Search
Close this search box.
  • آداب اللباس
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

رب العالمين يحب أن يرى عبده متعبدا في كل شيء والعبد يحب أن يوري ربه متعبدا في كل شيء من مصاديق هذه القاعدة مظهر المؤمن في ثوبه ولباسه عندما تلبس ثوباً انظر الى الثوب الذي يريده منك رب العالمين في عالم الأثواب هناك ثوابان ملزمان به نحن البشر ثوب الأرحام وثوب الكفن اذاً الشارع المقدس رأي في ما نلبسه الآن في الأحرام واضح وعند الكفن واضح ولكن في الحياة اليومية هل هنالك دعوة لون خاص أو الى صنف خاص من الثياب؟ نعم النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ألبسوا من ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم وكفنوا فيها موتاكم اذاً البياض في الثياب هذا أمر ممدوح وفي روايات متعددة مع ذلك هنالك مجموعة من الروايات أن النبي واميرالمؤمنين هكذا بالخصوص كان وصفه هكذا أنه يرقع بيده ثوبه نحن عندما نرى مثلا خرقاً في الثوب أحدنا يبادر برميه ولكن هكذا كان النبي يرقع الثوب وبيده لا يحيله الى زوجاته مثلا طبعا الآن هناك رأي لعل النبي واميرالمؤمنين بالخصوص كانا هكذا عيشتهم عيشة بإعتبار أنهما امامان اميرالمرمنين كان حاكماً أو حكم في مدة من حياته النبي كان حاكما لهذه الخصوصية كان النبي حريصا أن يكون كعامة المسلمين اولا أن يكون يأكل على الأرض ويجلس جلسة العبد بعض الجلسات جلسات المتبخترين والمترفين يخصف بيده نعله ويرقع بيده ثوبه المجتمع المدني كان مجتمعاً في غاية الفقر حقيقتا هؤلاء المسلمون الاوائل كم عانوا في سبيل هذا الدين فقر وحرب وغير ذلك من الآفات والمحن ومع ذلك كانوا حول النبي يدافعون عن الأسلام بكل قواهم اذاً علينا أن نتأسى بهؤلاء في شيء مما كانوا فيه، دخل الراوي على اميرالمؤمنين عليه السلام هذه الجملة تثير أحدنا يرق قلبه لأميرالمؤمنين هذا الذي كان يفتح الحصون ويجندل الأبطال هذا طعامه يقول فإذا بين يديه لبن حامض قد أذاني حنوضته يبدوا رائحة هذا اللبن رائحة مؤذية لا تطاق وكسر يابسة خبز يابس فقلت يا اميرالمؤمنين أتأكل مثل هذا الخبز وهذا اللبن الذي أذانا حموضته؟ فقال لي إني أدركت رسول الله يأكل أيبس من هذا ويلبس من أخشن من هذا يعني ما أكله أرقى من طعام رسول الله، النبي حاكم الامة في زمانه حتى بالمنطق الظاهري مساحة كبيرة من الأرض خاضعة لرسول الله له من الأتباع ما له له من العسكر ما له فتحت له مكة ومع ذلك هكذا كان يعيش ثم يقول امامنا إن قلنا هو التلميذ الاول للمعلم الاول ما قلنا الا حقا يقول فإن لم أخذ بما أخذ به رسول الله خفت أن لا ألحق به يعني متأسي بالنبي حتى في طعامه في ثوبه فضلا عن سلوكه في الحياة من أولى بالناس ممن كان يأكل كطعام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟
مطلب آخر عندما نقول للبعض لماذا تبذر لماذا تسرف؟ الجواب المعروف يقول المال مالي وانا حر في ما أصنع هذا جواب الجاهلين طبعا ولكن الامام الصادق عليه السلام يعلمنا منطقاً من نوع آخر إن لم تقبل بهذا المنطق في دار الدنيا في الآخرة تقدم للمحاكمة الآن لا أحد يسألك ولكن ماذا تقول لرب العالمين؟ المال مال الله انتهي الأمر من أنت حتى تتصرف؟ انا حر انا كذا هذا المعنى يمشي في الدنيا المال مال الله وانتهى الأمر ما هي النتيجه؟ يضعها عند الرجل ودائع وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه أنت خليفة أنت مؤتمن رأيت موظفا في محل موظف يأخذ راتب وأنت صاحب المحل لو ذهبت الى المحل وتفاجئت بأن هذا الموظف المسكين يوزع المال على أصحابه ماذا تقول عنه؟ الا تقدمه للمحاكمه؟ يقول المال مالي وجعلته وديعة عند البائع وهذا البائع يوزعه على مزاجه كم هذا الموظف سخيف في منطقه لو قال انا حر ماذا تقول عنه؟ الدنيا بمثابة السوق وهذا كل ما على الارض من الزينة رب العالمين جعل ما على الارض زينة لها أنت موظف ودائع الله عندك نعم رب العالمين كريم وجوز لهم أن يأكلوا قصدا ويلبسوا قصدا أن تلبس بمقدار الاقتصاد وأن تأكل بما يوجب الاقتصاد في المعيشة أكثر من هذا ليس من حقك اذاً المؤمن في زيه في حركته في قيامه ينظر الى ما يريده منه رب العالمين طبعا الكلام عن اللباس هذا واضح حرم لباس الحرير والذهب على ذكور أمتي وأحل لأناثهم، اذا كان الشارع المقدس هكذا يدقق في الثوب الظاهري فكيف بالثواب الباطني الساتر لعورة الباطن؟ الثوب الظاهري يستر العورة الظاهرية من دون ثوب الانسان كم يفتضح؟ لباس التقوى يغطي عورتك الباطنية بلا ثوب التقوى روحك تخرج عريانة هذه الروح تُقبض عليها السوءات والعورات قبل أن نخرج من هذه الدنيا نغطي عورات الباطن ولباس التقوى ذلك خير.

إلهي بحق اوليائك وبحق الصالحين من عبادك اغفر لنا ذنوبنا استر عيوبنا اللهم ألبسنا ثوب التقوى ابلغ سلامنا الى امام زماننا واردد الينا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.