Search
Close this search box.
الكلمة:١
لو أن المجتمع الإسلامي طبق مبدأ الخمس والزكاة بشكل كامل؛ لاختلفت صورة الحياة على وجه الأرض، سواء في مجال: تأمين المعاش، أو في مجال ترويج الهدى.. فإن من مصارف الخمس والزكاة: تثبيت دعائم الشريعة في الحياة، وتحبيب القلوب المستعدة لقبولها.. ولكن كم من الخسارة عندما أنكر بعض الفقهاء منذ صدر الإسلام مبدأ الخمس!.. ولعل من الدوافع الخفية لذلك، هو حرمان أهل البيت (ع) من العطاء المالي، الذي كان من الممكن أن يقويهم على خصومهم!..
الكلمة:٢
إن هناك من يبدى أشواقا وابتهالا، لتعجيل فرج الإمام المهدي (ع)، ويتمنى اللقاء به قبل عصر الظهور.. ولكن هل فكر أحدنا في نتيجة ذلك اللقاء، من صور العتاب والتوبيخ، لما نحن فيه من المخالفات الكبيرة لخط الإسلام، ومنها: حبس الحقوق المالية في زمان الغيبة، من خلال الامتناع عن دفع الخمس، الذي تفرج به الكثير من الكروب، وخاصة في زمن الشدائد وضيق الخناق على المستضعفين من المنتظرين لدولته الكريمة.. فلنتأمل في هذا النص الوارد عن الحجة (ع)؛ لئلا نعد من هذه الزمرة: (لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، على من أكل من مالنا درهما حراما) و (ومن أكل من أموالنا شيئا، فإنما يأكل في بطنه نارا، وسيصلى سعيرا).
الكلمة:٣
إن معظم الفتاوى الفقهية قائمة على صرف مقدار كبير من الخمس -وأقله النصف- على يد المكلف نفسه.. فكم من الجميل أن يؤدي الإنسان ما عليه من الحق الشرعي، إضافة إلى اللذة الوجدانية التي يعيشها عندما يرى بعينية بسمة على ثغر ملهوف من ذرية النبي (ص)، أو بنيانا يشاد ليكون صدقة جارية له بعد موته، حينما يكون أحوج ما يكون إلى الدرهم الواحد!..
الكلمة:٤
إن النصوص المختلفة تؤكد على أن الله- تعالى- يبارك في الأموال التي يخرج منها الواجب الشرعي، ولا يلازم ذلك الزيادة العينية.. فإن مباركة الله -تعالى- لا تنحصر في هذا المعنى، بل من صور المباركة أن يفتح الله -تعالى- للعبد قنوات السعادة في نفسه وأهله وذريته، من حيث لا يحتسبه العبد.. أوَ ليس المسيح (ع) طلب من ربه أن يكون مباركا أينما كان؟.. والحال أنه يعد من نوادر الزهاد على وجه الأرض!.. وفي المقابل فإن صور الخذلان معروفة، فيمن يكسب المال الحرام.. ومن غرائب الأمور ما نقل: من أن الذهب الذي أخذه القوم من آل فرعون، هو الذي تحول إلى عجل يعبد من دون الله تعالى!..