Search
Close this search box.
الكلمة:١
إن البداء في عالم التكوينات هو كالنسخ في عالم التشريعات.. إذ من المعلوم أن هناك آيات ناسخة ومنسوخة في القرآن الكريم، مثل الآية التي تنص على تحويل القبلة من جهة بيت المقدس نحو الكعبة، فبلا شك أن الله -تعالى- يعلم منذ بداية الدعوة أن المسلمين سيأمرون بالتوجه إلى الكعبة، ولكن لمصلحة هو يراها جعل التوجه نحو بيت المقدس.. وكذلك الأمر في عالم التكوين، فالله -تعالى- يعلم بأن هذا العبد سيقوم بعمل ما: خيراً كان أو شرا، يوجب له تغيير المقدرات.. ومن هنا تتجلى قدرة الله -تعالى- في عدم الخضوع إلى السنن والمقدرات المكتوبة منذ الأزل، فهو كما وصف نفسه جل وعلا: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}.
الكلمة:٢
إن البداء له وجهان: فتارة يكون في عالم الأسباب (قبل الحدوث)، وتارة في عالم المسببات (بعد تهيئة المقدمات)، أما إذا قضي الأمر فلا بداء فيه.. كمثل إنسان يتقدم إلى مرمى السهام، فيبدو لله تعالى -في هذه الحالة- وجهان: إما أن يتدخل في عالم الأسباب، فيمنع هذا الإنسان من التقدم خطوة إلى الأمام، كأن يوقعه في حفرة أو يرسل عليه ريح عاصفة.. أو أنه بعدما تتم المقدمات، ويصبح في المرمى، يتدخل في عالم المسببات، بأن تكسر السهام أو تنحرف مثلاً.