Search
Close this search box.
  • قبسات مهدوية
Layer-5-1.png
عناوين المحاضرة
عناوين المحاضرة
Layer-5.png
Layer-5-1.png

قبسات مهدوية

بسم الله الرحمن الرحيم

ذكر المعصومين (عليهم السلام) في أيام السنة

لكل إمام من أئمة أهل البيت (ع) وللمعصومين عموماً محطتان في السنة؛ محطة الولادة ومحطة الشهادة. ونحن نفرح في الولادات ونحزن في الشهادات. ويا له من توفيق أن يقيم المؤمن طوال العام ذكر المعصومين جميعهم فرحاً وحزناً. وللإمام المنتظر أيضا في السنة محطتان في ذكره وهكذا جرت العادة. المحطة الأولى في منتصف شهر شعبان حيث الولادة الميمونة. إن أول الأئمة ولد في الأيام البيض من شهر رجب وآخر الأئمة كذلك قد ولد في الأيام البيض من شهر شعبان.

هذان الشهران متنوران بهاتين الولادتين المباركتين. والمحطة الثانية لذكره (ع) هي في ذكرى استلامه للواء الإمامة بعد استشهاد أبيه العسكري (ع). ولهذا في اليوم اللاحق لاستشهاد إمامنا أبي محمد (ع) يعيش المؤمن هذه الأجواء وهي أجواء فرحة أننا منحنا هذا الإمام الذي سنحشر تحت لوائه بإذن الله عز وجل. فلكل إمام – هكذا قد يفهم – رايته يوم القيامة، ونحن نفتخر أننا يوم القيامة نحشر تحت لوائه أو نكون في دولته. والبعض من الخواص رب العالمين يخرجه من قبره كما في دعاء العهد مؤتزراً كفنه إلى آخر ذلك.

تتويج الإمام المهدي (عجل الله فرجه)

إن تعبير التتويج للملوك ولكن الإمام له مقام فوق مقام الملوك، ونقل بدل ذلك: تسلمه راية الإمامة، وهذا التعبير أنسب. إن الإمام قد استلم راية الإمامة بعد استشهاد أبيه، وهناك محطات للتأمل. إن الإمام الثاني عشر هو أصغر الأئمة سناً عند تسلمه الإمامة بعد جده الإمام الجواد (ع). ولا عجب في ذلك؛ فإن رب العالمين ذكر عيسى بن مريم مثلا يكلم الناس في المهد وكهلاً. وهذه ظاهرة ملفتة أن الإمام (ع) هكذا كان شأنه.

ومن المناسب أن نذكر هذا المعنى وهو أن هناك من وقف على الإمام علي بن الحسين (ع) وهم الزيدية، وهنالك من وقف على الإمام الصادق (ع) وهم الإسماعيلية وقفوا على إسماعيل لم الإمام الصادق (ع). وهناك الواقفية الذين وقفوا على الإمام موسى بن جعفر (ع) ولم يعترفوا بالإمام الرضا (ع). ولكن التاريخ لم ينقل لنا: أن أحداً وقف على الإمام الحادي عشر؛ فليس عندنا الأحد عشرية. وهذه كرامة أن الإمام على صغر سنه وغيبته ما أنكرت الشيعة إمامته. والإمام الجواد (ع) أيضا اعترفوا به على صغر سنه، ولكنه كان ظاهراً لا غائبا. إن الإمام جمع بين الغيبة وصغر السن والشيعة ما أنكرت إمامته والشاهد الغيبة الصغر. كم هي المراسلات التي تبادلت بين السفراء الأربع وبين شيعته؟ وكم هي الكتب التي دونت، وتواقيع الإمام (عج) الموجودة.

التمتع برعاية الإمام (عجل الله فرجه)

ونحن بحمدالله متنعمون برعايته وببركته التكوينية أولا. هناك آيات من القرآن الكريم كأن الله عز وجل يريد بها إثبات ما ذُكر للإمام.، والقرآن مما لا يختلف فيه أحد. لماذا ذكر القرآن قصة سليمان (ع) وذلك الذي قال: (أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ)[١]؟ والله العالم إذا قلنا أن أمير المؤمنين (ع) فعل كذا وكذا وقلع باب خيبر ورجعت له الشمس لا تستغرب. إن رب العالمين الذي جعل الطبيعة طيعةً لوصي سليمان (ع)؛ لماذا لا يجعل الطبيعة طيعة لوصي نبينا الخاتم محمد (ص)؟

إثبات إمامة صاحب العصر (عجل الله فرجه) من القرآن الكريم

وثانياً: إن آية عيسى (ع) تقرب لنا فكرة الإمام الجواد (ع) وثالثا: هذه عينات نذكرها. إن دعاء من نوح أغرق البشرية، وفار التنور، ومات كل من على وجه الأرض غرقاً إلا السفينة الناجية. وقد قلب سبحانه عليها سافلها على قوم لوط. وأرسل رب العالمين الجراد والقمل والضفادع على قوم، وأرسل على آخرين حاصباً من الريح ومنهم من سلط عليهم ريحاً صرصراً؛ أي الشديدة البرودة. ولكن هذه الأنواع المختلفة من العذاب ارتفعت عن أمة نبينا ببركة وجوده. وهذا دليل على حفظ الأرض ببركة نبيه (ص). وما المانع من أن نقول: أن في كل زمان الأرض محفوظة بالولي في ذلك العصر؟ غيرنا لا يتحمل هذا. لأنه ما اعتقد بالمبدأ. إن من اعتقد بالغدير يعتقد بكل هذه المضامين بيسر وسهولة، فهو الذي بيمنه رزق الورى وبوجوده ثبتت الأرض والسماء.

وجود الحجة تكويناً من موجبات الثبات

فوجود الإمام تكويناً من موجبات الثبات. إن الملك لا يتفقد الرعية واحداً واحداً وإنما يتفقدهم عبر ولاته. إنه ينصب الولاة في بلاد بعيدة ويرعى شئون الرعية من خلالهم. إن إمام زماننا رعايته لنا هي من خلال وكلاءه. ومرجع التقليد هو بمثابة الوالي والمقلدون بمثابة الرعية، والإمام يرعى وكلاءه، ولسنا في مقام التفاصيل حتى نتحدث عمن تشرف من العلماء والمراجع في زمان الغيبة لقائه الشريف. ولسنا من دعاة أن كل من هب ودب له هذا الحق ولا نصدق كل أحد الأقلون عدداً. وعندما يقول السيد بحر العلوم والمقدس الأردبيلي والفطاحل من أمثال السيد بن طاووس أنه رأوه؛ فلا نتصور في حقهم الافتراء على إمام زمانهم.

دعاءه لإمام زمانه (عجل الله فرجه)

وإذا كانت له رعاية فهي لهذه الطبقة المباركة، ودعائه لنا. أو تشك أن دعاء الإمام (عج) في زمان الغيبة من موجبات حفظ شيعته؟ إن الإمام لا ترد له دعوة منذ زمان أمير المؤمنين (ع) مروراً بالأمويين بالحجاج بالمتوكل بهارون بطغاة العصور الذين عملوا ما عملوا للقضاء على الشيعة، ولكن الله عز وجل حفظ هذه الفرقة بدعائه (ع).

ومن بركات وجوده الأمل الذي في قلوب شيعته. تخيل جيشاً مقاتلاً على يقين بأن قائده موجود وإن لم يره ويصله أخباره. فكم يشعر هذا الجيش وهذا المقاتل بالراحة؟ وإذا قيل له: قتل القائد كم سينهار؟ ولهذا في معركة أحد استعمل الكفار حرباً نفسية؛ فقد أشاعوا بأن النبي (ص) قد قتل ليستسلم المسلمون.

[١] سورة النمل: ٤٠.
Layer-5.png
Layer-5-1.png

خلاصة المحاضرة

  • لكل إمام من أئمة أهل البيت (ع) وللمعصومين عموماً محطتان في السنة؛ محطة الولادة ومحطة الشهادة. ونحن نفرح في الولادات ونحزن في الشهادات. ويا له من توفيق أن يقيم المؤمن طوال العام ذكر المعصومين جميعهم فرحاً وحزناً.
  • إن الملك لا يتفقد الرعية واحداً واحداً وإنما يتفقدهم عبر ولاته. إنه ينصب الولاة في بلاد بعيدة ويرعى شئون الرعية من خلالهم. إن إمام زماننا رعايته لنا هي من خلال وكلاءه. ومرجع التقليد هو بمثابة الوالي والمقلدون بمثابة الرعية، والإمام (عج) يرعى وكلاءه ورعيته.

 

Layer-5.png