Search
Close this search box.
  • الآيات (1-5) من سورة القارعة
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وصلی الله علی سیدنا ونبینا محمد وآله الطیبین الطاهرین
سورة التي نختارها في حدیثنا في هذا المقام سورة القارعة، القارعة اشارة إلی یوم القیامة؛ القارعة الحاقة هذه من تعابیر القیامة المفزعة، تقرع الانسان قرعاً الحاقة کذلك هذا وصفة من اوصاف القیامة رب العالمین یقول ماذا أقول عن القارعة ماذا أقول عن الحاقة؟ وما ادراك ما الحاقة؟ یعني أهوال القیامة وأهوال جهنم حتی النعیم في الجنة لا یمکن اخضاعها لقالب الألفاظ! وما ادراك ما القارعة؟ یعني لو کانت القارعة مما یوصف لوصفها رب العالمین ولکن اذهانکم لا تستوعب حقیقة یوم القیامة ولکن الله عزوجل یذکر بعض الآثار هذا الذي یمکن، یوم یکون الناس کالفراش المبثوث، رأيتم الفراشة في عالم الطبیعة الفراشة فیها خاصیتان اولا الکثرة؛ رأيت في بعض الافلام العلمیة هناك نوع من الفراش ینتقل ویسافر آلاف الأمیال من قارة شمالیة إلی جنوبیة هذا الفراش الذي لا نعتني به ولا بوزنه له القدرة أن یطیر آلاف الامیال، اذاً الفراش فیه کثرة یوم القیامة الناس کالفراش یذهبون من مکان إلی آخره، خاصية أخری في الفراش وهذا الذي أقوله في التفاسیر أن الفراشة هکذا تطیر طیراناً عشوائیاً الصقر یختلف عن الفراش؛ الفراشة تطیر کالجرادة من هنا وهناك ولکن الصقر ینقض علی فریسته یعني وهو في الجو ینظر إلی الفریسة في الأرض یحدد الهدف ینزل بسرعة معینة في زاویة معینة إلی أن يأخذ فریسته، رأينا بعض انواع العقاب والصقر یلتقط السمکة في البحر یعني ینزل بکیفیة یصطاد السمکة في الماء ولکن الفراش لیس هکذا، اهل القیامة هکذا کالفراش یعني یذهبون یمیناِ وشمالاً بلا هدف یتطایرون تطایر الفراش المبثوث؛ الفراش الذي یذهب من زاویة إلی زاویة وتکون الجبال کالعهن المنفوش الذي ینام علی فراش من قطن أو صوف فترة من الزمن یتبلل یعطیه لما یسمی بالنداف یندف الصوف یعني یضربه ضرباً فیتناثر إلی أن بجمعها ثانیة، الجبال الشاهقة بعض الجبال تبلغ حوالي عشر کیلومترات ارتفاع القمة هذا الجبل یُصبح کالفراش المندوف کالعهن المنفوش کالصوف الذي یُضرب فیتطایر یمیناً وشمالا یا له من تعبیر، یعني ایها الناس لا تغرکم کثرة البشریة الملیارات یوم القیامة کالفراش الذي تذهب یمیناً وشمالاً ولکن من بین هذا الفراش المبثوث قوم یخرجون من قبورهم بهدف؛ ذکرنا في مثال الطیور الصقر ولکن بعض المؤمنین یخرج من قبره یذهب إلی الجنة بغیر حساب لا یُسئل ولا یحاسب یدخل الجنة بغیر حساب لا یری ولا یستشعر اهوال القیامة کم الفرق بین هذا المؤمن الذي من قبره إلی الجنة بلا توقف وبین انسان یخرج من قبره حیاری سکاری وتری الناس سکاری وما هم بسکاری إن أردت أن تجعل لنفسك ثباتاً واماناً في ذلك الیوم علیك بالعمل في دار الدنیا لکسب هذا المقام الذي هو فوق کل مقام.

اللهم ثبتنا علی الهدی والتقوی اللهم اجعلنا من عبادك الفائزین ولا تبتلنا بغضبك یوم الدین إنك علی کل شيء قدیر وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمین.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.