Search
Close this search box.
  • آثار الذكر في حياة المؤمن
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم

بسم الله الرحمن الرحیم

وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

 

الكلام عن الذكر أعني بذلك ذكر القلب اصلا هذه المفاهيم الذكر الأستعاذة الحوقلة التفويض التوكل الألتجاء الأنقطاع كل هذه معاني محلها القلب المتوكل المستعيذ هؤلاء يستعيذون بالله بقلوبهم والا الحركات الظاهرية إن كانت خالية من الحركة القلبية الباطنية هذا لا يعد عملاً قلبياً المهم الذكر قلنا محله القلب القلب ذاكر نعم اللسان يبين ما في الجوف وقد لا يبين انسان يحب ولده لا يعبر عن ذلك ولكن قلبه يطفح حباً إن قال لولده انا أحبك ليس هناك شيء جديد ما كان في القلب أظهره على لسانه ذاكر الله بلسانه هكذا ذكر أم لم يذكر أعني بلسانه قلبه ذاكر ولهذا يقول بعض الصالحين يقول الذكر القلبي الى درجة اذا أشغلنا اللسان بالذكر هذه الحركة الجوارحية أعني الفم والشفتين يذهلنا نفضل أن نبقى في دائرة الذكر القلبي حتى الحركة اللسانية في بعض الحالات تشغلنا طبعا لا يخفى أن الذكر الأجمل هو الذكر بين القلب واللسان.

الآن ما هي آثار الذكر بالحياة؟ اولا هذا الذكر القلبي لا ينحبس في القلب كما أن الذي يحب فتاة يتودد اليها يقترب منها يخطبها يتزوجها ينجب منها الى آخره ذكره لها جره الى الأنجاب منها أخيرا اذاً ذكر القلب من لوازمه العمل الخارجي وهذا الذي يقوله اميرالمؤمنين صلوات الله عليه كل ما نقوله من المعاني نستدل بشاهد من كلام اهل البيت هم ينابيع الحكمة يقول علي عليه السلام كما في كتاب الغرر من عمر قلبه بدوام الذكر حسنت أفعاله في السر والجهر هذا الانسان الذاكر لله عزوجل لا فرق عنده بين الخلوة والجلوة هو مع الناس ذاكر في الخلوة ذاكر والذكر مجالسة المحبوب اذاً لا يختلف عنده ظاهر وباطن داخل الدار وخارج الدار خلوة جلوة هذا في مقام العمل يكون منضبطاً.

من آثار الذكر ماذا؟ مشكلتنا نحن مع إدبار القلب وإقباله القلب يزيغ فيسيء الظن القلب يزيغ فيشتهي الحرام القلب يزيغ يغلب علينا الغضب وبكلمة واحدة القلب السليم هو الذي يضمن أن لا يصدر منه زلل ما هو الطريق الى القلب السليم؟ الذي نحاسب عليه يوم القيامة الا من أتى الله بقلب سليم ايضا اميرالمؤمنين عليه السلام يقول اصل صلاح القلب إشتغاله بذكر الله القلب الذاكر قلب سليم والقلب السليم هو الذي يلقى الله عزوجل يوم القيامة وليس فيه غيره.

من آثار الذكر هذا الأثر ايضا مغري لأن هذا الأثر يظهر في الدنيا القلب السليم يوم القيامة مثلا نجزى عليه ولكن في دار الدنيا ما هو أثر الذكر في الحديث القدسي؟ أيما عبد أطلعت على قلبع فرأيت الغالب عليه التمسك بذكري الرواية مخففة لا تقول الرواية فرأيت مثلا الدائم عليه ذكري الذكر الغالب لأن الذكر القليل لا ينفع والذكر الدائم شغل الأنبياء والأوصياء أنت المؤمن السالك الى الله عزوجل يتوقع منك الذكر الغالب الذين اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون الانسان كما في بعض الروايات المؤمن كمثل السنبلة رأيتم سنابل القمح يأتي الريح هذه السنابل تنطرح أرضا ينتهي الريح السنابل تقف المؤمن هكذا تأتي ريح الشهوة ريح الغضب يخر ولكن بعدها يستقيم ومثل غير المؤمن كالعودة تنكسر فلا ترجع اذاً إجعل مثال السنبلة في بالك فرأيت الغالب عليه التمسك بذكري ما هي الجائزة في الدنيا قبل الآخره؟ توليت سياسته أي تربيته البعض يشتكي من المربي والأستاذ الحديث القدسي يقول انا أربيه انا ألمتولي له كيف أن الله عزوحل هو صاحب الأوقاف المساجد وغيرها هذا الذاكر بمثابة الارض الموقوفة رب العالمين قيمه رب العالمين متولي أمره وهنيئا لمن كان رب العالمين متوليه انتهى الأمر؟ لا وكنت جليسه ومحادثه وأنيسه هب أن هذا المؤمن تأخر زواجه خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا ولكن المؤمن الكامل أنسه ثابت برب العالمين تزوج أم لم يتزوج وهنا اشارة خفية الى مؤمنة تأخر زواجها ايضا بعض المرمنات عندما يتأخر زواجها تعيش القلق والأحباط وكذا وكذا أين أنس رب العالمين من أنس البشر؟ الرواية تعم الذكور والأناث أيما عبد يعني أو أمة كنت جليسه امرأة مؤمنة لم تتزوج ولكن الغالب عليها ذكر الله كنت جليسه ومحادثه وأنيسه وجد زوج أم لم يوجد أعطيت ذرية أم تعطة ذرية قد تتزوج تشتكي من عدم الأنجاب مثلا الخلاصة العبد والأمة اذا كانا في طريق القرب أنسه الباطني راحته الباطنية لا يتوقف على زيجة ولا على ذرية ولا على غيره هنيئا لمن وصل الى هذه الدرجة العليا.

اذاً القلب اذا صار ذاكراً يعطى مزايا.

منها استنارة القلوب ثمرة الذكر إستنارة القلب السيارة عندما تمشي في ظلمة في صحراء قاحلة لا إنارة فيها صاحب الدابة في الليل يقعد في مكانه يقول كيف أمشي في طريق مظلم ينتظر ضوء النهار من لا نور له اذا مشى يتخبط في مشيته الرواية ملفتة السائر عل غير هدى لا تزيده كثرة السير الا بعداً يريد أن يذهب للحج ولكن يمشي للشمال كلما يمشي يبتعد عم مكة اذاً بالذكر يستنير القلب ثم اذا أستنار القلب علم الانسان طريقه في الحياة.

وأخيرا قد تقول كيف أذكر؟ من مصاديق الذكر ليست تلاوة القرآن التدبر في القرآن الكريم تتلوا وتتدبر القرآن هو النور المنزل إن الله سبحانه ايضا رواية علوية لم يعظ أحدا بمثل هذا القرآن فإنه حبل الله المتين وسببه الأمين وفيه ربيع القلب وينابيع العلم وما للقلب جلاء غيره ولهذا كم من الملفت أو قل كم من المعيب أحدنا من الصباح الى الليل يقرأ الصحيفة يقرأ الجريدة يقرأ القصة يقرأ الأباطيل ولا يقرأ صفحة من كتاب الله عزوجل هل هذا يتوقع نوراً في حياته.

 

إلهي بحق اوليائك اجعل لنا من لدنك نورا نمشي به في الناس اللهم افتح علينا ابواب رحمتك وأنشر علينا خزائن علومك والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.