Search
Close this search box.
الكلمة:١
علينا أن نعرض أنفسنا للجذب الإلهي، فالله -عز وجل- لا يختار إلا ما كان خالصاً، كما في بعض الروايات: (وأخلص العمل، فإن الناقد بصير)؛ فهو لا يخدع.. وما على الإنسان إلا أن يخلص العمل؛ عندئذ يخرج من بعض صور الشرك الخفي..
الكلمة:٢
إن العمل في حد نفسه لا خلود له، ولكن يمكن أن يحمد عليه الإنسان، ويمكن أن يكتسب الثناء الجميل: ككرم حاتم.. ولكن الخلود والانتساب إلى الله عز وجل، وأن تتحول مادة الطاعة إلى طاقة لا نهائية، تتجلى في عرصات القيامة وفي الجنة؛ فإن ذلك يحتاج إلى انتساب.. والعمل الذي لا ينتسب إلى الباقي، فهو فانٍ شأنه شأن المظاهر الطبيعية.
الكلمة:٣
إن الله -عز وجل- لا يُدخل في دائرته الخاصة، إلا من ارتضاه.. فالصلاة لقاء مع رب العالمين، وليلة القدر اجتماع في ساحة السلطان.. في الليالي العبادية الإنسان يدخل في قاعة السلطان العامة، أما الصلاة فهي معراج المؤمن؛ أي اللقاء الخاص.. ولهذا القرآن الكريم يقول: {وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ}.
الكلمة:٤
إن عبادتنا هي إما عبادة العبيد الخائفين، أو عبادة التجار.. فهل هذا يخل بالإخلاص، أم لا؟.. فقيها: لا، الصلاة صحيحة.. أما عرفياً وأخلاقياً؛ فإن هذا بعيد عن الإخلاص..
الكلمة:٥
إن الإنسان إذا عرفَ فلسفة الحكم، وعملَ بالحكمِ لتلكَ المصلحة؛ هذا لا يُسمى عبداً.. العبد للهِ -عزَ وجل- شأنهُ شأن الجُندي في ميدان القتال.. هنالك قانون عسكري في كل العالم يقول: امتثل ثم سل!..
الكلمة:٦
إن إخلاص النية في السير إلى الله يكون بمعنى البناء القلبي، أي أن الحركة والانبعاث نحو العمل، تكون بالدواعي الإلهية.. هذه هي النية الحقيقية، ولكننا عندما نستقرئ أعماق النفس، ونسبر أغوارها، فإننا نلاحظ أن هناك أمورا خفية جدا، هي التي تحرك الإنسان نحو الله -سبحانه وتعالى- وهي ليست الدواعي الحقيقية.. وهذا ليس من الإخلاص الحقيقي.