Search
Close this search box.
  • آثار إهانة المؤمن
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیكم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبركاته
الشيء له تارة شرافة ذاتیة، بنفسه شریف الانسان العالم علمه یُشرفه وهنالك شرافة انتسابیة اضافیة هذا العالم إذا انتسب إلی رسول الله وصار من ذریة النبي هذه الشرافة ایضا تزیده وزناً انتسابه إلی رسول الله شرافة اخری، ولهذا لو جائنا عالمان بعلم واحد وتقویً واحدة، لو فرضنا هكذا أحدهما له شرافة الإنتساب یقَدم علی غیره حتی في صلاة الجماعة هكذا القاعدة.
أمثلة علی ذلك! كل هذه مقدمات لحدیث نریده مثال ذلك الخشب التابوت المهد كل هذه أخشاب لا قیمة لها ولكن هناك مهد نام فیه صبيٌ بإسم موسی في صغر سنه، عندما وضعته أمه في ذلك المهد هذا صار یسمی تابوتاً سكینة من ربكم هذا التابوت صار فیه سكینة تُبرك به لاحقاً.
الثوب یُنسج من القطن وغیره ما قیمة الثوب؟ ولكن هذا الثوب لامس جسم یوسف هذا الثوب إكتسب شرافةً اُلقي علی وجه یعقوب فأرتد بصیراً لو القي علی یعقوب كل ثیاب الارض ما أرتد بصیرا إلا ثوب یوسف، إذاً حتی أكثر من ذلك الذي استعمل ثوب یوسف مثلا مؤمن، السامري قذف شیئاً في ذلك العجل قال فقبضت قبضةً من أثر الرسول وكذلك سولت لي نفسي، یقال أخذ تراباً من تحت حافر دابة كان یركبها جبرائیل إذاً هذه التربة تحت حافر هذا من القرآن الكریم حافر دابة جبرائیل یأخذها السامري فیه هذه الخاصیة المذهلة فكیف بتربة الحسین وغیره!
حدیثنا اللیلة عن المؤمن، المؤمن انسان له هویة شخصیة فلان إبن فلان من بلد فلان ولكن هذا لا نقف عنده هذا عبد من عباد الله الصالحین منتسب إلی الله عزوجل وبعبارة العصر له حصانة، مرة مواطن یهان ومرة سفیر البلد یهان سفیر البلد له حصانة ولهذا إذا أرادوا أن یحاكموا نائباً سفیراً یرفع عنه الحصانة أولا هكذا عُرف الدول إذاً المؤمن له حصانة من إلذي یدافع عنه؟ إن الله یدافع عن الذین آمنوا، فلا تتحرش بمؤمن ولا تؤذي مؤمناً، الروایة واقعا خطیرة ومخیفة.
الامام الصادق علیه السلام ینقل حدیثا قدسیاً ائمتنا مطلعون علی آثار جدهم وعلی آثار السلف ایضا ولهذا عندما یظهر امام زماننا روحي له الفداء یحكم بین اهل الإنجیلهم بتوراتهم، طبعا الإنجیل والتورات غیر المحرفین، إذاً الامام یعرف ما في الكتب السابقة ولهذا نقل حدیثا قدسیا إن الله تبارك وتعالی یقول من أهان لي ولیا فقد أرصد لمحاربتي یعني رفع سیفه علي، علی من؟ یقول الله عزوجل أرصد لمحاربتي هذا یرید أن یحاربني هذه الكلمة تذكرنا بقوله تعالی یریدون لطفئوا نور الله بأفواههم! تخیل انسان ینفخ في الهواء یقال له ماذا تصمع؟ یقول ارید أن أطفئ نور الشمس كم هذا احمق؟ إذاً من أن یرید أن یطفئ نور الله بفمه یرید أن یحارب الله بسیفه الآن ببندقتة بمدفعه بقنبلة الذریة كله واحد هؤلاء كم سعیهم في ظلال!
تقول الروایة وأنا اسرع شيء إلی نصرة اولیائي هذا مجرب من أهان مؤمنا ولم یتدارك الآن رأینا بعض الناس یهین مؤمنا بكلمة بكذا یتدارك الموقف یعطیه مالا یقبل رأسه تنتهي المشكلة القضیة إذا بقیت الإهانة من دون تدارك رب العالمین ماذا یصنع معه؟
في روایة اخری ایضا عن الامام الصادق علیه السلام ایضا روایة مخیفة من حقر مؤمنا مسكینا نخن نخاف أن نحقر ضابطا عسكریاً نحن عادة لا نحقر مترفاً مثلا التحقیر لصغار المساكین من المؤمنین لم یزل الله له حاقراً ماغتاً، اذا جبار السماوات والارض مغتك حقرك ماذا یبقی لك؟ حتی، هناك طریق التوبة حتی یرجع عن محقرته إیاه بكلمة إن سامحك هذا المؤمن انتهی الامر.
هنالك روایة عن النبي الأكرم صل الله علیه وآله وسلم لماذا اُمرنا بعدم التحقیر؟ قد تقول مثلا هذا لا وزن له هذا انسان مثلا له فسقٌ له كذا لا تحقر رأیت منكراً إنه عن المنكر ولكن لا تقل أنا خیر منه الأمور بخواتیمها من كان یظن أن الحر هذه عاقبتة؟ اذاً لا تجعل نفسك فوق الخلق، واذا رأيت مؤمنا لا تقل هذا مؤمن عادي لا وزن من أين تعلم؟ لعل هذا ولي من أولیاء الله.
رب العالمین أخفی ثلاثاً في ثلاث الأخیرة الروایة هذه اللیلة تؤیدها أخفی غضبه في معصیته قد تركب معصیة بسیطة هذه كما یقال في المثل العربي الغشة التي قصمت ظهر البعیر ولا تحقرن طاعة لعلها المنجیة موسی كم عمل وعمل إلا أن سقي البنتین نجاهه من كل هم غم، كان جائعا كان غریبا كان مشرداً كان أعزب كل هذه المشاكل انتهت بمصاهرة شعیب آواه شعیب ثمانیة حجج إلی آخره، اذاً لا تحتقرن طاعة فلعها المنجیة وثالثا لا تحتقرن انساناً فلعله الولي وأنت لا تعلم لا یزئرن أحدكم بأحد أي لا یحتقرن، لا یزئرن أحدكم بأحد من خلق الله فإنه لا یدري أیهم ولي الله؟ هل كتب علی جبینه هذا ولي الله؟ لا تعلم بل لقمان یقول لا تحقرن أحداً بخرقان ثیابه فإن ربك وربه واحد إذاً أُمرنا بین الناس أن نعیش هذه الحالة من التواضع والتذلل بین یدي الله عزوجل.

إلهي بحق أولیائك وبالصالحین من عبادك اغفر لنا ذنوبنا اُستر عیوبنا اجعل عواقب أمورنا خیرا أبلغ سلامنا إلی امام زماننا وإلی أرواح المؤمنین والمؤمنات نهدي ثواب الفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.