- في رحاب الإمام محمد الجواد (ع)
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وافضل الصلاة وأتم السلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين
عندما تمر علينا مناسبات اهل البيت فرحاً وسروراً من الخطوات المطلوبة التفاعل العاطفي نحن عادة رثائنا عزائنا بكائنا على مصيبة الحسين عليه السلام غالباً ولكن مصائب ائمة اهل البيت جميعا مصائب مكبية ما حل بالرضا عليه السلام في ارض طوس ما حل بالامام الجواد عليه السلام اول امام يقتل في ريعان شبابه مصابة الامام الهادي عليه السلام مصيبة الامام العسكري صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين هذه مصائب لو تأملها المؤمن وخاصة في مناسبة استشهاد ذلك الامام تجري عبرته هذا أمر من لوازم الولاية الرواية المعروفة خلقوا من فاضل طينتنا اذاً التفاعل العاطفي هذا اول الأمر وليس آخر الأمر في الأضافة الى التفاعل العاطفي دراسة حياة ذلك المعصوم لو أن احدنا في منسابة كل معصوم استشهاداً وميلاداً في تلك المناسبة صرف من عمره ساعتين ثلاث اربع لدراسة حياة ذلك المعصوم في السنة في السنتين تتكرر هذه العملية يعني بعد خمس سنوات يصبح خبيراً بسيرة اهل البيت في كل عام مرتين يدرس سيرة المعصوم يدرس كلماته الحكمية هذا الانسان عندما يزور الامام الهادي في سامراء أو الامام العسكري يزوره عن معرفة ولهذا علمائنا قالوا لماذا أختلاف الروايات في ثواب زيارة اهل البيت؟ مثلا رواية تقول حجة رواية تقول عشر حجج رواية تقول الف حجة يقولون على حسب درجات معرفة الزائر الثواب ليس عبارة عن بطاقة تعطى بطاقة ثابتة الثواب بمقدار المعرفة كلما زادت معرفتك كلما زاد العطاء في زيارة ذلك المعصوم اذاً لا يكن اهتمامك بالشكليات فقط تقول انا زرت الحسين عشرات المرات صلوات الله عليه اجعل زيارتك هذه في تكامل في كل زيارة إزدد معرفة بمقام المعصوم احد المؤمنين رأيناه عند قبر الحسين عليه السلام يقول انا عندما احدث الامام تحت القبة أتكلم مع الامام كلامي مع الحي أستشعر حياة الامام اعطاني الحاجة أو لم يعطني ليس بالمهم المهم وقفت بين يدي المولى وأذن لي بمخاطبته هذه اعظم الجوائز اذاً اخواني أن نعلم أسرار حياة ذلك المعصوم من موجبات أتقان الزياره.
حديثنا عن الامام الجواد عليه السلام حقيقتا حياة امامنا الجواد من أشجى حياة ائمة اهل البيت الرضا صلوات الله عليه بعد طول عمر رزق بهذا الولد حتى أختلفت الشيعة في الرضا صلوات الله عليه بلغ من العمر ما بلغ ولم يكن له عقب قالوا كيف امام لا ذرية له وهو الامام الثامن أين التاسع؟ موعودون بالائمة الأثني عشر الامام انتهى نسله ولهذا عندما ولد الجواد عليه السلام سر الامام أيما سرور وقال ما ولد في الاسلام مولود اعظم بركة من ولدي هذا يعني من هذه الناحية رفع الأختلاف بين الشيعة ولكن بعد سنوات قصيرةً فرق بين الامام وبين ولده الجواد عليه السلام ضع نفسك مكان الامام الرضا تعطى ولداً بسيماء الجواد تعطى ولداً حجة الله على الخلق ولكن يفرق بينك وبينه كم هذا ثقيل على الامام الرضا صلوات الله عليه، هذه الرواية قل ما سمعتموها في حياة الامام الجواد عليه السلام انظروا الى الكارثة أن يسافر الامام الى ارض طوس ولا يصطحب معه قرة عينه يقول كنت مع ابي الحسن بمكة في السنة التي حج فيها ثم سار الى خراسان الامام ودع اهل البيت حجة ثم ذهب الى ارض طوس يقول فلما قضى طوافه عدل الى المقام فصلى عنده تصور الامام الجواد كان صبياً على عمق موفق خادم الامام طفل محمول موفق حمل حجة الله على صدره فصار ابوجعفر الى الحجر فجلس فيه فأطال فقال له موفق قم جعلت فداك قال ما اريد أن أبرح من مكاني ثم أستبان في وجهه الغم جلس الامام الجواد وهو طفل محمول وبان الغم على وجهه جئت الرضا عليه السلام قلت جعلت فداك قد جلس ابوجعفر في الحجر وهو يأبى أن يقوم من مكانه ذهب الرضا عليه السلام فقال له قم يا حبيبي لماذا أنت جالس؟ فقال ما اريد أن أبرح من مكاني هذا يبدوا الامام الجواد يريد أن يشير الى مصيبة العم في وجهه لا يتحرك من مكانه ثم قال لوالده الرضا كيف أقوم وقد ودعت البيت وداعاً لا ترجع اليه؟ صبي محمول على عنق موفق ولكن الله عزوجل جعل في هذا الوجود علماً بما سيأتي في مستقبل الايام رب العالمين ضرب لنا مثلا في من اوتي الحكم صبيا عيسى روح الله يكلم الناس في المهد هذا ابن رسول الله ابن الرضا لماذا نستغرب فيه هذا المعنى؟ والملفت للنظر أن البعض لم يعترف بالامامة الامام موسى ابن جعفر من هم؟ الأسماعيلية أتبعوا اسماعيل ابن الامام الصادق عليه السلام البعض لم يعترف بامامة امام الرضا عليه السلام من هم؟ الواقفية من وقفوا على الامام موسى ابن جعفر البعض لم يعترف بامامة الامامين الباقرين من هم؟ الزيدية الذين وقفوا على الامام زين العابدين ولكن التأريخ لم ينقل خلافاً يعتد به وأنكار امامة الجواد عليه السلام أتفقت الشيعة عليه على صغر سنه لم يحصل خلاف في امامته صلوات الله وسلامه عليه.
شذرات من سيرته حقيقتا عندما نقرأ حياة المعصوم احدنا يعيش طرباً باطنياً اقرأ هذه المعاني ثم زر المعصوم كم تنتفع بهذه الزياره، ايضا هذه من الزيارات النادرة في سيرة الامام الجواد عليه السلام ينقلها الكليني رحمه في كتابه الكافي الشريف، احدهم جاء الى الامام الجواد عليه السلام قال له إني كنت استأذنتك بالطواف عنك وعن ابيك فأذنت لي في ذلك فطفت عنكما ماشاءالله لا مانع احدنا يطوف نيابة عن المعصوم بعض المؤمنين في مسجد الشجرة عندما يعقد نية الأحرام مثلا يقول أحج هذه الحجة نيابة عن سيدي ومولاي صاحب الأمر يعيش هيبة ورجفة باطنية من انا لأكون نائبا عنه؟ ولكن تخيل نفسك انسان يكوف يقول أطوف نيابة عن امام زماني يسعى يرمي يذبح يقف هذه الحركة لا يمكن أن تبقى من دون جواب المهم جاء هذا الرجل وقال للامام الجواد عليه السلام طفت عنك وعن والدك يقول ثم قال ثم وقع في قلبي شيء فعملت به الرواية من نوادر الروايات تأملوها جيداً الى آخر العمر تنتفع بالرواية يقول وقع في قلبي شيء وهو أنه أطوف عن النبي عن اميرالمؤمنين ثم يقول طفت عن الائمة عليهم السلام يعني ماذا رأيك بهذا العمل؟ قال اذاً والله تدين الله بالدين الذي لا يقبل من العباد غيره يعني أحسنت صنعاً الى هنا الرواية متعارفة ثم قال الرواي وربما طفت عن امك فاطمة وربما لم أطف يعني لعل في حجة أطوف أو في حجة لا أطوف جعل الزهراء عليها السلام خارج القائمة قال امامنا ابوجعفر استكثر من هذا أي طف عن امي فاطمة فإنه افضل ما أنت عامله إن شاءالله نسيت امي فاطمة طف عنها فإن طفت عنها هذا افضل الطواف ما هذه العلاقة الوطيدة بين ائمتنا عليهم السلام وبين امهم الزهراء صلوات الله عليها اتفاقا الامام الجواد عليه السلام بكى فجأة واذا به كان ابن اربع سنين كنت عند الرضا وجيء بأبي جعفر وسنه اقل من اربع سنين طال فكره واذا به يقول للرضا افكر في ما صنع بأمي فاطمة فاطمة محور أهتمام ائمة اهل البيت صلوات الله عليهم اجمعين.
انظروا الى الأدب في التعامل مع المعصوم هنيئا لهذا الذي أدرك الامام الجواد عليه السلام من هو؟ علي ابن جعفر ابن الامام الصادق أخو الامام موسى ابن جعفر أدرك الامام الجواد صلوات الله وسلامه عليه كان عم الرضا وأدرك الجواد جيء بطبيب ليقطع له العرق لجام أو غيرها فقال علي ابن جعفر يا سيدي انظر الى الرقة في العاطفة قال يا سيدي يبدأ بي لتكون حدة الحديد فيَ قبلك يعني انا أحتجم قبلك الحديد يكون مثلا حاراً أو كذا انا أتحمل الحرارة قبلك مسئلة بسيطة أمر بسيط ولكن انظروا الى هذه العاطفة الجياشة في قلب علي ابن جعفر وهو كبير السن ثم اراد أبو جعفر النهوض فقام علي ابن جعفر فسوى له له نعلين حتى يلبسهما قدم نعلي الامام أحتراماً وتقديراً له، الامام الجواد عليه السلام كعادة آبائه كان يحمل هم الامة وخصوصا من يحمل في قلبه حب اميرالمؤمنين صلوات الله عليه هذا القلب قلب مقدس موحد مؤمن بالنبي مؤمن باميرالمؤمنين فكيف اذا اضيف الى ذلك الصالحات هذا كالأكسير الأحمر الامام كتب كتاباً لأحدهم قال له أحسن الى اخوانك واعلم أن الله عزوجل سائلك عن مثاقيل الذر والخردل يبدوا هذا كان متمكناً لعله كان والياً كان هو الوالي فأستقبلني على فرسخين من المدينة ووضع كتاب امامنا الجواد على عينيه.
اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين اللهم اجعل حياتنا في خدمتك وخدمة اوليائك ابلغ سلامنا الى امام زماننا واردد الينا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.