Search
Close this search box.
  • آفات العجلة
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد وآله الطیبین الطاهرین
القرآن الکریم یصف الانسان بأنه ظلوم جهول کثیر الظلم وکثیر الجهل، ما معنی أنه ظلوم جهول؟ المعنی واضح ولکن عندما یصل إلی العجلة یقول وکان الإنسان عجولا کالظلوم الجهول ولکن في آیة أخری في سورة الأنبیاء یصف الانسان بأنه خُلق من عجل، الانسان خُلق من طین أبونا آدم الانسان خُلق من النطفة نحن وأمثالنا خُلق من الطین أو النطفة ولکن کأنه عُجن بالعجل، معنی ذلك أن الذي یرید أن یسلم في هذا الطریق لابد أن یراقب نفسه لئلا یکون عجولا، العجلة تارة تکون في الفعل هکذا وهو نائم وهو مستلقي الکثیر من الناس تأتیه هلوسات خواطر من کل رطب ویابس قبل النوم هکذا، کبار الأولیاء یقول نحن اذا أردنا أن ننام، ننام في دقائق یذهب في نوم عمیق أهل القلق والاضطراب اهل الدنیا البعض لا ینام الا بدواء ینومه فیُفکر یمیناً شمالا یأخذ بعض القرارات عندما یُصبح الصباح یرید أن ینفذها، اذاً العجلة في إتخاذ القرار.
العجلة في القول بعض الناس یتکلم یتکلم ثم یفکر هذا الذي قاله کان في موضعه أم لا؟ هذه الایام هذه الأجهزة بین أیدینا بعض المتخاصمین أو بعض الأعداء عندما یتصل به عدوهُ لغرض ما وهو غضب یسجل کلامه من حیث لا یشعر وبذلك یبتزه یقول أنت الذي هتکتني واتفاقاً مرت عندنا حادثة من هذا القبیل القاضي عندما رآی رسالته کلامه جعله من اسباب الإدانة، منفعل یبعث رسالة فیها اهانة لأحد ذاك يأخذه للقاضي یُدخله السجن ما لك والعجلة! وخاصة قلنا هذه الایام کلامك لا قد لا یسجل ولکن کتاباتك تُسجل تبقی إلی الأبد أو إلی سنوات أنت مدانٌ بکتابتك ولهذا لا تستعجل في کتابة أسرارك لا تستعجل في کتابة انفعالاتك هذا لا یلیق بالمؤمن.
امامنا امیرالمؤمنین عندما حضره الموت أوصی بوصیة امیرالمؤمنین یرید أن یلخص خطبه وحِکمه مما قاله في ساعة الإحتضار أنهاك عن التسرع بالقول والفعل قال لولده المجتبی لا تتسرع، المؤمن اذا کان یرید أن یتسرع في شيء فلیتسرع في الخیر کلامنا في القول والفعل اذا لم یکن فیه خیرٌ، جائك فقیر هذه اللیلة أحرزت حاجتة لماذا تقول له جئني من غدٍ؟ بادر بالخیر، مؤمن جائك اللیلة قال عرفني علی فلان أُرید أن أخطب کریمةَ اذهب فوراً، بعض الناس یقول یا فلان اتصل لي بفلان اتصالك به یحل مشکلتي یقول غدا والجهاز بیدك، ما لك إلا أن تکبس کبسةً وانتهی والامر لماذا تماطل، ولهذا الامام الصادق علیه السلام یقول اذا همَ أحدکم بخیرٍ أو صلةٍ فإن علی یمینه وشماله شیطانین فلیبادر لا یکفاه عن ذلك ولهذا یأتينا بعض أصحاب الشاریع یقول فلان وعدنا جزم جئني غداً أکتب لك صکاً تذهب إلی مکتبه یقول یا فلان إنصرفت عن نیتي من الذي صرفه؟ شیطانه الذي معه ومن الممکن ذهب إلی المنزل قال لزوجته من باب الافتخار بالخیر أو من باب الفرح بالخیر واذا بزوجته تُثبطه في عزیمتة تقول نحن أولی بهذا المال ترید أن توقف مالك ترید أن توصي بثلثك إیاك وإیاك، ازواجکم واولادكم أعداء کما یستفاد من قوله تعالی.
من آداب الانفاق کلامنا في التعجیل وأن التعجیل راجحٌ في بعض المواضع قضاء حاجة المؤمن هذا راجح ولکن هناك قضاء حاجةٍ جامعة مانعة الفرد الأکمل کما یقال، اولا باستصغارها لتعظم لا تذهب إلی المنزل أو تقول لفلان انا تبرعت بهکذا مبلغ والبعض مع المشکلة هکذا في ذمته! حق مالي عظیم مطالب بالخُمس یُنفق من الخمس ویتبجح أنت دفعت الدین الذي علیك لماذا تمن علی السادة الکرام؟ لماذا تمن علی أصحاب المشاریع؟ هذا صاحب المشروع حمل زادك إلی الآخرة قبل ایام اتفاقا أحدهم تبرع تبرعاً سخیاً وقال الحمدلله الذي خلصني من هذا المال کنت أبحث له عن موضع فوجدت الموضع بفضل دلالتك لي یعرف قدرك هذا الانسان مؤمن حقاً، اذاً بإستصغارها لتعظم أنت صغرها، الزهراء وامیرالمؤمنین قدما خبزهما والله عزوجل أنزل في حقهما سورة الدهر ولهذا یقول الشاعر وفي غیره هل أتی؟ اذاً هذا هو الأدب، وبإستکتامها لتظهر لا تقل أنفق بیمینك حتی لا یعلم شمالك کنایة عن الکتمان لتظهر، رب العالمین لو شاء أظهره بقي شيء؟ مرة اُخری إستصغر عملك إستصغر إحسانك أکتم احسانك وأخیراً وبتعجیلها لتهنئ، الفقیر عندما یطلب منك شیئا إن ما أخرته تُصبح صدقة هنیئة تماطله الایام واللیالي تعطیه أخیرا یقول فلان أعطاني بعد أن بلغت روحي التراقي ما هذا الاحسان؟ اذاً عجلها أکتمها استصغرها.
کلمة أخيرة نعود إلی التعجیل المذموم کلامنا کان في التعجیل المحمود في الوعد عجل في العطاء عجل في الوعید أجل ترید اللیلة أن تعاتب زوجتك أو تعاقبها إبنك أيً کان خذ فرصة قل بعد غد بعد ثلاثة أيام العقوبة بیدك إن عاقبت من ترید هذه اللیلة وأنت مستعجل قد تندم لاحقا تقول یا لیتني ما عاقبته ولهذا هناك شيء عند المُدراء المتخصصین یرید أن یعاقب موظفاً ولکنه لم یعاقبه الآن وهو یستحق العقوبة یبحث له عن زلة هکذا زلة لا تستحق الطرد من العمل ولکن یأخذها ذریعة اذاً أخذ قراره بالشر بالعقوبة متی ما أراد یعمل بها ولو لعذرٍ هذا کلامنا لا کلام امیرالمؤمنین، واقعا ائمتنا سادتنا ما ترکوا صغیرة ولا كبيرة ایضا یقول صلوات الله علیه أخر الشر، الشر العقوبة من مصادیقها فإنك إن شئت تعجلت ترید أن تعاقب رأيت أن العقوبة تأخرت الآن عجل بالعقوبة تحقق ما ترید.

إلهي بحق أولیائك وبالصالحین من عبادك أغفر لنا ذنوبنا وأستر عیوبنا أبلغ سلامنا إلی امام زماننا وأردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.