Search
Close this search box.
  • الآية الأولى من سورة التين – الجزء 02
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وصلی الله علی سیدنا ونبینا محمد وآله الطیبین الطاهرین
عادة الانسان عندما یُقسم یختار من بین ما یُقسم علیه ما هو قریب إلی قلبه ما قریب إلی اهتمامه مثلا اذا أراد أن یُقسم الانسان علی شيء جری العرف یقول وحیاة أولادي مثلا، اذا له مجموعة من الاولاد یُقسم بولده الأعز اولاده هذا المعنی متعارف أن یقسم الانسان بمن هو قریب علی قلبه، أقول بأن الله عزوجل الآن في عالم التکوین لماذا اختار التین والزیتون یُقسم علیه؟ أنتم تعرفون الفواکه في عالم الخلیقة المئات او الآلاف البعض یقول أن هذه خصوصیة في هاتین الفاکهتین التین والزیتون، ولهذا بعض المحبین یعني عندما یرید أن یأکل فاکهة یختار الفاکهة التي ذُکرت في القرآن الکریم یقول هذه فاکهة ذکرها ربي في کتابه الرمان ذُکر العنب ذُکر النخیل ذُکرت التین والزیتون إلی آخره یعني هذا الاختیار لیس عشوائیاً، عندنا قاعدة في عالم الاصول یقول الترجیح بلا مرجح لیس من دأب الحکیم؛ الحکیم اذا رأی فاکهتین واختار أحدهما لا یقال اختارهما عشوائیاً هناك مزیة في البین، اذاً هذه دعوة لعلماء النبات لعلماء الطعام لعلماء التغذیة انا لا أدري الترکیز علی هذه المواد التي ذُکرت في القرآن الکریم، وبالمناسبة لیلة الجمعة ویوم الجمعة انا رأيت قریبا بنفسي الروایات الدالة علی فضل أن یأکل الانسان هذه الفاکهة لیلة الجمعة ویوم الجمعة، طبعا لا ینبقي الاستقراب ابداً هذا الکون ملیئ بالأعاجیب بعض الأشیاء تؤکل في وقت معین لها خاصیة في عالم الطبیعة، یقولون لا تأکل الفاکهة الکذائیة بعد أکلة ثقیلة مثلا هذا المعنی موجود في عالم التغذیة؛ علی کلٍ المؤمن عندما یصل لهذه الآیات ینظر بهذه العین أن التین والزیتون لئن الله عزوجل أقسم بهما لهما شرافة ولهما مزیة، وهنا اسمحوا لي بکلمة: فاکهة کالتین والزیتون أصبحتا محلاً للقسم دخل علیهما واو القسم اذا کان الشيء منتسباً إلی الله عزوجل بواو القسم له شرافة أصبح محلاً للقسم فکیف اذا أصبح الانسان منتسباً إلی الله عزوجل بکل وجوده هذا ما وزنه عند الله عزوجل؟ لو ساق لأقسم الله به وهذا أشرف من التین والزیتون الانسان بمعنی من المعاني أشرف من الملك الانسان المتکامل أعني لأنه وصل إلی ربه بالمجاهدة اذاً الملك المجبول علی الطاعة غیر الانسان الذي کدح إلی ربه کدحاً فلاقاه، اذاً لا تستقرب اذا قلنا بأن المؤمن بنیان الله في الأرض لعل هذه مضمون روایة هذا یمثل رب العالمین خلفة الله في الأرض، أجارنا الله وایاکم لئن نکون شرکاء في سفك دم الآن انتهی الحدیث ولکن قد یقول قائل أین انا وسفك الدماء؟ هذا شغل الفراعنة والمجرمین في التأریخ، عندنا روایة هذه رواية الآن تذکرتها بالمناسبة یأتي العبد یوم القیامة ویُعطی قاروة صغیرة یقال هذا سهمك من دم فلان أنت قاتل بهذا المقدار یقول یارب أنت تعلم انا ذهبت من هذه الدنیا وما قتلت احداً کیف اُعطی هذا السهم من دم فلان؟ یأتي الجواب قلت کلاما هذا الکلام تفاعل تفاعل وانتهی إلی قتل احدهم أنت شریك في قتله لعل احدنا متورط بهذا المعنی، ومثاله في العشائر انسان یقول رأيت زوجتك تکلم احداً هذا کلاما وأنت لست في مقام الفتنة الرجل تأخذه العصبیة والغیرة الباطلة فیقتلها کما یتفق أنت بکلامك ساهمت في قتل هذه المرأة، المهم علینا أن ننتبه أن المؤمن کما أن التین والزیتون اذا دخل علیهما واو القسم صارت فاکهة شریفة فاکهة لطیفة کذلك المؤمن انتسابه إلی الله عزوجل یحوله إلی موجود مبارك له وزنه عند الله عزوجل.

اللهم اجعلنا من عبادك الصالحین إنك علی کل شيء قدیر وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمین.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.