وصايا الإمام موسى الكاظم (ع) لهشام بن الحكم 3

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

وافضل الصلاة وأتم السلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين

لازلنا على مائدة امامنا موسى بن جعفر صلوات الله وسلامه عليه افضل علاقة الى المعصوم بالأضافة الى التعلق العاطفي به حزناً فرحاً ذكراً شعراً نثراً بالأضافة الى كل ذلك التأسي العملي والتأسي لا يكون الا عن معرفة ومثاله عندما نطلب من انسان أن يرسم رسمةً مرة نطالبه برسمة ابداعية من عند نفسه هذا له باب ومرة نقول تأسى بالرسام الفلاني بالفنان الفلاني في لوحته اذا لم تكن عنده لوحة واضحة كيف يرسم على طبقها اذاً إن اراد أن يتأسى بأحدهم لابد أن تكون سيرته واضحة الذي لا اطلاع له على سيرة المعصومين الذي لا يعلم موقع الامام من عالم الوجود الذي لا يعلم ما صدر من امامه من حكم هذا الانسان أنى له أن يقتدي به، زر الامام موسى بن جعفر عشرات المرات وأنت جاهل به وبكلامه كيف تقتدي به؟ غاية ما في الأمر أن تقبل ضريحه الشريف وتزوره وتصلي ركعتين اذاً من اراد أن يكون مقتدياً بأمامه موسى بن جعفر على الأقل يطلع على وصاياه لهشام والا هشام ما صار هشاماً بالتوسل فحسب بالبكاء على الامام فحسب هشام صار هاشماً لأنه تتلمذ على يد الامام الصادق والكاظم عليه السلام فصار عالماً بالأمامة هشام معروف أنه فتق أبحاث الامامه.

وصلنا الى هذه الفقرة وهذه الفقرة في ظاهرها ملفتة قد يقول الانسان كيف كذلك؟ يا هشام اياك ومخالطة الناس والأنس بهم طبعا سيأتي للكلام تتمة عندما ننقل التتمة يرتفع الأستغراب اياك ومخالطة الناس والأنس بهم لا تكن حشراً من الناس لا تكثر من هواتف الأصدقاء في جهازك البعض هكذا يباهي يقول عندي الف صديق ألفين صديق ما لك وهؤلاء؟ والأنكى أن تأنس بهم انسان بطال انسان غافل تذهب وتأنس به بعض الناس يترك زوجته وعياله الى أين يا فلان؟ اذهب الى بيت فلان لم يا فلان؟ لأنظر الى باطل في التلفاز ذلك انسان بطال وأنت صرت مثله أنست به ثم تتوقع أن يغمى عليك في جوف الليل هذا أنى لك؟ مادام قلبك متعلقاً مأنوساً بالبطالين أنت مثلهم ولهذا اذا أردت أن تختبر نفسك أنت على أي مستوى من الأيمان؟ اولا انظر على صلاتك أقبالك على الصلاة تحدد موقعك من رب العالمين وثانيا انظر الى نفسك في جمع الغافلين إن رأيت في قلبك اشمئزازاً اعلم أنك على خير من يشمئز من البطالين اذاً هو من الذاكرين وإن رأيت انساً بهم فأعلم أنك على شاكلتهم كما يقول المثل العربي الطيور على أشكالها تقع اذاً الامام موسى بن جعفر يقول اياك ومخالطة الناس والأنس بهم ولكن ما من عام والا وقد خص ما من قانون الا وله تبصرة يقول الا أن تجد منهم عاقلاً ومأموماً فأنس به عاقل وأين العقلاء هذه الايام من كان هواه بيده من كان مسيطرا على غرائزه وغضبه هذا له درجة من درجات العقل العاقل ذلك الذي اعطي الحكمة العقل مع الحكمة متلازمان إن رأيت انساناً يلقى الحكمة ادنوا منه هكذا في الروايات اذا رأيتم الرجل صموتاً فأدنوا منه ثم يقول امامنا في كلمة بليغة رادعة وأهرب من سائرهم كهربك من السباع الضارية رأيت انساناً يدخل في قفص الأسد ويأنس بالأسد؟ لو عمل ذلك لحظات وهو فريسة بين يديه هذا الغافل هذا البطال هذا بمثابة الأسد المفترس يفترسك بباطله بلغوه أو قل كالجراثيم الضارة والأمر لا يحتاج الى استدلال اجلس مع البطالين ساعة ثم صلي ركعتين ترى نفسك لا تميل لعبادة ولا لقرائة قرآن هذه النفس تلوثت ثم امامنا فدته نفوسنا هذا الذي كان معذبا في قعر السجون انظروا الى درجته في المعرفة وينبغي للعاقل اذا عمل عملاً أن يستحي من الله مر تنكر وجود الخالق أنت لا قدر الله ملحد الأمر اليك أن كالأنعام أو هم كالأنعام أنت العاقل دعنا عن الديانة دعنا عن التقوى أنت عاقل تعترف بالرقيب لا تعمل عملا يورطك مع رب العالمين لو دفعت الملايين لأنسان أن يتعرى في الشارع لا يقبل بينما في الحمام يعمل ذلك بلا أي شيء لم؟ لأنه يستحي من الناس من رأى الله عزوجل رقيبا له في كل تغلباته حيائه من الله يكفي ولهذا في بيت الخلاء المؤمن يتقنع يضع على رأسه غطاءً يقول البعض من دواعي ذلك الحياء من الله عزوجل ولهذا عند معاشرته لزوجته ايضا نهي عن التعري حياء من الله عزوجل يتغطى في تلك الحالة أدباً اذاً المؤمن في كل تغلباته حييٌ من الله سبحانه ثم يقول امامنا ايضا واذا مر بك أمران لا تدري أيهما خير وأصوب فأنظر أيهما أقرب الى هواك فخالف مخالفة الهوى علامة السداد لأن النفس متهمة ما دمت تميل الى جهة اعلم أن هذه الجهة مشبوهة تريد الليلة أن تزور احدهم هذا وهذا اذا رأيت نفسك تميل الى الاول اذهب الى الثاني ثم تكتشف أن مائدته أدسم أن اللهو عنده موفر على كل حال هناك بعض المزايا اللهوية اذاً اذا رأيت قلبك نافراً من أمر يقول أتبع هذا الطريق فأن كثير الصواب في مخالفة هواك.

كلمة أخيرة انا عندما وصلت الى هذه الكلمة احدنا كم يقف خاشعاً أمام هذا الامام الذي ما عرف قدره كلمة عاطفية فيها رقة يقول الامام موسى بن جعفر يقول ولم يفرج المحزونين بقدر حزنهم ولكن بقدر رأفته ورحمته رب العالمين اذا رآك مكروباً مهموماً يفرج همك بمقدار رحمته الشاهد هنا يقول فما ظنك بالرئوف الرحيم الذي يتودد الى من يؤذيه بأوليائه انسان يؤذي ولياً من اولياء الله عزوجل رب العالمين لا يطرده يهمله لعله يتوب انسان يؤذي ولي الله رأيت انساناً يؤذي ولي الله من ساعته يموت مثلا؟ من ساعته يشل؟ لا يعيش منعماً وقد آذى ولياً من اولياء الله يقول امامنا فكيف بمن يؤذى فيه؟ رب العالمين يرفق بمن يؤذي المؤمنين فكيف بنفس المؤمن الذي أوذي في الله؟ كم حنان رب العالمين بهذا المؤمن، وبعبارة أوضح اذا كان عدو المؤمن في مضان الرحمة فكيف بالمؤمن نفسه ثم يقول وما ظنك بالتواب الرحيم الذي يتوب على من يعاديه فكيف بمن يترضاه ويختار عداوة الخلق فيه، عدو الله يتوب الله عليه فكيف بصديق الله الذي يعادي الناس في الله؟ رأينا البعض يقطع أرحامه وأصدقائه في الله الذي هو عدو لله رب العالمين يرحمه طبعا اذا تاب فكيف بمن يعادي الآخرين في الله كم الرحمة غامرة لهكذا انسان، صلى الله عليك يا ابا ابراهيم يا موسى بن جعفر.

اللهم اجعلنا على نهجه اللهم وفقنا في الدنيا لزيارته وفي الآخرة لشفاعته انك على كل شيء قدير والفاتحة مع الصلوات.