Search
Close this search box.
الكلمة:١
إن البحث عن السعادة هو غاية الجميع، إذ -بلا شك- أنه لا يوجد أحد لا يحب أن يكون سعيداً، بل إن كثيراً من السلبيات من المعاصي والمنكرات منشؤها حب السعادة.. فالذي يدمن المسكرات، أو يسهر الليالي الحمراء، أو يعكف على المحرمات؛ فإنه يريد أن يعيش عالم اللذة والسعادة.. فإذن، ما من موجود إلا وينشد اللذة، بل حتى الحيوانات فهي عندما تذهب إلى المرعى تنشد اللذة بطعامها وشرابها..
الكلمة:٢
إن السعادة هي أن يصل الإنسان إلى بغيته، إن كانت حقة أو باطلة، محللة أو محرمة.. لذا فإنه يعيش العذاب ولا يهنأ له عيش -وقد يصل الأمر إلى حد الانتحار-، ما دامت الموانع حائلة بينه وبين ما يريد.. ولا شك في أن بني آدم مجموعة من الآمال والطموح، وأن السعيد هو الذي يحقق أقصى قدر ممكن من آماله.. ومن هنا فإنه يكون في معرض الانتكاسات المتوالية، إذ ليست الأمور دائماً وفق ما يشتهيه الإنسان..
الكلمة:٣
إن المفهوم الإسلامي الصحيح للسعادة، هو الوصول إلى رضوان الله تعالى، بتحقيق هدف الخلقة والوجود، ألا وهو العبودية الحقة لله تعالى، حيث يقول تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}؛ وليست هي في الآمال المتفرقة، المشتتة للذهن، والباعثة على الحسرة..
الكلمة:٤
إن وحدوية المأمول توجب الطمأنينة وراحة البال، وخاصة إذا كان هنالك تجاوب مطرد، لا كما في الأماني الدنيوية، إذ كلما تعلق بها الإنسان اشتد نفورها منه، فالله -تعالى- يؤكد هذه الحقيقة، إذ يقول: (من تقرب إلي شبراً تقربت إليه باعاً، ومن تقرب إلي باعاً تقربت إليه ذراعاً..)، وهو أيضاً القائل {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ …}،{أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ }،{أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ …}، فهلا شمرنا السواعد، وشددنا الهمة لنيل هذه السعادة الأبدية الحقة؟!..