إكتساب ملكة السخاء

أعوذ بالله من الشیطان إلرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل إلصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
ما من شك أن بعض إلناس في نفسه قابلیة لإکتساب إلخصال إلحمیده أو قل بممارسة إلصالحات، عندما نجد طفلین في مغتبل إلعمر حتی إلطفل في نعومة أضفاره نری فیه مثلا حالة إلسخاء أو إلحسد أو إلکذب أو إلشراسة وما شابه ذلك! تری في إلمقابل طفلا یمتلك صفاتاً معاکسة إذاً الآن من أین تأتي هذه إلصفات إلجبلیة لا ندري! هل إلوراثة تنقل إلصفات إلروحیة في إلبدن؟ لون إلبشره بعض إلأمراض تنتقل بالوراثة ولکن هل إلصفات ایضا تنتقل؟ هناك بحث.
إجمالا هناك شيء من إلتأثر من إلآباء وإلأجداد حتی في إلصفات کلامنا في إلسخاء کصفة من صفات الباطن، إلذي یجد في نفسه عطاء من دون تکلف حقیقتا بعض إلمؤمنین هکذا إلمال ثقیلا علیه، في إلأزمنة إلسابقة هکذا إلناس یحفظون ذهبهم وفضتهم في إلمنزل صلوات علی امیرالمؤمنین عندما کان یقسم بیت المال ویکنس إلمکان کان هکذا یصلي أو یشکر الله علی هذه إلنعمة أن خلص نفسه من إلتبعات، بعض إلناس هکذا عندما یری عنده رصیدا وافرا من إلمال یرید أن یتخلص منه هنیئا لمن کان هکذا، ومن لم یری في نفسه میلا للإنفاق ماذا یصنع؟ الامام الصادق علیه السلام له إشاره ولا یکون سخیا إلا ذو یقین! إن لم تکن سخیاً بالطبع کن سخیاً بالعرض، لو أن انسان جائك وقال أعطني دیناراً أعطیك عشر دنانیر نقداً هل هنالك عاقل لا یقبل هذا إلعرض؟ متی لا یقبل؟ عندما یقول أخاف أن تأخذ مني إلدینار ثم لا تفي بوعدك أحدنا یتردد، إذا کان رب العالمین هکذا یعد کسنبلة أنبتت سبع سنابل في کل سنبلة مئة حبة لا خُلف لوعده إذاً کن سخیاً ولو بالعرض إذا کان عندك یقین في إلأمر تصبح سخیاً، وهمة عالیة له یقین ولکن همته ضعیفه، قلنا بعض إلناس همهُ بطنه وفرجه وإن زاد عن ذلك أسرته وأما إلناس في أي وادیٍ هلکوا لا یضره ذلك، إذا وجدت إنساناً بخیلا ولکن له عبادة له تهجد له ما له إلنبي إلأکرم صل الله علیه وآله وسلم یجعل من مقومات إلولي إلسخاء! ما جبل الله ولیاً له إلا علی إلسخاء هذه إلصفة لا تفارق إلمؤمن إن وجدت في نفسك بخلاً هکذا نفسك تمیل إلی إلبخل سل الله عزوجل أن یتصرف في نفسك، من أین هذا إلمعنی؟ إلروایة عن امیرالمؤمنین علیه السلام إلسخاء وإلشجاعة غرائز شریفة یضعه الله سبحانه في من أحبه وأمتحنه! إذاً قل یا رب حبك بي و علي بأن تعطیني هذه إلصفة إلکریمة، إلسخي ممدوح وإن کان من غیر ملةٍ هذه إلطبیعة طبیعة مبارکة إلنبي إلتقى بإبن حاتم عدي بن حاتم جاء إلی إلنبي فقال له إلنبي إلأکرم دُفع عن أبیك إلعذاب إلشدید لسخاء نفسه حاتم ما مات مسلما ولکن الله عزوجل رحمه بهذا إلسخاء.
شاب له بعض إلمعاصي في إلروایة مرهق في إلذنوب ولکنه سخي یصل إلرحم له مشاریع إلخیر یتفقد إلفقراء وفي إلمقابل شیخ عابد یرکع ویسجد ولا یصل خیره إلی أحد، الامام الصادق علیه السلام یرجح هذا إلشاب علی ذلك إلشیخ إلعابد إلبخیل إنظروا إلی دور إلسخاء في رفع مستوی إلإنسان إلمؤمن.
إلسخاء ما کان إبتداءً بعض إلناس لا بأس یُعطي ولکن بعد أن یراجع عشرات إلمرات أو مره واحده لا فرق، عندما تعطي بعد إلسئوال من إلممکن أن یکون حیاءً وخاصة إذا کان إلإنسان رئیس قومه صاحب عشیرة بعض کرم هؤلاء لیس لله، لحفظ موقعهم إلإجتماعي الروایة هکذا تقول إلسخاء ما کان إبتداءً فأما ما کان من مسئلة فحیاءً وتذمم یرید أن يشتری ذمته یحفظ ذمته ولهذا طوبی لمن أنفق من دون سئوال من إلمحتاج.
روایتان ونختم بهما ألسخي عادة یصبح مثاراً للمحبة وإلمیل للآخرین، إلسخي إذا صار محبوبا یستقل هذه إلمحبوبیة لأمور أخری إنسان له دیوان له محلس ویُطعم مثلا کل یوم طعاما عندما تجتمع إلناس حوله یستقل هذه إلوجاهة لإستنقاذهم من إلجهالة وإلضلالة، هنیئا لسخي یجمع خیر إلدنیا وإلآخره.
واخیرا بعض إلناس یبقی بخیلا وبخیلا وبخیلا إلی متی؟ عندما یغزوه مرض قاتل، علی فراش إلمستشفی یصبح سخیاً! إدفعوا لفلان یوصي بثلث ماله هذا إلإنسان ما حکمه؟ إن الله إلبخیل في حیاته إلسخي عند وفاته، عند إلوفات هذا إلسخاء لیس له کثیر قیمة.
ختامه مسك إلسخاء أن تعطي درهما، مالا إلی آخره ولکن قمة إلسخاء أن یجود إلإنسان في نفسه في سبیل ربه ولهذا إلی أبد إلآبدین نقف إجلالا امام ضریح إلحسین والشهداء بین یدیه قائلین طبتم وطابت إلأرض إلتي فیها دفنتم وفزتم والله فوزا عظیما، فوق کل برٍ بر حتی یُقتل إلرجل في سبیل الله.

اللهم إجعل عواقب إمورنا قتلا في سبیلك تحت رایة ولیك ولا تستبدل بنا غیرنا أبلغ سلامنا إلی امام زماننا وأردد إلینا منه السلام بلغ أرواح إلمؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.