Search
Close this search box.
  • أضواء على المبعث النبوي الشريف
Layer-5-1.png
عناوين المحاضرة
عناوين المحاضرة
Layer-5.png
Layer-5-1.png

أضواء على المبعث النبوي الشريف

بسم الله الرحمن الرحيم

نفحات رب العالمين في يوم المبعث النبوي الشريف

إن لرب العالمين نفحات وجوائز وعطايا ومواهب. ومحل هذه المواهب هي في كل ليلة أو في ساعة السحر منها. إن رب العالمين – كما يقال في عرف التجار – له مزاد، ومن يريد أن يأخذ الجائزة يأخذها بعمل بسيط؛ بركعيات في جوف الليل لا تكلف المؤمن شيئا. وهناك جوائز عظمى يمنحها الله سبحانه للعباد في مناسبات خاصة، ومنها المبعث النبوي الشريف. إن الإمام الجواد (ع) يعبر عن هذه المحطة بأنها خير مما طلعت عليه الشمس. فهب أن يقال لك: إن كل ما في المجموعة الشمسية هي ملك لك بما فيها الأرض؛ ثم إنك تذهب إلى الرفيق الأعلى هذه الليلة أو غداً فبماذا ينفعك هذا الملك؟ ولكن عملا بسيطا تؤديه في مثل هذه المناسبة؛ يفتح لك الأبواب إلى الأبد.

لماذا نزور أمير المؤمنين (عليه السلام) في المبعث النبوي الشريف؟

وسأشير إلى محطتين في هذه المناسبة. المحطة الأولى: هي زيارة أمير المؤمنين (ع). قد يسأل سائل فيقول: إن المبعث مرتبط بالنبي الأكرم (ص) فلماذا التأكيد على زيارة الأمير (ع)؟ الجواب، أولا: إنه نفس النبي (ص) لقوله تعالى: (وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ)[١]؛ فزيارة الأمير في حكم زيارة النبي (ص). وثانيا: إن بعثة النبي (ص) تُممت بالغدير وبالوصاية. إننا اليوم نتمتع ببركات الولاية، ولولا أمير المؤمنين (ع) لما تنعمنا بخط الأئمة الاثني عشر. ويمكن القول: أنه كان سببا في بقاء الدين وبقاء المبعث وبقاء خط النبي (ص) القائل: إني تارك فيكم الثقلين، وإلى آخره. وكرد للجميل نزور الأمير (ع).

شرح فقرة مهمة من دعاء يوم المبعث

النقطة الثانية: هناك دعاء بليغ بمناسبة المبعث – كلامنا في المضمون – وفي هذا الدعاء عبارة بليغة تغلب كيان البعض لو تأملها، يقول: (وَأَنَّكَ لاَ تَحْتَجِبُ عَنْ خَلْقِكَ إِلاَّ أَنْ تَحْجُبَهُمُ اَلْأَعْمَالُ دُونَكَ)[٢]؛ إن العبد يخاطب ربه ويقول:  يا رب، إن بنائك على الوصل، وعلى اللقاء، ولكن المانع هو أن الأعمال هي التي تحجبهم دونك. إن البعض له مزاج معنوي، فهو لا يكتفي بالطعام والشراب، ولا يقتنع بالإنجاب والذرية. والبعض في أواخر عمره يرى أن كل شيء متكرر في حياته؛ فيبحث عن ما وراء الطبيعة، ويزداد أنساً بعالم الغيب، ويكثر من قراءة الكتب، والسؤال ويبحث عن أستاذ هنا وهناك. ويقال: إن الذي يسأل كثيرا لم يصل بعد أو لم يضع قدمه على الطريق بعد. إن سلكت طريق رب العالمين فسوف يقبل عليك، وكما في الحديث: (مَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْراً تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعاً)[٣].

فقرة أخرى مهمة

ثم يذكر الدعاء: (وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ أَفْضَلَ زَادِ اَلرَّاحِلِ إِلَيْكَ عَزْمُ إِرَادَةٍ)[٤]؛ أي إن الذي يدعي الوصل، ويدعي القرب ولا عزيمة له؛ إنسان متكاسل. إنه جالس في المنزل، ويتمنى أن يكون أثرى الأثرياء..! ثم إن الدنيا والآخرة ضرتان، أ تريد الهدى والهوى؟ لا يمكن ذلك. هل تريد رب العالمين وما يقابله؟ لا يمكن ذلك. اختر أحد الطريقين. قد تقول: سأترك الدنيا، وسأترك المال والأهل والعيال. كلا، إن هذا ما لم نقله. بل اجعلها في طريق الهدى. فإن طلبت منك زوجتك شيئا وهو لله رضىً؛ فاعمل بقولها طلباً لرضى رب العالمين، وإن كان طلبها يخالف رضى الله فلا تسمع لقولها. ويقول المناجي في المبعث: (وَقَدْ نَاجَاكَ بِعَزْمٍ لِإِرَادَةِ قَلْبِي). فقبل أن تكثر من الصلاة والصيام وإلى آخره – من المستحب طبعا؛ فالواجب لا مجال للمناقشة فيه – انظر إلى قلبك؛ فإن رأيت في قلبك إصراراً للوصول إلى الله عز وجل، وإنك تقدم رضاه على كل شيء؛ فاعلم أنك على خير.

[١] سورة آل عمران: ٦١.
[٢] مصباح المتهجد  ج٢ ص٨١٤.
[٣] عوالي اللئالي  ج١ ص٥٦.
[٤] بحار الأنوار ج ٩٤ ص ٣١٠.
Layer-5.png
Layer-5-1.png

خلاصة المحاضرة

  • إن الجواد ع يعبر عن المبعث النبوي بأنه: خير مما طلعت عليه الشمس. فهب أن يقال لك: إن كل ما في المجموعة الشمسية هي ملك لك بما فيها الأرض؛ ثم إنك تذهب إلى الرفيق الأعلى هذه الليلة أو غداً فبماذا ينفعك هذا الملك؟ ولكن عملا بسيطا تؤديه في مثل هذه المناسبة؛ يفتح لك الأبواب إلى الأبد
Layer-5.png