Search
Close this search box.
  • الإستشارة
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
کثیراً ما یتردد المؤمن في اختیار قرار حاسم في حیاته ینتابه التردد یکون علی مفترق طریقین والمؤمن إلی أن یمون یعیش هذه الحیرة لا یعلم أين یُقدم أين یُحجم أين یتزوج من یزوج إبنه وإبنته أين یعمل أين یدرس من یصادق من یقاطع أين یشترك مع من یشترك؟ کل انسان بحسبه له حیرة في أمره لا أقول في کل یوم ولکن بین وقت وآخر والانسان في بعض الحالات یرید أن يأخذ قراراً مصیریاً یأتينا بعض المؤمنین یستشیرنا في الهجرة إلی قارة أخری إلی دولة أخری هذا القرار کم هو مکلف إن کان قراره هذا غیر صائب وصار متعرباً بعد الهجرة ما هي النتائج؟ أنه جعل ذریته تتربی في بیئة فاسدة لا ذریته بل احفاده احفاد احفاده إلی یوم القیامه، قرار سفر إلی مکان ولکن إلی یوم القیامة هذا النسل یتکاثر ولطالما قلنا یأتي انسان یوم القیامة وامام الآلاف من الیهود والنصاری والکفرة والملاحده یقولون هؤلاء من ذریتك قبل خمسمئة عام مثلا هاجرت إلی بلدة کذائیة صرت سبباً لهذا الأمر ولو بقیت في بلاد المسلمین لخرج من صلبك العلماء والمراجع والصالحون إلی آخره اذاً قرار ومع الأسف أحدهم یذهب إلی انسان دنیوي مثله یرجح له بعض ما لا ینبقي ترجیحه، لا تعطي عقلك لکل أحد الروایة تقول شاور في حدیثك الذین یخافون الله في روایة أخری شاور في أمرك الذین یخشون الله طبیعي تسئل اهل الدنیا یحببون لك الدنیا وزخرفها اذهب إلی عالم رباني إلی ولي صالح قل یا فلان أعطني رأيك في هذا الأمر، اذاً لدی التحیر لا تستشر انساناً لا یمت إلی الله عزوجل بصلة النبي الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم یضع یده علی بعض من لا یستشار الآن عموماً المفتون في الدنیا لا یستشار ولکن النبي صلی الله علیه وآله یذکر بعض المصادیق؛ لا تشاور جباناً فإنه یضیق علیك المخرج یعقد لك الأمور، ترید أن تشتري بضاعة مثلا التاجر یوم یربح ویوم یخسر یخوفك من کل شيء رأينا البعض کلما تُقدم علی أمر یخوفك منه هذا الجبان لا تستشره ولا تشاور البخیل فإنه یقصر بك عن غایتك؛ مثلا ترید أن تساعد انساناً في أمر هکذا یعتد به تزوجه تبني له بیتاً تعلاجه إلی آخره البخیل یقول ما لك وهذا أعطه عشرة دنانیر وأرح نفسك اذاً البخیل لا یستشار، ولا تشاور حریصاً فإنه یزین لك شرهاً، یقول اشتري السهم الفلاني العملة الفلانیة الأرض الفلانیة یکدس علیك الأمور یزیدك شرهاً تموت في شرنقة الدنیا کما تموت دودة الغز کلما تنسج کلما صعب خروجها من شرنقتها تشبیه لطیف اهل الدنیا لهم تشبیهان کشارب ماء البحر کلما شرب ازداد عطشاً ویُشبه ایضاً بدود الشرنقه کلما تنسج الحریر تزداد اختناقاً لا تکن کشراب البحر ولا تکن کهذه الدودة المسکینة.
ایضا في هذا الباب؛ اذا کنت متحیراً الآن المؤمنون عادة عند الحیرة یستخیرون الله عزوجل وهنا بین قوسین سریعین اذا الأمر محسوماً انسان مریض له غدة بحاجة إبی استئصال یذهب ویقول استخرلي في هذا الأمر الغدة واضحة الشرایین مسدودة الأمر واضح اذاً اذا کان الأمر واضحا لا مجال للإستخارة في الأمر اذاً اذا کنت متحیراً إن ما أن تلجئ للإستخارة المتعارفة ولا مانع البعض یسئل یقول انا استخیر أو غیرلي یستخیر الجواب أنت الملهوف أنت المضطر أنت المتحیر ولکن لابد أن تکون متوجهاً في استخارتك عندما تصلي علی النبي عندما تقول یا دلیل المتحیرین عندما تقول یا من یعلم اهدي من لا یعلم هذه المضامین في الإستخارة کن متوجهاً أن تقولها لقلقة هذه الاستخارة قد لا تعطیك النتیجة ولهذا نذهب إلی عالم هکذا العرف العالم أو الولي یتوجه رأينا البعض حقیقتا عندما یستخیر للغیر کأنما یستخیر لنفسه یعیش حالة الالتجاء لهذا یقول اللهم خرلنا واختر لنا یجعل لنفسه شریكا مع صاحب الاستخارة يعني انا ایضا متحیر انا هکذا ملهوف هنیئاً لمن کان هکذا یقضي حوائج اخوانه بذلك.
ولکن هناك طریق آخر قد لا تجد عالما ولیاً وأنت انسان لا یأتيك التوجه البعض یقول عندما اُرید أن أدعوا أو استخیر هکذا ینتابني ألم في رأسي کیف أتوجه؟ المهم اذا لا تتوجه أنت ولیس هناك من یتوجه لك الامام الصادق علیه السلام یدلنا علی أمر وایضا بمناسبة نقول هناك بعض الخِیر المتعارفة في الأسواق والمواقع لا دلیل علیها لا تبني قراراتك علی استخارات موهومة اتبع ما هو المتعارف عند علمائنا، الامام الصادق علیه السلام یقول اذا أردت أمراً فلا تشاور فیه أحداً حتی تشاور ربك قل یارب هذا رأيك في هذا الأمر، یقول الرواي قلت له وکیف اُشاور ربي؟ الآن مشاورة البشر الأمر واضح کیف اُشاور ربي؟ یقول امامنا کما في الروایة تقول أستخیر الله مئة مرة يعني یارب أطلب منك الخیر أستخیر یعني اطلب الخیر الآن انا اقول ما المانع تقولها في السجدة مثلا تذللاً في أمر مصیري ثم تشاور الناس فإن الله یُجري لك الخیرة علی لسان من أحب، في المسجد قل استخیر الله مئة مرة ثم اذهب إلی عبد صالح من أحب الإخوان الیك قل یا فلان اُرید أن أتزوج فلانة ما رأیك؟ رب العالمین یجري علی لسانه الخیر.
کلمة أخيرة حاول أن تعود من بیدك تحت یدك علی أن یفکر أنت صاحب شرکة ترید أن تشتري بضاعة اسشتر الموظفین عندك من یبیع في محلك لا تحتقر رأيه إجمع الآراء فإذا عزمت فتوکل اذاً فشاورهم في الأمر المشاورة أمر راجح وکل انسان له عقله عندما تستشیر عشرة أشخاص جمعت عشر عقول إلی عقلك هذا امر راجح؛ الشاهد علی ذلك الامام الرضا علیه السلام ذُکر عنده أبوه الامام موسی بن جعفر علیه السلام الامام الرضا صلوات الله علیه وصفه اباه قائلا کان عقله لا توازی به العقول الامام متصل بالغیب متصل بالعرش حقیقتا لا توازی به العقول ولکن الامام الرضا علیه السلام یقول وربما شاور الأسود من سودانه؛ عبد اسود خادم أو غیر خادم الامام یستشیره یقال له تشاور مثل هذا أنت الامام تشاور انساناً هکذا لا وزن له؟ وکان یقول إن الله تبارك وتعالی ربما فتح علی لسانه، الامام مستغنی عن مشاورة هذا الأسود ولکن یرید أن یعلمنا درساً لا تحتقر رأيً ولا تحتقر انساناً في ما یشیر علیك.

إلهي بحق اولیائك وبالصالحین من عبادك اللهم ارتضنا لنفسك اخرجنا من ظلمات الوهن وأکرمنا بنور الفهم إنك علی کل شيء قدیر أبلغ سلامنا إلی امام زماننا وأردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.