناس یری بعض السلاطین بعض المنحرفین بعض الدول رب العالمین یعطیهم ما یعطیهم هذا یدخل تحت عنوان الأملاء، امیرالمؤمنین صلوات الله وسلامه علیه له تعبیر منبه محذر الآن لا أقول جارح أقول منبه طبعاً یجرح قلوب الفاسقین ویحذر المؤمنين یقول ما أبتلى الله أحداً مثل الأملاء له رب العالمین اذا اراد أن يبتليك ماذا؟ یعطیك مالاً وفیراً تصرفه في الحرام، الآن لیس بالضرورة الصرف في الحرام بعض الأوقات الانسان المال لا یوقعه في الحرام یوقعه في الغفلة والإنشغال رأينا بعض المؤمنين من الصباح الی اللیل فکره في تجارته فکره في عمارته هذا املاء ایضاً في درجة من الدرجات ایضا هذه عقوبة مضومن الروایة رب العالمین اذا اراد أن یعاقب عبداً سلط الله علیه الماء والطین ینشغل بالبناء ولهذا نحن ننصح الأخوة الأعزاء المؤمنين اذا أنشغلت بالبناء لظرف لازم علی کلٍ أستقرار المؤمن مطلوب ایضا خذ حضك من الدنیا ولا تنسی نصیبك ولكن في الایام ضاع في المراقبة إن لم تکن تلتزم المساجد الآن ألتزم قل لنفسك کفاك إنشغالاً بالحدید والطین طول النهار هذه الایام أنت بحاجة الی الصلاة جماعة لإعادة المیاه کما یقال الی مجاریها.
ایضا من مصادیق الأملاء والأمهال تأخير العقوبة بعض الفسقة یتبجح یقول أين العقوبة أين الآخرة یتجاسر أخیراً یقول أین رب العالمین انا في کل یوم أرتكب مثلا کذا وکذا ولا أرى عقوبة اذا رأيت انساناً یقول هکذا اذکر له روایة الامام الباقر علیه السلام؛ عندما بعث الله عزوجل موسی وهارون لفرعون قال قد أُجیبت دعوتکما یعني موسی ماذا یرید؟ یرید هلاك فرعون لأن موسی قام في زمان فرعون قبل أن یقارعه کان مستضعفاً هو وقومه بنو اسرائیل الروایة تقول هکذا یقول امامنا الباقر یقول وکان بین أن قال الله عزوجل لموسی وهارون قد اُجیبت دعوتکما وبین أن عرفه الله تعالی الأجابة أربعين سنة اُجیبت ولکن بعد أربعين سنة رب العالمین یمهل ولا یهمل رب العالمین إنما یخاف من یخاف الفوت انما یعجل من یخاف الفوت وانما یحتاج الی الظلم الضعیف اذاً اخواني اذا رأيت نفسك في حالة غیر حسنة يعني اما أن ترتكب الحرام أو مثلا تقضي کل صلوات الصبح شهر کامل وأنت لا تقوم لصلاة الفجر واتفاقا في ذلك الشهر زاد دخلك کیف تفسره؟ الصلاة بین الطلوعین اليقظة توسع في الرزق وأنت اتفاقا في شهر الکامل یتفق بعض المؤمنین لعل سنة لا يصلي الفجر المهم اذا رأيت المال ینهمر وأنت لا تعمل ما یوجب سعة الرزق احتمل أن هذا من الأملاء.
رواية أخيرة أنزل الله علی موسی حدیث قدسي أيفرح عبدي المؤمن أن أبسط له الدنیا وأبعد له مني کلما فتحت علیه باباً من الدنیا یبتعد عني کان ملازماً للمسجد اعطیته المال ترك الجمعة والجماعة أيفرح بهذا المال؟ هذا المال علةٌ هذا المال وبال علیك تتمة الروایة أو یجزع عبدي المؤمن أن أقبض عنه الدنیا وهو أقرب له مني فقرك في هذه السنة إفلاسك المالي هذا خیر لك مرضك في هذا الأسبوع هذا قربك مني لماذا تجزع من البلاء؟ ثم تلی أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنین نسارع لهم في الخیرات من لا یشعرون الآن ثم تلی یعني موسی علیه السلام لا بالضرورة لعل هذه القطعة مفصولة عن الروایه.
ختامه مسك ماذا یقول امیرالمؤمنین في هذا الباب؟ حقیقتاً قصار جمل امیرالمؤمنين وما ذکره في النهج ینبوع المکارم والحکم لماذا رب العالمین یؤخر عقوبات البعض؟ یقول وطال الأمد بهم لیستکملوا الخزي هذا الظالم الی الآن قتل ألفاً هکذا بعض الظلمة بلغ من قُتل في عهدا الملایین هذا ما جزائه یوم القیامه؟ أو قل مئات الألوف عذابه لا یخطر ببال أحد هذا لو انتقم الله منه في السنة الاولی قتل ألفاً بعد ثلاثین سنة قتل مئات الألوف هذا کم عذابه؟ یستکمل الخزي، وثانیاً یستوجب الغیر لعل المراد بالعبارة الأعتبار بهم العقوبات الألهية لکبار الظلمة عقوبات لا تُنسی الی الآن نذکر غرق فرعون الی الآن عندما نقول فلان مستکبر هذا کقارون خسف الله به الارض اذا تمادی الانسان في ظلمه العقوبة تبقی مخلدة يُذکر الی أبد الأبدين خزي في الدنیا وفي الآخره.

إلهي بحق اولیائك وبحق الصالحین من عبادك وبحق امام زماننا اغفر لنا ذنوبنا وأسرافنا في أمرنا اللهم لا تفرق بیننا وبین محمد وآله طرفة عین ابدا والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.