Search
Close this search box.
  • آفة الكسل وعلاجها
Layer-5-1.png
عناوين المحاضرة
عناوين المحاضرة
Layer-5.png
Layer-5-1.png

آفة الكسل وعلاجها

بسم الله الرحمن الرحيم

آفة الكسل في حياة البشر

حديثنا سيكون حول موضوع مهم يبتلى به الكثير من أفراد المجتمع، وهو الكسل والتواني وفتور الهمة، وقلة النشاط. وأكثر من سبتلى بهذا الداء هم الفساق والمنحرفون وإن كان ذلك بالنسبة لهم أمرا إيجابيا حيث تقل معاصيهم وبالتالي تبعات الذنوب كلما ازدادوا كسلا، فنوم الفاسق خير من يقظته. أما المؤمن فالكسل يعقبه الخسارة الكبرى يوم القيامة حين تفتح الملفات فيجدها فارغة من أعمال الخير وقد ذهب رأس ماله، وقد قال سبحانه: (فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ)[١].

من مظاهر الكسل في حياة البشر، عدم رغبة الفرد القيام بالأعمال الجادة والميل إلى الراحة؛ وحتى إذا شاهد خطبة علمية تبث من التلفاز سرعان ما يغير القناة بحثا عن برامج التسلية والترفيه. وعندما يكون في جماعة ويتحول الحديث إلى مسألة جادة تجده أول المعترضين على ذلك الحديث ويطلب منهم تغيير الحديث إلى حديث هزلي ساخر ومضحك، وينعت المتحدث الجاد استهزاء بأنه إمام مسجد أو خطيب أو ما شابه ذلك.

والكسول لا يكون جادا في حياته وإن رأيته جادا دؤوبا في عمله فذلك لأنه يعلم؛ أن أي تقصير في مجال العمل تكون نتيجته نقصا في مرتبه الشهري أو إخراجا من العمل أو السقوط من عين صاحب العمل، وإن كان تاجرا يعلم أن التقصير يجره إلى نقض إلتزاماته وإرجاع صكوكه. وكذلك هم الكثير من طلاب المدارس والجامعات؛ حيث يختلف سلوكهم أيام الدراسة من النشاط والجد والمثابرة عن الصيف ولهوهم فيه ولعبهم والنوم حتى الساعات المتأخرة وقد تفوته الصلاة في أول وقتها ولا يقوم بأي واجب من الواجبات التي يتوقع من مثله القيام بها، لأنه لا ينطلقون في الحياة والعمل والدراسة من منطلق واعي.

الكسل والفتور في العبادة

والكسول لا يستمر في أعماله ولا ينشط إلا في الأجواء الاجتماعية؛ فنلاحظ أكسل الكسالى يقومون بواجباتهم في الحج بكل نشاط وحيوية منذ الصباح الباكر حتى الليل ولا يتذرع بالحاجة إلى النوم وبضعف البنية والأعصاب وما شابه من الذرائع التي يتذرع بها في سائر الأيام والتي يلقن بها نفسه. والتلقين من أوسع أبواب التقهقر. وقد بينت الروايات أن الكسل يحول بين المرء وبين الاستمرار في العبادة، فبعد أن يبدأ نشاطا عباديا كالحضور للصلاة في المساجد؛ سرعان ما تفتر همته ويركن بكسله إلى الدعة والراحة.

من صفات الكسول إهماله التخطيط للمستقبل. فلو سألت أحدهم عن هدفه بعد سنة لا يدري ما يجيبك به. يقول لك: إنني أعيش اليوم وما بعده لا شأن لي به. ولا يفكر حتى في مستقبل أولاده؛ فهو يتكل على وضعه الحالي ويرضى به. وقد ورد عن أمير المؤمنين (ع) أنه كان يأمر في محاسبة النفس بعدم الاكتفاء بالمحاسبة في ساعة الليل قبل النوم وإنما يقوم بكتابة برنامجا للمحاسبة حتى لا يصيبه النسيان سريعا.

من صفات الكسول أنه يبقي سلبيات الحياة على حالها؛ فلا يرفع نواقص المنزل ولا يغير شقته مثلا إن كانت بحاجة إلى تطوير السكن وتغييره، ولا يطور من عمله، وقد يعجز عن تأمين احتياجات المنزل ومؤونة البيت فتمله حتى زوجته.

الكسل الفكري

والكسل على قسمين: كسل فكري، وكسل عملي. والكسل الفكري هو الكسل الذي لا يحب المرء فيه أن يستمع إلى كلام نافع ومفيد.  فمن مظاهر هذا الكسل أن يحضر الرجل خطبة الجمعة التي لا تتجاوز نصف الساعة فيذهب يمينا وشمالا ولا يستمع إلى كلمة من هذه المحاضرة الدينية التي تلقى في الأسبوع مرة واحدة، ولا يذكر في الخطبة إلا ما قال الله وما قال الرسول وآله (ع). هذا والملائكة تدون أسماء الداخلين إلى المسجد بحسب ترتيب دخولهم؛ فتكتب الذين يدخلون قبل الزوال بساعة على سبيل المثال ويتلون القرآن الكريم، وهؤلاء الملائكة إذا شرع الخطيب في خطبته طووا صحفهم وأغلقوا ملفاتهم لاستماع الخطبة وهم الذين اعترضوا على الله في خلق الإنسان وقالوا بأنه يسفك الدماء ولكنهم احتراما للخطيب يطوون صحفهم والحال أن من ذكرنا لاه ساه ينظر يمنة ويسرة، وقد يقضيها غارقا في نومه بعد أن أخذ قسطا من النوم كافيا قبل الخطبة..!

وقد يتذرع بعض الشباب بأن لا قدرة لهم على التركيز وذهنه مشوش يذهب به يمنة ويسرة ولكنه يشاهد مباراة لأكثر من ساعة ونصف الساعة من دون كلل أو ملل ولا يكاد يرفع عينيه من التلفاز. وكذلك هو عند قراءة الصحف والمجلات ومشاهدة الأفلام والمسلسلات؛ فهو يركز فيما يحب ويصغي بكله إلى من يحب من صديق أو صديقة ولكن عندما يصل الأمر إلى خطاب الرب والاستماع إليه يصبح شارد الذهن مشتت البال، وإذا أطال الإمام في صلاته بضع دقائق هب ليعترض على الإمام وعاتبه على ذلك.

وينبغي للمؤمن ألا يكسل وألا يتوقف عن النشاط الذهني والتثقف وزيادة الوعي الديني، فلا يسمح لنفسه ألا يفهم ويعلم. فكلما ازداد الإنسان في الدين رشدا وعلما، إزداد من الله قربا وأصبحت لعبادته قيمة ووزنا. فإذا ما ازداد بنفسه وبربه علما كان في حديثه مع الرب أكثر انتباها ودقة وأقرب للإجابة من غيره. ولا بأس بالكسل المؤقت الناشئ عن مرض أو إرهاق من سفر أو مشكلة عائلية أو نفسية.

التسويف الخطير

وينبغي اجتناب جميع أشكال التسويف التي يتبعها الشباب من قبيل قولهم؛ أننا نتثقف ونقرأ ونتعبد ونذهب إلى الحج ونستغفر الله ونفعل ما نفعل بعد عمر الأربعين ولكن لنلعب الآن ونلهو ونحن في ريعان الشباب. وقد يحصل شاب على منحة إلى دولة غربية يقضي فيها أربع سنوات من عمره؛ فينشغل باللعب واللهو على أمل أن يرجع إلى بلده ويتزوج ثم يصبح من خيار المؤمنين كما يعتقد؛ ولكن لا يعلم أن الشيطان له بالمرصاد وقد يجهز عليه سوء عمله ويقلبه إلى أسفل السافلين ولا يوفق للتوبة وإصلاح المسار. وقد يصل الأمر ببعض هؤلاء أن يترك الصلاة؛ ثم يحاول كثيرا أن يقيم ركعتين ثم لا يوفق لهما. فينبغي استثمار ريعان الشباب والراحة والأمن للإكثار من الطاعة واجتناب المعاصي.

علاج الكسل

ولعلاج الكسل ينبغي اتخاذ الخطوات التالية. أولا؛ مجالسة الجادين والمجتهدين. فالاكتساب صفة حسنة لا بد من مجالسة أهلها؛ فإذا أردت العلم جالس العلماء، وإن ابتغيت الحلم عاشر المتحلمين، وإن أردت الجد والاجتهاد، جالس الجادين المجتهدين، وإن أردت التوفيق الدراسي فجالس أمثالك ممن يبتغون ذلك.

وينبغي كذلك احتراز أتباع الهوى، واجتناب معاشرتهم والميل إليهم. فقد روي عن النبي الأكرم (ص) أنه قال: (اَلْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ وَقَرِينِهِ)[٢]؛ فإذا كان عند خليل تأنس به ويأنس بك، يدعوك ذلك أن تصحبه في كثير من الأحايين، فإذا دخل المسجد دخلت معه أو ذهب إلى البحر اصطحبك معه.

إن الجدية تسري من حياة الجادين لو جالستهم إلى حياتك. هناك البعض من الناس لا يدعون دقيقة من دقائق حياتهم تذهب هدرا، فتراه – على سبيل المثال – وهو على مائدة الطعام لا يفارق الكتاب يده، يتناول اللقمة من جانب وينظر في الكتاب من جانب آخر. وهناك الكثير من الساعات التي تضيع من الإنسان يمكنه استثمارها؛ منها ساعات الذهاب والإياب إلى العمل؛ حيث بإمكان الإنسان أن يقرأ كتابا أو يستمع قرآنا أو خطبة نافعة أو مجلس عزاء وما شابه ذلك.

والكسل في العمل قد يجعل الراتب مشتبها. فهناك بعض الموظفين لا يقومون بواجباتهم بصورة صحيحة؛ فهو من الساعة السابعة حتى الثانية ظهرا جالس على مكتبه يقلب السبحة ويتصفح الصحف والمجلات ويتصل بفلان وفلان وبإمكانه قراءة القرآن والكتب النافعة إن كان ثمة متسع من الوقت مسموح به.

من موجبات رفع الكسل اجتناب الطعام الثقيل. فلا ينبغي أن نتوقع القيام لصلاة الليل إذا تناولنا طعاما ثقيلا قبل النوم، ولا نتوقع فهما جيدا إذا تناولنا الطعام قبل الشروع في الدرس والتحقيق، وكذلك الأمر في كثرة النوم.

البرمجة للحياة

من موجبات النشاط البرمجة للحياة. إذا سافر الإنسان إلى بلد معين قد يشعر بشيء من التعب والملل إن كان الطريق طويلا ولكنه عندما ينظر ما تبقى من الطريق يستعيد نشاطه وتقوى عزيمته لمواصلة الطريق وصولا إلى البلدة المرجوة. فإذا كان للإنسان برنامجا نظر إليه عند التعب ورأى ما أنجزه وما بقي؛ فيكون ذلك دافعا قويا للاستمرار. وعلى سبيل المثال، إن المواظبين على ختمة شهرية للقرآن الكريم، يقرأ في كل يوم جزءا من القرآن الكريم، وهو يعلم أنه لا بد أن يختم خمسة أجزاء في الخامس من ذلك الشهر. وكذلك الذي يلزم نفسه حضور الجمعة أربعين جمعة لحاجة في نفسه.

ومن أهم الدوافع للعمل والاجتهاد والابتعاد عن الكسل؛ الإحساس بالعبودية والمراقبة من قبل الله تعالى. إن الموظف الذي يرى نفسه مراقبا من قبل الكاميرات يكون ذلك سببا لانضباطه وجديته في العمل. وكذلك المؤمن يعتقد أن أيام عمره وصحته وأمواله كلها من الله سبحانه وسيسأله سبحانه عنها، فقد روي عن النبي الأكرم (ص) أنه قال: (لاَ تَزِلُّ قَدَمُ عَبْدٍ يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ: عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَشَبَابِهِ فِيمَا أَبْلاَهُ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ كَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ وَعَنْ حُبِّنَا أَهْلَ اَلْبَيْتِ)[٣].

وهنا لا بد من الرجوع إلى روايات أهل البيت (ع) الواردة في الكسل. لقد روي عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: (إِنْ كَانَ اَلثَّوَابُ مِنَ اَللَّهِ فَالْكَسَلُ لِمَا ذَا)[٤]. واتبع الإمام (ع) في حديثه هذا أسلوب الحوار وتحريك المشاعر، فيقول: أن الأجر ما دام من الله سبحانه فلماذا التكاسل عن القيام بالأمور النافعة حتى وإن كانت ثقيلة صعبة؟ فقد روي عن النبي الأكرم (ص): (أَفْضَلُ اَلْأَعْمَالِ أَحْمَزُهَا)[٥].

وقد ذكرت بعض الروايات الشريفة أن الله عز وجل يباهي الملائكة بالرجل يكون عند زوجته مستأنسا بها فيأتي إلى المسجد ليصلي إلى الله عز وجل تاركا الزوجة وراءه، وقد يكون مرهقا ينتظر الجمعة للاستراحة ولكنه يتركها لله سبحانه. وهناك البعض من المؤمنين يؤجل معاملته الوزارية إلى ما بعد الصلاة أملا في قضائها.

ومما روي عن النبي الأكرم (ص) حول الكسل أنه قال: (إِيَّاكَ وَخَصْلَتَيْنِ اَلضَّجْرَةَ وَاَلْكَسَلَ فَإِنَّكَ إِنْ ضَجِرْتَ لَمْ تَصْبِرْ عَلَى حَقٍّ وَإِنْ كَسِلْتَ لَمْ تُؤَدِّ حَقّاً)[٦]، وقد روي عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال: (إِيَّاكَ وَ اَلاِتِّكَالَ عَلَى اَلْمُنَى فَإِنَّهَا بَضَائِعُ اَلنَّوْكَى)[٧]؛ فيحذر الإمام (ع) من الاتكال على الأماني والآمال.

آفات النوم الكثير

وأما بالنسبة إلى مسألة النوم فإن المتخصصين في هذا المجال يبينون أن حاجة الإنسان إلى النوم على قسمين؛ حاجة حقيقية وحاجة وهمية. أما الحاجة الوهمية هو حب الإنسان للنوم رغم أخذه قسطا كافيا منه، فيستيقظ عند الصباح ثم يرجع إلى النوم تارة أخرى، ولو ذهب إلى الحمام مثلا واستحم لذهب عنه النعاس ولعاد إليه نشاطه ولتبين له أن ذلك النوم الزائد إنما كان حاجة وهمية أو كاذبة إلى النوم ليس إلا. فيحدد الأطباء ساعات النوم بين السبع والثمان ولكن علماء الأخلاق يجعلونها بين الست والسبع ساعات. ولو استغنى الإنسان بأقل من هذا مع حفظ النشاط والصحة لكان جديرا بذلك، فمن نعم الله على العبد أن تكون حاجته إلى النوم قليلة.

لقد روي عن النبي الأكرم (ص) أنه قال: (ثَلاَثٌ فِيهِنَّ اَلْمَقْتُ مِنَ اَللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ نَوْمٌ مِنْ غَيْرِ سَهَرٍ…)[٨]. والنوم من غير سهر يعني؛ أي ينام الرجل بالنهار وقد أخذ قسطا كافيا منه في الليل من دون سهر في عبادة أو عمل جائز. وقد روي عن الإمام الباقر (ع) أنه قال: (قَالَ مُوسَى عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ أَيُّ عِبَادِكَ أَبْغَضُ إِلَيْكَ قَالَ جِيفَةٌ بِاللَّيْلِ بَطَّالٌ بِالنَّهَارِ)[٩]. وروي عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: (إِنَّ اَللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُبْغِضُ كَثْرَةَ اَلنَّوْمِ وَكَثْرَةَ اَلْفَرَاغِ)[١٠]. وقد يصل الأمر ببعض الشباب ممن لا هدف لهم في الحياة أن يمل أوقات الفراغ والعطلة الصيفية وغيرها وليتنا نستطيع أن نشتري من الفارغين أوقاتهم وفراغهم..!

ولقد روي عن النبي الأكرم (ص) أنه قال: (إِيَّاكُمْ وَكَثْرَةَ اَلنَّوْمِ فَإِنَّ كَثْرَةَ اَلنَّوْمِ يَدَعُ صَاحِبَهُ فَقِيراً يَوْمَ اَلْقِيَامَةِ)[١١]؛ فقد لا تدخل النار بكثرة النوم إلا أنك ستكون خالي الوفاض من الأعمال الحسنة، تتوجه إلى العلماء والصلحاء والأولياء لمنوا عليك بشيء من الحسنات ترفع من مقامك في الجنان. والحال أنه كان باستطاعته أن يصل إلى مقام يشفع فيه للآخرين لا أن يطلب الشفاعة منهم. وهناك بعض المستحبات قبل النوم يجدر بالمؤمن الالتزام بها، منها النوم على الطهارة والإتيان بتسبيحات الزهراء (س) حتى يكون نومه عبادة ويصبح في ضيافة الله سبحانه.

السيد بن طاووس وكيفية النوم

لقد روي عن السيد ابن طاووس؛ سيد المراقبين والعارفين صاحب كتاب الإقبال وغيرها من الكتب النافعة، الذي قل نظيره بين العلماء من حيث دقة المراقبة أنه قال: (وَإِنْ شِئْتَ فَكُنْ كَمَمْلُوكٍ أَعْرِفُهُ مِنْ مَمَالِيكِ اَللَّهِ إِذَا نَامَ بِالْإِذْنِ مِنَ اَللَّهِ وَاَلْأَدَبِ مَعَ اَللَّهِ وَاِسْتَقْبَلَ اَلْقِبْلَةَ بِوَجْهِهِ إِلَى اَللَّهِ وَتَوَسَّدَ يَمِينَهُ عَلَى صِفَاتِ اَلثَّكْلَى اَلْوَاضِعَةِ يَدَهَا عَلَى خَدِّهَا فَإِنَّهُ قَدْ ثَكِلَ كَثِيراً مِمَّا يُقَرِّبُهُ إِلَى اَللَّهِ وَيَقْصِدُ بِتِلْكَ اَلنَّوْمَةِ أَنْ يَتَقَوَّى بِهَا فِي اَلْيَقَظَةِ عَلَى طَاعَةِ اَللَّهِ وَعَلَى مَا يُرَادُ فِي تِلْكَ اَلْحَالِ مِنَ اَلْعُبُودِيَّةِ وَ اَلذِّلَّةِ لِلَّهِ)[١٢]. ويشبه السيد ابن طاووس الحالة بحالة الثكلى لأنه قد فرط كثيرا في نهاره وفقد الكثير من فرص الخير فهو ينام نوم الفاقد المستحيي من ربه.

[١] سورة ق: ٢٢.
[٢] الكافي  ج٢ ص٦٤٢.
[٣] تفسير نور الثقلين  ج٤ ص٤٠٢.
[٤] بحار الأنوار  ج٧٠ ص١٥٩.
[٥] بحار الأنوار  ج٦٧ ص١٩١
[٦] من لا یحضره الفقیه  ج٤ ص٣٥٢.
[٧] نزهة الناظر  ج١ ص٥٨.
[٨] من لا یحضره الفقیه  ج١ ص٥٠٣.
[٩] بحار الأنوار  ج١٣ ص٣٥٤.
[١٠] الكافي  ج٥ ص٨٤.
[١١] الإختصاص  ج١ ص٢١٨.
[١٢] بحار الأنوار  ج٧٣ ص٢٠٨.
Layer-5.png
Layer-5-1.png

خلاصة المحاضرة

  • من مظاهر الكسل عدم رغبة الفرد القيام بالأعمال الجادة والميل إلى الراحة؛ فإذا شاهد خطبة علمية تبث من التلفاز سرعان ما يغير القناة بحثا عن برامج التسلية والترفيه. وعندما يكون في جماعة ويتحول الحديث إلى مسألة جادة تجده أول المعترضين ويطلب منهم تغيير الحديث إلى حديث هزلي ساخر.
  • لعلاج الكسل ينبغي مجالسة الجادين والمجتهدين. فالاكتساب صفة حسنة لا بد من مجالسة أهلها؛ فإذا أردت العلم جالس العلماء، وإن ابتغيت الحلم عاشر المتحلمين، وإن أردت الجد والاجتهاد، جالس الجادين المجتهدين، وإن أردت التوفيق الدراسي فجالس أمثالك ممن يبتغون ذلك.
Layer-5.png