Search
Close this search box.
  • آثار العشق الإلهي
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
هنالك سئوال متعارف عند البشر وهذا السئوال ینبقي أن یطرحه الانسان علی نفسه لماذا خُلقنا؟ یتفق انسان یمر في محنة شدیدة في بلاء شدید وخاصة في جهة النساء تحمل النساء أقل من الرجال هکذا المتعارف المرأة تصل إلی حالة من الحالات تقول لماذا خُلقت یا لیتني کما قالت مریم علیه السلام کنت نسیاً منسیا طبعا هنا بحث قرآني لماذا مریم قالت هذا الکلام؟ هذا ألا ینافي التفویض والتسلیم وهي حاملة لروح الله متعبدة في بيت المقدس رأت ما رأت کلما دخل علیها زکریا المحراب إلی آخره هذا الجواب في محله، اجمالا لماذا خُلقنا؟ الجواب بلا مجاملة کلمة واحدة ذکرها القرآن الکریم ولکن نحن ما علمناها المتعارف الکل یحفظ هذه الآیة أعني من یقرأ القرآن وما خلفت الجن والإنس إلا لیعبدون، الخطأ الشائع خُلقنا للعبادة یعني نصلي في الیوم خمس مرات نصوم في السنة مرة نحج في العمر مرة نخمس في السنة مرة وهکذا اذا زدنا عبودیةٌ نضمنه النوافل قیام اللیل هذه جزء من العبادة فرق بین العبادة الطقوسیة وبین التعبد نرید التعبد لا العبادة العرفیة، تدخل المسجد قف هنیئةً بعض المؤمنین یقف علی باب المسجد ثواني ینظر إلی رجله یقدم قدمه الیمنی یخرج یقدم رجله الیسری یدخل بیت الخلاء العکس إلی آخره من المحراب إلی بیت الخلاء وهو یتحری العبودیة في کل شيء اذاً العبودیة لا العبادة المتعارفة عند الناس اصطلاحاً الآن ما فائدة العبودیة بهذا المعنی؟ الفائدة أن الانسان تتحول عنده العبادة بعد العبودیة إلی متعة لا إلی کلفةٍ انسان یبني بناءً یحمل علی ظهره طابوقاً یوصله للبناء یفرح بهذه الطابوقة یرتفع بنائه اذاً في کل یوم یزداد قرباً کلما ازداد قرباً ازداد بهجةً ازداد لذةً، ما نقوله مقتبس من حدیث قدسي یرویه امامنا الصادق علیه السلام وبالمناسبة هنا نقول لو قال غیر المعصوم قال الله عزوجل هذا لا یُقبل منه أين له الطریق إلی قول الله عزوجل؟ الحدیث القدسي کالقرآن الکریم! کلام رب العالمین بألفاظ بشریة الذي له الحق أن یقول قال الله عزوجل أو فیما أوحي إلی داوود وغیره من هو علمه متصل بالسماء، الامام الصادق ینقل حدیثاً قدسیاً صلوات الله علیه یا عبادي الصدیقین لا العباد المتعارفین! الصدیق تنعموا بعبادتي في الدنیا هذه الرواية علی الانسان أن ینقشها علی قلبه تنعموا بعبادتي في الدنیا زُین للناس حب الشهوات من النساء والبنین والقناطیر المقنطرة من الذهب والفضة والخیل المسومة ولکن ایها الصدیق تنعم بعبادتي أي تلذذ بها، ذیل الروایة أو قل تتمة الروایة طریفة فإنكم تتنعمون بها في الآخرة رحیق الجنة عبادة الله عزوجل النظر إلی وجهه أين النظر إلی الحور من النظر إلی رب العزة والجلال؟ تقول کیف؟ وجوه یومئذٍ ناظرة إلی ربها ناظرة طبعا بما یلیق اذاً الروایة تدعونا إلی التلذذ بالعبادة ولهذا المؤمن في المسجد کالسمکة في الماء لا کالطیر في القفص عندما یخرج من المسجد قلبه یحن یذهب إلی البیت قلبه یحن إلی الرجوع ولهذا في ظل الله یوم القیامة، دعته امرأة ذات منصب وجمال کذا وکذا ورجل قلبه معلق بالمساجد یری بیته سکنه في المسجد.
المهم في روایة عن النبي الأکرم هذه الروایة ایضا روایة کما یقال فیها جانب علی کل حال عاطفي شدید لأهله أفضل الناس من عشق العبادة فعانقها تعبیر العناق والإحتضان عادة یقال بین العشیقین هکذا المتعارف طبعا بین المتحابین الأم ایضا تعانق ولدها إما حباً کما في الأمهات أو شهوةً کما بین الزوجین النبي الأکرم یقول هل تصل إلی هذه المرحلة تعشق العبادة؟ وهذا المعنی اخواني لیس بالمستحیل بعض الشباب انا سئلت بعض المؤمنین منهم بالمعنی الخاص لا بالمعنی العام کان أعزباً تزوج قلت له یا فلان قبل الزواج کانت لك خلوات مع الله عزوجل أعرف ذلك الآن تزوجت هل تغیر الحال؟ قال یا فلان خلواتي أحب إلي، انسان متعارف من مرتادي المساحد وصل لهذه المرحلة فکیف بکبار القوم؟ عشق العبادة فعانقها وأحبها بقلبه وباشرها بجسده فرق بین نومة علی فراش مع من یُحب وبین من یتغلب في المسجد راکعاً وساجداً وتفرغ لها لا بمعنی ترك العمل! تفرغ لها أحبها بقلبه کن في الحانوت کن في المتجر کن استاذاً في الجامعة لا ضیر تفرغ لها بقلبك فهو لا یبالي ما النتیجة؟ انظروا إلی راحة البال فهو لا یبالي علی ما أصبح من الدنیا علی یُسر أم علی عسرٍ قلبه مشغول بذلك العالم لا یبالي.
روایتان أخری ونختم بهما هذه الروایات لا نسمعها الا من خلال اهل البیت علیهم السلام، الروایة عن امیرالمؤمنین علیه السلام الروایة فیها نکتة بدیعة حدیث تدریه خیر من ألف ترویه أن تروي الروایة لیس المهم، أن تتقن فهما یقول اذا أحب الله عبدا ماذل یعمل یُکثر له النسل والمال؟ لا الهمه حُسن العبادة لا العبادة یصلي یُتقن یحج یُتقن یعتمر یُتقن یصوم یُتقن إبحث عن الإتقان لا علی أصل العمل البعض من المؤمنین یصلي في المسجد أربعین سنة في السنة الأربعین صلاته کالسنة الأولی هي هي لا توجه لا اتقان لا کذا اذاً الفائدة في الإتقان لا في الأصل، دوام العبادة اذاً الاتقان دام العبادة برهان الظفر بالسعادة، بعض الناس یقع في محنة یصبح حمامة المسجد شهراً شهرین ثم یترك کن مداوماً یُفهم من بعض الروایات من أراد أن یداوم علی عملٍ فلیلتزم سنة یوطن نفسه ترید قیام اللیل وطن نفسك سنة ترید الجمعة سنة إلی آخره بالدوام الانسان یُقبل.
روایة أخيرة ایضا روایة مشجعة ومخیفة في آنٍ واحد الروایة عن النبي الأکرم صل الله علیه وآلع وسلم تفرغوا لعبادة الله وطاعته لا بمعنی الصومعة والرهبانية هذا معلوم، ما النتیجة؟ قبل أن ینزل بکم من البلاء ما یشغلکم عن العبادة رب العالمین اذا لم تُقبل علیه یطردك من بابه بأي شيء؟ بالبلاء! بلاء نفسي إکتئاب قلق مرض حادث سیر نسیان إلی آخره الأمراض کثیرة رأفتةً بنفسك لا منةً علی الله عزوجل ترید الراحة أدمن من الذهاب إلی المسجد ترید الراحة أقم اللیل علی کلٍ ترید الإعفاء من البلاء توجه إلی الله عزوجل، إن عملت هکذا بلائك رافع للدرجة لا کفارة للسیئة وبینهما من الفرق لا یخفی.

إلهي بحق اولیائك بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج أبلغه عنا تحية کثیرة وسلاما والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.