Search
Close this search box.
  • الإستعداد للموت
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

حدیثنا هذه اللیلة في یقین لا شك فيه أشبه بشك لا یقین فیه العبارة في روایة من روایات ائمتنا علیهم السلام هو یقین ولکنه أشبه بالشك نعامل هذا الیقین معاملتنا للأمر المشکوك ما هو هذا؟ هذا هو الموت الذي لابد منه أحدنا بیدیه یدفن عزیزه یشیع عزیزه یرجع من المقابر وکأنه هو مخلد في هذه الدنیا وعلامة ذلك أنه يرتكب الحرام والمنکر بعدما یرجع من زیارة المقابر هذا لو کان له یقین في القبر وما فیه لما أرتكب ما توجب له المسائلة في ذلك العالم اذاً العاقل في دار الدنیت یحسب حساب هذه النهاية التي کلنا سائرون الیها ما الذي يجري علی الانسان بعد الموت؟ المعروف في أذهاننا أنه اما حفرة من حفر النار أو روضة من ریاض الجنة ولکن امیرالمؤمنین علیه السلام یضیف شقاً ثالثاً هم أدری بما یجري علی الناس بعد هذه الدنیا وبالمناسبة کل حدیث عن الموت والبرزخ والقیامة والجنة والنار لابد أن ينتهي الی الله ورسوله واهل بیت نبیه هذا من الغیب الذي لا یعلمه الا الله عزوجل فلا یؤخذ بما ینقل هنا وهناك.
سُئل عن الموت امیرالمؤمنین صلوات الله علیه قال علی الخبیر سقطتم یعني سألتم من هو خبیر في مسألة الموت في المبدأ والمعاد یقول علیه السلام هو أحد ثلاثة أمور یرد علیه إما بشارة بنعیم الأبد طبعا هذه البشارة لیست مجرد بشارة ایضا هذه البشارة تستلزم النعیم وإما بشارة بعذاب الأبد الشق الثالث لا هو عذاب ولا هو نعیم کیف؟ یقول وإن ما تحزین وتهوین وأمر مبهم لا یدري من أي الفرق هو؛ رأيتم بعض المساجین لا هو مطلق السراح ولا هو محکوم علیه ینتظر في السجن محکومیته انا رأيت البعض زرناهم في السجون حقیقتاً یعیش العذاب الشدید یقول لا أدري ما هو الحکم اتفاقاً عندما یحکم علیه بفترة یرتاح باله قلیلا یقول من الیوم بدأ العد التنازلي ولکن الأبهام في المستقبل هذا عذاب في حد نفسه ولکن خواص المؤمنین وعلی رأس الخواص ائمة اهل البیت علیهم السلام لهم في ساعة الموت حالة الانسان الذي یقدم علی أعلی درجات النعیم الآن بعض المؤمنین هو مؤمن عادل ولکن یعاني سکرات الموت بعض المؤمنین یتنبأ بموته من بعض القرائن من الحدسیات أو یوقع في قلبه تراه مذهولاً یقول هکذا أری أن نهایتي هذه الایام ولکن کبار المؤمنين قلنا علی رأسهم ائمة اهل البیت في ساعة الموت حالتهم تخالف حیاتهم یعني ساعة الموت یعیشون منتهی درجات الاطمئنان طبعا هم في حیاتهم مطمئنون مثلا الآن أُبین کلام سیدالشهداء في ساعة المعركة یوم عاشوراء طبیعي کان یبکي علی أعزته عندما حمل نعش ولده علي هکذا یُنقل قال لا طاقة لي بحمله هذا علی کلٍ هذه مصیبة عظمی ولکن امامنا زین العابدین علیه السلام یصف حال أبيه یقول لما أشتد الأمر بالحسین بن علي نظر الیه من کان معه فإذا هو بخلافهم لم؟ لأن الامام هکذا یصفه ولده لا هو یقول ومن معه من خصائصه أمثال الحبیب بن مظاهر وغیره یقول تشرق ألوانهم وتهدأ جوارحهم وتسکن نفوسهم فقال بعضهم لبعض هذا البعض یعني الذین کانوا في قباله انظروا لا یبالي بالموت ولعل من أصحابه ایضا الشاهد من تعب في هذه الدنیا لکسب الدرجات ساعة الموت یری هذه الحالة المریحه، انسان کان في طاعة أواخر العمر أرتكب معصیة أو معاصي وهذه کارثة في روایات اهل البیت هناك تقریع للشیخ الزاني الشاب عندما یزني مقتضی شهوته یراد بالشیخ هنا کبیر السن لو أن کبیر السن أرتکب الموبقة هذا لیس بالهین الشاهد بعض الناس یستقیم في حیاته أواخر العمر نرتکب شیئاً امامنا موسی بن جعفر یقول الموت هو المصفاة یصفي المؤمنين من ذنوبهم کیف؟ یفیره امامنا فیکون آخر ألم یصیبهم کفارة آخر وزر بقي علیهم المفهوم من هذه الروایة إن المؤمن الصافي لا یحتاج الی مصفاة سکرات الموت حالات الموت هذه من تصفیة من کان هو صافیاً لا یحتاج الی هذا الأمر نعم قد یُبتلی بشيء من باب رفع الدرجات هذا وارد ایضا.
امامنا الرضا صلوات الله وسلامه علیه هکذا یذکر فلسفة الأمراض في الدنیا هکذا یعني من ضمن أهداف الأمراض أن يذكرك بآلام البرزخ والقیامة لعلکم رأيتم في المستشفیات أو غیر المستشفیات البعض یتلوی من الألم لا یستقر في مکانه یهلوس من شدة الألم یتمنی الموت لما هو فیه امامنا الرضا علیه السلام رأى أحدهم فقال لقیت الموت بعدك يعني هکذا یبدوا الامام اما زاره ثم ذهب عنه المهم شبه ما فیه أنه الموت فقال الرضا علیه السلام المریض کیف لقیته؟ قال أليماً شدیداً زماننا هذا حقیقتا من النعم ما نستعمله من المسکنات الآلام تصور انساناً له ألم في ضرسه في منطقة لاهیة لا من طبیب ولا من مسکن للألم یصل الدود الی أعماق السن لعله أشهر وهو یعیش الألم المتواصل المهم یقول ولهذا عندما تأخذ مسکناً للوجع وترتاح لا تنسی الشکر لله عزوجل اُسجد شکراً أن دلك علی هذا الدواء والا کنت في حالة یُرثی لها فقال علیه السلام ما لقیته انما لقیت ما ینذرك به ویعرفك بعض حاله یعني هذا الوجع البسیط في الدنیا عینة مختصرة من أواجع عالم البرزخ والقیامة أنت لحظات ساعات ما تحملت الألم ماء مغلي صُب علیك سهواً کم تصیح من الوجع تلك اللیله! فکیف بعذاب النار کلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً.
کلمة أخيرة واقعا روایات الموت والبرزخ لمن کان له قلب تغیر من مجری حیاته؛ امامنا علي بن محمد الهادي کلمات مختلفة ولکنها من معدن واحد دخل علی مریض وهو یبکي ویجزع من الموت امامنا صلوات الله وسلامه علیه اراد أن یطیب قلبه یعني لماذا تجزع؟ یقول فذاك الموت هو ذلك الحمام أن ترید أن ترد علی الله عزوجل لابد أن ترد نظیفاً هذه السکرات تنقیك مما أنت فیه ترد علی الله نقیاً وهو آخر ما بقي علیك من تمحیص ذنوبك وتنقیتك من سیئاتك اذاً لا تجزع مما أنت فیه هذا الألم قبل الموت یصیفك مما أنت فیه طبعا هذا الرجل عندما سمع من امام زمانه هذا الکلام سکن وأستسكن ونشط وغمض عین نفسه ومضی لسبیله.
في ختام الحدیث نؤكد ما قلناه قبل قلیل من صفی الحسابات هذه اللیلة کباقي اللیالي لا أدري خذ ورقة وقلماً اُکتب ما علیك من الصلوات اکتب ما علیك من الصیام اکتب ما علیك من الخمس اکتب ما علیك من رد المظالم اکتب ما علیك من مجهول المالك اکتب ما علیك من الدیات اکتب ما عليك من الدیون اذا کانت المحلصة النهائیة صفر في صفر في صفر يعني الخانة کلها أصبار اذاً أنت مصفی لا تخاف من الموت الآن لا أقول أجعلها صفراً في کل الخانات ولکن قللها اجعل صلوات قضاء صومك قضاءً في أدنی مستوی ممکن هنا اسأل البعض عندما ارید أن أختبر أحداً في إيمانه أقول له هل أنت مستعد للموت الآن لو قال بعد ساعة هذا هین لأنه قبل الساعة یدفع خمسه مثلا یوصي بالثلث وغیره تنحل المشکلة أقول له الآن في هذه اللحظة أنت مستعد لملك الموت؟ يقول نعم أقول لم؟ یقول یعني الجواب واضح لیس علي تبعاً اذاً الآن مستعد لا بعد فترة هنیئا لمن وصل استعداده للموت لهذه المرحله.

إلهي أرحمنا برحمتك الواسعة خفف عنا سکرات الموت وآلامه اجعل برزخنا روضة من ریاض الجنة اللهم لا تجعلها حفرة من حفر النار ألحقنا بالنبي محمد وآله الأبرار أنك علی کل شيء قدیر والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.