Search
Close this search box.
  • آيات المراقبة و المحاسبة
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

أن البعض یظن بأن مراقبة النفس ومحاسبتها من الامور الکمالیة أمر استحبابي لو تمت المراقبة والمحاسبة فهذا جید واذا ما تمت المراقبة والمحاسبة کأن الانسان لم یرتکب ما فیه الضرر البلیغ! والحال حدیثنا هذه اللیلة حدیث کما یقال حدیث مفاتحي! والحال القرآن الکریم یطالبنا بالمحاسبة والمراقبة کما یحاسبنا بالصیام یا ایها الذین آمنوا کتب علیکم الصیام یا ایها الذین آمنوا یأمرنا بالصلاة والصیام والحج وغیره وبنفس السیاق یقول تعالی یا ایها الذین آمنوا اتقوا الله طبعا تقوی الله واجبة ولتنظر نفس ما قدمت لغد هذه الآیة من آیات المراقبة والمحاسبة لم؟ لئن القرآن یقول ولتنظر نفس ما قدمت! هناك ملائکة الحساب هناك رب العالمین من ورائهم هو الشهید ولکن الآیة تقول ولتنظر نفس ما قدمت لغد أنت ایضا انظر الی ما قدمت لا الملکان فقط ولا رب العالمین من بعد ذلك، اذاً هذه الآیة من اهم الآیات الدالة علی المحاسبة بل هنالك آیة في القرآن الکریم آیة ملفتة نحن نعلم اننا محاسبون علی الافعال الخارجیة عمل الجوارح! الانسان ما في قلبه حسب الظاهر لا یعاقب علیه انا اسأت الظن بأحد ولکن لم اتفوه بکلمه، ولم اغتبه ولم اتهمه المفروض أن هذا یمر بسلام ولکن القرآن الکریم ماذا یقول؟ لله ما في السماوات وما في الارض وإن تبدوا ما في انفسکم أو تخفوه یحاسبکم به الله، الآن ما تبدوا في انفسکم انسان یسيء الظن فیتهم مؤمناً بریئا هذا طبیعي یحاسب ولکن القرابة هنا وإن تبدوا ما في انفسکم أو تخفوه یحاسبکم به الله فیغفر لمن یشاء ویعذب من یشاء، هنا قد یقال في مقام دفع الاستغراب ما ابدیته من نفسك من الباطل من الحرام یعذب من یشاء ولکن ما اخفیته یغفر لك ولکن قد تکون فیه ادانه، المحاکم بعض الاوقات لا یجعل الانسان في السجن ولکن یدینه الادانة ایضا فیها ما فیها وزیر مثلا یقال علی مستوی الصحف علی مستوی الاعلام مدانٌ بعمله قد لا یعاقب ولکن الادانة هذه تؤذیه کثیرا المؤمن یتأذی من ذلك.
من برکات المحاسبة قلنا سابقا هذا المعنی یخفف الحساب یوم القیامة رب العالمین لیس بنائه علی أن اهل الجنة في الانتظار نحن في عرفنا نقول الاکرام بالاتمام حکم علیك انك من اهل الجنة اعطاك کتابك بیمینك! اذاً لماذا الانتظار في مواقف القیامه؟ السبب أن جزء من العقوبة في هذا الانتظار یعني أنت من اهل الجنة ولکن بشرط أن تبقی في مواقف الحساب والانتظار یوم القیامه، امامنا الصادق علیه السلام کما روي طبعا فإن امکنة القیامة خمسون موقفاً کل موقف مقام الف سنة البعض قد یستغرب ولکن هذا الکلام مدعوم بآیة من القرآن الکریم ثم تلی قوله تعالی في یوم کان مقداره خمسین الف سنة مما تعدون اذاً قضیة المحاسبة والمراقبة حتی انا اعتقد انها اهم من قیام اللیل الذي لا یقوم اللیل قد لا یرتکب حراماً اما الذي لا یراقب قوله وفعله هذا الانسان یرتکب الخطأ ولو من دون التفات ولهذا هذه الحرکة طبیة في بعض المؤمنین مثلاً یتکلم علی احد تقول له ظلمك تتکلم علی مؤمن هذا غیبه؟ یقول لا ظلم اخي تقول من قال لك بأن هذا لك مجوز؟ ظلم اخاك ما ظلمك أنت فلماذا تتکلم؟ واذا به یقف ویقول استغفرالله هذا لو کان من اهل المراقبة والمحاسبة لم یکن بحاجة الی الفات نظر! اذاً هذه ایضا من برکات المحاسبه.
کلمة أخيرة الانسان بعد فترة من المحاسبة والمراقبة یصل الی مرحلة الصفاء الکامل بحمدالله البعض یفتش في زوایا حیاته لا یجد منکراً ولا حراما وهذا المعنی معنیً میسور لیس ذلك الامر الشاق! العین لا تری الحرام الاذن لا تسمع الحرام الفم لا تکلم الحرام ما المشکلة في هذا؟ ولکن المؤمن یصل الی مرحلة لا یرتکب حلالاً الا بعد المحاسبة حتی الحلال یحاسب نفسه! انسان اکل عشاءاً ثقیلا کما یقال دسماً شبع قبل أن یذهب للفراش یفتح باب الثلاجة مثلا لیأکل امراً هذا الطعام لیس بحرام ولکن ینطبق علیه فضول الطعام؛ الأکل بعد الشبع الأکلة بین الاکلتین في عرف بعض الناس يأکلون وجبة محترمة في العصر یقولون هذه وجبة العصر هو تغدی والعشاء في الطریق وبینهما یأکل ما یأکل هذا الطعام خلاف المحاسبة والمراقبه، النبي صلی الله علیه وآله وسلم یعطي هذا المنهاج لکبار القوم إن اردت أن تکون من کبار القوم کبار القوم الشخصیات الکبیرة في حساب الآخرة کل نعیم مسئول عنه یوم القیامة لماذا اکلت علی الشبع؟ لماذا نمت ساعة فوق حاجة بدنك؟ لماذا اشتریت الاثاث الفلاني وأنت لست بحاجة الیه؟ وقس علیه باقي الامور الا ما کان في سبیل الله تعالی! کل أمر قصدت به الغربة الی الله عزوجل أنت لست من المؤاخذین علی ذلك العمل انسان یتعب من الصباح الی الزوال في أن یتأنق في اطعام مؤمن، لو بالغ في طعام ذلك الیوم لنفسه قد یحاسب ولکن یقول مؤمن سیزورني هذا الیوم من المستحب أن تتأنق في ضیافة المؤمن هذه الضیافة في سبیل الله عزوجل أنت ممدوح علی عملك، جعلنا الله وایاکم من عباده الصالحین.

اللهم بارك لنا في ما رزقتنا اللهم قنا شر ما قضیت لنا اللهم ابلغ سلامنا الی امام زماننا واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.