Search
Close this search box.
  • الآيات (1-3) من سورة الهمزة
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وصلی الله علی سیدنا ونبینا محمد وآله الطیبین الطاهرین
علی مائدة سورة من سور القرآن الکریم وهذه السورة فیها حقیقتا تحذیر بلیغ لمن کان له قلب طبعا المحذرات والمنذرات القرآنیة لذوي الألباب والا من کان قلبه مغلقاً من ختم الله علی قلبه القاسیة قلوبهم هؤلاء لا تنفعهم مواعظ القرآن الکریم.
هذه السورة فيها ذم لمن یترصد عیوب الناس وینسی عیب نفسه یعني عینه علی عیوب الآخرین متناسیاً عیوب نفسه هذا الانسان یُعد من باب الانسان الذي یهمز ویلمز ما جزائه؟ القرآن الکریم یقول ویل له؛ ویل لکل همزة لمزة تعبیر الویل قل ما یستعمله القرآن الکریم في سبعة عشر مورد القرآن الکریم یذکر الویل، طبعا هذا المعنی الآن ما هو معنی الویل؟ البعض یقول کلمة الویل اشارة إلی التهدید اشارة إلی التوبیخ الوعید بالعذاب الأخروي والبعض الویل طبقة في نار جهنم، طبقة فیها عذاب ألیم الویل له یعني هذا المکان من العذاب مختص بهذا الانسان الذي یهمز ویلمز یعني مرة القرآن یقول وویل للکافرین من عذاب شدید هذا المعنی متوقع یعني کون الکافر یقع في عذاب شدید هذا الویل له أمر متوقع ولکن القرآن الکریم یقول أنت ایها المسلم الذي تهمز وتلمز مشترك مع الکافر في أي شيء؟ في أن الویل لك، الآن هذا الذي یهمز ویلمز القرآن یصفه بإسم الموصول الذي جمع مال وعدده؛ البعض قد یسئل الانسان الذي یهمز ویلمز انسان خبیث الذات انسان سيء ما علاقة الهمز واللمز بجمع المال؟ الذي یجمع البال یکون بخیلاً مثلا الذي یجمع المال یُنفق ماله في إغواء الناس في الفساد والانحراف اما أن جمع المال یؤدي إلی الفلتان في اللسان ما العلاقة بینهما؟ قد یسئل البعض لا علاقة بین الأمرین، ولکن قلنا القرآن محل التدبر والتأمل لو سئلك لك سائل هذا السئوال ماذا تجیب؟ الجواب أن جمع المال مرة انسان یجمع المال لینفقه في مصالحه لنفعه لأسرته لشهواته المحللة لا بأس هذا الجمع اذا کان من الحل وصرفه في حل لا ضیر جمع مالاً وعدده ولکن الکلام في انسان جمع مالاً وعدده في غیر طاعة الله عزوجل، من أين یُعلم؟ من کلمة جمع مالاً وعدده؛ رأیتم بعض البخلاء یخرج المحفظة من جیبه یعد ما فیه ثم یعده ثانیة؟ عینه علی عدد المال طبعا هذه الایام ینظر في جهازه وینظر إلی رصیره في المصارف ایضا هذا یعد ماله، المبتلی هذه الایام بما یسمی بالأسهم بشراء العملات الصعبة وغیره عینه علی ارتفاع الاسعار یجمع المال ویعدده وبعبارة أخری هذه سمة المترفین الانسان المترف فإذا صار مترفاً صار غافلا عن ذکر الله عزوجل فإذا صار غافلاً دخل المهالك ومنه الهمز واللمز ولهذا عندما تنصحه اتقي الله تأخذه العزة بالإثم هذه سمة المستکبرین عن طاعة الله عزوجل، القرآن الکریم کما یقال یضرب علی الوتر الحساس یکسر هذا المعنی في وجوده یقول یحسب أن ماله أخلده! هذا المسکین کم عنده من المال؟ اقرأ في بعض الصحف مثلا الأثری في العالم هذه الایام فلان وبعد ایام یقولون مات في حادث سیر هذه الثروة إنتقلت إلی زوجته وبعض الاوقات إلی حیوان کان عنده البعض هکذا یوصي أن ماله لکلب کان عنده، أقول بأن القرآن الکریم یقول هب أنك لك مال وفیر وتعدده تعداد البخلاء والحریصین ولکن المشکلة أن هذا المال لا یخلدك لا یعطيك الأبدیة ولو أن الأبدیة اشتری لا أقول الأبدیة الحقیقة لو أن هناك عمر بألف عام یباع في الأسواق لأشتراه اصحاب الثروة العالیة! القرآن الکریم یقول أن هذا المال لا یوجب لك الخلود ابداً واتفاقا نری بعض الفقراء رب العالمین یمن علیهم بطول العمر وبعض الأثریاء بقصر العمر المال یوجب القلق المال یوجب میل التکاثر الانسان القلق المضطرب هذا الانسان لا یعیش کثیرا.
اذاً المؤمن اذا رب العالمین ساق له ثروة الآن بإرث بتجارة بصفقة رابحة لیعلم أن هذا المال اذا صار زاداً للآخرة فهو مال مبارك والا صار في عداد المترفین الذین القرآن الکریم یقول ویل لهم یعني للمترف الذي یهمز ویلمز.

اجارنا الله وایاکم من شرور انفسنا وسیئات اعمالنا إنه سمیع مجیب وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمین.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.