Search
Close this search box.
  • آفات التكبر
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

حدیثنا في هذه الکلمة حول التکبر والمتکبرین؛ مرة تکون هنالك عظمة واقعیة في الانسان بمعنی أن الانسان یقوم بفعل یوجب له الفخر صلاة المؤمن عزه وفخر المؤمن في صلاة اللیل مثلاً، أشراف امتي اصحاب اللیل وحملة القرآن ولکن لیس الکلا في هذا، الانسان الذي مزیة واقعیة یشکر الله عزوجل علی هذه المزیه، الکلام في أن یری نفسه فوق الغیر انا اصلي صلاة اللیل فأنا افضل ممن لم یصلي صلاة الليل، الآن انسان موفق لصلاة اللیل ولکن في قلبه حسد هذا الانسان لو وضع في کفة ووضع انسان لا یصلي المستحبات ولکن فیه کل الفضائل الراجحة کالتواضع کالایثار کحب الغیر کحُسن الظن ملکاته ملکات راقیة ولکن لا یصلي الرواتب الیومیه! اذاً من أين تعلم انك افضل من الغیر والغطاء لم یکشف؟ هذا اولا.
وثانیا الامور بخواتیمها من أين تعلم حسن العاقبه؟ امامك عشرون ثلاثون سنة کم من التغلبات في هذه السنوات؟ اذاً التکبر حالة اولا شیطانیة اول من تکبر واستکبر هو الشیطان اللعین الرجیم، الشیطان کانت له مزایا حقیقیة کان من اعبد العُباد عبادة ابلیس یُضرب بها المثل الآن آلاف السنین کم لعله کان یصلي رکوعاً وسجوداً یعلم الله کم کان یصلي وکانت له القابلیة أن یعبد الله عزوجل عبادة لا نظیر لها ولهذا قال لله عزوجل اعفني عن السجود لآدم اعبدك عبادة متمیزه، ما هو الجواب؟ اعبدني من حیث اُرید لا حیث ترید أنت تقترح علي العبادة عبادتك في السجود لآدم، وانتم تعرفون بأن ابلیس عمل قیاساً سخیفاً ابلیس علی عبادته علی ذکائه علی شیطنته هو شیطان الآن نقول فلان له شیطنة يعني فیه شيء من صفات ابلیس ولکن فاته أن الشيء اذا خُلق من شيء مهین هذا لا یعني أنه أقل من شيء خُلق من شيء غیر مهین الکلام في الفعل! اصل آدم من الطین من حمئ مسنون اصل الشیطان‌ من النار، النار تنیر والطین أمر مظلم الطین یحتاج الی النار لیُطبخ ویصبح خزفاً، ولکن الکلام الآن في الروح التي نُفخت في آدم! نفخت فیه من روحي هذه المعادلة التي یعرفها الاطفال ابلیس لم یعلم ذلك، بمثابة انسان یبني کوخاً من طین جید من طابوقة متوسطة وانسان یبني قصراً ولکن من طابوقة من درجة اردئ ولکن الکلام في اصل البنیان في زخرفة البنیان في الأثاث الذي في هذا قصر وهذا کوخ المواد الاولیة لهذا البناء اقل مثلا رقیاً الشیطان علی کل حال لم یستوعب هذه المعادله.
المتکبرون هذه الایام تکبرهم عادة بالاموال وما یملکونه من متاع زائل وقد قلنا مراراً أن الکمال کل الکمال بألامر المتصل بالانسان العالم علمه معه العابد عبودیته معه العالم في القبر عالم المتعبد في البرزخ متعبد ولکن اصحاب الرأس مال اصحاب الأسهم اصحاب القصور کل هذه لا قیمة لها في عالم البرزخ والقیامة اذاً المؤمن یبحث عن کمال متصل کمال في ذاته لا کمالاً في البنوك والخارج، علی کل حال الآن لماذا الانسان یتکبر؟ هذه الروایة اذا تذکرتها المتکبرون یسقطون من عینك؛ الامام الصادق علیه السلام له عبارة جمیلة ما من رجل تکبر أو تجبر الا لذلة وجدها في نفسه! عنده حقارة باطنیة بعض الطواغیت عندما نقرأ سیرتهم طواغیت الکفرة الفجرة القتلة نلاحظ عندما کان طفلاً مثلاً تحمل بعض صور الذُل آذوه الغیر اصبح ناغماً عن المجتمع لما صار امیراً سلطاناً ملکاً أخذ ینتقم من الناس، اذاً الذلة الباطنیة من موجبات التکبر علی الخلق، رب العالمین له عقوبات لهؤلاء المتکبرین، ما هي العقوبات الالهیه؟ الضعة نحن لاحظنا بعض المتکبرین من ذوي الاموال في أواخر ایام حیاتهم یصاب بالشلل بخمسین عاهة ریحة نتنة حتی اهله لا یطیقونه هذا المتکبر رب العالمین کما یقال کسر رأسه بالذل والفقر في بعض الحالات والمرض حتی لو عاش غنیاً یعیش المرض والاکتئاب والمشکلة مع الناس، علی کل حال هذا في الدنیا.
واما في الآخرة الحسابات دقیقة اخواني یوم القیامة ایضاً المتکبر لا یُحشر علی هیئته انسان الآن فقیر أو کذا یُحشر انسان یوم القیامة یخرج قبره عریاناً الی آخر انظر تارة عن يميني وتارة عن شمالي الکل یوم القیامة له حالة من الفزع ولکن خصوص المتکبرین یُحشرون علی في مثل صور الذر رأیتم النمل الصغیر النمل الذي هو لا يُرى من بُعد! رب العالمین یحشرهم کالنمل لماذا؟ تطأهم الناس ذراً في مثل صور الرجال یعلوهم کل شيء من الصغار حتی الصغار یطأون المتکبرین بأقدامهم، طبعا هذه عبارة ایضا عن النبي صلی الله علیه وآله وسلم عبارة جمیلة عادة المتکبرون لهم بیوت فارهة اصحاب قصور في الدنیا لهم قصور وفي الآخرة ایضا لهم قصور! کیف یمکن متکبر له قصر في الآخره؟ نعم النبي صلی الله علیه وآله وسلم یقول کما روي عنه إن في النار قصراً یجعل فیه المتکبرون ویطبق علیهم یغلق علیهم الابواب، في الدنیا کنت في قصر في الآخرة ایضا في قصر ولکن هذا القصر ماذا؟ من نار جهنم.
کلمة أخيرة الانسان کیف یکسر نفسه لئلا یکون من المتکبرین؟ في روایات اهل البیت علیهم السلام هناك بعض الاقتراحات کما یقال طبعا هذه لیست الزامیة ولکن موجبات التواضع النبي صلی الله علیه وآله وسلم رأى رجلاً من المؤمنین یبدوا وبیده شيءٌ الآن اشتری متاعاً للمنزل لما رأى الامام استحی من الامام تصور مؤمن صادفته في مکان ما مؤمن وجیه وبیده کیساً ثقیلاً یحمله الی سیارته مثلا استحی من الامام والحال أنه لا موجب للإستحیاء الامام صلوات الله وسلامه علیه تدارك الموقف قال اشتریته لعیالك وحملته الیهم ما المشکله؟ تحمل قوت عیالك اليهم یعني هذه مزیة هذا فخر اما والله الامام یقول لولا اهل المدینة لأحببت أن أشتري لعیالي الشيء ثم احمله الیهم، یعني انا موقعي امام الناس تنظر الي هناك الموافق هناك المخالف الامام یحسب حسابات اجتماعیة یقول انا لا یمکنني هذا الامر والا لفعلت ولکن أنت لماذا لا تحمل ما عندك لأهل عیالك؟
هنا قبل أن أختم الحدیث هنا العلماء استفادوا استفادة جمیلة القضایا الاخلاقیة اخواني قضایا طبعا في المستحبات قضایا نسبیة رأيتم الامام یقول انا لا احمل اثاثي بیدي لموقعي الإجتماعي أنت ایضاً قد لا یناسبك بعض الأمور لا یؤخذ بها علی علاته المؤمن ینظر الی الوضع الذي هو فیه الامام علیه السلام رأى انساناً وبیده سمكة طبعا السمكة بعض الاوقات فیها رائحة غیر طیبة قال له اقذفها لا تحملها بیدك إني لأکره للرجل السري أن یحمل الشيء الدنيء بنفسه أنت انسان متمکن وجیه لماذا حامل سمکة بیدك؟ ثم قال إنكم قوم اعدائکم کثیر یا معشر الشیعة لکم اعداء لا تظهروا بمظهر لا یلیق ثم قال صلوات الله علیه فتزینوا لهم ما قدرتم علیه کن بوضع کما یقال یوجب الفخر والمهابة والزینة في قلوب الآخرین، علی کل حال هذه بعض الروایات في تهدید الذین یتکبرون بغیر حق وکذلك الانسان النبي صلی الله علیه وآله وسلم ذهب للبقیع فتبعه اصحابه فقال لهم تقدموا معنی کلامه أمرهم أن یتقدموا فسُئل عن ذلك قال اني سمعت خفق نعالکم المؤمن لا یرید أن یکون خلفه کما یقال مریدین واتباع اذا رأى في نفسه حالة من حالات الارتیاح لکثرة المعجبین والمحبین یخشی علی نفسه من التکبر والاستعلاء.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج أبلغه عنا تحیة کثیرة وسلاما والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.