- مناقب الإمام علي بن أبي طالب (ع) وصفاته
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وافضل الصلاة وأتم السلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين
من المناسب أن يطلع المؤمن الموالي على سيرة مواليه في مناسبات مواليدهم واستشهادهم لو أن كل مؤمن في هذه المناسبتين قرأ شيئا من سيرهم قرأ شيئا من أخلاقهم ليتأسى بهم هذا الأمر يجعل احدنا يتثقف ثقافة ولائية والكتب المرتبطة بأئمة اهل البيت منها روائية ومنها تحليلية إن أردت الروايات المجردة عليكم مثلا بموسوعة كتاب بحار الأنوار لكل امام جزء من هذا الكتاب يتناول سيرته إن أردت الكتب التحليلية فيها تحليل فيها مناقشة الى آخره الكتب كذلك في هذا المجال كثيرة طبعا بشرط أن يكون المؤلف والقائل ممن اعطي شيئا من النور ليس كل تحليل يؤخذ به، اميرالمؤمنين عليه السلام له محطتان بل قل ثلاث محطات: استشهاده في شهر رمضان المبارك بالمناسب من الليلة التاسعة عشر ليلة الضربة الى ليلة الشهادة احدنا هكذا يتخصص في دراسة سيرته هذه من العبادة سمعتم في ليالي القدر من افضل الأعمال طلب العلم من المانع أن تجعل شطرا من أعمال ليلة القدر اطلاع على سيرة هذه الذوات الطاهرة ومنها في ميلاده في الليلة الثالثة عشر من شهر رجب شهر رجب شهر الله عزوجل وكذلك شهر علي عليه السلام والثالث مناسبة الغدير واسبوع الولاية المباهلة التصدق الى آخره اذاً الموالي المحب الذي يريد أن يجعل ولائه لأميرالمؤمنين عن وعي وفهم شعور عليه أن يغتنم هذه الفرص الثلاث اما هذه الليلة جولة في مناقب علي وصفاته جعلت حديثي في مربع ذات أربعة أضلاع اولا علاقة علي بربه ثم علاقة علي عليه السلام بنبيه ثم علاقة علي عليه السلام بشيعته وأخيرا علاقة علي عليه السلام بهذه الدنيا برمتها نأخذ كل ضلع من هذه الأضلاع الأربع لنرى ما هو موقع علي عليه السلام صلوات الله عليه منها.
اما الضلع الاول لا نريد ذكر منقبة لا يمكن التأسي بها أن يكون احدنا كعلي في حروبه أن يكون كعلي في شجاعته هيهات ولكن هذه الصفة العلوية تأملوا فيها جيدا كم هذه الصفة جميلة في علي صلوات الله عليه يقول الامام الباقر ائمتنا يلهجون بذكر علي ووصف علي أصدق الأوصاف تأخذها من ذريته الآن الامام الباقر أين واميرالمؤمنين أين؟ المدة الزمنية طويلة ولكنه يصف علياً كأنه يراه أمامه كأنه عاشره معاشرة الحسنين عليهما السلام يقول أنه ما ورد عليه أمران كلاهما لله رضا طريقان مستحبان علي عليه السلام ماذا كان يعمل؟ نحن عادة اذا كان أمامنا سبيلان نختار أحبهما الى أنفسنا مثلاً سفرة الى احد المشاهد وام مريضة في المنزل تقول يا ولدي كن معي في ايام مرضي ومع ذلك لك أن تذهب الى الزيارة الزيارة محببة اليك ولكن خدمة هذه الوالدة قد تثقل عليك قل يا رب أتقرب اليك بخدمتها علي ماذا كان يصنع؟ الا أخذ بأشدهما على بدنه ولعل في بعض الروايات لعله على نفسه، علي عليه السلام على ما هو المنقول يرجح البقاء في المسجد البقاء في المسجد من بعض الجهات أحب اليه من البقاء في الجنة لئن في المسجد رضا ربه وفي الجنة رضا نفسه، من الروايات البديعة في جهاد علي مع نفسه ونحن مطالبون بهذه المجاهده، وضع بين يديه قطعة من الحلوى في الرواية فالوذج الآن هذا الفالوذج من أي شيء مصنوع المهم حلوى بين يديه الامام حركها بيده رأيتم الحلوى احدهما يلعب بأصبه فيه يقول ثم حتى بلغ أسفله حركه ولم يأخذ منه شيئاّ ثم قال طيبٌ وما هو بحرام الآن الامام صلوات الله وسلامه عليه قال أنه طيب ولكن لم يأكل الحلوى أو علمتم لم؟ الامام الصادق عليه السلام يقول مد يده اليه ثم قبضها فقال ذكرت رسول الله أنه لم يأكله فكرهت أن آكله رأيتم العلاقة المتميزة الرقيقة بين علي وبين النبي صلى الله عليه وآله وسلم، هذه علاقته بالله عزوجل ومجاهدته لنفسه اما علاقته بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم واقعا احدنا ينتعش بهذه الرويات لئن حب علي متغلغل في لبن امه وهو طفل صغير البعض من الأطفال عندما يتكلم يبتدأ كلامه بذكر علي عليه السلام علي ذكره جرى على ألسنتنا منذ الولادة المهم النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أنفذ جيشاً بعث جيشا ومعهم علي صلوات الله عليه تلك الايام بحسب الظاهر لم تكن ادوات التواصل ابطأ علي طبعا النبي يعلم بالعلم الألهي أين علي ومتى يرجع ولكن ارادها فرصة بدأ القلق ينتاب النبي صلى الله عليه وآله حبيبه اميرالمؤمنين غاب تأخر مجيئه أو تعلم ماذا فعل النبي؟ رفع يديه الى السماء النبي الأكرم مصداق ولي الله قرأتم في سورة الجمعة المؤمن يتمنى الموت لا يخاف الموت ولكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال اللهم لا تمتني الآن لا اريد الموت لم يا رسول الله الموت خير للمؤمن ما أعد الله له، قال اللهم لا تمتني حتى تريني وجه علي ابن ابي طالب، يعني النبي يريد أن يذهب من هذه الدنيا ووجهه في وجه علي صلوات الله وسلامه عليه.
اما الضلع الآخر علاقته بشيعته اسمع هذه الرواية انا عندما قرأت هذه الرواية أنتابني شيء من الخجل من مولانا علي صلوات الله عليه، دخلت يوماً على رسول الله فقلت يا رسول الله أرني الحق لأنظر اليه أرني الحق المجسد فقال ادخل البيت أشار النبي الى بيت فولجت المخدع وعلي ابن ابي طالب يصلي يعني إن كان الحق متمثلاً في رجل هذا هو الحق علي يصلي دائما وبالمناسبة هناك صلاة تسمى صلاة التوبة وهي صلاة اميرالمؤمنين اربع ركعات في كل ركعة بعد الحمد خمسين مرة سورة التوحيد في الركعات الأربع تكمل التوحيد مئتي مرة الرواية هكذا تقول لا يقوم من مقامه أو ينفتل من صلاته الا وقد غفر الله له ذنبه اذا اردت أن تصلي صلاة علي عليك بهذا العمل المهم اميرالمؤمنين يصلي أو تعلم ماذا كان يقول في سجوده وركوعه؟ لا في السجود فقط وانما في الركوع هذا ذكره يقول اللهم بحق محمد عبدك اغفر للخاطئين من شيعتي لم يقصد شيعته في زمانه شيعه في كل الأزمنة وفي زمان البرزخ الآن ايضا علي يدعوا للخاطئين من أمثالنا هذا المعنى الا يوجب لك التعلق بأمامك صلوات الله عليه؟
وأخيرا وعدناكم بالأضلاع الأربع ذكرنا علاقته بربه علاقته بنبيه علاقته بشيعته وأخيرا علاقته بهذه الدنيا نحن كم في السنة نأكل من اللحم الطيب من الثريد وغيره يقول علي عليه السلام واعلم أن امامك قد أكتفى من دنياه بطمريه بهذين الثوبين الثوب الخلق يسد فورة جوعه بقرصيه لا يطعم الفلذة أي الكبد في حوله الا في سنة اضحيته متى يذبح اضحية علي عليه السلام يأكل من كبد ذلك الحيوان مثلا المهم يقول ولن تقدروا على ذلك لا نطالبكم بهذا المعنى فأعينوني بورع واجتهاد ولكن علي يقول وكأني بقائلكم يقول اذا كان قوت ابن ابي طالب هذا قعد به الضعف عن مبارزة الأقران يعني كيف يقاتل وهذا طعامه؟ صلوات الله أجاب قال والله ما قلعت باب خيبر بقوة جسدية ولا بحركة غذائية قلع باب خيبر ليس من كثرة أكل اللحم مثلا ولكني أيد بقوة ملكية ونفس بنور بارئها مضيئة اذاً هذا مصدر قوة علي عليه السلام في حروبه نسيت أن أختمها بكلمة من احد علمائنا يقول علي عليه السلام عندما نسمع مواعضه نتخيل زاهداً فقط ولكن عندما نرى عمله شجاعته في الحروب قضائه في دكة القضاء خطبه في المسجد نتعجب من هذا الرجل الذي جمع الأضداد جمعت في صفاتك الأضداد ولهذا عزت لك الأنداد.
الهي بأميرالمؤمنين الهي بجهاد اميرالمؤمنين الهي بمنزلة اميرالمؤمنثن عرفتنا في الدنيا منزلته فأجعلنا في الآخرة معه أنلنا شفاعته ابلغ سلامنا الى امام زماننا واردد الينا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.