• مظاهر عظمة السيدة زينب (ع)
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

وافضل الصلاة وأتم السلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين

 

من شخصيات النسائية المتميزة في تأريخ البشرية لا أقول في تأريخ الاسلام بل في تأريخ البشربة سيدتنت زينب الكبرى صلوات الله عليها هذه السيدة لا نعلمها الا من خلال كربلاء صبرها خطبها وهي ليست بكثيرة نسبة الى عمرها وما كان منها في ارض المدينة مثلا بعد استشهاد اخيها ولكن هذه الفترة الزمنية لا تعدوا سنة من عمرها إن كان في شهر رجب مثلا حركة ركب الحسين عليه السلام أو بعدها المهم هذه الأحداث في أقل من سنة ولكن هذه السيدة عظمتها قبل ذلك نحن نعلم أنما يصدر من الانسان من المواقف من الأعمال أنعكاس للمزايا الباطنية زينب صبرها في يوم عاشوراء حديثها في الكوفة وفي الشام لم يكن أمراً حادثاً وانما أنعكاس لما كانت عليها من الملكات والسجايا اولا لا ننسى دور المعصوم، المعصوم اذا توجه الى احد هذه النظرة المعصومية الولائية ما شئت فعبر لها دور بليغ في تسريع عملية التكامل ومثاله في عالم الزراعة فأذا أنزلنا عليها الماء أهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج بعض النباتات تنمو من دون مطر ولكن اذا جاء المطر هذا النمو يزاد سرعة أزداد منسوب المطر هذا الزرع يزداد سرعة في نموه وهكذا اذاً المعصوم اذا تبنى احداً بالرعاية من الممكن هذا الطرف ينمو لوحده نمواً متعارفاً ولكن النظرة الولائية لها دور في مضاعفة النمو والله يقول والله يضاعف لمن يشاء اولا هذه السيدة كما نعلم ولدت في حياة جدها النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأنتم تعرفون النبي متصل بالسماء أخبار الغيب اللوح المحفوظ فيه أخبار ما كان وما يكون النبي والوصي له علاقة بالعرش الآن المعلومات كلها نازلة أو اراد أن يطلع يعلم هذا بحث آخر هناك كلام المعصوم العلم اللدني حاضر عنده أو اذا شاء علم النتيجة واحده، اذاً النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم يعلم عاقبة هذه البنت حسين مني وانا من حسين، حسين مني من المعلوم هكذا الحسين عليه السلام من ذريته من نسله هو ابنه ولكن انا من حسين أي بقاء الرسالة من الحسين عليه السلام والنبي يعلم أن هذا البقاء بمعونة اخته زينب تعرفون النهضة الحسينية حسينية الحدوث وزينبية البقاء اذاً لا نستبعد بل هو القول الصحيح أن بقاء الرسالة من الحسين وزينب وهنا نضيف كلمة لو وجد باحث منصف كل انسان يسلم على وجه الارض عليه أن يكون ممنوناً للحركة الحسينية لو بقي الحكم الأموي على حاله لكان للأسلام وضع آخر اذاً هذه السيدة لها حق على كل مسلم يعني بقاء الاسلام نقياً اتفاقا من العوالم الظاهرية لبقاء امامنا زين العابدين عليه السلام هي زينب لها حق الحياة على ابن اخيها زين العابدين عندما اراد الطاغية أن يقتل الامام رأينا كيف أن زينب وقفت ذلك الموقف اذاً هذه السيدة حضيت بنظرة جدها النظرة المباركة هذا اولا.

ثانيا انا ما رأيت في الخبر الآن لما ولد الحسين عليه السلام يبدوا أن ولادته كانت مقترنة بالبكاء على شهادته اول ما ولد ولادته مذكرةٌ باستشهاده انا لا أستبعد أنه عندما ولدت هذه السيدة أبواها ايضا بكيا عليها اعني اميرالمؤمنين والزهراء صلوات الله عليها ينظرون الى هذه البنت البريئة ويعلمون انها ستسبى من بلد الى بلد من الطبيعي أن تنتابهما حالة من الحزن والبكاء هذا ثانيا اذاً النبي الزهراء وعلي ثم الحسنان يعني خمسة اصحاب الكساء عينهم رعت هذه السيدة الجليلة اذاً طبعا ما نقوله الآن ليس معناه الجبر نقول لأنها حضيت بالنظرة الكريمة لها القابلية وانتم تعرفون كل هذه البركات والنظرات المباركة ثمرتها الصبر الزينبي في يوم عاشوراء، قبل أن أختم الكلمة كلمة زينب مقترنة بالصبر هكذا يقولون على المنابر جبل الصبر الى آخره ولكن انا أقول كلمة مستوى الصبر مرتبة الصبر مرتبة عالية ولكن الأعلى من مرتبة الصبر هو الرضا بما جرى، الانسان قد يصبر على المصيبة بدعوى أنه إن لم أصبر ما الحل أين الفرار ما الحل؟ ما فائدة الجزع؟ العقل يقول هذا مرتبة جيدة ولكن هذه السيدة أرتقت من الصبر الى الرضا يعني طبقت مشيئتها مع مشيئة رب العالمين حقيقتاً هذا الذي نذكره على الألسنة نلهج به ما رأيت الا جميلاً لا من باب المجاملة قطعة نثرية شعرية هذه السيدة حقيقتاً رأت القتل جميلا لئن الله عزوجل شاء ذلك اذاً ليس الكلام في الصبر الأجباري بعض الناس يصبر عقلاً جبراً لأنه لا طريق آخر ولكن هذه السيدة كانت ترى في ما جرى في يوم عاشوراء هذا تنفيذ للمشيئة الألهية على وجه الارض وأخبراً بالأضافة الى الرضا بقضاء الله عزوجل حالاتها الروحية المتألقة الآن ينقل لنا وصل الينا خبر صلاتها ليلة الحادي عشر ولكن تخيل أخي المؤمن اختي المؤمنة بعد ذلك ماذا صنعت؟ هل تستبعد انها تصلي صلاة الليل وهي راكبة على عجف النياق وترى أمامها رأس اخيها وهي تنحي ركوعاً وسجودا هذا المقام هين؟ ملائكة العرش كيف صورت هذا المنظر امرأة أسيرة على نوق بغير وطاء تنظر الى رأس اخيها وهي تقول الله اكبر وتلهج بحمدالله وتسبيحه هذه لمحة عابرة من مقاماتها صلوات الله عليها.

 

اللهم أحشرنا في زمرتها اللهم اجعلنا محشورين في زمرة ابيها وامها وجدها واخيها لا تفرق بيننا وبينهم طرفة عين ابدا.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.