Search
Close this search box.
  • أقسام الخلق وأصالة الطاعة فيهم
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

ننظر تارة الی الناس بما هم أفراد ننظر الی کل فرد فرد وتارة ننظر الی الناس بعنوان المجموع ما هي صفة الناس؟ الناس اولاً معادن کمعادن الذهب والفضة الناس طیاً الناس کل واحد یعمل علی شاکلته وهنا بحث عمیق قد البعض یقول فلان نراه طیب الخُلق بذاته وهو من صغره کان حلیماً لا یغضب من صغره وهو طفل صغیر یجول بالحلوی الذي بین یدیه مثلاً هذا طبعه سخي هذا طبعه حلیم هذا طبعه مثلا لا یمشي وراء شهواته اذاً ماذا أجره إن کان بطبعه هکذا؟ هذا بحث له مقام إجمالاً الناس طیاً سلوا الله عزوجل أنت الآن طینتك متشکلة حدیثي مع من لم یتزوج أو تزوج ولم ینجب أو أنجب وسینجب ذریة ایضاً سل الله عزوجل أن ینفخ في هذا الجنین الذي أنت والده سل الله عزوجل أن یرزقك صاحب طینة حسنه! بعض الاولاد هکذا منذ صغر سنه تتوسم فیه خیراً فیه علامات الصلاح الآن یوم القیامة من الممکن أن یقال الذي ولد علی طینة حسنة حسابه أدق من غیره ومن خُلق مثلا وفیه طباع سیئة بفعل وراثة الآباء والأجداد قد یُسهل في حسابه، الامام الصادق علیه السلام یقول فمن کان له في الجاهلة أصل فله في الاسلام اصل یعني من کان في الجاهلیة انساناً سخیاً کریماً حییاً یقول هذه الصفة معنی الروایة أن هذه الصفة ایضا تنفعه في الاسلام سمعنا في تاریخ النبي الأکرم أن بعض الصحابة کان لا یشرب المسکر لئن في الأسلم تحریم الخمر جاء متأخراً في المدینة وليس في أوائل هجرة النبي الى المدينة فکان المسلمون یشربون الخمر لأنه لم تنزل آیة التحریم! ولکن انظروا الی بعض الطین الی بعض الأصول کان البعض منهم یقول إني لا أشرب الخمر یعني هو لیس بحرام الآن ولکن لا أشربه لم؟ یقول اذا شربت الخمر زال عقلي واذا زال عقلي ضحك الصبیان علي انظروا الی الأصالة الطينة الطیبه! اذاً الناس معادن کمعادن الذهب والفضه، طبعا هنا درس عملي حقیقتا بعض الناس هکذا في الموعظة تشیر له أشارة ینساق خلفك هذا صاحب طینة حسنه؛ اذا رأيت انساناً هکذا طینته لا تستجیب لا ترهق نفسك معه رسول الله بعظمته بمعجزاته بنظرته الولائیة لم یهدي من کان یحب اذاً هذا درس.
الدرس الثاني أن الانسان المؤمن ینظر الی الناس علی أنهم محار مغلق رأيت احداً یزهد في محارة مغلقة یقول لیس فيها لؤلؤه؟ نقول من أين من تعلم؟ ظاهر المحار ظاهر غیر مغري ولکن قد تفتحه فتجد في المحارة لؤلؤة قيمة المؤمن لا یحکم علی الظواهر وهکذا علمونا ائمتنا علیهم السلام أن لا ننظر الی وجوه الناس! امامنا موسی بن جعفر علیه السلام مر برجل دمیم المنظر فسلم علیه ونزل عنده وحادثه طویلاً هنیئاً ثم الامام عرض علیه نفسه في القیام بحاجة إن عرضت له بعد أن حادثه طویلاً قال له یا فلان إن کانت لك حاجة راجعنا امامنا أظهر محبته ووده قال له یابن رسول الله بعض الناس أتنزل الی هذا؟ أخذ یحتقر الی هذا الانسان من اهل السواد دمیم المنظر فقال علیه السلام انظروا الی الامام کیف یعلمنا درس الموساواة! عبد من عبید الله هذا عبد الله ما لك ومنظره ما لك وأصله لا تنظر الی هذه الأباطیل انظر الی القلب هذا الانسان عبد الله وأخ في کتاب الله وجار في بلاد الله یجمعنا انا وایاه خیر الآباء آدم وأفضل الأدیان الاسلام اذاً ما المشکلة فیه؟ دینه خیر الأدیان أبونا مشترك جار في بلاد الله أخ في کتاب الله عبد من عبید الله ماذا ینقصه؟ ولهذا أخواني اذا رأيت مؤمناً بظاهره مؤمن ینتقص الناس لفقرهم ینتقص الغیر لأصله ینتقص الغیر لعدم شرف نسبه وحسبه هذا الانسان اعلم أنه غیر مؤمن المؤمن مقاییسه هکذا ثم یقول الامام ولعل الدهر یرد من حاجاتنا الیه هو الآن انسان مستضعف ولکن قد یکون في یوم من الایام هو الوجیه إن لم یکن في الدنیا في الآخره! بعض المستضعفین في الدنیا من الفقراء الأغنیاء یتواضعون بین یدیه یوم القیامة طلباً للشافعة هذا الذي تحتقره في دار الدنیا یکون وجیهاً عند ربه یوم القیامه.
روایة أخيرة کلامنا في الناس وأقسام الناس ومعادن الناس ایضا الروایة لأمامنا الکاظم علیه السلام یقول لهشام یا هشام یقسم الناس علی أصناف أربع رجل متردي معانق لهواه رأيت الطفل کیف یلتزم أمه یعانقه؟ البعض یعانق هواه الروایة فیه إشعار بأن البعض ملازم للهوی ومتعلم متقرئ کلما ازداد علماً ازداد کبراً قلنا في بعض الأحادیث أن الذي يعلم ولا یعمل هذا أشبه بحاسوب متحرك حاسوب بشري بعض الحواسیب أو قل بعض الأقراص المدمجة تشتریه بدینار فیه آلاف الکتب ما قیمة هذا العالم الذي لا عمل له؟ رأسه کالحاسوب ولکن لا قلب له وهناك ایضا عابد جاهل یستصغر من هو دونه في عبادته یحب أن یعظم ویوقر هذا ایضا لا وزن له من هو الذي یعجبه هذا الانسان هذا الذي یعجب امامنا في کل عصر؟ وذو بصیرة عالم عارف بطریق الحق یحب القیام به فهو عاجز أو مغلوب مشکلة العالم العامل لا دائما ولکن في کثیر من الاوقات ذو البصیرة اما عاجز أو مغبوب ولا یقدر علی القیام بما یعرفه فهو محزون مغموم بذلك اتفاقا من موارد الهم والغم عند العلماء العالمين أن علمهم لا یُنتفع به یعیش الغم الباطني فهو أمثل اهل زمانه وأوجههم عقلاً جعلنا الله وایاکم من عباده الصالحین.

اللهم ثبتنا علی الهدی والتقوی لا تکلنا الی أنفسنا طرفة عین ابدا ابلغ سلامنا الی امام زماننا واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.