Search
Close this search box.
  • آفة اللسان من آفات القلب السليم
Layer-5-1.png
عناوين المحاضرة
عناوين المحاضرة
Layer-5.png
Layer-5-1.png

آفة اللسان من آفات القلب السليم

بسم الله الرحمن الرحيم

اللسان آفة القلب السليم

إن من يريد قلبا مطمئنا وسليما؛ لا بد وأن يراقب منافذ القلب وهي الجوارح التي هي جداول الحوض الداخلي. ومن أهم الجوارح التي تجر الإنسان إلى الخطيئة والمنكر هو اللسان. ولذلك يقال: لسانك حصانك؛ إن صنته صانك. فالحصان الأهوج إن ركبته لا تأمن من أن يرميك يمينا أو شمالا.

الصمت المقدس

إن الإنسان الذي هو مشغول في باطنه بهم أو مصيبة أو تفكير في المبادئ العالية لا يتكلم عادة، ولذلك عندما نرى أصحاب المصيبة ممن لزموا الصمت بعد المصيبة نرى من يحثهم على الكلام ويمازحهم بكلام مضحك؛ لئلا ينفجروا أو يصابوا بمكروه جراء صمتهم ذلك. والسكوت بعد المصيبة ليس سكوتا مباركا وإنما هو سكوت ناشئ عن ثقل المصيبة التي ألمت بالمصاب. والسكوت المقدس إنما يكون عن انشغال باطني بذكر الله عز وجل ومناجاته وحبه وحب أوليائه. إن البعض من المؤمنين يشغلهم حبهم للذوات الطاهرة في المشاهد المشرفة حتى ليقف أمام الضريح صامتا لا يطاوعه الكلام ويذهل عن الحديث مع صاحب ذلك المقام. ولعن الله شقي الأزل والأبد قاتل الحسين (ع) الذي رأى نور الإمام (ع) للحظات فتردد في قتله وقال: (وَلَقَدْ شَغَلَنِي نُورُ وَجْهِهِ وَجَمَالُ هَيْئَتِهِ عَنِ اَلْفِكْرَةِ فِي قَتْلِهِ)[١]. فإذا وصل المؤمن إلى هذا الثبات الباطني تلقى الحكمة ويصل الأمر إلى أن تترجاه للكلام لا للسكوت. تقول له: حدثنا أو انطلق معنا.

قبح الغيبة

فآفة اللسان من الآفات المهلكة. وقد ذكرنا أن الغيبة فقدت قبحها بين المؤمنين ولا قبح لهذه المصية كما للزنا وشرب الخمر والقمار والربا وما شابه ذلك من المحرمات الأخلاقية المعروفة التي نراها قبيحة في أنفسنا وهو أمر صائب ولكن لا نرى للغيبة من القبح ما نرى لهذه المعاصي. يتفق للمؤمن أن يكون عند الضريح فتقرع طبلة الأذن التي لا يمكن بالطبع التحكم بها كلمات من زائرين وهم مشغولون بالغيبة في تلك الأماكن المقدسة وما أقبح ذلك من فعل..!

لو أن أحدهم قبل امرأة حراما عند الضريح أو لامسها عند الطواف أو اغتاب أخاه المؤمن وأكل من لحمه أيهما أعظم عند الله سبحانه؟ لمس المرأة من الصغائر ولكن الغيبة من كبائر الذنوب. وينبغي أن نسأل أنفسنا لماذا لا نرى للغيبة من القبح ما نرى لسائر الكبائر؟ لو أن امرأة كشفت عن شيء من شعرها لقيل: أن زوجة فلان قد كشفت عن جزء من شعرها في البلدة الفلانية ويصبح خبرا ملفتا ويتناقله الناس ولكن أن يغتاب الإنسان في المسجد أمر هين لا ينكره اثنان.

[١] اللهوف  ج١ ص١٢٨.
Layer-5.png
Layer-5-1.png

خلاصة المحاضرة

  • لو أن أحدهم قبل امرأة حراما عند الضريح أو لامسها عند الطواف أو اغتاب أخاه المؤمن وأكل من لحمه أيهما أعظم عند الله سبحانه؟ لمس المرأة من الصغائر ولكن الغيبة من كبائر الذنوب. وينبغي أن نسأل أنفسنا لماذا لا نرى للغيبة من القبح ما نرى لسائر الكبائر؟
  • عندما نرى مصابا لزم الصمت بعد المصيبة نسعى لكي نحثه على الكلام ونمازحه؛ لئلا ينفجر أو يصاب بمكروه جراء صمته ذلك. وهذا السكوت بعد المصيبة ليس سكوتا مباركا وإنما هو سكوت ناشئ عن ثقل المصيبة. والسكوت المقدس إنما يكون عن انشغال باطني بذكر الله عز وجل ومناجاته وحب أوليائه.
Layer-5.png