Search
Close this search box.
Layer 5
كلمات مرتبطة بـ
الكلمة:١
إن المتقي ليس هو ذلك الصوّام القوّام، وإنما هو ذلك الإنسان الذي اكتشف الطريق، ورأى الهيكل، ورأى المخطط، ويعلم من أين يبدأ، وإلى أين ينتهي؛ فآمن بالغيب، وترقى عن عالم الحواس..
الكلمة:٢
إن النقطة الأولى أن نعلم أن التفاضل هو في التقوى..
الكلمة:٣
إن أكثر الناس تقوى هو أقرب الناس إلى قلب الإمام (عليه السلام)..
الكلمة:٤
من هم المتقون؟.. أول صفة من صفات المتقين {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}.. إنها لفتة مهمة، وهي أن أول خاصية في المتقي هي البنية الفكرية، وليس المتقي الذي يمشي ويسعى.. بل هو الذي يحدد الطريق، ثم يمشي ويسعى؛ لما علمنا بأن (السائر على غير بصيرة، كالسائر على غير الطريق؛ لا تزيده كثرة السير إلا بعدا)..
الكلمة:٥
إن المتقي ليس هذا الإنسان المادي التجريدي، الذي لا يؤمن إلا بما يرى ويلمس ويسمع، وإنما له قدرة على أن ينتقل من عالم المادة إلى عالم المعنى، ويخترق حجب الغيب وحجب المادة، ليصل إلى عالم الغيب.
الكلمة:٦
إن الطريق إلى القلوب؛ هو الصلاح والتقوى.. وليس بالمزاح الزائد، وليس ببذل الأموال، ولا بتقديم الولائم؛ لا بهذه الأمور المصطنعة..
الكلمة:٧
روي عن علي (ع) انه قال: (عظم الخالق في أنفسهم، فصغر ما دونه في أعنيهم).. وبالبرهان المنطقي نعلم: أن من كبر ما دون الله في عينه؛ فقد صغر الخالق في نفسه!.. إن الالتفات لهذه المعادلة المخيفة، من دوافع عدم الاهتمام بنظرة الناس واحترامهم.. وهي خطوة أولى، للتخلص من النفاق.
الكلمة:٨
يقول الإمام علي (ع) في وصف المتقين: قد (تخلى من الهموم، إلا هماً واحداً انفرد به).. الذي يعيش هماً واحداً، وهو كسب رضا الله -عز وجل- حتى مع الغير؛ فإنه لا يبالي بما سوى الله عز وجل.. فالمتقي هو من يجعل همه الذي يشغله صباحاً ومساءً، كيف يرضي الله -عز وجل- في تعامله مع نفسه، وفي تعامله مع أسرته، وفي تعامله مع المجتمع الكبير.
الكلمة:٩
يقول الإمام علي (ع) في وصف المتقين: (ووقفوا أسماعهم على العلم النافع لهم)!.. إنه تعبير جميل جداً!.. فكما أن هنالك مسجدا يوقف على المصلين، وغير المسلم لا يدخل في ذلك المسجد، فإن النفس كذلك هي بمثابة المسجد أيضاً، لابد أن نراعي أو نجعل بوابات محكمة على باب النفس؛ لئلا يدخل في الأرضية العلمية والفكرية ما لا يرضي، وقد يضر العبد في مقام التعامل مع المفردات الحياتية.
الكلمة:١٠
إن أمير المؤمنين (ع) عندما يصف المتقين، يقول: (قلوبهم محزونة).. فالذي يفرح ويمرح ويهرج، هذا الإنسان بعيد عن أجواء الإيمان.. المؤمن له حزن خفيف؛ لأنه: لا يعلم موقعه من الله عز وجل، ولا يعلم آخرته، ولا يعلم برزخه، ولا يعلم إلى أين أمره!.. وكذلك يحمل هموم المسلمين.
الكلمة:١١
إن المؤمن تضيق به الأرض، ليس من باب المشاكل، وليس من باب المرض النفسي؛ بل لأنه يرى أن ما بعد الموت أفضل وأجمل!.. يقول أمير المؤمنين (ع) في وصف المتقين: (لولا الآجال التي كتب الله لهم، لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين).
الكلمة:١٢
إن المتقي هو الذي لو سلطت عليه كاميرا خفية من الصباح إلى المساء، وهو لا يدري، وقيل له: نريد أن نعرض ذلك الشريط على الفضائيات.. فإذا رفض يكون إنسانا غير متق، ولكن إذا قال: ليس هناك ما أخاف منه؛ فهذا الإنسان هو الذي يخشى الله في الغيب.. مشكلتنا أننا نتعامل مع الله، وقد جعلناه أهون الناظرين إلينا؛ فلا نرعى حرمة الرب في الخلوات.
الكلمة:١٣
إن العلم يكون بالقلم، ولكنّ للتعليم بابا آخر، حيث يقول الله عز وجل: {إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى}.. فهناك صنف من التعليم لا يتوقف على القلم، {وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ}.. وقال أمير المؤمنين (ع) في نهج البلاغة، في وصف المتقين: (وكلّمهم في ذات عقولهم).. إن الله -تعالى- إذا رأى القابلية في عبده المؤمن، يكلمه في نفسه، ويلقي في روعه ما ينبغي أن يفعله في حياته.
الكلمة:١٤
إن البكاء لو كان مجرد إخراج قطرات ملحية من العين، لا قيمة له أبداً.. وإنما هو حصيلة للتفاعلات الباطنية في الفؤاد من التذلل والانكسار.. والتباكي هو التشبه بأولئك الباكين، الذين يعيشون تلك الحالة الباطنية.. وفي رواية لعلي (ع) يصف فيها المتقين، فيقول: (أمّا اللّيل: فصافّون أقدامهم، تالين لأجزاء القرآن يرتّلونه ترتيلاً.. وأمّا النهار: فحلماء، علماء، أبرار، أتقياء..).. وهنا إشارة مهمة بأن هذه الحركات الليلية، هي من أجل خدمة الأمة، والتأثير في القلوب المتعطشة إلى الهدى والتقوى.. لا لأجل الحور والقصور!..
الكلمة:١٥
إن المتقين لهم موقف ومحطة في جوف الليل، فمن لا ليل له لا نهار له؛ أي من ليس له ليل إلهيّ رباني؛ فنهاره نهار الغافلين.
الكلمة:١٦
إن المتقين لهم هذه البرامج في جوف الليل: تلاوة القرآن الكريم تارة، والدعاء تارة، والصلاة بين يدي الله -عز وجل- تارة أخرى.. فهؤلاء طوال النهار ينتظرون قدوم الليل، ليستمتعوا بهذه البساتين الثلاثة.