Search
Close this search box.
  • الإستهزاء بالنفس
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

هنالك مشکلة عند البعض وهي أنه یری نفسه من المتوکلین والحال بأن التوکل لا یستغنی معه عن عالم الاسباب، الزارع الذي لا یبذر لا یعمل في الحقل علی حسب القواعد العامة ویطلب من الله عزوجل الرزق والزرع هذا الانسان لیس علی الجادة الصحیحه، امامنا الرضا علیه السلام یری سبعة أصناف هؤلاء من المستهزئین بأنفسهم هذه الروایة من عیون روایات الامام الرضا صلوات الله وسلامه علیه ومن حُسن اختیار سددة الحرم (این متن نیاز به مراجعه دارد) أنهم کتبوا هذه الروایة في حرمه الشریف سبعة اشیاء بغیر سبعة اشیاء من الاستهزاء یعني هذا الانسان یستهزئ بنفسه لماذا؟ لأنه یعمل خلاف النتائج، الاول من استغفر بلسانه ولم یندم بقلبه فقد استهزئ بنفسه، وهنا ملاحظة للعاصین وکلنا خطائون الذي لا یری الندامة وقبح المعصیة في قلبه بعد الاستغفار هذا الانسان سیعود الی المنکر، شاب علی علاقة محرمة مع فتاة الآن اللیلة جاء الی المسجد تأثر بالکلام ولکنه لا زال شوقاً في نفسه الی لقائها هذا الانسان ممکن یترك الحرام حتی شهر شهرین ولکن في اول فرصة یعود الی الحرام لأن المیل الرغبة الجاذبیة تدفعه بمثابة فاکهة منقطعة عن الشجرة ولکن تمسکها وهي علی الشجرة بمجرد أن ترفع یدك هذه الفاکهة تسقط الی الارض بعض الناس هکذا الوضع الاجتماعي الموسم الآن محرم لا یناسب المعصیة معه صدیقه معه ابوه ولکن في اول فرصة یزول فیه العامل الحافظ صاحبنا یرتکب الحرام ومن المناسب أن نقول الذي لا یعصي وعنده میل للمعصیة قلنا الظروف لا تساعده في اول فرصة ینطلق نحو الحرام یبالغ في الحرام لأنه يريد أن يقضي ما في ذمته هذه المدة کان صابراً علی الحرام الآن ینتقم من نفسه، اذاً من استغفر بلسانه ولم یندم بقلبه فقد استهزئ بنفسه انسان مثلا یذهب الی مطعم شهي ذلك الیوم یطعمونه لحماً خبیثاً لحم حشرة وهو لا یدري! هذا المطعم لو عرض الطعام الحلال سوف لن یذهب الیه لأنه تعقد من هذا المکان بعض المؤمنین اذا عصی الله عزوجل في بلدٍ في دولة الی آخر العمر لا یذهب الیها یقول بلد عصینا الله فیه لا اذهب الیه ثانیة لنفوره من الحرام هذا اولا.
ثانیاً من سئل الله التوفیف ولم یجتهد فقد استهزئ بنفسه، بعض المؤمنین اینما وجد مؤمناً لقی مؤمناً یا فلان اسئلکم الدعاء وهو یعمل خلاف ما یدعوا نسئلکم الدعاء وهو متقاعس وهو متخاذل وهو لا یعمل الذي یسئل الله التوفیق ولم یجتهد فقد استهزئ بنفسه اذاً اُدعوا اُطلب من الغیر الدعاء ولکن بشرط العمل ایضاً.
ثالثاً هذه اللیلة نحاول أن لا نکون من المستهزئین بأنفسهم علی بیان الامام الرضا علیه السلام ومن استحزم ولم یحذر فقد استهزئ بنفسه؛ یحب أن یکون حازماً یرید أن یکون قویاً استحزم طلب الحزم ولکنه لم یحذر یحب أن یکون أباً مدیراً مراقباً یمنع اولاده عن الفساد ولکنه یُدخل في المنزل کل أدوات الفساد هذا ایضاً استهزئ بنفسه، یحب أن تکون زوجته علی خُلق جمیل وهو یسمح لها أن تلتقي بکل فاسدةٍ ومفسده.
رابعاً من سئل الله الجنة ولم یصبر علی الشدائد فقد استهزئ بنفسه البعض یرید أن یدخل للجنة علی فراش من حریر أقل أذیة أقل مرض أقل مزعج یخرج من طوره هذا طریق الجنه، حُفت الجنة بالمکاره وحُفت النار بالشهوات، اذاً الذي یرید المقامات لابد أن یصبر علی الشدائد.
خامساً ومن تعوذ بالله من النار ولم یترك الشهوات الدنیا ایضاً فقد استهزئ بنفسه یرید أن يمشي علی مزاجه في کل شيء طبیعي هذا الانسان اذا تعوذ بالله من النار هو من المستهزئین.
وأخيراً من ذکر الله هذا الأخیر قل ما یأتي في بال البعض؛ ومن ذکر الله ولم یستبق الی لقائه یعني یذکر الله عزوجل ولا یعمل ما یوجب له لقاء الله عزوجل یذکر الله ویعصیه یذکره باللسان یعني! یذکر الله عزوجل ولا یلتزم بالمستحبات المقربة کقیام اللیل مثلا انتم تعرفون الانسان في النهار لا یجد خلوة للحدیث مع ربه صلواتنا الیومیة في زحمة الحیاة لیست لصلاة علی کلٍ مذکره، طبعا هي مذکرة ولکن قمة الخلوة والهدوء في جوف اللیل ومن ذکر الله ولم یستبق الی لقائه فمن کان یرجوا لقاء ربه فلیعمل عملاً صالحاً ولا یشرك بعبادة ربه احدا ایضا هذا الانسان استهزئ بنفسه، حتی نحفظ الروایة اذا ذهبتم لزیارة الرضا علیه السلام سل الامام أن یعینکم علی هذه المضامین اذاً الاستغفار مع ندامة القلب التوفیق طلب التوفیق مع الاجتهاد الحزم مع الحذر سئوال الجنة مع الصبر علی الشدائد الاستعاذة بالنار مع ترك الشهوات وأخیراً ذکر الله عزوجل مع العمل الی ما یوجب لقائه.

اللهم صلی علی محمد وآل محمد وبارك لنا في ما اعطیتنا اللهم بصرنا سبیلنا لا تفرق بیننا وبین محمد وآله طرفة عین ابدا والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.