أثر النذر في قضاء الحاجة

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الأنبیاء وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطيبين الطاهرین.
السلام علیکم إخواني وأخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته.
الإنسان مؤمناً کان أو غیر مؤمن إلی آخر العمر له حوائج قَلَ من تُقضی حوائجه کلها من وصل إلی نصف مآربه فهو إنسان محضوض فکیف إذا وصل إلی أکثر من ذلک، غیر المؤمن یحاول یمیناً شمالا یحاول تارة ویحتال أخری فرق من المحاولة والاحتیال المهم یحاول أو یحتال ولکن المؤمن یجعل بین المحاولة والتوکل بدلا من الاحتیال یتوجه إلی عالم الغیب یعقلها ثم یتوکل، یعمل بالأسباب ثم یطلب المدد، مریم فتاة حملت وولدت طفلها بحاجة الی رضاعة ضعیفة البُنیة اتخذت من أهلها قصیا ولکن الله عزوجل یأمرها وهزي إلیك بجذع النخلة تساقط علیک رطباً جنیا، الهزة منک وإسقاط الرطب من الله عزوجل، أين الهزة من الرطب؟ هذه امرأة عاجزة ضعیفه! رب العالمین یرید منها حرکة ما، إذاً المؤمن یدعوا ثم یوکل أمره إلی ربه، حدیثنا حول أمر ما، بعد الدعاء والتوکل هنالك أمر ورد في القرآن الکریم والسنة إن أردت قضاء الحاجة مؤکداً هناك ما یسمی بالنذر، النذر صیغة من صیغ التوکل والدعاء باطن النذر دعاء توسلٌ والتجاء، یعني یا رب أنا أطلب منک هذا الأمر وأنا أجعل من نفسي من مالي من جسمي سهماً لك الصوم الواجب في شهر رمضان ولکن بعض المؤمنین بعض الأمهات في شدة ما تنوي صیام أشهر رأیت أحد المؤمنین قال لي وقعت في شدة قاتلة نذرت لله أن أصوم الدهر کله، ثم اُبتلي بعارض صحي منعه من ذلک المهم النذر ظاهرة إیجابیة! إذاً النذر من موجبات تعجیل قضاء الحاجة کما أن الصدقة تدفع البلاء وقد اُبرم إبراماً، الصدقة تدفعها الآن النذر تدفعه لاحقا إذا قضیت الحاجة أیضا النذر له دور في تغییر المقدرات، وعلی رأس الناذرین في القرآن الکریم بل وصفهم یوفون بالنذر ویخافون یوما کان شره مستطیرا، من الذین انطبقت علیهم الآیة؟ أمیرالمؤمنین وفاطمة صلوات الله علیهما وهنیئاً لجارية لهما تسمی فضة، هکذا فضة في الروایة، الإمام صلوات الله وسلامه علیه علی روایة الإمام الباقر جاریتهم فضة أیضا التزمت بالنذر اُسوةً بأمیرالمؤمنین وفاطمة صلوات الله علیهما.
هنالک ملاحظات في الروایة طبعا هذه الروایة منقولة عن الإمام الباقر علیه السلام کما یقول صاحب المجمع روی الخاص والعام هذه القصة النذر لیست بروایة أهل البیت فقط! غیرهم أیضا نقل هذه القضیة والملفت أنه عندما مرض الحسنان وهما صبیان صغیران أحدهم اقترح علی الإمام قال یا أبا الحسن الرسول عاد علیاً أحدهم قال لو نذرت في ابنیك نذراً إن عافاهم الله تعالی! لا مانع أقل من الإمام ، الإمام لا یقاس به أحد المعصوم هکذا في غزوة الخندق هکذا یُنقل أن سلمان اقترح علی النبي هذه الحرکة العسکریة المؤمن شعاره یستمع القول فیتبع أحسنه، هذه القضیة قضیة نذر أمیرالمؤمنین لها تتمة ملفتة نتبرك بذکر الروایة لما أصبحوا أخذ علیا بید الحسن والحسین متی عندما صاما الأیام الثلاث یطعمون الفقیر والمسکین والاسیر أقبلوا إلی رسول الله فلما أبصرهم وهم یرتعشون کالفراخ من شدة الجوع طبیعي الذي جائع من هو؟ أمیرالمؤمنین وفاطمة قال ما أشد ما یسوئني ما أری بکم، یعني هذه حالتکم! الآن الروایة لا تنافي أن هذه الحالة للحسنین أیضاً من المرض، علي وفاطمة من الصوم والحسنان من المرض، انطلق فرآی فاطمة في محرابها قد التصق ظهرها ببطنها هذه بنت رسول الله لو وجدت في المنزل غیر القرص لأکلت قوتهم قدموه للیتیم والأسير والفقیر وغارت عیناها، فساءه ذلک غمه هذا المنظر فنزل جبرئیل ونادی النبي یعني خذها هنأك الله في أهل بیتک فأقرأهُ سورة الدهر أو سورة الإنسان.
إذاً إخواني النذر من موجبات قضاء الحاجة ولکن هنا مسئلة ونختم بها الحدیث، البعض یرهق نفسه بالنذر ینذر نذراً مکلفا نذراً متعباً عندما یقوم بالنذر یقوم علی مضض، مثلا یُلزم نفسه بخمسین رکعة بمئة رکعة في کل یوم، نحن في لیالي القدر في السنة مرة أو ثلاث لیالي نصلیها ولکن البعض من الممکن أن یلزم نفسه بنذر ثقیل هذا الإلزام قد یسلبه التوجه، وهنا شاهد في روایات أهل البیت أنه لا تلزم نفسك یعني علی کُلٍ الروایة مطلقة ولعلها ناظره إلی صورة الإکراه.
سأله أحدهم إسحاق بن عمار عن رکعتین جعلهما علی نفسه شکرا لله في السفر والحضر، یعني مسافرا وحاضرا یصلي رکعتین الی آخر العمر، هل یصلیهما بالسفر في النهار؟ یسئل الامام، قال نعم لئن النذر مطلق، ثم قال إني لأکره الایجاب یوجب الرجل علی نفسه یُلزم نفسه بشیء من هذا القبیل، قلت أني لم اجعلهما لله عليَ! یبدو الراوي کان متفقها یعني أنا جعلتهما علی نفسي ولکن من دون صیغة شرعیة ما قلت لله عليَ إنما جعلت ذلك علی نفسي أصلیهما شکرا لله ولم أوجبهما علی نفسي أفأدعهما إذا شئت؟ قال نعم، یعني لك أن تترك الأمر لأنك ما ألزمت نفسك.
کلمة أخيرة ختامه مسك، عیسی من الذین یُنزلهم الله من السماء خلقته عجیبة خُلق من غیر أب، میتته عجیبة طبعا ما مات رفعه الله إلیه ونزلته أیضا غريبة في آخر الزمان یظهر لیصلي خلف إمام زماننا کل حیاته غرابة في غرابة من برکات من؟ من برکات اُمه مریم، مریم من برکات من؟ من برکات النذر أني نذرت لك ما في بطني محرراً، أم مریم! نذر أنتج مریم ومریم قدمت للبشریة عیسی انظروا إلى هذا النذر المبارك هنیئا لمن نذر نفسه لله عزوجل إلى آخر عمره.

إلهي بحق أولیائك بارك لنا في ما أعطیتنا لا تفرق بیننا وبین محمد وآله طرفة عین أبدا بلغ أرواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.