• في رحاب الولادة الميمونة للإمام الرضا (ع)
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين

مشاهدينا الأفاضل أينما كنتم من القلب أقول لكم من هذا الحرم المبارك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونهنئكم بهذه الايام المباركة ونرحب بفضيلة الشيخ حبيب الكاظمي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلا وسهلا بكم واسعد الله أيامكم بهذه الايام المباركه، فضيلة الشيخ كلمة توجهها لمشاهدينا الأفاضل قبل أن نبدأ بالحديث.

على كل حال انا أقول بأنه اذا انسان حرم الزيارة من قرب المؤمن في الزيارة يحاول أن يوصل قلبه الى ذلك المعصوم فالزيارة من بعد في الخلوات رحم احد العلماء السلف لا بأس نذكره الليلة سماحة آية الله البهجت هذا العارف الفقيه يقول كل آداب الزيارة مختصرة في كلمة واحدة وهو أن تعيش حقيقتاً معصوم أن المعصوم حي يرزق ويسمع الكلام اذا كان المعصوم في نظر احدنا هو الحي الذي يسمع الكلام ويرد السلام لا يفترق عنده باب المحرم عن باب منزلك وبيتك ترى مقامي يعني ليس في هذه البقعة ترى مقامي أينما كنت في بلاد الله عزوجل ولهذا نصيحتي للأخوة أنه لا يقطع الزيارة بهذا المعنى وخاصة عندما ترق قلوبهم تجري دموعهم أمام التلفاز في البث المباشر الانسان يحب أن يقول لو يا ليتنا كنا معكم أقول أنت أغمض عينيك قليلاً وطر بروحك لكي تزور الامام بكل وجودك وسيرد عليك السلام قطعاً وجزماً.

فضيلة الشيخ نبدأ مباشرة لكرامات وألطاف الامام الرضا كثيرا هنالك قصة مع الجلودي ما هي العبرة والدرس المستخلص من هذه القصه؟

في الواقع انا احب أن اقول لأخواني الأعزاء واخواتي الذي تهفوا قلوبهم لزيارة الرضا عليه السلام اذا زرت الرضا عليه السلام في يوم من الايام تذكروا هذه الكرامة طبعا هي ليست بكرامة بمعنى الأعجاز وأنما كرامة أخلاقية من الامام الرضا عليه السلام وانا أتكلم الامام إن شاءالله يسمع كلامنا وأقول يا ابالحسن قبل أن أذكر قصة الجلودي يعني نحن لسنا كالجلودي ابداً لا وجه للقياس أنت ألطافك شملت أمثال هذا الانسان المتسافل في أعلى التسافل فكيف بنا نحن؟ انا أنقل لكم الرواية كما في المصدر يذكره المجلسي في بحاره حقيقتاً رواية ملفتة جداً احدهم دخل على دار الرضا عليه السلام في المدينة يعني الامام لازال في ارض المدينة ولم يأتي الى ارض طوس فقال له أنه لابد أن أدخل البيت، بيت من؟ بيت الرضا عليه السلام وعلى الأرجح بعد استشهاد الامام موسى بن جعفر عليه السلام وأسلب ما على النساء من حلي وحلل الى آخره الامام فدته نفسي يسمع كلامنا وحقيقتاً قد يتأثر بهذه القصة لأنها قصة مؤثرة ومحزنة قال انا أسلبهن لك وأحلف أني لا أدع عليهن شيئا الا أخذته أدخل على النساء نساء النبوة بنات الرسالة وأسلب ما عليهن وأقدمه لك لا تدخل بيتنا فلم يزل يطلب اليه ويحلف حتى سكن الامام حلفه أنه لا داعي لهذا الأمر الا أن سكن فدخل الامام داره فلم يدع عليهن شيئاً حتى أقراطهن وخلاليهن وأزارهن يعني ماذا بقى في المنزل؟ حقيقتا منظر لو جسمته في بالك تعيش الحرقة الامام كيف استسلم لهذا الانسان في غاية الأجرام يقول وجميع ما في دار من قليل أو كثير يعني حتى الأواني مثلا الامام جمعها وقدمها للجلودي المهم انتهت القصة وذهب الرجل الى أن يوم من الايام اُدخل على المأمون الامام جاء الى ارض طوس وهذا الجلودي المجرم ادخل على المأمون والامام ينظر اليه ماذا يجري في قلب هذا الانسان؟ يقول اكيد الامام سينتقم مني فأخذ الامام قال هب لي هذا الشيخ يعني هذا اجعله لي اعطني أياه ويبدوا أنه كان لعله في أواخر عمره يقول هب هذا الشيخ ماذا قال المأمون؟ قال هذا الذي فعل ببنات ما فعل من سلبهن يبدوا المأمون مطلع بالقصة يقول تريدني أن أعفوا عن هذا الذي سلب بنات النبوه؟ فقال الامام نعم هذا طلبي منك اعطني هذا الشيخ اذا سلمه للأمام انتهت القصة هو من بعيد ولا يسمع الحوارية بين الامام وبين المأمون فقال له اسألك بالله للمأمون وبحق الرشيد أن لا تقبل قوله فيّ يعني هذا يأمرك بالأنتقام ولا يعلم أن الامام يقول هب لي هذا الشيخ طبعا المأمون ما قصر قال له أستعفى ونحن نبر قسمه يطلب أن لا يسمع كلامك عكس كلام الامام أن يقتص منه فقتله الشاهد الامام الذي شملت رأفته الامام الرئوف لا رئوف بالزائرين ولا رئوف بالمحبين رئوف بالجلودي وأمثاله هذه القصة اعتقد أن الذي سمعها الليلة مني سوف لن ينساها اذا زرت الرضا عليه السلام قل يا مولاي هبني أعتقني من ذنوبي يعني رأفتك وسعة الجلودي الذي نزع الامام خلاخيل وأزار النساء وانا الزائر جئتك من ارض المدينة حوالي ألفي كيلومتر واذا من بغداد حوالي ألف كيلومتر مثلا وجئتك زائرا هل تخيبني وانا زائراً بين يديك؟ انا ارجوا هذه القصة أن لا تنسى ابداً كلما زرت الرضا عليه السلام.

فضيلة الشيخ ذكرتم أقتباس صفة الرضا من القضاء والقدر للأمام صلوات الله وسلامه عليه فكيف يصل العبد الى هذه المرحله؟ الرضا بقضاء الله وقدره واقعا هذه مشكلتنا جميعا الأمراض النفسية الأنتكاسات الباطنية كل هذه القلق والأضطراب لئن احدنا يريد شيئا فلا يصل اليه كلما زادت الرغبات أو المطالب في حياة الانسان ولم يصل اليها كل خيبة فيها أنتكاسة انا عندي حاجتان لما لا اعطى حاجة واحدة عندي أنتكاسة واحدة اما لما تتعد حوائجي عندي عشرة مطالب في حياتي ولا اوفق لمعظمها طبعا هذه الأنتكاسات كالضرب على الرأس الانسان في لحظة من اللحظات ينهار ويفقد صوابه ما هو الحل؟ أن أحقق كل رغباتي في الدنيا؟ هذا الأمر غير ممكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح كما لا تشتهي السفن أقول بأن الانسان المؤمن حقيقتاً عليه أن يكون كما عاقلاً كيساً فطناً لا يوسع من دائرة رغباته كثيراً، إن لم يكن ما تريد فأرد ما يكون هذه القاعدة ثم قاعدة ثانية اللهم اعطني حاجتي التي إن اعطيتنيها لم يغرني ما منعتني وإن منعتنيها لم ينفعني ما اعطيتني لو اعطيتني هذه الليلة ملك الدنيا وأنت غير راض عني ما الفائدة وعليه أقول بأن الرضا بالقضاء والقدر ليس الرضا بالمعنى العوامي الساذجي أن الانسان لا يتبرم ويرضى بالقضاء البعض يقول وما الحيلة يعني اذا لم نقبل بهذا الأمر ماذا نصنع هذا لا ينفع هذا لا يسمى رضا هذا يسمى رضوخ بالأمر الواقع انسان لا حيلة له ولا قوة يقول هذا قدرنا هذا قضائنا اما بأنه لما الانسان يقول هذا الذي وقع ما رأيت الا جميلاً كلام السيدة زينب فالأمام الرضا عليه السلام مظهر الرضا بهذا المعنى يعني انسان يفقد جوار المصطفى وامه الزهراء ويبتلى بجوار المأمون العباسي يعني أين النسبه؟ ويجلب من ارض المدينة اخواني الأعزاء لما يتفق أن نرحل من مطار النجف الى مشهد طبيعي يعني ساعتين في الطريق ساعة ونصف الضيافة والطائرة السريعة أقول الامام من ارض المدينة الى ارض طوس كم قضى من الليالي في الطريق وجيء به مخفوراً يعني مرة رحلة سياحية أو ميسرة أحترامات تشريفات ومرافقة ومرة انسان ملقى القبض عليه مهدد بالقتل يؤتى به من خراسان مخفوراً ما معنى مخفوراً؟ يعني ملقى القبض عليه وأنه لابد من أن تستجيب للمأمون والا قتل في المدينة اقول بأن هذا الذي تحمله الرضا عليه السلام ايام حياته درس لنا جميعا والآن انظر الى مشهد الرضا عليه السلام يعني حقيقتا طول التأريخ الآن المآسي التي حلت بأرض كربلاء بأرض النجف يعني تعرفون ما جرى في ارض العراق من ايام العباسيين والأمويين بينما ارض خراسان الامام الرضا عليه السلام حسب علمي ما شهدت مآسي أو مجازر إن صح التعبير أو هدم للقبة الشريفة يبدوا البلدة معززة مكرمة منذ ايام الرضا عليه السلام واصبحت ملاذاً للشيعة طوال التأريخ.

فضيلة الشيخ الكثير يقصد مواليهم وخصوص الرضا عليه السلام لأخذ الحاجة من حرمه مع الزيارة فهل لا بأس من ذلك نستطيع أن نقول لكي نأخذ الحاجة من حرمه المبارك؟ بالنسبة للحوائج تفضلتم واقعا سئوال حساس وأرجوا من الأخوة أن يحتملوني على هذا الجواب لئن البض قد يقول مثلا يعني نحن نأتي للزيارة وقضاء الحوائج حقيقتا هكذا وإن تظاهرنا من خلاف ذلك جائنا الحب كما في زيارة موسى بن جعفر عليه السلام يا سمي الكليم جئتك أسعى والهوى مركبي وحبك زادي يعني هكذا يقول الشاعر نحن نأتي للمشاهد يعني الحب زادنا بنسبة معينة وقسم منه الحوائج احدهم رجع من مشهد وهو يعني الى حد ما كئيب ماذا؟ والله أخذت نصف الحوائج مثلا ربع الحاجة مو كل الحاجة والبعض يعتب ذهبت لزيارة الرضا كذا مرة فيعني من ارض الحجاز وغيره وما أخذت حاجتي هذه حالة غير طيبة حقيقتا اقول للأخوة اجعل زيارتك شوقاً وحباً للأمام تخيل انسان كل يوم يزور والدته المريضة مثلا وكلما ذهب اليه يقول أماه اعطيني مبلغاً من المال ماذا تقول الأم؟ تقول جئت لقضاء حوائجك أو جئتك شوقا الي؟ نحن نزور الأب الأم الخالة العمة يعني هكذا حباً وشوقا لما يصل الأمر للموالي اصحاب الحقوق من هم أعز علينا من آبائنا وامهاتنا عندنا قائمة حوائج واذا اعطيتنا الحاجة لا نأتي ثانية والا فنعتب في الباطن اقول اجعلوا القضية كما يقال الأصل هو الزيارة الحبية لا الزيارة الحاجتية وفي آخر يوم قل علمك بحالي يغني عن سئوالي انتهى الموضوع الامام يتولى الأمر ومن الطريف قبل أن انهي الجواب ذكرنا احد العلماء الأجلاء يقول أنت زرت الرضا عليه السلام وطلبت منه الحاجة وما اعطاك الحاجة تعتب في قلبك يوم القيامة ويذكر القضية كسيناريو متصور يقول يأتيك الرضا عليه السلام يقول لك يا فلان لم تعتب علي؟ في دار الدنيا طلبت مني داراً بمئة متر مثلا وانا طلبت من الله عزوجل أن يمد في عمرك عشر سنوات أين هذا وأين هذا؟ أنت لم تتطلع أنت رجعت من مشهد بالخيبة ما اعطاني منزلا ما اعطاني عقاراً زوجة وهو طلب من الله أن يمد من عمرك دفع عنك البلاء عشر سنوات بلياليها بقدرها بحججها بأربعينياتها ولهذا احدنا يكون مؤدباً لما يزور البقاع الطاهرة يوكل الأمر لهم انتم اقضوا حاجتي بما ترونه مناسب.

فضيلة الشيخ الكثيرون محرومون من هذه الزيارة فكيف يمكن حيازة بركات المشاهدة من بعد؟ أن اعتقد أن هذا السئوال سألتموني اثناء في مطاوي هذا اللقاء واضيف اليه انا دائما اذكر مثال الذين حضوا بالبركة من دون حضور حسي أويس القرني الذي النبي أشتاق اليه يعني الصحابة كانوا مع النبي النبي ما أشتاق الى بعضهم أو ما أبدى مشاعره معهم ممن كانوا معه من مكة الى المدينة لعل البعض منهم عاشر النبي عشرين والنبي ما أبدى هذا الشوق اما أويس الذي دخل المدينة ولم يلتقي برسول الله على موعد مع امه ترك زيارة النبي ما كان في المدينة ورجع أنه كوفاء بالوعد وأويس بعد وفاة النبي كان يلتمس منه الدعاء لما ذكر النبي من مزايا يعني انسان ما ألتقى بالنبي ايام حياته ولهذا هناك فرقة من الناس يسمونه الأويسة يعني صار البعض ينتسب اليه كسلسلة يعني في حسب زعمهم الأويسية جماعة يقولون نحن وصلنا للكمالات من دون استاذ يسمونهم الأويسية كما أن أويس من دون استاذ وصل للكمال يسمونهم الأويسية اقول بأن أويس هكذا فأنت كن كأويس أنت الآن حرمت زيارة الرضا عليه السلام ليكن من بعد احد الآن من باب الطريف احدهم انا أعرفه جيدا بأسمه يعني ايام قبل خمسين ستين سنة اراد أن يزور الحسين عليه السلام من طريق مناطق الغربية كرمانشاه وغيره مناطق ثلجية وداهمهم الثلج وما تمكن من زيارة الحسين ورجع خائبا طرق مسدودة وبشر الآن بطريقة ما أنه سنعوضك خيراً ما الذي جرى؟ رزقه الله ولداً صار من المراجع الفعليين من المراجع الذي انا أعرفه بأسمه والده رزق ولداً هذا الولد ترعرع قالوا سنعوضك خيراً بهذه الزيارة التي حرمتها يعني القضية لو زار الحسين عليه السلام في وقت لعل ما اعطي هذه الهبة لأنه حرم الزيارة ورجع وهو محروق الفؤاد رب العالمين اعطاه مثل عوام الناس ولكن جعل في ذريته مرجع من مراجع التقليد الفعليين اذاً معنى ذلك أنه يمكن أن تكون الزيارة منتجة من دون لقاء حسي بالمعصوم.

فضيلة الشيخ شكرا لهذا الحضور مبارك على أمل أن نلتقي بكم في حلقات اخرى شكرا جزيلا لكم، اذاً مشاهدينا الأعزاء نصل الى ختام هذه الحلقة على أمل اللقاء وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.