Search
Close this search box.
  • آداب الإنفاق
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

الانسان نوعان مما یصدر منه هناك کلام یصدر منه وهنالك مال یصدر منه المال اذا صدر من الانسان اذا کان هذا المال طبعا في محله هذا یعد مزیة من المزایا بینما الکلام اذا کثر صدوره من الانسان کثرة الکلام تعرفون في الروایات من موجبات قسوة القلب من کثر کلامه کثر خطأه ومن کثر خطأه مات قلبه اذاً المطلوب من المؤمن أن یفتح یده ویمسك لسانه العبارة جمیلة وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من لسانه، کلامنا في الصدقة وفي العطاء ولابد في هذا الباب أن نلتفت الى آداب الأنفاق لیس کل انفاق ممدوح؛ اولا اعتقاد المنفق أنما یعطیه في سبیل الله هذا تحویل للفاني للباقي هذا المال في جیبك إن أکلته شریت به طعاما أو شراباً أکلته وشربته وانتهی ولکن إن قدمته في سبیل الله هذا المال لا ینتهي یتحول الی لبنة في الجنة الی شجرة الی نهر علی کل حال ما في الجنة لا ینفذ ولا یبلی طبیعي کل شيء في الجنة هم فیها خالدون هو خالد وما في الجنة ایضا خالد قصور الجنة مع حیاة المؤمن، في زمان النبي صلی الله علیه وآله وسلم تنقل أم المؤمنين من أنهم ذبحوا شاةً فقال النبي ما بقي یبدوا طبعا هذه الشاة وزع لحمها في سبیل الله فقالت تروي أم المؤمنين عائشة ما بقي منها الا کتفها فقال بقي کلها غیر کتفها هذا الکتف ما بقي لأنه سیُؤکل یعني الشاة کلها اُنفقت في سبیل الله هکذا یفهم من الروایة اذاً ما اُنفق بقي وما اُکل ما بقي، اذاً لو أن انساناً ذبح شاةً ووزع هذا علی الفقراء والمساکین بتعبیر من التعابیر یمکن أن نقول أن هذه الشاة مخلدة لأنها تحولت الی نعیم لا یزول.
ایضا مما ینبغي أن یقال في هذا المجال الأنفاق مرة من غني طبعا انفاق الغني ایضا ممدوح لأن المال قطعة من وجود الانسان لماذا البعض یبخل لماذا بعض الأثرياء لا یخمس رغم أن أربعة الأخماس هذا یکفیه وتحبون المال حباً جما ولکن اذا أنفق الفقیر هو مغتر ولکنه مع ذلك ینفق ماله في سبیل الله هذا له مزية من المزایا هذا مقدم علی الغني المنفق ولهذا اذا صار أحدنا في ضیق ضیقه لا یمنعه من الانفاق هذا الانفاق ممیز الامام الصادق علیه السلام في هذا السیاق روي عنه ثلاث من أتی الله بواحدة منهن أوجب الله له الجنة طبعا تعبیر أوجب یعني الجنة له لا مناص واحدة منها فکیف اذا جاء بالثلاث طبیعي الأجر مضاعف اولاً الأنفاق من أغتار بعض الأثریاء عندما ینفق بمثابة انسان یأخذ کأساً من حوض کبیر هذا لا یتبین بخلاف إناء صغیر تأخذ منه کأسا یتبین فیه النقص اذاً الأنفاق من الأغتار هذا من موجبات دخول الجنة قطعا والبشر لجمیع العالم هذه الروایة ملفتة في هذا المجال لم یقل مثلا للمؤمنین! المؤمن بشره في وجهه وحزنه في قلبه ولهذا الانسان الحزین الانسان الذي یظهر کآبته هذا لیس من صفات المؤمنین هو کئیب هو حزین له مشکلة لماذا تدخل السرور علی زوجتك؟ الزوجة عندما تری زوجها کئیباً حزیناً هي ایضا تحزن، الوالدان یحزنان لحزن الولد ولهذا المؤمن تعبیر علی کلٍ ممثل بارع لو کان في اعظم الهموم والغموم یحتسبه عند ربه لا یدخل حزناً علی غیره بلا سبب اذاً والبشر لجمیع العالم والأنصاف من نفسه هذه الثالثة مهمة جداً لعله أهم من الاولین الآن الأنفاق من اغتار أمر ممکن البشر أمر میسور ولکن الأنصاف من نفسه یقع في خلاف مع شریکه مع زوجته مع صدیقه یعترف أنه هو المقصر اذا وصلت لهذه الدرجة من الأعتراف علی نفسك فقد وصلت الی مرحلة عالیة من الأيمان.
روایة أخيرة في هذا المجال ایضا هذه الروایة تنفعنا في حدیثنا في هذه اللیلة هذه الروایة مفادها أن الانسان قد یکون متمکناً الأنفاق من الأغتار قلنا فیه مزیة ولکن بعض الاوقات المؤمن یتعلق قلبه بشيء ولو بقلم ولو بسبحة اذا تعلق قلبك بشيء أقطع هذا التعلق عاقب نفسك لأنك تعلقت في هذا الشيء أنفقه في سبیل الله قل هذا الذي شغلني عن ربي سلیمان استعرض الخیل هکذا یقال في تفسیر الآیة أني أحببت حباً الخیر عن ذکر ربي بعد ذلك ماذا صنع سلیمان؟ فطفق مسحاً بالسوق والأعناق ذبح الخیل لأن هذا الخیل ملأ عینه کلما أبصرتا بعینك عن النبي الأكرم واستحلاه قلبك طیب کما قلنا قلم شيء أستحلاه قلبك فأجعله لله فذلك تجارة الآخرة لأن الله یقول ما عندکم ینفد وما عند الله باق.
في ختام الحدیث اخواني بشکل عام ذکرنا استحلاه قلبك المؤمن حر لا یستهویه شيء في هذه الدنیا من زبرجها وزخرفها وولدها ونسائها وأموالها الذي یملأ قلبه وفؤاده المعاني الأخرویة العالیة ولهذا لا یأسى علی ما فاته ولا یفرح بما أوتي جعلنا الله وایاکم من عباده الصالحین.

اللهم عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر ابلغه عنا في هذه الساعة تحیة کثیرة وسلاما واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.