Search
Close this search box.

مشكلتي هي أننى في شهر رمضان الكريم، ولا أرى في نفسي تهيؤها نفسيا لذلك.. فخشيتي أن يكون هذا الشهر كغيره من الشهور في الأعوام الماضية: كفا عن الطعام والشراب.. فهل لديكم اقتراحات لجعل هذا الشهر خير شهر رمضان مر على هذا العبد الفقير وأمثاله؟.. أشيروا علي بشيء بارك الله -تعالى- فيكم جميعا، لتشاركوني أجر التغيير والتحول الدائم بإذن الله تعالى!..

بو زهير
/
الأحساء
قبل طرح السؤال: في كيفية التغير، هناك سؤال أود طرحه عليك.. ماذا كنت؟.. وكم من الزمن كنت على ما كنت عليه قبل أن تطرح على نفسك: كيف أغير نفسي؟.. عزيزي المؤمن!.. إن عملية التغير، وخصوصا أنك تتعامل مع النفس الأمارة بالسوء.. إن التعامل مع النفس، ليس بالأمر الهين، خصوصا عندما يكون الإنسان منغمسا في الملذات، مبتعدا عن طاعة الله. نعم -أخي المؤمن- فإذا كنت ممن عاهدوا الله على الصدق بالتغير، فعليك أولا: أن تكون مرحلة التغير على دفعات، مبتدئا بالخفيف، لا أن تكون مندفعا، كمن كان قد وصل إلى قمة الجبل، بعد وقت طويل ثم قرر النزول فجأة دون أن يعطي نفسه الحق في التريث في النزول خطوة خطوة. أنت تتعامل مع أصعب جهاد، وهو جهاد النفس.. والذي هو الجهاد الأكبر، فعليك بالتعامل مع نفسك بشفافية، حتى ترغبها في عملية التغير. في الحقيقة مادمت مؤمنا وراغبا في التغيير، فأنت قادر على ذلك.. يقول الإمام علي -سلام الله عليه-: أتزعم أنك جرم صغير، وفيك انطوى العالم الأكبر!.. أنت قادر على أن تجعل من نفسك مثلا يحتذى به. إحذر أيها المؤمن!.. من الإندفاع حتى لاتصدم بالواقع الجديد، والذي لم يكن مألوفا عندك.. فرويدا رويدا سوف تصل إلى بر الأمان!..
اسيرة الهوى
/
---
اعلم -يا أخي- أن الشيطان يحاول جاهدا، أن يضيع منك فرصة استغلال هذا الشهر الفضيل، للإنابة والتوبة.. ولكن لا تعره أهمية، ولا تستمع لوسوسته.. وتوكل على الله، فهو حسبك!.. وداوم على قراءة دعاء الافتتاح، وسوف تستشعر اللذة من محتوى هذا الدعاء.
الصفوي
/
البحرين
هدية أهديها إلى المربي الفاضل، سماحة العلامة الشيخ حبيب الكاظمي، الذي طالما تمنيت أن أحضر مجالس مثل هذه المجالس الأخلاقية الإلهية الربانية، التي تربي الإنسان. أكتب وعيني تدمع، لأنني لأول مرة أبكي على ذنوبي.. فطالما تعودت البكاء على مصائب أهل البيت فقط، إنني وصلت إلى مرحلة عالية من البكاء، وهي مجرد أن أسمع الصلاة على محمد وآل محمد، تدمع عيني.. بمجرد أن أن يقول سماحة الشيخ حبيب الكاظمي: يا الله!.. ثلاثا، انهمرت الدموع من عيني.. مجرد أن أسمع اسم علي -عليه السلام- تدمع عيني.. بمجرد أن أسمع اسم من أسماء المعصومين الأربعة عشر، تدمع عيني.. وبمجرد أن أرى العراقيين يخرجون بمواكب العزاء، لاتتوقف عيني عن البكاء.. وبمجرد أن أسمع بمحن أتباع أهل البيت -عليهم السلام- في العراق، تدمع عيني. ودائما أتذكر كلمة للسيد حسن الكشميري، خادم وخطيب أهل البيت -عليهم السلام- عندما قال: إن كل ما يصيبنا من بلاء، كله بسبب ولاءنا لأهل البيت -عليهم السلام-، وإذا كان ما يصيبنا من بلاء وتشريد وقتل وسجن وتعذيب واضطهاد، ثمن ولايتنا لأهل البيت -عليهم السلام-.. فكل ما يصيبنا من هذا البلاء، فهو يهون في حبهم، بل هو أحلى من العسل!.. فما قدموه من أجلنا ليس بقليل، والتاريخ حافل بأنهم قد لاقوا كل هذه المحن، وهم المعصومون فكيف بنا نحن؟!.. ما أردت الإشارة إليه هو: حاول التركيز على كثرة الصلاة على محمد وآل محمد، لأنني عندما أتيت إلى المملكة العربية السعودية، عن طريق الجسر ليس معي مرافق.. فإن الصلاة على محمد وآل محمد هي رفيقة دربي، فطالما حفظتني من كل سوء.. أتعلم بأن رحلتي إلى السعودية مع عودتي تستغرق ساعتين ونصف، من خلالها أحصيت عدد الصلاة على محمد وآل محمد، فتبين أني أصلي على محمد وآل محمد 2500 مرة، ألفين وخمسمائة مرة!.. أرجع إلى دعاء أبي حمزة الثمالي، إلى المناجاة الخمسة عشر، إلى الصحيفة السجادية، إلى الزيارة الجامعة، حتى تصل إلى هذه الفقرة: (خلقكم الله أنوارا، فجعلكم بعرشه محدقين، حتى من علينا بكم.. فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه... وجعل صلاتنا عليكم، وما خصنا به من ولايتكم: طيبا لخلقنا، وطهارة لأنفسنا، وتزكية لنا، وكفارة لذنوبنا.. فكنا عنده مسلمين بفضلكم، ومعروفين بتصديقنا إياكم). إلى دعاء الندبة، إلى أن تصل إلى (ليت شعري!.. أين استقرت بك النوى، بل أي أرض تقلك أو ثرى؟.. أبرضوى أو غيرها أم ذي طوى؟.. عزيز علي أن أرى الخلق ولا ترى، ولا أسمع لك حسيسا ولا نجوى... الخ). ارتبط بصلاة الجماعة، تأمل في عظمة الله، تأمل في عظمة أهل البيت عليهم السلام!.. صلة الرحم، الأصدقاء المؤمنين، صدقة السر، إفطار صائم، مجالس القرآن.. انفرد بنفسك في جو هادئ عبادي، حاسب نفسك، ابك!.. اصرخ من قلبك!.. لا تسمع أحدا صوتك!.. هناك العديد من الأمور الحسنة، لكن وجدت بأن الصلاة على محمد وآل محمد، هي خير الأعمال.. فاجعل لسانك لا يمل منها. هذه هي هديتي التي تذهب النفاق من القلب: (اللهم!.. صل وسلم على محمد وآل محمد).
مشترك سراجي
/
---
ومرت الأيام، واقترب العد التنازلي لوداع الله يا أولي الألباب!.. مات نصف الشهر تقريبا، وسنموت نحن أيضا.. هنيئا لمن بقى ضيفا، بل صار من أهل البيت!.. كان سلمان ضيفا لآل الله -تعالى- بشهر رمضان يوما، وصار سلمان في أحد الشهور للضيافة لا ضيفا فحسب!.. بل صار منا أهل البيت. سارعوا لحجز المقاعد قبل أن تنتهي، ولن تنته.. ولكنها ضيافة ستنتهي بغتة!.. بغتة!.. بغتة!..
اختكم
/
الكويت
تذكر كلام الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام: (ما من يوم على ابن آدم، إلا قال ذلك اليوم: أنا يوم جديد، وأنا عليك شهيد، فافعل بي خيرا، وأعمل في خيرا.. أسهل لك يوم القيامة، فإنك لن تراني بعدها أبدا). لا تحرم نفسك، اقرأ فضل الأدعية والأعمال وثوابها، قد تعطيك دافعا للعمل بها.. تذكر أن هناك من ينافسك في حب الله: هناك المطيعون، والقائمون، والقارئون للقرآن، ومحييو مجالس الحسين عليه السلام. تذكر أنك في هذا الشهر، يتضاعف ثوابك.. إطمع في أن يعتقك الله في هذا الشهر من النار. ولا تكثر الجلوس مع الناس: فيقل عملك، ويكثر كلامك. واجعل وقت راحتك للاستماع إلى المحاضرات النافعة، أو الكتب القيمة التي تتحدث عن ديننا الكريم. لا تؤجل، وابدأ الآن.
essa
/
ariq
من أهم المشاكل التي يعاني منها الفرد في هذا الشهر هو هذه المشكلة، هي أنه: كيف اجعل هذا الشهر يختلف عن باقي الشهور بالنسبة للعبادة؟.. وهذه من الأمور البديهية للنفس، باعتبار الوعد والوعيد.. ولكن -مع الأسف- يجب أن يكون هذا القرار سابقا على شهر رمضان، باعتبار النفس للاستعداد لهذا الشهر المبارك.. ولكن ليس باعتبار الرحمة الإلهية، لأنه إذا أراد شيئا يقول له: كن!.. فيكون.
حيدر العراقي
/
عراق اهل البيت
سلامي لكل الأخوة المعلقين، جزاكم الله خير الجزاء جميعا!.. فكل إضافاتكم قيمة، ولها أثرها -إن شاءالله-، وأحب أن أضيف أن أول خطوة هي في التوكل على الباري -عز وجل-، والتصميم.. وكلما ضعفت العزيمة، قويها بقوة الإرادة.. وهذا شيء مجرب، فالجوارح لا تضعف عما عقدت عليه النية.
خادم أهل البيت عليهم السلام
/
القطيف
بنظري القاصر: ينبغي علينا جميعا أن نطلع على فضل شهر رمضان المبارك بتمعن وتفكر، بالإضافة إلى جعل برنامج متناسب للاستعداد النفسي، من خلال: الأدعية، أو الصلوات المستحبة.. ومن خلال ذلك لا نحرم أنفسنا من بركات هذا الشهر الكريم.
الحاج محمد
/
العراق
الأخ العزيز الكريم!.. أوصيك وأوصي نفسي المقصرة، بقراءة دعاء وداع شهر رمضان للإمام زين العابدين (ع)، في بداية شهر رمضان.. لأن في هذا الدعاء سوف تعرف قيمة هذا الشهر عند الإمام (ع)، وقد تتنبه فتجعل هذا الشهر مختلفا عن غيره. جرّب ذلك، ففي هذا الدعاء مضامين عالية، إعرفها في بداية؛ الشهر كي تتدارك ما أنت عليه، وتعوّض ما فاتك في الأيام القادمة.. وأسألك أن تخصّني أنا الفقير إلى الله، ووالدي بالدعاء.
حيدر حسن
/
العراق
أخي العزيز!.. يبدأ هذا التغير من نفسك أولا {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}، عليك بتثقيف نفسك بمعنى هذا الشهر، وبالمنزلة العظيمة التي أولاها الله -تعالى- خصوصا لهذا الشهر من الآيات القرآنية والأحاديث الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وآله- وأهل بيته -عليهم السلام-، فعندما تعرف حق شيء، فإنك سوف تفيه حقه!..
تلميذة من اقصى الغرب
/
---
إن التهيؤ النفسي لأي عمل عبادي، يصل إلى أوجه إذا سبقته معرفة سره الباطني.. فضلا عن إتقانه الظاهري، بل يسكن المؤمن شعورا لا يفارقه أبدا، وهو الشوق لممارسة تلك العبادة.. وإلا لما كان الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم- ينادي بلالا بقوله: أرحنا يا بلال!.. (أي نادي للصلاة)، وهو -صلى الله عليه وآله وسلم- الذي كان يقوم للصلاة متهجدا، حتى تتقرح قدماه من كثرة الوقوف.. فالظاهر في الصلاة هو حركات قد تتعب الجسد، ولكن سر باطنها راحة، وأية راحة لمن أدرك وعرف في حضرة من يقف، وبين يدي من يسجد، ومع من يتكلم، ومن يناجي؟!.. والرسول الأكرم -صلى الله عليه وآله وسلم- أعرف من في الوجود بهذا السر العظيم. ولكي لا يكون شهرك هذا ليس كباقي الشهور في الأعوام الماضية -كما ذكرت- كف عن الطعام والشراب، فعليك -أخي- أن تدرك سر هذا الشهر العظيم، وسر عبادة الصيام الباطنية.. لا سيما وأن الصيام خصه الله -جل وعلا- من دون العبادات الأخرى، بأنه له تبارك و تعالى، قال النبي (ص): قال الله تبارك وتعالى: (كلّ عمل ابن آدم هو له، غير الصيام هو لي، وأنا أجزي به.. والصيام جُنّة العبد المؤمن يوم القيامة، كما يقي أحدكم سلاحه في الدنيا.. ولخلوف فم الصائم، أطيب عند الله -عزّ وجل- من ريح المسك). والادراك لا يتأتى إلا بالمعرفة، والمعرفة والتعلم هو حافز التهيؤ النفسي.. وهذا الأخير لا يناله إلا مقبل جاد في سعيه.. والتغيير هو حركية مزدوجة، حركة ظاهرية، وحركة باطنية. ورجوعا إلى مشكلتكم: فالحركة الظاهرية لشهر رمضان، هي الكف عن الطعام والشراب.. أي امتثال لأمر الله تعالى: {كلوا و اشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود}؛ أي كف بالنهار، وأكل وشرب بالليل.. وهنا يتساوى الكل. أما الحركة الباطنية: فهي كنه التغيير والارتقاء والتميز والتحول الدائم، الذي يجعلك تتغير يوما عن يوم في نفس شهر رمضان.. فما بالك في شهور رمضان المقبلة، بل في كل الأيام؟.. والموقع -بحمد الله- منارة متوهجة، لإدراك هذا المقام بتوفيق الله جل وعلا.
عاشقة14
/
في أرض الله
إن استشعار الكلمات في الأدعية الخاصة بشهر رمضان المبارك، له أثر رائع في النفس، ويعتمد من شخص لآخر.. وعليك بذل ما في وسعك، لأنه يحتاج إلى عزيمة وصبر من قبلك.. وأنا شخصيا أتأثر كثيرا بخطبة الرسول الأعظم في استقبال شهر رمضان. ( بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم صل على محمد وعلى آله، وصحبه أجمعين) أَيُّهَا النَّاسُ!.. إِنَّهُ قَدْ أَقْبَلَ إِلَيْكُمْ شَهْرُ اللَّهِ بِالْبَرَكَةِ وَالرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ.. شَهْرٌ هُوَ عِنْدَ اللَّهِ أَفْضَلُ الشُّهُورِ، وَأَيَّامُهُ أَفْضَلُ الْأَيَّامِ، وَلَيَالِيهِ أَفْضَلُ اللَّيَالِي، وَسَاعَاتُهُ أَفْضَلُ السَّاعَاتِ.. هُوَ شَهْرٌ دُعِيتُمْ فِيهِ إِلَى ضِيَافَةِ اللَّهِ، وَجُعِلْتُمْ فِيهِ مِنْ أَهْلِ كَرَامَةِ اللَّهِ.. أَنْفَاسُكُمْ فِيهِ تَسْبِيحٌ، وَنَوْمُكُمْ فِيهِ عِبَادَةٌ، وَعَمَلُكُمْ فِيهِ مَقْبُولٌ، وَدُعَاؤُكُمْ فِيهِ مُسْتَجَابٌ.. فَاسْأَلُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ بِنِيَّاتٍ صَادِقَةٍ وَقُلُوبٍ طَاهِرَةٍ، أَنْ يُوَفِّقَكُمْ لِصِيَامِهِ وَتِلَاوَةِ كِتَابِهِ.. فَإِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ حُرِمَ غُفْرَانَ اللَّهِ فِي هَذَا الشَّهْرِ الْعَظِيمِ. وَاذْكُرُوا بِجُوعِكُمْ وَعَطَشِكُمْ فِيهِ، جُوعَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَعَطَشَهُ.. وَتَصَدَّقُوا عَلَى فُقَرَائِكُمْ وَمَسَاكِينِكُمْ، وَوَقِّرُوا كِبَارَكُمْ، وَارْحَمُوا صِغَارَكُمْ.. وَصِلُوا أَرْحَامَكُمْ، وَاحْفَظُوا أَلْسِنَتَكُمْ، وَغُضُّوا عَمَّا لَا يَحِلُّ النَّظَرُ إِلَيْهِ أَبْصَارَكُمْ، وَعَمَّا لَا يَحِلُّ الِاسْتِمَاعُ إِلَيْهِ أَسْمَاعَكُمْ.. وَتَحَنَّنُوا عَلَى أَيْتَامِ النَّاسِ، يُتَحَنَّنْ عَلَى أَيْتَامِكُمْ.. وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ مِنْ ذُنُوبِكُمْ، وَارْفَعُوا إِلَيْهِ أَيْدِيَكُمْ بِالدُّعَاءِ فِي أَوْقَاتِ صَلَاتِكُم‏، فَإِنَّهَا أَفْضَلُ السَّاعَاتِ يَنْظُرُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- فِيهَا بِالرَّحْمَةِ إِلَى عِبَادِهِ، يُجِيبُهُمْ إِذَا نَاجَوْهُ، وَيُلَبِّيهِمْ إِذَا نَادَوْهُ، وَيُعْطِيهِمْ إِذَا سَأَلُوهُ، وَيَسْتَجِيبُ لَهُمْ إِذَا دَعَوْهُ. أَيُّهَا النَّاسُ!.. إِنَّ أَنْفُسَكُمْ مَرْهُونَةٌ بِأَعْمَالِكُمْ، فَفُكُّوهَا بِاسْتِغْفَارِكُمْ.. وَظُهُورَكُمْ ثَقِيلَةٌ مِنْ أَوْزَارِكُمْ، فَخَفِّفُوا عَنْهَا بِطُولِ سُجُودِكُمْ.. وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ أَقْسَمَ بِعِزَّتِهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَ الْمُصَلِّينَ وَالسَّاجِدِينَ، وَأَنْ لَا يُرَوِّعَهُمْ بِالنَّارِ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ. أَيُّهَا النَّاسُ!.. مَنْ فَطَّرَ مِنْكُمْ صَائِماً مُؤْمِناً فِي هَذَا الشَّهْرِ، كَانَ لَهُ بِذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ عِتْقُ نَسَمَةٍ وَمَغْفِرَةٌ لِمَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ.. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَلَيْسَ كُلُّنَا يَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ.. فَقَالَ (ص): اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشَرْبَةٍ مِنْ مَاءٍ . أَيُّهَا النَّاسُ!.. مَنْ حَسَّنَ مِنْكُمْ فِي هَذَا الشَّهْرِ خُلُقَهُ، كَانَ لَهُ جَوَازاً عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الْأَقْدَامُ.. وَمَنْ خَفَّفَ فِي هَذَا الشَّهْرِ عَمَّا مَلَكَتْ يَمِينُهُ، خَفَّفَ اللَّهُ عَلَيْهِ حِسَابَهُ.. وَمَنْ كَفَّ فِيهِ شَرَّهُ، كَفَّ اللَّهُ عَنْهُ غَضَبَهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ.. وَمَنْ أَكْرَمَ فِيهِ يَتِيماً، أَكْرَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ.. وَمَنْ وَصَلَ فِيهِ رَحِمَهُ، وَصَلَهُ اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ يَوْمَ يَلْقَاهُ.. وَمَنْ قَطَعَ فِيهِ رَحِمَهُ، قَطَعَ اللَّهُ عَنْهُ رَحْمَتَهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ.. وَمَنْ تَطَوَّعَ فِيهِ بِصَلَاةٍ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ.. وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرْضاً، كَانَ لَهُ ثَوَابُ مَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الشُّهُورِ.. وَمَنْ أَكْثَرَ فِيهِ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَيَّ، ثَقَّلَ اللَّهُ مِيزَانَهُ يَوْمَ تَخِفُّ الْمَوَازِينُ.. وَمَنْ تَلَا فِيهِ آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ خَتَمَ الْقُرْآنَ فِي غَيْرِهِ مِنَ الشُّهُورِ. أَيُّهَا النَّاسُ!.. إِنَّ أَبْوَابَ الْجِنَانِ فِي هَذَا الشَّهْرِ مُفَتَّحَةٌ، فَاسْأَلُوا رَبَّكُمْ أَنْ لَا يُغَلِّقَهَا عَنْكُمْ.. وَأَبْوَابَ النِّيرَانِ مُغَلَّقَةٌ، فَاسْأَلُوا رَبَّكُمْ أَنْ لَا يُفَتِّحَهَا عَلَيْكُمْ.. وَالشَّيَاطِينَ مَغْلُولَةٌ، فَاسْأَلُوا رَبَّكُمْ أَنْ لَا يُسَلِّطَهَا عَلَيْكُمْ. قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ -عليه السلام-: فَقُمْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ فِي هَذَا الشَّهْرِ؟.. فَقَالَ: يَا أَبَا الْحَسَنِ، أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ فِي هَذَا الشَّهْرِ الْوَرَعُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ.
يا صاحب الزمان
/
البحرين
قال الصادق (ع): إنّ الصيام ليس من الطعام والشراب وحده، إنما للصوم شرطٌ، يحتاج أن يُحفظ حتى يتمّ الصوم.. وهو صمت الداخل، أما تسمع ما قالت مريم بنت عمران: {إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا}؛ يعني صمتاً. فإذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم عن الكذب، وغضّوا أبصاركم، ولا تنازعوا، ولا تحاسدوا، ولا تغتابوا، ولا تماروا، ولا تكذبوا، ولا تباشروا، ولا تخالفوا، ولا تغاضبوا، ولا تسابّوا، ولا تشاتموا، ولا تفاتروا، ولا تجادلوا، ولا تتأذّوا، ولا تظلموا، ولا تسافهوا، ولا تضاجروا، ولا تغفلوا عن ذكر الله وعن الصلاة.. والزموا الصمت والسكوت، والحلم والصبر والصدق، ومجانبة أهل الشرّ، واجتنبوا: قول الزور، والكذب، والفري، والخصومة، وظنّ السوء، والغيبة، والنميمة. وكونوا مشرفين على الآخرة، منتظرين لأيامكم، منتظرين لما وعدكم الله، متزودين للقاء الله.. وعليكم السكينة، والوقار، والخشوع، والخضوع، وذلّ العبيد الخيّف من مولاه.. خيّرين، خائفين، راجين، مرعوبين، مرهوبين، راغبين، راهبين. قد طهرّتَ القلب من العيوب، وتقدّست سرائركم من الخبث، ونظّفتَ الجسم من القاذورات، وتبرّأتَ إلى الله من عداه، وواليتَ الله في صومك بالصمت من جميع الجهات، مما قد نهاك الله عنه في السرّ والعلانية، وخشيتَ الله حقّ خشيته في سرّك وعلانيتك، ووهبتَ نفسك لله في أيام صومك، وفرّغتَ قلبك له، ونصبتَ نفسك له فيما أمرك ودعاك إليه. فإذا فعلت ذلك كله، فأنت صائمٌ لله بحقيقة صومه، صانعٌ له لما أمرك، وكلما نقصت منها شيئاً فيما بيّنتُ لك، فقد نقص من صومك بمقدار ذلك. لا تأيس من رحمة الله -تعالى- واغتنم ما بقي من الشهر، ولا تفوت الفرصة.. فالفرصة تمر مر السحاب.
ابوبقيةالله
/
العراق
أخي العزيز!.. الطاعة لله ورسوله، وأولي الأمر.. الابتعاد عن المعاصي، وعليك ببر والديك، فإنه طريق سريع لمرضاة الله -تعالى-.. وكفارة الذنوب: (الاستغفار، والصلوات) الإكثار منها قدر الإمكان.. وإدامة الوضوء، لتكون في رعاية الله دائما.. المحافظة على أوقات الصلوات الخمسة، أداء الحقوق للعباد، عليك بكتاب الذنوب الكبيرة للسيد الشهيد عبد الحسين دستغيب، وبعده كتاب القلب السليم لنفس المؤلف، وقضاء حوائج الناس،... الخ.
ع
/
ك
أخي!.. إذا لم يكن عندك نية للتغيير عمليا، وليس فقط فكريا.. فإنه من الصعب الشعور بتغير النفس، فكل منا يحب أن يكون من عباد الليل، ولكن كم شخص منا من عباد الليل؟.. أخي!.. عليك بكسر الروتين الدنيوي، حتى تتهيأ النفس في هذا الشهر الكريم.
ابو بقية الله
/
العراق
حبيبي العزيز!.. فليكن طريق سلوكك في شيئين، لاتتركهم أبدا ما حييت: الاستغفار، والصلاة على محمد وآل محمد.. فإنهما الطريق الأسهل، والأقرب إلى الله تعالى.. عليك بالاستغفار ليلا قبل النوم مئة مرة، فإنه يغفر لصاحبه.
حسين علي
/
الأحساء
أخي الفاضل!.. لن أضيف شيئا أفضل مما تقدّم من إخواني وأخواتي المؤمنين، ولكن فقط هذه العبارة التالية: اجعل الدين بأحكامه الخمسة: (واجب، حرام، مستحب، مباح، ومكروه) هو المحرك لك في كل خطواتك، أي أن الدين هو نظام حياتك في شهر رمضان وغيره من الشهور، ولا تفصل بين الدين والدنيا. وتقول: هذا ديني، وهذا.. بل كل شيء في هذا الوجود هو دين.. لأن الله -سبحانه- هو الذي أوجدنا، وأوجد نظامَ عيشنا -الدين- لذلك لا تفصل ولا تنفك ولا تبتعد عن هذه الخمسة أحكام.. فاعمل الواجب واترك الحرام، واجتهد في أن تعمل المستحب، وتترك المكروه والمباح، أنت فيه حرٌ ما دام بعيدا عن الشبهات.
شراف
/
الدمام
أرى من المناسب لمثل هذه الحالة، أن يقرأ المناجيات الخمس عشرة، للإمام السجاد -عليه السلام- لاسيما المناجاة الأولى، وهي مناجاة التائبين، ففيها يقول مولانا عليه السلام: إلهي!.. ألبستني الخطايا ثوب مذلتي، وجللني التباعد منك لباس مسكنتي، وأمات قلبي عظيم جنايتي.. الخ.
الفجر الصادق
/
الدمام
الإقبال -أخي المؤمن- على الأعمال في هذا الشهر المبارك، أولها النية الصادقة مع الله -عز وجل-: بترك المعاصي، والابتعاد عن مجالس اللهو والغيبة، ورد الحقوق إلى أهلها، وصلة الرحم، وبر الوالدين، والدعاء لاخوانك المؤمنين، والحضور في مجالس الذكر، ومجالس الحسين -عليه السلام- وأهل بيته الطاهرين.. سوف ترزق قلبا خاشعا ومقبلا بالخيرات، ومستأنسا بتلاوة كتاب الله، وقريبا بالدعاء من إجابة الله.
وهب طاهر
/
الأحساء
إن من دواعي سروري، أن أتكلم عن هذا الشهر الفضيل، الذي لا يساويه أي شهر من الشهور.. ولعل من أيسر هذه الأعمال في هذا الشهر الفضيل هو: 1- قراءة القرآن. 2-حضور مجالس العزاء لأبي عبدالله. 3- الاجتهاد في إفطار المؤمنين، ولو بشق تمرة. 4- الحضور إلى بيت الله. 5- حضور المحاضرات التي تتكلم في تفسير القرآن. 6-زيارة الأقارب والأصدقاء. 7- الدعاء للمؤمنين. 8- زيارة القبور. 9- الإكثار من الصلاة على محمد وآله. والأعمال المستحبة في هذا الشهر كثيرة.. ومن أهم الأعمال الموجبة لخشوع القلب، هو البكاء على الحسين.. عن رسول الله -صلى الله عليه وآله- قال: إن لولدي الحسين حرقة في قلوب المؤمنين.
بوعابس الأحسائي
/
---
أخي المؤمن!.. هذا الشهر عظيم جداً، هذا الشهر شهر الله!.. شهر رمضان شهر عبادة، وليس شهر لعب ولهو!.. فهناك الصلاة، والعمل؛ علماً أن العمل عبادة.. وهناك القرآن، انتبه وبالذات سورة القدر، إن هذه السورة هذا شهرها، ثم سورة (يس) وبقية السور. وبإذن الله يتغير ما عندك.. هذا شهر صيام، فليس الصوم هو عن الأكل والشراب، بل أيضا صوم الجوارح.
الحور
/
الأحساء
أخي / أختي!.. هذه ليست مشكلتك أنت فقط، بل كلنا نواجه هذه المشكلة.. فالبعد عن الله، وعدم التورع عن المعاصي، حنا بنا هذا المنحنى، حتى وجدنا أنفسنا لا نتمتع بطعم الإيمان والسعادة الحقيقية للحياة. فوصيتي لك ولي ولكل موال: أن يستحضر في قلبه حب الله له، ومراقبته، وأن يتيقن بأنه -عز وجل-يساعدنا إن أردنا ذلك، لكن كيف؟.. قال الله -تعالى- في محكم كتابه الكريم: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا}. اتق الله -عز وجل- في كل أمور حياتك، وتيقن أنه هو المعين، وسوف ترى!..
الزهراء عشقي
/
العراق
قال الله عز وجل: { شهر رمضان الذي انزل فيه القران هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا او على سفر فعدة من ايام اخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون}.. [البقرة:185]. عن أبي الحسن، علي بن موسى الرضا -عليه السلام-، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه الباقر، عن أبيه زين العابدين، عن أبيه سيد الشهداء الحسين بن علي، عن أبيه سيد الوصيين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -عليهم السلام- قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وآله- خطبنا ذات يوم فقال: أَيُّهَا النَّاسُ!.. إِنَّهُ قَدْ أَقْبَلَ إِلَيْكُمْ شَهْرُ اللَّهِ بِالْبَرَكَةِ وَالرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ.. شَهْرٌ هُوَ عِنْدَ اللَّهِ أَفْضَلُ الشُّهُورِ، وَأَيَّامُهُ أَفْضَلُ الْأَيَّامِ، وَلَيَالِيهِ أَفْضَلُ اللَّيَالِي، وَسَاعَاتُهُ أَفْضَلُ السَّاعَاتِ.. هُوَ شَهْرٌ دُعِيتُمْ فِيهِ إِلَى ضِيَافَةِ اللَّهِ، وَجُعِلْتُمْ فِيهِ مِنْ أَهْلِ كَرَامَةِ اللَّهِ.. أَنْفَاسُكُمْ فِيهِ تَسْبِيحٌ، وَنَوْمُكُمْ فِيهِ عِبَادَةٌ، وَعَمَلُكُمْ فِيهِ مَقْبُولٌ، وَدُعَاؤُكُمْ فِيهِ مُسْتَجَابٌ.. فَاسْأَلُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ بِنِيَّاتٍ صَادِقَةٍ وَقُلُوبٍ طَاهِرَةٍ، أَنْ يُوَفِّقَكُمْ لِصِيَامِهِ وَتِلَاوَةِ كِتَابِهِ.. فَإِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ حُرِمَ غُفْرَانَ اللَّهِ فِي هَذَا الشَّهْرِ الْعَظِيمِ. وَاذْكُرُوا بِجُوعِكُمْ وَعَطَشِكُمْ فِيهِ، جُوعَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَعَطَشَهُ.. وَتَصَدَّقُوا عَلَى فُقَرَائِكُمْ وَمَسَاكِينِكُمْ، وَوَقِّرُوا كِبَارَكُمْ، وَارْحَمُوا صِغَارَكُمْ.. وَصِلُوا أَرْحَامَكُمْ، وَاحْفَظُوا أَلْسِنَتَكُمْ، وَغُضُّوا عَمَّا لَا يَحِلُّ النَّظَرُ إِلَيْهِ أَبْصَارَكُمْ، وَعَمَّا لَا يَحِلُّ الِاسْتِمَاعُ إِلَيْهِ أَسْمَاعَكُمْ.. وَتَحَنَّنُوا عَلَى أَيْتَامِ النَّاسِ، يُتَحَنَّنْ عَلَى أَيْتَامِكُمْ.. وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ مِنْ ذُنُوبِكُمْ، وَارْفَعُوا إِلَيْهِ أَيْدِيَكُمْ بِالدُّعَاءِ فِي أَوْقَاتِ صَلَاتِكُم‏، فَإِنَّهَا أَفْضَلُ السَّاعَاتِ يَنْظُرُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- فِيهَا بِالرَّحْمَةِ إِلَى عِبَادِهِ، يُجِيبُهُمْ إِذَا نَاجَوْهُ، وَيُلَبِّيهِمْ إِذَا نَادَوْهُ، وَيُعْطِيهِمْ إِذَا سَأَلُوهُ، وَيَسْتَجِيبُ لَهُمْ إِذَا دَعَوْهُ. أَيُّهَا النَّاسُ!.. إِنَّ أَنْفُسَكُمْ مَرْهُونَةٌ بِأَعْمَالِكُمْ، فَفُكُّوهَا بِاسْتِغْفَارِكُمْ.. وَظُهُورَكُمْ ثَقِيلَةٌ مِنْ أَوْزَارِكُمْ، فَخَفِّفُوا عَنْهَا بِطُولِ سُجُودِكُمْ.. وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ أَقْسَمَ بِعِزَّتِهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَ الْمُصَلِّينَ وَالسَّاجِدِينَ، وَأَنْ لَا يُرَوِّعَهُمْ بِالنَّارِ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ. أَيُّهَا النَّاسُ!.. مَنْ فَطَّرَ مِنْكُمْ صَائِماً مُؤْمِناً فِي هَذَا الشَّهْرِ، كَانَ لَهُ بِذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ عِتْقُ نَسَمَةٍ وَمَغْفِرَةٌ لِمَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ.. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَلَيْسَ كُلُّنَا يَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ.. فَقَالَ (ص): اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشَرْبَةٍ مِنْ مَاءٍ . أَيُّهَا النَّاسُ!.. مَنْ حَسَّنَ مِنْكُمْ فِي هَذَا الشَّهْرِ خُلُقَهُ، كَانَ لَهُ جَوَازاً عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الْأَقْدَامُ.. وَمَنْ خَفَّفَ فِي هَذَا الشَّهْرِ عَمَّا مَلَكَتْ يَمِينُهُ، خَفَّفَ اللَّهُ عَلَيْهِ حِسَابَهُ.. وَمَنْ كَفَّ فِيهِ شَرَّهُ، كَفَّ اللَّهُ عَنْهُ غَضَبَهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ.. وَمَنْ أَكْرَمَ فِيهِ يَتِيماً، أَكْرَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ.. وَمَنْ وَصَلَ فِيهِ رَحِمَهُ، وَصَلَهُ اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ يَوْمَ يَلْقَاهُ.. وَمَنْ قَطَعَ فِيهِ رَحِمَهُ، قَطَعَ اللَّهُ عَنْهُ رَحْمَتَهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ.. وَمَنْ تَطَوَّعَ فِيهِ بِصَلَاةٍ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ.. وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرْضاً، كَانَ لَهُ ثَوَابُ مَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الشُّهُورِ.. وَمَنْ أَكْثَرَ فِيهِ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَيَّ، ثَقَّلَ اللَّهُ مِيزَانَهُ يَوْمَ تَخِفُّ الْمَوَازِينُ.. وَمَنْ تَلَا فِيهِ آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ خَتَمَ الْقُرْآنَ فِي غَيْرِهِ مِنَ الشُّهُورِ. أَيُّهَا النَّاسُ!.. إِنَّ أَبْوَابَ الْجِنَانِ فِي هَذَا الشَّهْرِ مُفَتَّحَةٌ، فَاسْأَلُوا رَبَّكُمْ أَنْ لَا يُغَلِّقَهَا عَنْكُمْ.. وَأَبْوَابَ النِّيرَانِ مُغَلَّقَةٌ، فَاسْأَلُوا رَبَّكُمْ أَنْ لَا يُفَتِّحَهَا عَلَيْكُمْ.. وَالشَّيَاطِينَ مَغْلُولَةٌ، فَاسْأَلُوا رَبَّكُمْ أَنْ لَا يُسَلِّطَهَا عَلَيْكُمْ. قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ -عليه السلام-: فَقُمْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ فِي هَذَا الشَّهْرِ؟.. فَقَالَ: يَا أَبَا الْحَسَنِ، أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ فِي هَذَا الشَّهْرِ الْوَرَعُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ. ثم بكى، فقلت: يا رسول الله، ما يبكيك؟.. فقال: يا علي، ابكي لما يستحل منك في هذا الشهر، كأني بك وأنت تصلي لربك، وقد انبعث أشقى الأولين والآخرين، شقيق عاقر ناقة ثمود، فضربك ضربة على فرقك (قرنك) فخضب منها لحيتك.. قال أمير المؤمنين -عليه السلام- فقلت: يا رسول الله، ذلك في سلامة من ديني؟.. فقال: في سلامة من دينك.. ثم قال عليه السلام: يا علي، من قتلك فقد قتلني، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن سبك فقد سبني.. لأنك مني كنفسي: روحك من روحي، وطينتك من طينتي، إن الله -تبارك وتعالى- خلقني وإياك، واصطفاني وإياك، واختارني للنبوة، واختارك للإمامة.. ومن أنكر إمامتك، فقد أنكرني نبوتي. يا علي، أنت وصيي، وأبو ولدي، وزوج ابنتي، وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد موتي.. أمرك أمري، ونهيك نهي.. أقسم بالذي بعثني بالنبوة، وجعلني خير البرية!.. أنك لحجة الله على خلقه وأمينه على سره، وخليفته على عباده. إبتدأتُ حديثي بآيٍّ من الذكر الحكيم، وخطبةٍ لأشرف الخلق؛ محمد -عليه أفضل الصلاة والسلام- لكي يُعطر حديثنا بالعطر الإلهي المحمدي العلوي، وسوف أختمه بمجموعة من الأحاديث الواردة عن بيت العصمة، ومنار الدُجى، والعروة الوثقى.. وأرجو ممن يقرأ هذا البحث المتواضع، أن يستدل منه على أهمية هذا الشهر الفضيل، ولماذا هو غير الشهور المتبقية؟.. لما يحوي تحت طياته من الثواب الجزيل، والثناء الجميل. وأقول: يا من طالت غيبته عنا، قد قربت أيام المصالحة!.. يا من دامت خسارته، قد أقبلت أيام التجارة الرابحة!.. من لم يربح في هذا الشهر، ففي أي وقتٍ يربح؟.. من لم يقرب فيه من مولاه، فهو على بعده لا يربح. أخي المؤمن!.. هبت على القلوب نفحة من نفحات نسيم القرب، وسعى سمسار المواعظ للمهجورين في الصلح، ووصلت البشارة للمنقطعين بالوصل، وللمذنبين بالعفو والمستوجبين النار بالعتق. لما سُلسل الشيطان في شهر رمضان، وخمدت نيران الشهوات بالصيام.. انعزل سلطان الهوى، وصارت الدولة لحاكم العقل بالعدل، فلم يبق للعاصي عذر.. يا غيوم الغفلة عن القلوب تقشعي!.. يا شموس التقوى والإيمان اطلعي!.. يا صحائف أعمال الصائمين ارتفعي!.. يا قلوب الصائمين اخشعي!.. يا أقدام المتهجدين اسجدي لربك واركعي!.. ويا عيون المجتهدين لا تهجعي!.. يا ذنوب التائبين لا ترجعي!.. يا أرض الهوى ابلعي ماءك!.. ويا سماء النفوس اقلعي!.. يا خواطر العارفين ارتعي!.. يا همم المحبين بغير الله لا تقنعي!.. قد مدت في هذه الأيام، موائد الإنعام للصيام، فما منكم إلا من دعى: {يا قومنا أجيبوا داعي الله}!.. [الأحقاف:31].. فطوبى لمن أجاب فأصاب!.. وويل لمن طرد عن الباب وما دعى!.. وهذا الشهر عباد الله مدرسة ربانية رحمانية، تفتح أبوابها كل سنة شهرا كاملا، يتدرب فيه العباد على طاعة الله -عز وجل- والإمساك عن معاصيه.. فهو شهر الصيام، والقيام، وتلاوة القرآن، والصدقة، والعمرة، وسائر الطاعات. والصيام في اللغة هو الإمساك، وفي الشرع إمساك مخصوص في زمن مخصوص بشرائط مخصوصة، فهو إمساك المكلف بالنية عن الطعام والشراب والشهوة من الفجر إلى المغرب. وفي التقرب بترك هذه الشهوات بالصيام فوائد: منها كسر النفس، فإن الشبع والري ومباشرة النساء تحمل النفس على الأشر والبطر والغفلة. ومنها تخلي القلب للفكر والذكر، فإن تناول هذه الشهوات قد يقسي القلب ويعميه، وخلو البطن من الطعام والشراب، ينور القلب ويوجب رقته ويزيل قسوته ويخليه للفكر والذكر. ومنها أن الغني يعرف قدر نعمة الله عليه، بامتناعه عن هذه الشهوات في وقت مخصوص، وحصول المشقة له بذلك بتذكر من منع من ذلك على الإطلاق.. فيوجب له ذلك شكر نعمة الله عليه بالغنى، ويدعوه إلى رحمة أخيه المحتاج ومواساته بما يمكن من ذلك. ولا يتم التقرب إلى الله -تعالى- بترك الشهوات المباحة في غير حالة الصيام، إلا بعد التقرب إليه بترك ما حرم الله في كل حال، من الكذب والظلم والاعتداء على الناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم، ولهذا قال النبي (ص): (من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه). قال بعض السلف: أهون الصيام ترك الشراب والطعام. وقال جابر: إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك سكينة ووقار يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء. وكان السلف إذا صاموا جلسوا في المساجد وقالوا: نحفظ صومنا ولا نغتاب أحدا. والصائمون على طبقتين: أحدهما من ترك طعامه وشرابه وشهوته لله -تعالى- يرجو عنده عوض ذلك في الجنة، فهذا قد تاجر مع الله وعامله.. والله -تعالى- لا يضيع أجر من أحسن عملا، ولا يخيب معه من عامله، بل يربح عليه أعظم الربح.. فهذا الصائم يعطى في الجنة ما شاء الله من طعام وشراب ونساء، قال الله تعالى: {كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية}.. [الحاقة:24]. والطبقة الثانية من الصائمين من يصوم في الدنيا عما سوى الله، فيحفظ الرأس وما حوى، ويحفظ البطن وما وعى، ويذكر الموت والبلى ويريد الآخرة فيترك زينة الدنيا، فهذا عيد فطره يوم لقاء ربه وفرحه برؤيته . أهل الخصوص من الصوام صومهم صون اللسان عن البهتان والكـذب. والعارفون وأهل الأنس صومــهم صون القلوب عن الأغيار والحجـب. العارفون لا يسليهم عن رؤية مولاهم قصر، ولا يرويهم دون مشاهدته نهر هممهم أجلّ من ذلك. من صام عن شهواته في الدنيا أدركها غدا في الجنة، ومن صام عما سوى الله فعيده يوم لقائه قال تعالى: {من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآتٍ}. [العنكبوت:5]. وقوله عز وجل في الحديث القدسي: (كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به)؛ معناه أن الأعمال كلها تضاعف بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلا الصيام فإنه لا ينحصر تضعيفه في هذا العدد، بل يضاعفه الله -عز وجل- أضعافا كثيرة، بغير حصر عدد فإن الصيام من الصبر، وقد قال الله تعالى: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}.. [الزمر:10]. وقيل الحكمة في إضافة الصيام إلى الله عز وجل، أن الصيام هو ترك حظوظ النفوس وشهواتها الأصلية التي جبلت على الميل إليها، من الطعام والشراب والنكاح، ولا يوجد ذلك في غيره من العبادات. قال بعض السلف: طوبى لمن ترك شهوة حاضرة لموعد غيب لم يره!.. وقيل: لأن الصيام سر بين العبد وربه، لا يطلع عليه غيره، لأنه مركب من نية باطنة لا يطلع عليها إلا الله، وترك لتناول الشهوات التي يستخفي بتناولها دائما، ولذلك قيل: لا تكتبه الحفظة، والله -عز وجل- يحب من عباده أن يعاملوه سرا.. وشهر رمضان له خصوصية بالقرآن كما قال الله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}.. [البقرة:185]. فقد كان النبي أجود الناس، وكان جوده لله، وفي ابتغاء مرضاته.. وكان جوده يتضاعف في شهر رمضان على غيره من الشهور، كما أن جود ربه يتضاعف فيه أيضا، فإن الله جبله على ما يحبه من الأخلاق الكريمة، وكان على ذلك من قبل البعثة. ثم كان بعد الرسالة جوده في رمضان أضعاف ما كان قبل ذلك، فإنه كان يلتقي هو وجبريل عليه السلام، ويدارسه الكتاب الذي جاء به إليه، وهو أشرف الكتب وأفضلها، وهو يحث على الإحسان ومكارم الأخلاق، فلهذا كان يتضاعف جوده وإفضاله في هذا الشهر لقرب عهده بمخالطة جبريل -عليه السلام- وكثرة مدارسته له هذا الكتاب الكريم الذي يحث على المكارم والجود. وفي تضاعف جوده في شهر رمضان بخصوصه فوائد كثيرة: منها: شرف الزمان، ومضاعفة أجر العمل فيه.. فإن العمل يشرف، ويزداد ثوابه لشرف الزمان، أو المكان، أو لشرف العامل وكثرة تقواه. ومنها: إعانة الصائمين والقائمين والذاكرين على طاعتهم، فيستوجب المعين لهم مثل أجرهم، كما أن من جهز غازيا فقد غزا، ومن خلفه في أهله فقد غزا. ومنها: أن شهر رمضان شهر يجود الله فيه على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، لا سيما في ليلة القدر، والله تعالى يرحم من عباده الرحماء. قال أبو الدرداء: صلوا في ظلمة الليل ركعتين لظلمة القبور، صوموا يوما شديدا حره لحر يوم النشور، تصدقوا بصدقة لشر يوم عسير. ومنها: أن الصيام لا بد أن يقع فيه خلل أو نقص، فالصدقة تجبر ما فيه من النقص والخلل، ولهذا وجب في آخر شهر رمضان زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث. ومنها: ما قاله الشافعي رحمه الله: أَحِبُّ للرجل الزيادة بالجود في شهر رمضان، اقتداء برسول الله ، ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم، ولتشاغل كثير منهم بالصوم عن مكاسبهم، اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا. اللهم اغفر لحينا وميتنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، وحاضرنا وغائبنا. وصل اللهم على محمدٍ وعلى آهل بيته الطيبين الطاهرين، الذين جعلتهم نوراً يُستضاءُ به في الليالي الكاحلة.. رزقنا وإياكم شفاعتهم يوم لاينفع مالٌ ولا بنون، إلا من أتى الله بقلبٍ سليم.. ونختم حديثنا بمجموعة من الروايات الواردة عن بيت العصمة في فضل شهر رمضان، عسى أن تتم الفائدة منها، ونحصل على الثواب الجزيل الذي يكون لنا جُنة يوم الفزع الأكبر. قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ثلاث دعوات مستجابات: دعوة الصائم، ودعوة المسافر، ودعوة المظلوم. روي عن الرسول الكريم (ص) أنه قال: هو شهر أوله رحمة، ووسطه مغفرة، وآخره إجابة وعتق من النار.. ولا غنى بكم فيه عن أربع خصال: خصلتين ترضون الله -تعالى- بهما، وخصلتين لا غنى بكم عنهما.. أما اللتان ترضون الله -تعالى- بهما: فشهادة أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله.. وأما اللتان لا غنى بكم عنهما: فتسألون الله حوائجكم والجنة، وتسألون فيه العافية، وتتعوذون من النار. عن الباقر عليه السلام يقول: إن لله -تعالى- ملائكة موكلين بالصائمين، يستغفرون لهم في كل يوم من شهر رمضان إلى آخره، وينادون الصائمين كل ليلة عند إفطارهم: إبشروا عباد الله!.. فقد جعتم قليلا، وستشبعون كثيرا، بوركتم وبورك فيكم!.. حتى إذا كان آخر ليلة من شهر رمضان نادى: ابشروا عباد الله، غفر لكم ذنوبكم، وقبل توبتكم.. فانظروا كيف تكونون فيما تستأنفون. عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا، عن آبائه -عليه وعليهم السلام- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله-: إن شهر رمضان شهر عظيم، يضاعف الله فيه الحسنات، ويمحو فيه السيئات، ويرفع فيه الدرجات.. من تصدق في هذا الشهر بصدقة، غفر الله له.. ومن أحسن فيه إلى ما ملكت يمينه، غفر الله له.. ثم قال -عليه السلام-: إن شهركم هذا ليس كالشهور، إذا أقبل إليكم أقبل بالبركة والرحمة، وإذا أدبر عنكم أدبر بغفران الذنوب.. هذا شهر الحسنات فيه مضاعفة، وأعمال الخير فيه مقبولة، ومن صلى منكم في هذا الشهر لله -عز وجل- ركعتين يتطوع بهما، غفر الله له، ثم قال -عليه السلام- إن الشقي حق الشقي من خرج عنه هذا الشهر ولم يغفر ذنوبه، فحينئذ يخسر حين يفوز المحسنون بجوائز الرب الكريم. روي عن الإمام الصادق -عليه السلام- أنه قال: إن لله -تعالى- في كل ليلة من شهر رمضان عتقاء وطلقاء من النار، إلا من أفطر على مسكر.. فإذا كان آخر ليلة منه، أعتق فيها مثل ما أعتقه في جميعه. روي عن الباقر -عليه السلام- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله- لما حضر شهر رمضان، وولك لثلاث بقين من شعبان، قال لبلال: ناد في الناس!.. فجمع الناس، ثم صعد المنبر: فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس!.. إن هذا الشهر قد حضركم، وهو سيد الشهور، فيه ليلة خير من ألف شهر.. تغلق فيه أبواب النيران، وتفتح فيه أبواب الجنان.. فمن أدركه فلم يغفر له، فأبعده الله.. ومن أدرك والديه، فلم يغفر له، فأبعده الله.. ومن ذكرت عنده، فصلى عليّ، فلم يغفر له، فأبعده الله!.. روي عن ابن عباس قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وآله- إذا دخل شهر رمضان، أطلق كل أسير، وأعطى كل سائل. عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه -عليهم السلام- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله- لأصحابه: ألا أخبركم بشيء إن أنتم فعلتموه، تباعد الشيطان عنكم، كما تباعد المشرق من المغرب؟.. قالوا: بلى، قال: الصوم يسود وجهه، والصدقة تكسر ظهره، والحب في الله والموازرة على العمل الصالح يقطع دابره، والاستغفار يقطع وتينه.. ولكل شيء زكوة وزكوة الأبدان الصيام. عن يونس بن ظبيان قال: قلت للصادق جعفر بن محمد عليه السلام: يا بن رسول الله، ما الذي يباعد عنا إبليس؟.. قال: الصوم يسود وجهه، والصدقة تكسر ظهره، والحب في الله والموازرة على العمل الصالح يقطعان دابره، والاستغفار يقطع وتينه. عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه -عليهم السلام- قال أمير المؤمنين عليه السلام: عليكم في شهر رمضان بكثرة الاستغفار، والدعاء.. فأما الدعاء، فيدفع عنكم به البلاء.. فأما الاستغفار، فتمحى به ذنوبكم. عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه -عليهم السلام- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله-: إن الله -تبارك وتعالى- كره لي ست خصال، وكرهتهن للأوصياء من ولدي وأتباعهم من بعدي: العبث في الصلاة، والرفث في الصيام، والمن بعد الصدقة، وإتيان المساجد جنبا، والتطلع في الدور، والضحك بين القبور. عن سعيد بن جبير قال: سألت ابن عباس: ما لمن صام شهر رمضان وعرف حقه؟.. قال: تهيأ يا بن جبير حتى أحدثك بما لم تسمع أذناك، ولم يمر على قلبك، وفرغ نفسك لما سألتني عنه.. فما أردته فهد علم الأولين والآخرين.. قال سعيد بن جبير: فخرجت من عنده فتهيأت له من الغد، فبكرت إليه مع طلوع الفجر: فصليت الفجر، ثم ذكر الحديث فحول وجهه إلي: فقال: إسمع مني ما أقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله- يقول: لو علمتم مالكم في شهر رمضان، لزدتم لله شكرا: إذا كان أول ليلة غفر الله -تعالى- لأمتي الذنوب كلها: سرها، وعلانيتها.. ورفع لكم ألفي ألف درجة، ويبني لكم خمسون مدينة. وكتب الله -عز وجل- لكم يوم الثاني بكل خطوة تخطونها في ذلك اليوم، عبادة سنة، وثواب نبي، وكتب لكم صوم سنة. وأعطاكم الله يوم الثالث، بكل شعرة على أبدانكم جنة في الفردوس من درة بيضاء في أعلاها، إثني عشر ألف بيت من النور، وفي أسفلها اثني عشر ألف بيت: في كل بيت ألف سرير، على كل سرير حوراء، يدخل عليكم كل يوم ألف ملك، مع كل ملك هدية. وأعطاكم الله يوم الرابع في جنة الخلد، سبعين ألف قصر، في كل قصر سبعون ألف بيت، في كل بيت خمسون ألف سرير، على كل سرير حوراء، بين يدي كل حوراء ألف وصيفة، خمار أحديهن خير من الدنيا وما فيها. وأعطاكم الله يوم الخامس في جنة المأوى، ألف األف مدينة، في كل مدينة سبعون ألف بيت، في كل بيت سبعون ألف مائدة، على كل مائدة سبعون ألف قصعة، في كل قصعة سبعون ألف نوع من الطعام لا يشبه بعضه بعضا. وأعطاكم الله -عز وجل- يوم السادس في دار السلام، مائة ألف مدينة، في كل مدينة مائة دار، في كل دار مائة ألف بيت، في كل بيت مائة ألف سير من ذهب، طول كل سرير ألف ذراع، على كل سرير زوجة من الحور العين، عليها ثلاثون ألف ذوابة منسوجة بالدر والياقوت، يحمل كل ذوابة مائة جارية. وأعطاكم الله يوم السابع، في جنة النعيم ثواب أربعين ألف شهيد، وأربعين ألف صديق. وأعطاكم الله يوم الثامن، عمل ستين ألف عابد، وستين ألف زاهد. وأعطاكم الله -عز وجل- يوم التاسع، ما يعطي ألف عالم، وألف معتكف، وألف مرابط. وأعطاكم الله -عز وجل- يوم العاشر، قضاء سبعين ألف حاجة.. واستغفر لكم: الشمس، والقمر، والنجوم، والدواب، والطير، والسباع، وكل حجر ومدر، وكل رطب ويابس، والحيتان في البحار، والأوراق على الأشجار. وكتب الله -عز وجل- لكم يوم أحد عشر، ثواب أربع حجات وعمرات، كل حجة مع نبي من الأنبياء، وكل عمرة مع صديق وشهيد. وجعل الله -عز وجل- لكم يوم اثنا عشر، إيمانا يبدل الله سيئاتكم حسنات، ويجعل حسناتكم أضعافا، ويكتب لكم لكل حسنة ألف حسنة. وكتب الله -عز وجل- لكم يوم ثلاثة عشر، مثل عبادة أهل مكة والمدينة، وأعطاكم الله بكل حجر ومدر، ما بين مكة والمدينة شفاعة. عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أعطيت أمتي خمس خصال في شهر رمضان، لم يعطهن أمة نبي قبلي. أما واحدة: فإنه إذا كان أول ليلة من شهر رمضان، نظر الله -عز وجل- إليهم، ومن نظر الله إليه لم يعذبه. والثانية: خلوف أفواههم حين يمسون، أطيب عند الله من ريح المسك. والثالثة: يستغفر لهم الملائكة في كل يوم وليلة. والرابعة: يقول الله -عز وجل- لجنته: تزيني واستعدي لعبادي، يوشك أن يستريحوا من نصب الدنيا وأذاها، ويصيروا إلى دار كرامتي. والخامسة: إذا كان آخر ليلة من شهر رمضان، غفر الله -عز وجل- لهم جميعا، فقال رجل: يا رسول الله، أهي ليلة القدر؟.. قال: لا، أما ترون العمال إذا عملوا، كيف يؤتون أجورهم؟.. عن الأصبغ بن نباته قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: يأتي على الناس زمان، يرتفع فيه الفاحشة، وتنهتك فيه المحارم، ويعلن فيه الزنا، ويستحل فيه أموال اليتامى، ويؤكل فيه الربا، ويطفف في المكائيل والموازين، ويستحل الخمر بالنبيذ، والرشوة بالهدية، والخيانة بالأمانة، ويتشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال، ويستخف بحدود الصلاة، ويحج فيه لغير الله.. فإذا كان ذلك الزمان، انتفخت الأهلة تارة حتى يرى الهلال ليلتين، وخفيت تارة حتى يفطر شهر رمضان في أوله، ويصام للعدى في آخره.. فالحذر!.. الحذر!.. حينئذ من أخذ الله على غفلة، فإن من وراء ذلك موته ذريع، يختطف الناس اختطافا.. حتى أن الرجل ليصبح سالما، ويمسى دفينا.. ويمسى حيا، ويصبح ميتا.. فإذا كان ذلك الزمان، وجب التقدم في الوصية قبل نزول البلية، ووجب تقديم الصلاة في أول وقتها؛ خشية فوتها في آخر وقتها. فمن بلغ منكم ذلك الزمان، فلا يبيتن ليله إلا على طهر.. وإن قدر أن لا يكون في جميع أحواله إلا طاهرا، فليفعل!.. فإنه على وجل، لا يدري متى يأتيه رسول الله لقبض روحه؟.. وقد حذرتكم وعرفتكم، إن عرفتم.. ووعظتكم، إن اتعظتم.. فاتقوا الله في سرائركم وعلانيتكم، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون.. ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين. عن يونس بن ظبيان قال: قلت للصادق -عليه السلام-: ما الذي يباعد عنا إبليس؟.. قال: الصوم يسود وجهه، والصدقة تكسر ظهره، والحب في الله والموازرة على العمل الصالح يقطعان دابره، والاستغفار يقطع وتينه. عن أبي عبد الله -عليه السلام- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: تعاونوا بأكل السحر على صيام النهار، وبالنوم على الصلوة بالليل. عن الضحاك، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -عليه السلام- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: شعبان شهري، وشهر رمضان شهر الله.. فمن صام شهري، كنت له شفيعا يوم القيامة.. ومن صام شهر الله -عز وجل- أنس الله وحشته في قبره، ووصل وحدته، وخرج من قبره مبيضا وجهه، وأخذ الكتاب بيمينه، والخلد بيساره، حتى يقف بين يدي ربه -عز وجل- فيقول: عبدي!.. فيقول: لبيك سيدي!.. فيقول عز وجل: صمت لي؟.. قال: فيقول: نعم يا سيدي!.. فيقول تبارك وتعالى: خذوا بيد عبدي، حتى تأتوا به مني.. فأوتي به فأقول له: صمت شهري؟.. فيقول: نعم، فأقول: أنا أشفع لك اليوم، قال: فيقول الله تبارك وتعالى: أما حقوقي فقد تركتها لعبدي، وأما حقوق خلقي فمن عفا عنه فعلي عوضه، حتى يرضى.. قال النبي -صلى الله عليه وآله- فآخذ بيده حتى انتهى به إلى الصراط، فأجده دحضا مزلقا، لا يثبت عليه إقدام الخاطئين.. فآخذ بيده، فيقول لي صاحب الصراط: من هذا يا رسول الله؟.. فأقول: هذا فلان من أمتي، كان قد صام بالدنيا شهري؛ ابتغاء شفاعتي.. وصام شهر ربه؛ ابتغاء وعده.. فيجوز الصراط بعفو الله -عز وجل- حتى ينتهي إلى باب الجنتين، فاستفتح له فيقول رضوان: لك أمرنا أن نفتح اليوم ولأمتك قال: ثم قال أمير المؤمنين عليه السلام: صوموا شهر رسول الله -صلى الله عليه وآله- يكن لكم شفيعا، وصوموا شهر الله تشربوا من الرحيق المختوم. عن أبي عبد الله -عليه السلام- قال: أوحى الله -تبارك وتعالى- إلى موسى -عليه السلام- ما يمنعك من مناجاتي فقال: يا رب أجلك عن المناجاة، لخلوف فم الصائم.. فأوحى الله -تبارك وتعالى- إليه: يا موسى، لخلوف فم الصائم أطيب عندي من ريح المسك!.. عن أبي عبد الله -عليه السلام- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله: الصائم في عبادة، وإن كان نائما على فراشه، ما لم يغتب مسلماً.
عَبدٌ حَقير
/
من الضياع ..!
أخي العزيز!.. لستَّ أنت وحدكَ من تُعاني من هذه المشكلة، فأنا وأنت والجميع نعاني البعد من الله سبحانه وتعالى، وفي هذا الشهر جُعِل طريقاً للتقرب منه عز وجل، ولكن كيف؟.. إذا كنت تملِك الإرادة على التغيير، فإني متيقن جداً بأنك ستكون كما تريد. أولا: إطرح على نفسِك هذا السؤال: إن كان هذا آخِر شهر لي في حياتي -فالأعمار بيد الله- فماذا أفعل؟.. ثانياً: عاهِد نفسك بينك وبين الله، أن تجعل هذا الشهر تغييراً لنفسك، ولباقي حياتك. أدعوك لمصاحبة الأخيار، وأصحابِ القلوب المؤمنة النقية، أصحاب الذكر والبرامج الإيمانية في هذا الشهر، ولتتكاتف معهم لتصل إلى ما تريد.. وإياك أن تفارق الأماكن التي يُكثر فيها ذِكر الله، فهي ما يهيئ النفس لجميع الروحانيات.. ولتدعو ربكَ أن يعينك، ويجعلك من عباده المقربين. ثالثاً: حاول أن تحدد برنامجاً بسيطاً، تسير عليه.. وابدأ بزيادته، كلما استطعت على ذلك، والله ولي التوفيق. رابعاً: إن كنت تستطيع، فحدد مع أصدقائك جلسةً يومية لقراءة القرآن، أو لِقراءة بعض الأذكار، وحتى للأحاديث التي يرضى عنها الله.. وحاول الخوض في بعض المواضيع، للحصول عن معلومات جديدة. خامساً: حاول القيام بأمورِ غير اعتيادية، من بابِ التغيير والتقرب من الله، مثلاً: عند انتهائكَ مِن الصلاة، اذهب وقَبِل رأس أًمِك، قم بِدعوة بعضِ من الأصدقاء المؤمنين القُدامى، التي تكاد تنقطِع روابِطكَ بِهم، من بابِ تجديد العلاقات في الله، وتحفيز النفسِ على التقدم.
علي سيف الدين
/
العراق
إن هذا الشهر الفضيل، جعله الله -جل وعلا- أفضل الشهور، وخصه بليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وكرّمه بنزول كتابه العزيز.. لا شك أن لهذا الشهر مميزات وخصائص معينة تميزه، حيث يشعر به الإنسان المسلم بقربه من الله -جل وعلا-.. وإن عمله مع الله، ولن يخذله أبدا، ولن يضيع أجر عامل به أبدا. فهذا الاطمئنان النفسي والروحي، يجعل الإنسان المؤمن، يجد ويتفانى، ويسارع إلى ما يقربه من الباري -عز وجل-.. وإن الإنسان يعمل به بفطرته، الفطرة التي فطره الله عليها، دون أن يمسها أي شائبة من شوائب الدنيا الفانية.. ولكن هذا التوجه، وهذا الطريق، لا يمكن أن نسلكه دون أن يكون هناك توجه فعلي للتغير، ورغبة في التقرب من الله -سبحانه وتعالى- فليس على الإنسان سوى النية الصادقة للتغير الإيجابي في ذاته.. وسوف يحس بالتوفيق الرباني.
أبومصطفى
/
العراق
إن أساس المشكلة، هي بعد الأمل في الدنيا.. فكلنا وأنا أولكم، لي بعد أمل في الدنيا، وكأني سأعيش إلى الأبد.. وكأن ليس لي ساعة سألاقي الله فيها.. لو استطعنا القضاء على التعلق بهذه الدنيا الفانية، لكانت أيامنا كلها أيام شهر رمضان.. فمن منا حاسب نفسه قبل أن ينام (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أعمالكم قبل أن توزنوا).. هذا إمام الثقلين يقول: فهل من مجيب، لنجعل أيامنا كلها أيام حج، وأيام شهر رمضان، وأيام محرم.. ألسنا نقول: يا ليتنا كنا معك سيدي أبا عبدالله!.. ونطالب الله -عز وجل- بتعجيل فرج إمامنا الغائب.. كيف يظهر ونحن ملئنا خطايا وذنوبا ومعاصي؟.. حين ذاك سنستقبل شهر رمضان بالصيام والقيام، وندرك أن الله قد تقبل طاعاتنا.
ابو علي
/
---
أخي العزيز!.. أهم شيء، هو الورع عن محارم الله. حاول مرة ومرتين وثلاثة، حيث ستجد صعوبة في البداية.. لكن صدقني ستصل إلى هذه المرتبة التي تؤهلك للتغيير الذاتي، بصورة طبيعية وسلسة.
خادم الحجة ابن الحسن(ع)
/
العراق
أخي الجليل!.. اعلم أن هذا شهر عند الله عظيم، فهو شهره، ولا يثيب عنه إلا هو.. أيامه خير من كل الأيام، وساعاته خير من كل الساعات، ولحظاته خير من كل الحظات. واعلم بأن أيامه ستشهد عليك: فإن فعلت فيه شرا، شكتك إلى الله القوي العزيز، وأنت الضعيف الحقير.. أما إن فعلت خيرا، فخير لنفسك.. وإن هذه الأيام ستشهد لك عند الله، بأن عبد الله فلان أحسن بي، فأحسن إليه. وأن فيه ليلة القدر، سيعرض عملك فيه على مولانا الحجة -عليه السلام روحي له الفداء- فاجتهد ليرى عملك أحسن الأعمال، ويسر بذلك، ويدعو لك بالبركة والتوفيق، وبما تحتاجه لدنياك وآخرتك.. ودعوة الإمام لا يردها عن الله أي شيء.. فهنيئا لمن كان الإمام شفيعا له، وله داعيا!..
حسن
/
البحرين
نصائح سريعة: 1) الاستفادة من الشهر الكريم قدر الإمكان، وبشتى الوسائل. 2) محاولة الابتعاد عن الأمور الدنيوية قدر الإمكان. 3) السعي لقضاء حاجات الناس (فإن الساعي لقضاء حاجة أخيه المؤمن، كأنما يسعى بين الصفا والمروة). 4) محاولة تحسين الخلق في هذا الشهر. 5) من أهم الأمور (الورع عن المحرمات). 6) الإختلاء برب العالمين في مناجيات السحر وأبي حمزة الثمالي. 7) الاستفادة من المحاضرات الدينية قدر الإماكن، فهي زاد فكري ثري، وعبارة عن خلاصة علم العلماء. 8) قراءة آيات الله. 9) استحضار رقابة المولى، واستثمارها في التذلل (أدعية الصحيفة السجادية، وأبي حمزة). 10) قيام الليل (ولو بركعتين)، وصلاة الليل بالطريقة المختصرة، لا تأخذ من الوقت 15 دقيقة. هذه النقاط يمكن أن تغير مجرى الحياة، ولكن، حين الاستمرار والمحافظة عليها طوال هذا الشهر على الأقل لتكون ذات تأثير إيجابي في بقية الشهور. لا تفوتكم ضيافة الله في هذا الشهر، فاجتهدوا لتحصيل الحسنات، وابتعدوا عن ارتكاب السيئات.
مشترك سراجي
/
السعودية
عليك بقراءة خطبة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) التي قالها في آخر جمعة من شهر شعبان، وفي استقبال شهر رمضان.. واعمل بمضامينها، تكون من الفائزين في الدنيا والآخرة.
مشترك سراجي
/
---
أخي الكريم!.. إنك لتعرف أن هذا الشهر لهو شهر الله، شهر التوبة، والتقوى، والصلاة، والدعاء.. إنه لكافٍ أنك شعرت بحاجتك، علمت أن هذا الشهر غير كل الشهور، فشعرت بتقصير.. فعلى صوتك الداخلي، يبحث عن المزيد، أو بما يشعرك بحلاوة الشهر. أخي الكريم!.. لا تبحث عما يبحث عنه الآخرون، أو يمارسه الآخرون في هذا الشهر العظيم: من ممارسات روتينية أو ظاهرية.. بل استمع لصوتك الداخلي بإصغاء، فليس ختمك القرآن هذا الشهر يطمئنك، أو الصيام عن الشرب والأكل يكفيك.. تذكر أن هذا الشهر فرصة للتغيير؛ تغيير ما بداخلك، وتغيير حياتك، وممارساتك. فعن نفسي: لم يشعرني قدوم الشهر الكريم، إلا بقراءة دعاء بسيط: (العهد -اللهم رب النور العظيم) أو الافتتاح.. فتعلقت بهذا الدعاء كثيرا، فلا إرادياً صرت ألتمس كلماته في ممارسات يومي.. قراءة صفحة من القرآن تكفي لتكون معانيها مترسخه في يومي، ورسالة أمارس بها جميع أعمالي (وكأنها مسج مرسلة من الله لي). أخي الكريم!.. جرب ذلك، فليس الشيء بالكم، بل بالكيف.. التمس التغيير في حياتك: قبّل يد أمك!.. ساعد أخاك!.. قل كلمة لطيفة لوالدك!.. شيء يشعرك بالتغيير، وأنك تعيش في سلام مع من حولك.. عش مع الله!.. مع روحك!.. عش السلام الداخلي!.. وأخيرا وعن تجربة: (تخيل روحك في هذا الشهر الكريم، مثل علاء الدين في كهف الكنز، وأنك تريد أن تأخذ أكثر ما تقدر من نعم الله، قبل أن يأتي اللصوص (الشيطان) وينتهي الشهر الكريم).. اعمل لنفسك خطة من الآن، قبل ليلة القدر التي يكتب الله فيها سنتك الجديدة.. (نواقصك -أشياء تريد تغيرها في روحك- أشياء تريد تغيرها.. (لأنك شخص مؤثر في الدنيا)، وكلنا خليفة الله في الأرض.
محبة الزهراء
/
المدينة
أكثر من الصلاة على محمد وآل محمد، والاستغفار، والتسبيح، والصلاة في جوف الليل.. تغني عن الدنيا وما فيها. ومحاولة عدم متابعة المسلسلات كثيرا، وإن شاء الله -تعالى- يكون في عونك. ملاحظة: أطلب الدعاء كثيرا، ومع الشكر.. لو سمحت أطلب من المؤمنين أن يقرؤا الفاتحة لشفاء مريضة، وأن الله يطول في عمرها إن شاء الله!..
الحق المبين
/
الاحساء
أخي الفاضل!.. إن إرادتك لتغيير نفسك، درجة من درجات نضوج العقل والفكر، وروحا لا متناهية من الشفافية والصدق.. ولكي تغير نفسك: أولا: اترك أصحاب السوء، وصاحب المؤمنين. ثانيا: رسخ في قلبك روح الإرادة والقوة، بأنك تستطيع التغيير من مساوئ هذه النفس، والتغلب عليها وعلى الشهوة وعلى الهوى.
الدر المكنون
/
السعودية
أخي الكريم!.. أنا أعاني من نفس المشكلة تقريبا، لكن الله غفور رحيم.. ونحن يجب أن نتحلى بالإيمان، والصبر، والتفاؤل. يجب أن لا نيأس، ويجب أن نغير ما بأنفسنا، فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم!..
ِAwhadi66
/
أستراليا
{إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِم}. الإنسان ضعيف أمام المغريات، إلا مارحم ربي!.. أخلص النية لله، واسأله المغفرة.. "إلهي!.. تب علي حتى لا أعصيك" دعاء أبي حمزه الثمالي. الذنوب هي التي تجعل الطاعة ثقيلة علينا، وتحجب أبصارنا عن الكرم الإلهي.. سلوا الله من فضله إن الله كان بكم رحيما.. سل الله المدد والتوفيق إلى الطاعة، فمن يطرق باب الكريم هيهات أن يُرد!.. وأشكر الله على الطاعة، التي وفقك الله إليها {وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ}. أكثر من الصلاة على محمد وآله الطيبين الطاهرين، واجعل الله أمامك في جميع حركاتك وسكناتك، واجعلها كلها قربة لوجهه تعالى.
انسان سهل الوقوع في المعاصي
/
المدينة المنورة
أولا: أدع ربك على تقويتك في طاعته، واجزم على نفسك بصقلها إيمانيا. ثانيا: اجعل القرآن نورا لك في الطرقات، وأكثر من الدعوات الرمضانية.. ولا تنس صلاة الليل، فهي -والله- الأثر الفعال في تغير حياتك، وهي التي تدلك على طريق الله. ثالثا: زياة الأئمة الأطهار (ع). رابعا: عوّد لسانك على الذكر، وأفضل تلك الأذكار في نظري (الصلاة على محمد وآل محمد). هذه أعمال تكون في بيتك، أما التي في الخارج: - إذا كنت من قرناء السوء، فحاول أن تكون مبتعدا عنهم، مذكرهم بالله -عز وجل- وبفضل هذا الشهر وما به من أبواب مفتوحة للتائبين. - أبدل مجالس اللهو والمرح بمجالس حسينية. أخيرا: ولا أكاد ألح عليك مرة أخرى على تعويد لسانك بالذكر في الداخل والخارج، حتى تصل إلى مرحلة التلذذ بها.. فتسمو بها إلى عنان السماء الإلهي، والعشق الرباني.
أبو أحمـــد
/
---
أقل ما يعمل في هذا الشهر، هو البعد عن ارتكاب المعاصي.. وهذا دافع سيكون -إن شاء الله- لعدم ارتكابها حتى بعد انتهاء الشهر الفضيل، وهو أيضا فرصة لترك العادة السيئة. تخصصي قراءة جزء كل يوم هذا على الأقل، والأعمال الخيرية الأخرى، كالصدقة، وصلة الرحم.. والمشاركة في الانشطة الاجتماعية.. هذا أقل ما يعمل!..
ابو مالك
/
البحرين
قبل أن يبدأ هذا الشهر، لابد له مقدمات، تهيئ الإنسان من الأشهر الماضية الكريمة: من شهر رجب، وشعبان.. ويحاول الإنسان بقدر الإمكان يتهيأ نفسيا وعقليا وقلبيا في هذه الأشهر، حتى يستقبل الشهر الكريم، ويبحث عن المجالس الإيمانية، وقراءة القرآن، والأدعية، والمناجاة. ويلتف بكتلة إيمانية من الشباب، ويجعل له خلوة مع الله، ويجعل له برنامجا لختم القرآن بالتدبر.
عمار المهاجر
/
العراق
إن مجرد إمساك الفرد عن الطعام والشراب، وباقي المفطرات التي يعلمها الفرد، حسب معرفته في دينه.. هذا دليل على صلته، وامتثاله، واعتزازه، وتعظيمه لهذا الشهر المبارك. ويجب أن يعلم أن في هذا الشهر تغلق أبواب النيران، وتفتح أبواب الجنان.. فأي خير وأي رحمة وأي فضل من الله علينا؟!.. إذاً، هذا الشهر له خصوصية الرحمة، وقبول الأعمال: صغيرها، وكبيرها.. فقد جاء في الحديث: نوم الصائم عبادة، وأنفاسه تسبيح، وعمله مقبول. وأنت -أخي صاحب المشكله- قس على هذا الحديث!..
بسمة الورد
/
القطيف
ها هو الشهر الكريم قد هلّ، وحرام أن ينقضي في الحرام.. إمسك القرآن، وتعوذ من الشيطان، واقرأ دعاء أبي حمزة كل يوم أو اسمعه.
محبة الزهراء
/
المدينة
أختي العزيزة!.. حاولي أن لا تصغي إلى النفس الأمارة بالسوء، وكلما تراودك أفكار مثل: أريد أن أتابع المسلسل، وبعد ذلك أقرأ القرآن، أو أقوم ببعض العبادات.. رددي: اللهم صلّ على محمد وآل محمد 100 مرة، وسوف تتغيرين -إن شاء الله-.. ولا تفتحي التلفاز في النهار.
حسين عكال
/
العراق
أكثر من قراءة القرآن والأدعية الرمضانية، وكف نفسك عن محارم الله!..
هدية المتقين
/
الامارات
عزيزى طالب النصيحة!.. مادمت فكرت هكذا، معناه أنت بدأت تتغير. أنا لأول مرة أتيقن أنه في شهر رمضان تنقسم الأرزاق لسنة كاملة، كنت أسمع هذا الكلام، لكن ماكنت أدقق في المغزى.. ولكن -الحمد لله- الله هداني، وعندما تعمقت في المعنى -إن شاء الله- هذه السنة شهر رمضان سأعمل بجهد مختلف فيه عن السنوات الماضية.. وأشكر الله وأحمده على أنه بلغني شهر رمضان، وأدعوه أن يسلمني شهر رمضان، ويستلمه مني بقبول الأعمال والغفران!..
الفقير له
/
في أرضه
45 الفقير له - في أرضه لو أُعلمتَ علما يقينيا أن شهر رمضان المقبل، هو آخر شهر رمضان يمر عليك، وبعدها ترتحل عن هذه الدنيا.. ماذا كنت ستفعل فيه؟.. وكيف ستفعل ذلك؟.. افترض أن هذا الشهر هو آخر شهر في حياتك، واجتهد فيه بالتقرب إلى المحبوب.
العبد
/
مملكة البحرين
لكل شيء بداية، وبداية القرب إلى الله هو أن يبدأ العبد بقراءة السور القرآنية القصيرة، والموجودة في الجزء الأخير من القرآن بشكل يومي وقبل النوم.. بعد فترة سوف يشعر هذا العبد، بأن لديه الرغبة في قراءة القرآن من بدايته.. عندها سوف تكون عنده رغبة في مواصلة قراءة القرآن. وعندما تأمره نفسه بفعل أي محرم، سوف يحدثه عقله بأن المؤمن الذي يقرأ القرآن، لا يمكن أن يقدم على عمل يغضب الله.
عاشقة14
/
فب أرض الله
إن استشعار الكلمات في الأدعية الخاصة بشهر رمضان المبارك، له أثر رائع في النفس، ويختلف من شخص لآخر.. وعليك بذل ما في وسعك، لأنه يحتاج إلى عزيمة وصبر من قبلك.. وأنا شخصيا أتأثر كثيرا بخطبة الرسول الأعظم في استقبال شهر رمضان. (بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين) أَيُّهَا النَّاسُ!.. إِنَّهُ قَدْ أَقْبَلَ إِلَيْكُمْ شَهْرُ اللَّهِ بِالْبَرَكَةِ وَالرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ.. شَهْرٌ هُوَ عِنْدَ اللَّهِ أَفْضَلُ الشُّهُورِ، وَأَيَّامُهُ أَفْضَلُ الْأَيَّامِ، وَلَيَالِيهِ أَفْضَلُ اللَّيَالِي، وَسَاعَاتُهُ أَفْضَلُ السَّاعَاتِ.. هُوَ شَهْرٌ دُعِيتُمْ فِيهِ إِلَى ضِيَافَةِ اللَّهِ، وَجُعِلْتُمْ فِيهِ مِنْ أَهْلِ كَرَامَةِ اللَّهِ.. أَنْفَاسُكُمْ فِيهِ تَسْبِيحٌ، وَنَوْمُكُمْ فِيهِ عِبَادَةٌ، وَعَمَلُكُمْ فِيهِ مَقْبُولٌ، وَدُعَاؤُكُمْ فِيهِ مُسْتَجَابٌ.. فَاسْأَلُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ بِنِيَّاتٍ صَادِقَةٍ وَقُلُوبٍ طَاهِرَةٍ، أَنْ يُوَفِّقَكُمْ لِصِيَامِهِ وَتِلَاوَةِ كِتَابِهِ.. فَإِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ حُرِمَ غُفْرَانَ اللَّهِ فِي هَذَا الشَّهْرِ الْعَظِيمِ. وَاذْكُرُوا بِجُوعِكُمْ وَعَطَشِكُمْ فِيهِ، جُوعَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَعَطَشَهُ.. وَتَصَدَّقُوا عَلَى فُقَرَائِكُمْ وَمَسَاكِينِكُمْ، وَوَقِّرُوا كِبَارَكُمْ، وَارْحَمُوا صِغَارَكُمْ.. وَصِلُوا أَرْحَامَكُمْ، وَاحْفَظُوا أَلْسِنَتَكُمْ، وَغُضُّوا عَمَّا لَا يَحِلُّ النَّظَرُ إِلَيْهِ أَبْصَارَكُمْ، وَعَمَّا لَا يَحِلُّ الِاسْتِمَاعُ إِلَيْهِ أَسْمَاعَكُمْ.. وَتَحَنَّنُوا عَلَى أَيْتَامِ النَّاسِ، يُتَحَنَّنْ عَلَى أَيْتَامِكُمْ.. وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ مِنْ ذُنُوبِكُمْ، وَارْفَعُوا إِلَيْهِ أَيْدِيَكُمْ بِالدُّعَاءِ فِي أَوْقَاتِ صَلَاتِكُم‏، فَإِنَّهَا أَفْضَلُ السَّاعَاتِ يَنْظُرُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- فِيهَا بِالرَّحْمَةِ إِلَى عِبَادِهِ، يُجِيبُهُمْ إِذَا نَاجَوْهُ، وَيُلَبِّيهِمْ إِذَا نَادَوْهُ، وَيُعْطِيهِمْ إِذَا سَأَلُوهُ، وَيَسْتَجِيبُ لَهُمْ إِذَا دَعَوْهُ. أَيُّهَا النَّاسُ!.. إِنَّ أَنْفُسَكُمْ مَرْهُونَةٌ بِأَعْمَالِكُمْ، فَفُكُّوهَا بِاسْتِغْفَارِكُمْ.. وَظُهُورَكُمْ ثَقِيلَةٌ مِنْ أَوْزَارِكُمْ، فَخَفِّفُوا عَنْهَا بِطُولِ سُجُودِكُمْ.. وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ أَقْسَمَ بِعِزَّتِهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَ الْمُصَلِّينَ وَالسَّاجِدِينَ، وَأَنْ لَا يُرَوِّعَهُمْ بِالنَّارِ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ. أَيُّهَا النَّاسُ!.. مَنْ فَطَّرَ مِنْكُمْ صَائِماً مُؤْمِناً فِي هَذَا الشَّهْرِ، كَانَ لَهُ بِذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ عِتْقُ نَسَمَةٍ وَمَغْفِرَةٌ لِمَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ.. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَلَيْسَ كُلُّنَا يَقْدِرُ عَلَى ذَلِكَ.. فَقَالَ (ص): اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشَرْبَةٍ مِنْ مَاءٍ . أَيُّهَا النَّاسُ!.. مَنْ حَسَّنَ مِنْكُمْ فِي هَذَا الشَّهْرِ خُلُقَهُ، كَانَ لَهُ جَوَازاً عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الْأَقْدَامُ.. وَمَنْ خَفَّفَ فِي هَذَا الشَّهْرِ عَمَّا مَلَكَتْ يَمِينُهُ، خَفَّفَ اللَّهُ عَلَيْهِ حِسَابَهُ.. وَمَنْ كَفَّ فِيهِ شَرَّهُ، كَفَّ اللَّهُ عَنْهُ غَضَبَهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ.. وَمَنْ أَكْرَمَ فِيهِ يَتِيماً، أَكْرَمَهُ اللَّهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ.. وَمَنْ وَصَلَ فِيهِ رَحِمَهُ، وَصَلَهُ اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ يَوْمَ يَلْقَاهُ.. وَمَنْ قَطَعَ فِيهِ رَحِمَهُ، قَطَعَ اللَّهُ عَنْهُ رَحْمَتَهُ يَوْمَ يَلْقَاهُ.. وَمَنْ تَطَوَّعَ فِيهِ بِصَلَاةٍ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ.. وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرْضاً، كَانَ لَهُ ثَوَابُ مَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الشُّهُورِ.. وَمَنْ أَكْثَرَ فِيهِ مِنَ الصَّلَاةِ عَلَيَّ، ثَقَّلَ اللَّهُ مِيزَانَهُ يَوْمَ تَخِفُّ الْمَوَازِينُ.. وَمَنْ تَلَا فِيهِ آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ، كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ خَتَمَ الْقُرْآنَ فِي غَيْرِهِ مِنَ الشُّهُورِ. أَيُّهَا النَّاسُ!.. إِنَّ أَبْوَابَ الْجِنَانِ فِي هَذَا الشَّهْرِ مُفَتَّحَةٌ، فَاسْأَلُوا رَبَّكُمْ أَنْ لَا يُغَلِّقَهَا عَنْكُمْ.. وَأَبْوَابَ النِّيرَانِ مُغَلَّقَةٌ، فَاسْأَلُوا رَبَّكُمْ أَنْ لَا يُفَتِّحَهَا عَلَيْكُمْ.. وَالشَّيَاطِينَ مَغْلُولَةٌ، فَاسْأَلُوا رَبَّكُمْ أَنْ لَا يُسَلِّطَهَا عَلَيْكُمْ. قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ -عليه السلام-: فَقُمْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ فِي هَذَا الشَّهْرِ؟.. فَقَالَ: يَا أَبَا الْحَسَنِ، أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ فِي هَذَا الشَّهْرِ الْوَرَعُ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ.
سيد صباح بهبهاني
/
Ingolstadt - Germany
عزيزي طالب الاستشارة!.. إن جوابكم بسيط جدا، إذ قال الله تعالى في سورة الزمر 53: {قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم}. وحينما وضع الإسلام أحكامه، وثبت معاييره وقواعده الأخلاقية والسلوكية، لتنظيم نشاط الإنسان، وتوجيه سلوكه وعلاقاته الإنسانية المختلفة.. كان ينطلق في تقويمه، وحالات تعامله مع الإنسان من نظرته إليه كوحدة سلوكية مترابطة، سواء من حيث الأداء السلوكي الخارجي، الذي يجسد أهداف الذات وغاياتها، ويكشف عن ماهية الدوافع والقوى المؤثرة في اتجاهها الخارجي.. وبذلك نسق بين الباعث -القوة النفسية المحركة نحو الأفضل- والغاية، من جهة.. وبين الأداء والفعل الخارجي من جهة أخرى.. فربط بين الذات الإنسانية وبين امتدادها السلوكي في الخارج، الذي هو امتداد للذات وحوافزها. ونظرا لأهمية الباعث والمحرك النفسي، وقدرته على التأثير في الشخصية والسلوك.. بدأ الإسلام بالتعامل مع القوى والدوافع النفسية الداخلية المحركة للسلوك، والمحفزة للإنسان في كل تعامله ونشاطه.. فرد كل أنواع السلوك التي يتعامل بها التي يتعامل بها الإنسان إلى محركين أساسيين هما: الخوف، والرجاء.. لذا فقد نظم أنماط السلوك الإنساني جميعها، على أساس من هذين الدافعين: الخوف، والرجاء.. لأن الخوف والرجاء حالتان نفسيتان، تعرضان للإنسان قبل أن يقدم على أي فعل من الأفعال، لأنه لا بد للإنسان من أن يتصور الفعل.. ولا بد من أن تحصل له القناعة الكافية به، قبل أن يقدم عليه أو يتحرك نحوه، كخطوة أولى لإحداث الفعل وصنعه. والإنسان عندما تولد هذه التصورات في نفسه، وقبل أن يقدم على الفعل.. لابد له من المرور بمرحلة إدراك نسبة هذا الفعل إليه -وسواء أكان هذا التصور والتقويم مخطئا أم مصيبا- فيصور قيمة الفعل ونتائجه.. وعلى مدى تصوره للنتجة المترتبة على الفعل، يتحدد موقفه النفسي ونشاطه السلوكي.. فإن كان تصوره مقبولا ومحبوبا مال إليه، ونمت في نفسه أحاسيس الرجاء، وتوقع الخير والمصلحة، فيتقدم على الفعل سوى كان في شهر رمضان المبارك أم غيره من الشهور، ويندفع نحوه برغبة وشوق. إذن، لابد في الرجاء من توفر الأسباب إلى المرجو، وإلا فهو حماقة وضياع وتراكم أماني خاسرة، يهرب إليها الإنسان الإتكالي الكسول من مواجهة الواقع، وهو تخدير لقوى النفس العاملة، وتغرير أحمق بالنفس، وخدعة مضللة لها.. فالذي يرجو الخير والعون من الله، سواء في أعماله في الشهور العادية أو شهر رمضان.. المحسوسة، أو في غاياته الأخروية المنتظرة، لابد له من أن يعمل من أجلها، ويجد في تحصيلها.. وأن لا يتمنى على الله الأماني، وهو متسلق على ظهره، فاغر فاه، كان العالم طوع إرادته، والأسباب تتحرك وفق مشيئته الراكدة. وقد حذرت الأحاديث النبوية الشريفة، من التمادي والاغترار بالأماني، والخلط بين التمني، وهو: الرغبة في حصول شيء لم تكتمل أسباب وجوده الطبيعية بعد، وبين الحماقة والتغرير بالنفس ومخادعتها، وهي الرغبة في حصول شيء لم تتوفر أسبابه وعوامل ولادته من جهة، وبين الرجاء، الحقيقة الصادقة التي تأتي كنتيجة طبيعية لجهد موضوعي، وإحساس نفسي متعلق بالله سبحانه، من جهة أخرى. فقد ورد في الحديث الشريف: إن رجلا سأل الإمام الصادق (ع) فقال: (إن قوما من مواليك يلمون بالمعاصي، ويقولون: نرجو. فقال: كذبوا ليسوا لنا بموالي، أولئك قوم ترجحت بهم الأماني.. من رجا شيئا عمل له، ومن خاف شيئا هرب منه). وقال (ع): (لا يكون المؤمن مؤمنا، حتى يكون خائفا راجيا، ولا يكون خائفا راجيا حتى يكون عاملا لما يخاف ويرجو). فالرجاء إنتظار رحمة الله، وعونه للإنسان في كل الأمور.. مع العمل، وبذل الممكن من الجهود والإخلاص. إذن، صوموا مع جوارحكم!.. ونعم ما قيل: ما بالثراء يسود كل مسود *** مثر ولكن بالفعال يسود.
ابواحمد
/
السعودية
أفضل نصيحة هي المواظبة على قراءة القرآن الكريم، وكذلك عليك بصلاة الليل!.. جرب هذه السنة، وسترى الفرق.
نورالدين
/
سويسرا
إن أفضل شيء في هذه الدنيا، هو السعي الحثيث من أجل الوصول إلى حب الله، وحب الله.. سوف يجعل من الإنسان المثل الأعلى في كل شيء.. فمادام الإنسان يسعى في التقرب من المحبوب، فإنه سوف يسعى لكل ما يرضي هذا المحبوب.. فكيف إذا كان هذا المحبوب والمعشوق؛ هو الله الحنان المنان، الرحمن الرحيم، ذي الجلال والإكرام، رب السماوات والأرضين.
أحمد (ذو النورين)
/
الكويت
إن أعظم مرحلة تحققها إنطلاقا من هذا الشهر الكريم، ألا وهو أن تحقق معنى الآية التي تقول: {قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم}.
عماد
/
---
إن من أهم الأمور في هذا الشهر الكريم، الإستشعار أننا في ضيافة الله سبحانه وتعالى!..
الرجو عفوة الله
/
مصر
والله!.. أشعر وكأنك تتحدث عني، ولكن ثقتي ورجائي في الله كبيرة، أن يلهمني الهداية من لدنه.. ولكن سوف آخذ بالأسباب، مثل محاولة قراءة جزئين يوميا أو ثلاثة.. ومحاولة الانتظام في الصلاة.. لعل الله يرحمني ويرزقني التوبة والهداية.
حسن
/
الكويت
باختصار: أنت أقبلت على مرحلة رائعة، وهي طلب التعايش مع أجواء هذا الشهر المبارك،، بلا شك الكل يود أن يغتنم الفرصة في هذا الشهر، ولا يريد أن يكون فقط مجرد الكف عن الأكل والشرب.. والحلول كثيرة والإخوان قد تطرقوا لأغلبها. ولكن لنضع الهدف، ونرسم الخطة في شهرنا الكريم: ما العمل في النهار، وما العمل في الليل؟.. الخطوة الأولى: قد تخطيناها. المرحلة الثانية: برنامج المحاسبة، ولا يغرك أنه كبير ومرعب لا، لا، لا!.. هو أبسط مما تتصور، دقيقة أو دقيقتين راجع فيها ما صنعت اليوم، وضع الحلول المناسبة، إن وجد خطأ أو ذنب.. وإن كان اليوم زاخر بالأعمال الحسنة والطيبة، فاشكر الله ولا يصيبك الغرور، فتنزل إلى طبقات الفشل واليأس. وفي النهاية: رمضان شهر الله، وهو الشهر الكريم!.. أي مجرد أعقد نيتك وأخلص لله، تجد ما تسعى إليه.. وما صرح به القرآن في الآية الكريمة {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى}.
خادمة البتول
/
---
أرى في هذا الموضوع، أن هناك صحوة، وبالتالي فإنك محتاج إلى جدولة. أما بالنسبة إلى انقضاء شهر الله، فقد بدأت في الأيام الأخيرة القنوات الفضائية، تذكرك ليلا نهارا بالأدعية والعبادات ووالخ. وأما الانترنت: فالبعض يفضل الابتعاد عن هذه الوسيلة، ولكن من الممكن أن تستغله بالأمور العبادية والعقائدية. ولديك كتاب مفاتيح الجنان، وغيره من كتب.. ولا ننس كتاب الله الذي يكثر تلاوته في هذا الشهر، وكذلك هو تعويد للنفس إلى ما بعد شهر رمضان، من قراءة بعض السور، ولو كانت صغيرة. تعويد السان على ذكر أهل البيت بأفضل الصلاة عليهم.. {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ}.
أم أحمد
/
البحرين
أخي الكريم!.. أنت على باب المشكلة، افتح بابك، وصارح نفسك.. لم لا يوجد التهيؤ؟.. هل هو كسل، أم قلة إيمان والعياذ بالله؟.. وأعتقد بما أنك بدأت بمصارحة نفسك، وأبديت رغبتك في التغير.. فيعني ذلك أنك تخطيت عتبات البداية، ولم يبق لديك إلا تلك العزيمة، التي تقلع بها باب الكسل، وتدخل في أبواب الشوق إلى لقاء الرب من خلال برنامج يومي لك في شهر رمضان الكريم، ليكون لك مفتاحا لسعادة أبدية. فليكن لك برنامج خلال شهر رمضان مثالا: 1- اعزم على أن تكون لك ختمة أو ختمتين خلال هذا الشهر الفضيل، تهديها لمن أحببت.. إقرأ القرآن بعد الفرائض، أو ساعات فراغك في المساء.. أو اجعل لها وقتاً مخصصا، تعتقد أنه لن تداخلك فيه رغبة أخرى. 2- هناك كتب مخصصة لأعمال أيام وليالي شهر رمضان المبارك.. استعن بأحد هذه الكتب، لتصنع لك به برنامجا خلال شهر رمضان، تسير عليه ككتاب: "أدعية شهر رمضان المبارك".
ام ابرا ر
/
البحرين
يجب أن يكون التهيؤ لشهر رمضان، من ليلة النصف من شعبان.. إذا تهيأ الإنسان لليلة النصف، سوف يكون مستعدا لاستقبال شهر الله الفضيل، وكذلك بالمداومة على الأدعية الشعبانية، وبالتقرب لإمام صاحب العصر والزمان، كإهداء ركعتين للإمام (عج) وزيارته في كل يوم.
مشترك سراجي
/
---
أخي الكريم!.. عليك بالاستعداد لهذا الشهر الكريم، لتستعد ابتداء من هذا الشهر، لتغير حياتك للأحسن.. وذلك بحضور القلب، وتصفية الذهن من كل شاغل يشغل عن عبادة الله، والاستعداد النفسي لعبادة الله، وكثرة قراءة القرآن.. ويستحسن أن تختم على الأقل في اليوم الواحد جزءا، أو جزئين.. والإكثار من الاستغفار، والدعاء.. وأن تضع لك برنامجا يوميا،.
مشترك سراجي
/
---
أخي / أختي الإرادة القوية والعزيمة على عدم العودة للمعصية هي مانحتاجه والإبتعاد عن مجالس اللغو فالإكثار من قراءة القرآن والأستماع له وقرأة الأدعية والزيارات لها دور كبير في الروحانية ولاننسى أن النفس الإنسانية تتأثر بما نشاهد ونسمع فالمسلسلات والأفلام ومجالس اللهو تضعف العبد أن لم تكن تصرفه عن العبادة وتسوف علينا ضيافة الكريم , لا ننسى أننا قد لا ندرك غيره علنا بذلك لانضيع لحظاته الثمينة وفقنا الله وإياكم لصيامه وقيامه وأعاده على المؤمنين والمؤمنات بالخير والبركات
alslom
/
---
أخي!.. إعمل كل عمل، وأنت تعرف بأن الله يراك!.. إعلم أن هذه قاعدة ذهبية، سوف تجنبك الكثير من المعاصي، إذا استقليتها بالشكل الصحيح.
ربي اغفر لي
/
موطن الأحباب
أخواني / أخواتي!.. شهر رمضان، وما أدراك ما هذا الشهر الشريف!.. شهر الرحمة، والمغفرة، والتوبة.. ففيه تعتق الرقاب من النار، وفيه يغفر كل ذنب عظيم، وتنزل فيه الرحمة على العالمين من الأولين والآخرين الأحياء منهم والأموات.
عاشقة المهدي
/
البحرين
أختي الكريمة!.. أنا مثلك تماما، لا أختلف عنك.. كل عام يمر شهر رمضان، وأنا لم أفعل شيئا يذكر؛ شيئا مميزا: سهر، وتلفزيون، ونت، ومسنجر.. إلى أن ضاعت كل الليالي، وجلست بحسرتي!.. لكنني هذه المرة، قررت أن أفعل شيئا مميزا، لترويض نفسي أولا، ولتحصيل الثواب ثانيا. خطتي هي: إقامة مجلس للنساء في منزلنا، وذلك لتلاوة القرآن الكريم كل ليله من ليالي الشهر الفضيل، والدعوة عامة للأهل والجيران والأصدقاء. وكل هذا تحت تنظيمي وإشرافي، حتى أضغط على نفسي، وألتزم.. وجعلت شعار مجلسي: ساعة اجعلها طاعة!..
جانان
/
السعودية
أخي الفاضل!.. هناك مقولة تقال: "الإجتهاد في ما ضمن لنا، وتقصيرنا فيما طلب منا، دليل على انطماس البصيرة".. والمهم في شهر رمضان الكريم أولا: أن نقوم بواجباتنا، ونتقنها أيما إتقان حتى تتجلى لنا بصيرتنا في ديننا ودنيانا. والشيء الآخر: أن تقوم بالعمل العبادي على يقين، فهو أفضل بكثير من كثرته على غير يقين.. وطاعة الله لا هي بالكم، وإنما بالكيف.. فإذا أردت التغيير لنفسك، فابدأ ببرنامج المحاسبة، وهو موجود على شبكة السراج، حتى ترى نقاط الضعف عندك، وتحاول من جديد. وليكن بداية الإنطلاق من شهر رمضان أيضا برنامج من القيام إلى المنام، وهو أيضا على الشبكة، وسيفيدكم جدا في تغيير أنفسكم، فأنا أقولها من مجرب.
انتظار الفرج
/
النجف الصغرى ( قطيف الولاء )
أخي / أختي .. المؤمن (ة)!.. كل مؤمن ومؤمنة، يسأل الله ويدعوه أن يكون إلى الأفضل دوماً.. ففي الحديث الشريف عن أهل البيت- صلوات الله عليهم أجمعين-: من تساوى يوماه فهو مغبون، ومن كان أمسه أفضل من يومه فهو ملعون!.. وإليكم ما قرأت للشيخ حسن الصفار، وإن شاء الله يعود عليكم بالفائدة الجمة: لو تأمل كل إنسان في ذاته، واستقرأ حياته وأوضاعه، لوجد أن له أفكاراً يتبناها، وصفات نفسية وشخصية يحملها، وسلوكاً معيناً يمارسه، وأنه يعيش ضمن وضع وقالب يؤطر حياته الشخصية والاجتماعية. والسؤال الذي يجب أن يطرحه الإنسان على نفسه هو: هل أنه راضى عن الحالة التي يعيشها؟.. وهل يعتبر نفسه ضمن الوضع الأفضل والاحسن؟.. أم أنه يعاني من نقاط ضعف وثغرات؟.. وهل أن ما يحمله من أفكار وصفات، وما يمارسه من سلوك شيء مفروض عليه، لا يمكن تغييره أو تجاوزه؟.. أم أنه إنسان خلقه الله حراً ذا إرادة واختيار؟.. إنّ هذه التساؤلات كامنة في نفس الإنسان، وتبحث عن فرصة للمكاشفة والتأمل يتيحها الانسان لنفسه، لينفتح على ذاته، وليسبر غورها، ويلامس خباياها وأعماقها، ورغم حاجة الإنسان إلى هذه المكاشفة والمراجعة.. إلا أن أكثر الناس لا يقفون مع ذاتهم وقفة تأمل وانفتاح، لأسباب أهمها ما يلي: أولاً: الغرق في الانشدادات الحياتية العملية، وهي كثيرة ما بين ماله قيمة وأهمية، وما بين ماهو تافه وثانوي. ثانياً: وهو الأهم، إن وقفة الإنسان مع ذاته تتطلب منه اتخاذ قرارات تغييرية بشأن نفسه، وهذا ما يتهرب منه الكثيرون، كما يتهرب البعض من إجراء فحوصات طبية لجسده؛ خوفاً من اكتشاف أمراض تلزمه الامتناع عن بعض الأكلات أو أخذ علاج معين. .. دعوة إلى مكاشفة الذات.. في تعاليم الإسلام دعوة مكثفة للانفتاح على الذات ومحاسبتها، بعيداً عن الاستغراق في الاهتمامات المادية، والانشغالات الحياتية التي لا تنتهي.. ورد في الحديث عن رسول الله: «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا». وعن الإمام علي: «ما أحق الإنسان ان تكون له ساعة لا يشغله عنها شاغل، يحاسب فيها نفسه، فينظر فيما اكتسب لها وعليها في ليلها ونهارها». إن لحظات التأمل ومكاشفة الذات تتيح للإنسان فرصة التعرف على أخطائه ونقاط ضعفه، وتدفعه لتطوير ذاته نحو الأفضل.. يقول الإمام علي : «ثمرة المحاسبة إصلاح النفس». ويقول: «من حاسب نفسه، ربح.. ومن غفل عنها، خسر». ولعل من أهداف قيام الليل، حيث ينتصب الإنسان خاشعاً أمام خالقه، وسط الظلام والسكون، إتاحة هذه الفرصة للإنسان. كذلك فإن عبادة الاعتكاف قد يكون من حكمتها هذا الغرض، والاعتكاف هو اللبث في المسجد بقصد العبادة لثلاثة أيام أو أكثر مع الصوم، بحيث لا يخرج من المسجد إلا لحاجة مشروعة. .. شــهر التـــأمل.. لا يوجد شهر آخر يماثل شهر رمضان، فهو خير شهر يقف فيه الإنسان مع نفسه متدبراً متأملاً ففيه «تتضاعف الحسنات، وتمحى السيئات» كما روي عن رسول الله، وفي هذا الشهر فرصة عمر كبرى للحصول على مغفرة الله «إن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم» كما في الحديث النبوي، وفي رواية أخرى: «من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له، فأبعده الله»، وورد ايضاً عنه: «فمن لم يغفر له في شهر رمضان، ففي أي شهر يغفر له»!.. وقد يغفل بعض عن أن حصول تلك النتائج هو بحاجة إلى توجه وسعي، فهذا الشهر ينبغي أن يشكل شهر مراجعة وتفكير وتأمل ومحاسبة للذات.. إذ حينما يمتنع الإنسان في هذا الشهر الكريم عن الطعام والشراب وبقية الشهوات التي يلتصق بها يومياً، فإنه يكون قد تخلص من تلك الانشدادات مما يعطيه فرصة للانتباه نحو ذاته ونفسه، وتأتي تلك الأجواء الروحية التي تحث عليها التعاليم الإسلامية لتحسّن من فرص الاستفادة من هذا الشهر الكريم.. فصلاة الليل -مثلاً- فرصة حقيقية للخلوة مع الله، ولا ينبغي للمؤمن أن يفوت ساعات الليل في النوم، أو الارتباطات الاجتماعية.. ويحرم نفسه من نصف ساعة ينفرد فيها مع ربه، بعد انتصاف الليل، وهو بداية وقت هذه الصلاة المستحبة العظيمة.. وينبغي أن يخطط المؤمن لهذه الصلاة، حتى تؤتي بأفضل ثمارها ونتائجها، فيؤديها وهو في نشاط وقوة، وليس مجرد إسقاط واجب أو مستحب، بل يكون غرضه منها تحقيق أهدافها قال عز وجل: ﴿وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا﴾. وقال: «إن العبد اذا تخلى بسيده في جوف الليل المظلم وناجاه، أثبت الله النور في قلبه.. ثم يقول جلا جلاله لملائكته: ملائكتي!.. انظروا إلى عبدي فقد تخلى بي في جوف الليل المظلم، والبطالون لاهون والغافلون نيام.. اشهدوا أني غفرت له». وقراءة القرآن الكريم والتي ورد الحث عليها أكثر في هذا الشهر المبارك، فهو شهر القرآن يقول تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾، وفي الحديث الشريف: «لكل شيء ربيع، وربيع القرآن شهر رمضان» كما ورد أن «من تلا فيه آية، كان له مثل من ختم القرآن في غيره من الشهور». هذه القراءة إنما تخدم توجه الإنسان للانفتاح على ذاته، ومكاشفتها، وتلمس ثغراتها وأخطائها.. لكن ذلك مشروط بالتدبر في تلاوة القرآن، والاهتمام بفهم معانيه، والنظر في مدى الإلتزام بأوامر القرآن ونواهيه. روي عن الإمام علي: «ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبر، تدبروا آيات القرآن واعتبروا به فإنه أبلغ العبر»!.. إن البعض من الناس تعودوا أن يقرءوا ختمات من القرآن في شهر رمضان، وهي عادة جيدة.. لكن ينبغي أن لا يكون الهدف طي الصفحات، دون استفادة أو تمعن. وإذا ما قرأ الإنسان آية من الذكر الحكيم، فينبغي أن يقف متسائلاً عن موقعه مما تقوله تلك الآية، ليفسح لها المجال للتأثير في قلبه، وللتغيير في سلوكه، ورد عنه أنه قال: «إن هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد، قيل: يارسول الله فما جلاؤها؟.. قال: تلاوة القران».. وبذلك يعالج الإنسان أمراض نفسه، وثغرات شخصيته فالقرآن ﴿شِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ﴾. والأدعية المأثورة في شهر رمضان: كدعاء الافتتاح، ودعاء السحر، وأدعية الأيام والليالي.. كلها كنوز تربوية روحية، تبعث في الإنسان روح الجرأة على مصارحة ذاته، ومكاشفة نفسه، وتشحذ همته وإرادته للتغير والتطوير والتوبة عن الذنوب والأخطاء.. كما تؤكد في نفسه عظمة الخالق، وخطورة المصير، وتجعله أمام حقائق وجوده وواقعه دون حجاب. وحينما يقرأ الإنسان دعاءً كدعاء السحر، الذي رواه أبو حمزة الثمالي -رضي الله عنه- عن الإمام زين العابدين، فإن عليه أن يعتبر فقرات الدعاء تعبيراً عما في نفسه هو، لا أن يقرأه كخطاب من شخص آخر لربه. ..مجالات التأمل الذاتي.. إن حاجة الإنسان إلى التأمل والمراجعة، لها أهمية قصوى في أبعاد ثلاثة: البعد الأول: المراجعة الفكرية أن يراجع الإنسان أفكاره وقناعاته، ويتساءل عن مقدار الحق والصواب فيها.. ولو أن الناس جميعاً راجعوا أفكارهم وانتماءاتهم، لربما استطاعوا أن يغيروا الأخطاء والانحرافات فيها.. غير أن لسان حال الكثير من الناس ﴿إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ﴾ وليكن الإنسان حراً مع نفسه، قويا في ذاته إذا ما اكتشف أنه على خطأ ما، فلا يتهيب أو يتردد من التغيير والتصحيح. البعد الثاني: المراجعة النفسية أن يراجع الإنسان الصفات النفسية، التي تنطوي عليها شخصيته، فهل هو جبان أم شجاع؟.. جرئ أم متردد؟.. حازم أم لين؟.. صادق أم كاذب؟.. صريح أم ملتو؟.. كسول أم نشيط؟.. الخ.. وليطرح الإنسان على نفسه عدداً من الأسئلة، التي تكشف عن هذا البعد، مثل: ماذا سأفعل لو قصدني فقير في بيتي؟.. ماذا سأفعل لو عبث الأطفال بأثاث المنزل؟.. ماذا سأفعل لو حدث أمامي حادث سير؟.. وكيف سيكون رد فعلي لو أسيء إلي في مكان عام؟.. وكيف أقرر لو تعارضت مصلحتي الشخصية مع المبدأ أو المصلحة العامة؟.. وتأتي أهمية هذه المراجعة في أن الإنسان ينبغي أن يقرر بعدها أن يصلح من كل خلل نفسي عنده، وأن يعمل على تطوير نفسه وتقديمها خطوات إلى الأمام. البعد الثالث: المراجعة الاجتماعية والسلوكية أن يراجع الإنسان سلوكه وتصرفاته مع الآخرين، بدءاً من زوجته وأطفاله، وانتهاءً بخدمه وعماله، مروراً بأرحامه وأصدقائه وسائر الناس ممن يتعامل معهم او يرتبط بهم. وهذا الشهر الكريم هو خير مناسبة للارتقاء بالأداء الاجتماعي للمؤمن، ولتصفية كل الخلافات والحزازات الاجتماعية والعقد الشخصية بين الإنسان والآخرين.. وقد حثت الروايات الكثيرة على ذلك، إلى حد أن بعض الروايات تصرح: بأن مغفرة الله وعفوه عن الإنسان يبقى مجمداً فترة طويلة، حتى يزيل ما بينه وبين الآخرين من خلاف وتباعد، حتى وأن كانوا هم المخطئين في حقه، ففي حديث عن الإمام الرضا: «في أول ليلة من شهر رمضان، يغل المردة من الشياطين، ويغفر في كل ليلة سبعين ألفا، فإذا كان في ليلة القدر غفر الله بمثل ما غفر في رجب وشعبان وشهر رمضان إلى ذلك اليوم.. إلا رجل بينه وبين أخيه شحناء، فيقول عز وجل: انظروا هؤلاء حتى يصطلحوا».. وحتى لو كان أحدهما ظالماً والآخر مظلوماً، فإنهما معاً يتحملان إثم الهجران والقطيعة، إذ المظلوم منهما يتمكن من أن يبادر لأخيه بالتنازل وإزالة الخلاف، ففي الحديث عن الإمام الباقر: «ما من مؤمنين اهتجرا فوق ثلاث، إلا برئت منهما في الثالثة»، فقيل له: يابن رسول الله!.. هذا حال الظالم فما بال المظلوم؟.. فقال: «وما بال المظلوم لا يصير إلى الظالم فيقول: أنا الظالم حتى يصطلحا»!.. فما أوضحها من دعوة للمصالحة الاجتماعية!.. وما أعظمها من نتيجة لو تحققت خلال هذا الشهر الكريم!.. وما أكبر منزلة تلك القلوب التي تستطيع أن تتسامى على خلافاتها، وتتصالح في شهر الله من أجل الحصول على غفران الله؟.. من هنا يحتاج الإنسان حقاً إلى قلب طاهر متزكي ونية خير صادقة، كما قال: «فاسألوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة». من جانب آخر فقد تسيطر على الإنسان بعض العادات والسلوكيات الخاطئة، ومهما كان عمقها في نفس الإنسان والتصاقه بها.. فإن الإرادة أقوى من العادة، وشهر رمضان أفضل فرصة لنفض وترك العادات السيئة الخاطئة. فهنيئاً لمن يستفيد من أجواء هذا الشهر المبارك في الانفتاح على ذاته، وإصلاح أخطائه وعيوبه، وسد النواقص والثغرات في شخصيته، فيراجع أفكاره وأراءه ويدرسها بموضوعية، ويتأمل صفاته النفسية ليرى نقاط القوة والضعف فيها، ويتفحص سلوكه الاجتماعي من أجل بناء علاقات افضل مع المحيطين به. وبهذه المراجعة والتراجع عن الأخطاء، يتحقق غفران الله -تعالى- للإنسان في شهر رمضان.. أما إذا بقي الإنسان مسترسلاً سادراً في وضعه وحالته، فإنه سيفوّت على نفسه هذه الفرصة العظيمة، وسينتهي شهر رمضان دون أن يترك بصمات التأثير في شخصيته وسلوكه.. وبالتالي، فقد حرم نفسه من غفران الله تعالى، ويصدق عليه ما قاله الرسول: «إن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم». وحقاً إن من لا يستفيد من هذه الفرصة، ولا يستثمر هذه الأجواء الطيبة يكون شقياً..، اللهم اجعلنا في هذا الشهر الشريف من عتقائك من جهنم، وطلقائك من النار، ومن سعداء خلقك بمغفرتك ورضوانك يا كريم!..
الدكتور حسام الساعدي
/
ألمانيا
ها قد عاد علينا شهر الطاعة والسرور، شهر الفرح والحبور، شهر العبادة والتوبة والمغفرة، شهر الصبر والشكر، والتواضع والتذلل، واللطف والرفق والعطف.. نستقبله بالتحضير والتهيؤ المادي، والروحي، والفكري.. كمن يستقبل العروس، ونودعه بالحزن والبكاء، والأسف كمن فقد عزيز. وأجمل ما في هذا الشهر المبارك، هو السلوك العبادي الجماعي: في الإفطار، والسحور، والصلاة، وقراءة القرآن، والصدقات، والزيارات، والتقارب، والمحبة، والتودد بين الأهل والقرابات. وذكر الأحياء والأموات؛ سائلين المولى -جل وعز- أن يغفر الخطيئات، ويمحو السيئات، ويقيل العثرات، ويرفع الدرجات، ويعلي المرتبات، بحرمة هذا الشهر الكريم. وهو كريم فعلا بكل معاني الكرم، لمن آمن وأسلم، فمن لم ينتفع بهذه المظاهر الجماعية، والتظاهرات العبادية، ولم سيتغلها في رضا الله -تعالى- فلا خير في عيشه.. فاجهد نفسك في هذا الشهر الشريف على عمل المعروف بكل أنواعه؛ تقربا الى الله تعالى. واحرص على ترك المعاصي بكل أنواعها؛ خوفا من الله تعالى.. ولا تيأس من رحمة الله -تعالى- وروحه ومغفرته، لكن بشروطها وشرائطها أعلاه، لتنجو في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون.. والله غفور رحيم.
الكوكب الدري
/
السعوديه
أخي!.. حدد لنفسك أشياء قليلة، وتستطيع إنجازها في زمن معين.. وإذا أنجزتها عليك بوضع أشياء أخرى، وسترى أن الشهر انقضى، وقد عملت أشياء ترضى عنها. ولا تنس أن تكتب كل ماتخطط له، حتى تسعد بما قمت به إن شاء الله.
نور الحسين
/
القطيف
أخواني / أخواتي المؤمنات!.. شهر رمضان فرصة يجب علينا أن نستغلها، ولا نضيعها.. الصوم لا يقتصر عن الأكل والشرب، بل صوم جميع الجوارح.. الإمساك عن الأكل والشرب، والإمساك عن النظر للحرام، وعن سماع الحرام أيضا.. وهذا ليس في رمضان فقط طبعا، لكن رمضان فرصة لمن يرتكب المعاصي. أن يراجع نفسه، وأن يعودها على فعل الخير، وعبادة الله، وقراءة القرآن، وأعمال شهر رمضان العامة، والأعمال الخاصة.. ومحاولة تهيئة النفس لهذا الشهر، والعبادة غير مقتصرة على رمضان، لكن رمضان فرصة لتعويد النفس على عبادة الله.. وبالتالي، الخشية من الله التي تؤدي إلى الخشوع في آداء الصلاة، والخشوع في الدعاء.. والإمام علي -عليه السلام- يقول: (ضياع الفرصة غصة). اليوم الذي يذهب بدون عبادة، يعتبر خسارة، وخسارة كبيرة جدا!.. فعلينا أن نهيأ أنفسنا في شهر شعبان، ونعودها قبل فوات الآوان!..
أباكرار
/
البحرين
أخي الكريم!.. إن الشيطان الرجيم ضعيف بطبعه، فهو لا يقدر إلا على من هو أضعف منه.. فعلى أي إنسان أن يبحث عن مصادر القوة الإيمانية، التي تجعله يتغلب بها على شياطين الإنس والجن معا. فأول ما عليك أن تضع في حسبانك، بأن الله غفور رحيم، وبأن الله شديد العقاب؛ أي أنك لا تتمادى بالمعصية كأن أحدا لا يراك.. وكذلك لا تيأس من رحمة الله، إن عزمت على التوبة، فإن الله يحب التوابين.. ومن المعروف أن المحبوب عنده -عز وجل- مقرّب لديه، وأياديه دائما ممتدة له بالعون والمساعدة. فلا تنس الله كي لا ينساك من رحمته وفضله.. فما رأيك بأن تبدأ بالإتيان بالفرائض الواجبة على أكمل وجه: فأقم الصلاة في أول وقتها، ولا تقل في قت الصلاة: عندي عمل، بل قل للعمل: عليّ صلاة.. وآت الزكاة، ولا تنس الصدقة؛ فإنها تدفع عنك البلاء، وتقطع عنك كيد الشيطان.. وحبذا لو تكون الصدقة أول ما تخرج من راتبك الشهري، فما أجمل الإحساس الذي ستحسه آن ذاك!.. ناهيك عن مباركة رزقك من قبل الله -تعالى- فمن يقرض الله قرضا حسنا يضاعفه له.. وداوم على صلاة الجمعة، وإياك والإعراض عنها!.. فإن لها أجرا كبيرا عند الله -تعالى- كما أنها تزيد من الروابط الاجتماعية، وتجعلك تتعرف على واقع الإسلام في هذه الأيام من خلال خطبتي الجمعة. أظنك لو باشرت بهذا، فإنك ستسعى بنفسك للمزيد من أجل إرضاء الحق -عز وجل- لأنه سيصبح لك كمقام الحبيب من حبيبه، أو ليس الحبيب يفعل المستحيل لإرضاء حبيبه؟!.. فاجعل ذلك غايتك، واجعله الهدف الذي نصب عينيك دائما!..
شروق
/
بلاد المهجر
هذا شهر الخير والرحمة، ولن يكون كباقي الشهور.. وربنا رب رحيم رؤوف، ما علينا اتباعه هو: الكف عن محارم الله، والإكثار من ذكره.. ولنعاهد أنفسنا بأن نحيي ليله ونهاره بقراءة القرآن الكريم، ولنختمه بدل الختمة ختمات بقدر ما يقدرنا الله عليه.. وأن نجتنب الكلام الكثير، واللهو بما لا ينفعنا. وفي تصوري: بأن الله لا يريد منا الكثير مما يشق علينا.. ولا ننس بأن حسناتنا مضاعفة، وأن الشيطان يده مغلولة عنا، برحمة من ربنا.
محتاجة الدعاء
/
ارض الله
اسع إلى استغلال وقتك في العبادة، والقيام بأعمال هذا الشهر، والاستمتاع روحيا فيه.. لأن الله جعله أفضل الشهور، فلقد أنعم علينا به، وربما لن تتكرر هذه الفرصة في السنة القادمة.. وإذا فكرت بهذه الكيفية، فإنك لن تفوت هذه الفرصة عليك. فهناك من يسوّف ويقول: إذا فاتتني الأعمال هذا الشهر، فأمامي السنة القادمة، وهو لايدري أن هذه فرصته الأخيرة.. أسأل الله أن يمد في عمرك، ويسددك لطريق الإيمان.
محمد الصفار
/
البحرين
إن كنت من البحرين، فلك تلك المجالس المباركة، التي تلوح مضامينها في أجواء المملكة.. ولا سيما الشيخ حبيب الكاظمي.. الذي يشعلل مصاغي الإستكانة، والترقق بين يدي الخالق الجبار. وإن كنت من غير البحرين، فكن من الأولين في سبق قرآء القرآن الحكيم، أو تذكر عطش أبي عبدالله الحسين في عطشك عند الصيام، أو جوع اليتامى في ملتهث الحياة!.. ولا تنس الصحيفة السجادية الزاخرة بالمناجاة والادعية، وكذلك -أخي- قراءة دعاء الإفتتاح، ولا تنس ترتيل الدعاء المذكور عن الإمام علي -عليه السلام- في سجدة الشكر: يا رب!.. وعظتني فلم أتعظ، وزجرتني عن محارمك فلم انزجر، وغمرتني أياديك فما شكرت عفوك.. عفوك يا كريم!.. أسالك الراحة عند الموت، والمغفرة عند الحساب.
أشواق المنتظر(ع)
/
العراق الصابر
أخي / أختي!.. أنا وأنتم وكثير غيرنا -إن شاء الله تعالى- لدينا هذا الحافز نحو التغيير إلى الأحسن فيما يتعلق بطاعة الله -سبحانه وتعالى- وخصوصا في الشهور المباركة.. نريد ونتمنى أن تكون لنا أوراد معينة، وأذكار، وعبادات.. ولكن أعتقد تنقصنا الإرادة، والتصميم، والعزم. توكل على الله، وضع منهاجك من أول ليلة من شهر رمضان.. وإذا أردت فاسبق بليلة أو ليليتين. لولا تذوقنا لحلاوة الطاعة والعبادة في هذا الشهر الفضيل، ولولا شعورنا بالحزن عند حلول نهايته لتفريطنا بساعاته وأيامه.. ما كنا لنفكر كيف نجعل هذا الشهر في هذه السنة أفضل من قبلها.. وهذه بحد ذاتها نعمة وبركة من الله -سبحانه وتعالى- نحمده عليها. لنجتهد في طرد النعاس والكسل، والابتعاد عن التلفاز.. إلا مايزيدنا قربا من الله، وينور قلوبنا، ويزيد من معرفتنا وتفقهنا في دين الله. أوصيكم وأوصي نفسي بالساعتين: الساعة بعد صلاة الصبح، والساعة قبل الغروب بعد العصر.. فإنهما ستكيفنا جميع ما أهمنا من أمر دنيانا وآخرتنا بإذن الله.. أقولها من موقع مجرب، وأقل ما أقول فيهما: أنهما من أحلى الساعات في عمري، فكيف إذا أضيفت لهما حلاوة هذا الشهر الفضيل، وريحه وروحه وريحانه؟!..
ليلى
/
البحرين
النفس عندما تترك، تحيد عن الطريق، تكسل وتتلهى.. لكن نحن واجبنا إيقاظها، والنظر لها كما في المناجاة الشعبانية: (إلهي!.. قد جرت على نفسي في النظر لها، فلها الويل إن لم تغفر لها)!.. فعندما يدقق الإنسان في نفسه، ويرى خطاياه الكبيرة أمام ربٍ عظيم، تتيقظ في نفسه أحاسيس الخجل من المولى، والرغبة في الاعتذار إليه، وخصوصا أن مقابل هذه الخطايا عطايا الله ونعمه، (اِلـهي!.. لَمْ يَزَلْ بِرُّكَ عَلَيَّ اَيّامَ حَياتي، فَلا تَقْطَعْ بِرَّكَ عَنّي في مَماتي). فالإنسان عليه بوقفة صادقة بين يدي الله، ورجاء حقيقي في أن يتقبله الله، بوليّه وحبيبه في أرضه مولانا صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه الشريف). بعد يقظة النفس، يحتاج الإنسان إلى برنامج عملي، ينظّمه بنفسه، ولاينسى أن يضع عدة نقاط: 1- تلاوة كتاب الله، والدعاء قبله وبعده بهداية الله إلى بركاته وكنوزه. 2- الأدعية المميزة، كدعاء الافتتاح فلنقرأة ولو مرة واحدة في الشهر بتأمّل. 3- دفع الشوق في النفس إلى ليالي القدر، وتحبيبها إلى التوسّل بين يدي الله بأوليائه وأحبّائه. 4- لحظات من أيامنا للتفكّر في حياتنا الباقية. 5- تجديد الوضوء، وقرنها بنية تجديد التوبة.
حوراء بنت حواء
/
الكويت
أخي العزيز!.. هذا شهر رمضان شهر الخير والبركة، فلنستقبله أولا بقلب أبيض، ونفس طيبة، ومشتاقه له. وثانيا: تكون عندك الرغبة بأن لا تضيع هذا الشهر مثل الشهور السابقة، بل نستقبله: بقراءة القرآن، وصلاة الليل، وقراءة مفاتيح الجنان؛ ففيه أعمال شهر رمضان المبارك.
ابناء علي (ع)
/
العراق
أكثر من الصدقة الجارية لوجه الله تعالى!..
من الناصحين
/
الكويت
هذه المشكلة حلها بيد الشخص نفسه، فمن السهل جدا أن يتفاعل مع روحانية شهر رمضان الإيمانية.. وسبب ذلك أن الشياطين فيه مصفدة، ولكن يجب الحذر من شياطين الإنس -كما يطلق عليهم- وأعني المسلسلات الهابطة، التي ليس لها هدف إلا مفسدة الجيل الناشئ. كذلك الحذر من قضاء أوقات الفراغ باللهو العديم الفائدة، واستغلال هذه الأوقات بما يفيد الشخص؛ لأنه جاء عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في فضل شهر رمضان، أنه شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة.. بمعنى أنه كل لحظة في هذا الشهر، يجب أن تستغل خير استغلال، كذلك من الأمور المهمة قراءة القرآن بتدبر، والتوقف عند كل آية، ومعرفة المراد منها والتفاعل معها.. فكما ورد أنه لكل شيء ربيع، وربيع القرآن شهر رمضان. ومن الأمور التي تعمل على شد الإنسان إلى التفاعل مع شهر رمضان المبارك، ولها دور مؤثر وفعال.. الحضور في مجالس الحسين، وكذلك مذاكرة العلم.. فكل ذلك وغيره من المستحبات، تجعل الشخص تلقائيا يتفاعل مع هذا الشهر المبارك من دون تكلف.
مشترك سراجي
/
---
هذا نص جواب العلامة الطباطبائي، للوصول إلى الله -تعالى-، وهو جواب لشاب طلب منه برنامجا للوصول إلى الله تعالى.. الرسالة الأولى للتوفيق وبلوغ القصد، عليك أن تشمر على ساعد الهمة، وتتوب إلى الله، وتبدأ بالمراقبة والمحاسبة بالكيفية التالية: عندما تستيقظ في كل صباح، عليك أن تنوي بجد وإخلاص، أن تبتغي مرضاة الله -عز اسمه- في كل عمل تؤديه.. فإن وفقت لذلك، فإنك سوف تنظر للنفع الأخروي في كل عمل، لدرجة تتجنب معها أي عمل ليس فيه نفع أخروي، أيا كان ذلك العمل.. وعليك الاستمرار على هذه الحالة حتى يحين موعد نومك، فتتأمل لأربع أو خمس دقائق قبل النوم، في الأعمال التي ارتكبتها طوال اليوم، وتستعرضها واحدا تلو الآخر.. فتشكر الله -سبحانه وتعالى- على كل عمل يطابق رضاه، وتستغفر على كل عمل لا يرضي الله. استمر على هذا النهج كل يوم، فقد يكون صعبا وشديد المرارة في باديء الأمر؛ ولكنه مفتاح النجاح والفلاح. كما أوصيك بتلاوة السور المسبحات في كل ليلة قبل النوم إن أمكن وهي: سورة الحديد، والحشر، والصف، والجمعة، والتغابن.. إن أمكن، وإن لم تتمكن فسورة الحشر فقط. وبعد عشرين يوما من ممارستك لهذه الأعمال، اكتب لي عن حالتك، وسيكون التوفيق حليفك إن شاء الله والسلام عليكم محمد حسين طباطبائي وبعد أن أكملها الشاب، ووصل لمقام معين.. أرسل له العلامة لرسالة عجيبة ثانية لعشرين يوما أخرى، وانتهت برسالة ثالثة للعشرين يوما الثالثة، لتشكل كلها ستين يوما. الرسالة أعلاه كتبت قبل ثلاثين سنة، ولا يعلم من الشاب ولعله الآن من العرفاء!..
مشترك سراجي
/
---
{قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله}.. انتهى!..
أم
/
---
أكثر من الصلاة على محمد وآل محمد (اللهم صل على محمد وآل محمد)!.. جاهد نفسك، فإنه أعظم الجهاد في سبيل الله!..
بركة الله
/
الاحساء
توجه القلب وحضوره، واستشعار نور وعظمة الله.. كلها عوامل مساعدة.. جعلنا الله وإياكم من صوامه وقوامه!..
موس الفائزي
/
العراق
المسألة غاية في الخطورة، ومقتضى تسديد الرأي لهكذا نفس، أثقلت إلى حد الشكوى من سبيل سموها، هو التوجيه والإهتداء إلى دائها حتى يتم تشخيصه تشخيصا مشتركا بين السائل والمسوءل؛ بعيدا عن الاقتراح.. وأنا خادمكم أدلي برأيي المتواضع: إن المسألة إذا خضعت للاقتراح، وتعددت الاقتراحات في محمولها.. أصبحت من المسائل التي تهوي في هفوة اللامبالاة. أخي الكريم!.. ابحث عمن أثقل جناحك من أن تطير بفضاء العطاء الإلهي، في زمن فيه ليلة خير من ألف ليلة من ليالي العمر المحاطة: إما بمعازف إبليس العدو الأول، أو بقرع طبول هوى النفس، أو بما عرضته الدنيا من زينة خاسرة!..
بنت الزهراء
/
---
تقرب إلى الله بقراءة القرآن، واجعل توجهك لله، وابتعد عن كل الملهيات!..
أم محمد باقر
/
الأحساء
أخي الكريم!.. أفتتح يومك بقراءة جزء من القرآن، وأدعية شهر رمضان النهارية. وابتعد عن مشاهدة المسلسلات الرمضانية، التي تعرض على التلفاز، وركز على المحاضرات الدينية، سواء كانت بالكمبيوتر أو في التلفاز.
akher al anwar
/
ksa
لقد تفضل الله -سبحانه وتعالى- علينا، حينما دعانا لضيافته -في شهر رمضان المبارك-، لكن -مع الأسف الشديد- فالقليل من الناس من تتحقق لهم هذه الضيافة بكل معنى الكلمة، ولذا حرصاً على أن نحقق ذلك، ولو بأدنى المراحل، ينبغي علينا مراعاة النقاط التالية: أولاً: إن الإعداد لمجموعة من البرامج الروحية والتربوية والتهذيبية للنفس، والإصرار على تنفيذها خلال شهر رمضان، هو خير وسيلة تعيننا على استنقاذ رقابنا من النار، كما وتعيننا على جعل هذا الشهر الكريم خير شهرٍ مر علينا. والقرآن الكريم يحتل الحيز الأكبر في هذا الشهر الفضيل، حيث قال رسول الله (ص): "إن هذا القرآن مأدبة الله"، فقد دعانا الله -عز وجل- لقراءة القرآن الكريم في هذا الشهر -شهر القرآن-، ويقول أهل المعرفة: إن الصيام، وإن كان مشقة وتعباً للصائم، فإن سماع آيات القرآن يرفع تلك المشقة. وقد من الله علينا بأن جعل أنفاسنا فيه تسبيح، ونومنا فيه عبادة، وبمحاولات بسيطة ومتواصلة من قبلنا خلال -الشهر الكريم- تجعل لنا نصيباً من هذه الضيافة.. فلكل ليلة من لياليه صلاة مخصصة كما ذكر في كتاب "مفاتيح الجنان"، فلتكن لكم وقفة بين يدي الرب الكريم حسب المستطاع.. تخير من الصلوات ما يمكنك أدائها، فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها.. وأمامك في المفاتيح الكم الهائل من أدعية أئمة الهدى -عليهم السلام- والتي ينبغي الوقوف عندها، أو عند بعضها. والاستغفار محطة ضرورية في كل شهور السنة، فكيف بشهر رمضان؟!.. ثانياً: من أفضل الأعمال أيضاً صلة الرحم، بل واستضافتهم.. فكما تتلقى الضيافة من رب السماوات والأرض، فالأجدر بك أن تتخلق بأخلاق الله -تعالى- وتقوم باستضافة عيال الله، ولو بشق تمرة. قال رسول الله (ص): "أيها الناس، من فطر منكم صائماً لله في هذا الشهر، كان له بذلك عند الله عتق رقبة، ومغفرة لما مضى.. فقيل: يا رسول الله، وليس كلنا يقدر على ذلك فقال -عليه الصلاة والسلام -: " اتقوا النار، ولو بشق تمرة".. فكل من فطر في هذا الشهر المبارك صائماً، فله ثواب من أعتق رقبة، وغفرت ذنوبه، هل يعطي الله ثواب عتق رقبة، أم أن الصائم يحرر نفسه؟.. فقالوا للرسول (ص)، هذه الفضيلة لمن فطر صائماً واحداً، ونحن لا نقدر عليها، فكيف نصل إلى هذا الفيض من الثواب؟.. فقال (ص): أنتم تستطيعون ذلك ولو بنصف تمرة، فقد كانت تلك الأيام صعبة، فإعطاء تمرة يحسب إفطاراً. (وهو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله) فأنتم ضيوف الله في هذا الشهر، وعلى المضيف أن يعمل مثل صاحب البيت، فالله -عز وجل- "يُطْعِم ولا يُطعَم"، وعلى الإنسان أن يكون كذلك.. فإذا كان الله -سبحانه- يتصف بالعطاء، فيجب أن يكون طبع الإنسان العطاء؛ لأنه ليس هناك أفضل من اليد المعطية.. واليد الآخذة يد وضيعة، والله لا يحب اليد السائلة، بل يحب اليد الكريمة.. فالذي يسعى لإطعام الناس، هو صاحب يد عالية في الجنة (اليد العليا خير من اليد السفلى). (... تصدقوا على فقرائكم ومساكينكم...) فمن أهداف الصوم، طلب الفوز يوم القيامة، كما أنه يدفع لمساعدة الفقراء والمساكين، بقصد القربة إلى الله -تعالى- بنحو لا تصاحبه المنة.. كما ذكر في كتاب "أسرار العبادة" للآملي. ثالثاً: إن مبدأ حساب السالك إلى الله -تعالى- هو شهر رمضان، فالخريف هو مبدأ سنة المزارع، إذ أن محصوله السنوي من فصل الخريف، وشهر رمضان هو مبدأ حساب السالك إلى الله -سبحانه-، فمن شهر رمضان إلى شهر رمضان الذي يليه، يحسب السالك المرحلة التي هو فيها.. لذا فكل سالك إلى الله يترتب عليه مراقبة شديدة لكل ما يقوم به، حتى يودع هذا الشهر الكريم، ولديه ثماره التي تعيننه على متابعة المسير إلى الله - تعالى- إلى رمضان القادم، أو بالأصح حتى يعرف إلى أين وصل في مسيره إليه -تعالى- بعد هذا الشهر. رابعاً: ومن أجمل المحطات في هذا الشهر الكريم، ليالي القدر والتي يتفضل فيها أرحم الراحمين بهباته وعطاياه على من يشاء من عباده.. فاجتهد في هذه الليالي!.. خامساً: أنصحك بقراءة كافة المحاضرات التربوية لسماحة الشيخ حبيب الكاظمي -حفظه الله- من خلال الموقع المبارك. وختاماً: أهديك هذه المقتطفات من ومضات سماحة الشيخ محمد الصفار -حفظه الله- والتي يوضح فيها كيف تحول شهر رمضان من شهر الرحمن إلى شهر المسلسلات والبرامج اللاهادفة، والتي تملأ الشاشات خلال الشهر الفضيل، والتي انصرف إليها الكثير من الناس؛ تاركين فيوضات الحق -تعالى- ورحماته. لقد انشغل الشباب من الذكور والإناث بالمسلسلات الرمضانية، والحرص على معرفة أوقاتها وقنواتها، وبرامج إعادتها؛ كي يتمكنّوا من مشاهدة القسم الأكبر منها. موضحاً ذلك بقوله: (تفرض العروض واقعها بقوة تكاد تجبر الناس على السير وفق إعلاناتها، بفعل التأثير الجاذب والجارف لها، فتذهل وتسكر وتجر الناس لاتجاهات قد تختلف تماما في أهدافها عن الأهداف التي رسمها الله -سبحانه وتعالى- لعباده في شهر رمضان المبارك). وقد غفل الناس عن انتهاز فرص غياب الشيطان في هذا الشهر.. حيث يقول المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم-: «إذا كان أول ليلة من رمضان، فتحت أبواب الجنان، فلم يغلق منها باب.. وغلقت أبواب النار، فلم يفتح منها باب.. وصفدت مردة الشياطين». وقد أشار في مقالته إلى مجموعة من الأحاديث التي وصفها بأنها ذات دلالات معنوية مهمة وعظيمة، بعيدة كل البعد عن محسوسات البشر ومشاهداتهم. قائلاً: (إن هذه الأحاديث تتحدث عن الهم الأكبر الذي يغفله الإنسان عادة، وعن الهدف الحقيقي والرئيسي الذي يتناساه، لتتحرك هذه الأحاديث نحو هدف استراتيجي، وهو انتشال الإنسان من هوس التسلي وضياع العمر، إلى استثمار لحظاته وأنفاسه لاغتنام عروض شهر رمضان الإلهية، وهداياه الثمينة، وذلك حين يفكر الإنسان في المسار الذي يعتقه من النار ويوصله إلى الجنة. إن علينا أن نجهز أنفسنا بأمرين لاستقبال شهر رمضان: أن نعيش حالة اللهفة والترقب لحلوله؛ فرحين مطمئنين سعداء به وبمقدمه، وذلك بالدعاء والابتهال إلى الله أن يتيح لنا فرصة بلوغه، وأن يرزقنا الصحة والعافية لصيامه وقيامه، وقد وردت الأدعية كثيرة في ذلك كقول الرسول الأكرم: «اللهم!.. سلمنا لشهر رمضان وتسلمه منا، وسلمنا فيه حتى ينقضي عنا شهر رمضان وقد عفوت عنا وغفرت لنا». إن الكثير ممن يأنسون بمسلسلات التلفاز، وبرامج المحطات الفضائية، ويستمتعون بها بديلا عن الدعاء والعبادة والتفكر في أيام شهر رمضان ولياليه، عدا عن أنهم يضائلون فرصهم في عتق رقابهم من النار، فإنهم يعيشون عقابا دنيويا لا يشعرون به. الطاعة شرف، وحرمان الإنسان من التشوق لها عقاب.. ومسكين من لا يلتفت لهذا العقاب، في حين يضعف تفاعله مع العبادات والطاعات والبرامج الروحية، إنه نوع من الاستدراج الخطير على آخرة الإنسان ودنياه، يقول تعالى: ﴿سنستدرجهم من حيث لا يعلمون﴾. لو أردنا صيام الفوز والربح في إعتاق رقابنا من النار، فعلينا أن نعد العدة لذلك الصيام، ليتحول شهر رمضان إلى فرصة تساوي حياة الخلود في الآخرة.. أما إذا أردنا مجرد أداء واجب الإمساك عن الطعام والشراب من الفجر حتى الغروب، فيمكننا أن نطيل النوم بين الفجر والغروب، وأن نسعى وراء التسلية بكل ما يتاح لنا من ملهيات.. والقرار في نهاية المطاف بأيدينا).
أم زكية
/
البحرين
أخي العزيز!.. كن مع الله وحده، لا تشرك معه أحدا، لا تأنس بمجالس الناس وكلامهم الكثير، والذي ربما يجعلك تقع في مغبة ذنوب أنت في غنى عنها: كالغيبة، أو اللهو بمواضيع من هموم الدنيا. أذكر الله دائما، أذكره بذكر يجري على لسانك، أو تسبيح، وبكل خشوع في قلبك.. أو بجهر بقراءة قرآن، أو بصلاة تكون كلك بين يديه في خشوع وإذلال.. لتكن روحك معلقة بحب الله. وعليك بالاستغفار الدائم، من هفوات تصدر من خلال جوارحك، وكن على ثقة بأنه هو الغفور الرحيم.. ناجيه من كل قلبك، بأدعية وبكلمات صادقة راجية من صميم قلبك.. كن معه في كل لحظة من لحظات يومك، ليكن صومك عن كل شيء، إلا بذكر الله.. إجعله الفاكهة اللذيذة، التي تعطر لسانك وقلبك، ولتنتشي به روحك.. كلنا على علم بأصول الصوم المقبول بشكله الظاهري، ولكن لنتمسك ولنكون على معرفة بأسرار الصوم الذي طلبه الله من عبيده.. صوما مقبولا!..
حبيبي الله
/
لنرويج
حاول -أخي الكريم- أن تتذكر الله -سبحانه وتعالى- دائما، كلما غفلت.. فهذا سوف يساعدك إن شاء الله!..
مشترك سراجي
/
---
إن شهر رمضان له ميزات، تختلف عن غيره من الشهور.. فيجب علينا الاستعداد له، والطلب من المولى الجليل التوفيق. ويمكن لنا وضع برنامج خاص مثل: قراءة جزء من القرآن بعد كل فريضة، والالتزام بدعاء الافتتاح، وأدعية السحر، والزيارة الجامعة.
جنني حب حسين
/
البحرين
(فلسفة الصيام) ... من خطبة للعلامة المدني (قده) من خطبة الجمعة الأولى للمرحوم سماحة الشيخ سليمان (قده) نجل الشيخ محمد علي (قده) المدني التي ألقاها بجامع جدحفص في 8 شهر رمضان 1414هـ المصادف 18 شباط 1994م راجع كتاب الكلمة الطيبة / المجلد الأول / ص 248 - 250 ..... عباد الله، أوصيكم ونفسيَ قبلكم بتقوى الله سبحانه، واستشعار خوفه وسطوته، والتسابق في مضمار طاعته وعبادته.. فأَقبِلوا رحمكم الله بوجوهكم على عوالم النُّور، وتحصيل أسباب البهجة والحَبور.. وغُضُّوا أبصاركم عن زهرات دار الغرور، المملوءة بالأكدار والشرور.. وبادروا في هذا الشهر الذي هو أفضل الشهور، فادخلوا من باب التوبة على ما فرَط منكم من الحوبة.. وأكثروا في هذه الليالي من الاستغفار، واعملوا على فكاك رقابكم من النار، فإن ربكم سبحانه عفوٌّ غفار. واعلموا أيها الإخوان الصالحون، والأخلاء الناصحون، أن الصيام ليس هو مجرد ترك الشراب والطعام، بل لا بد مع ذلك من كف اليدِ واللِّسان من قبيح الأفعال والكلام، وتنقية الباطن من رين المعاصي والآثام، ومراقبة ذي الجلال والإكرام، في الحلال والحرام.. فعن النبي صلى الله عليه وآله الكرام أنه قال: "من صام شهر رمضان إيماناً واحتساباً، وكفَّ سمعه وبصره ولسانه عن الناس: قبل الله صومه، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وأعطاه ثواب الصابرين". "وعنه صلى الله عليه وآله وقد سمع امرأةٌ تسبُّ جاريةً لها وهي صائمة، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله بطعام، فقال لها: كُلي, فقالت: إني صائمة، فقال: كيف تكونين صائمة وقد سببت جاريتك؟.. إن الصوم ليس من الطعام والشراب فقط" . وعن أبي جعفر عليه الصلاة والسلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لجابر بن عبد الله رضي الله عنه: "يا جابر، هذا شهر رمضان: من صام نهاره، وقام ورداً من ليلِه، وعفَّ بطنه وفرجه، وكفَّ لسانه.. خرج من ذنوبه كخروجه من الشهر، فقال جابر: يا رسول الله، ما أحسن هذا الحديث!.. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا جابر، وما أشدَّ هذه الشروط". وعن الإمام الصادق صلوات الله عليه أنه قال: "إن الصيام ليس من الطعام والشراب وحده، إنما للصوم شرطٌ يحتاج أن يُحفظ حتى يتم الصوم، وهو صمت الداخل، أمَا تسمع ما قالت مريم بنت عمران: {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيّاً}؛ يعني صمتا؛ فإذا صمتُم: فاحفظوا ألسنتكم عن الكذب، وغضُّوا أبصاركم، ولا تنازعوا، ولا تحاسدوا، ولا تغتابوا، ولا تماروا، ولا تكذبوا، ولا تباشروا، ولا تخالفوا، ولا تَغاضَبوا، ولا تَسابُّوا، ولا تشاتموا، ولا تفاتروا، ولا تجادلوا، ولا تتأدوا، ولا تظلموا، ولا تسافهوا، ولا تضاجروا، ولا تغفلوا عن ذكر الله وعن الصلاة.. والزموا: الصمت، والسكوت، والحلم، والصبر، والصدق، ومجانبة أهل الشر.. واجتنبوا: قول الزور، والكذب، والفرية، والخصومة، وظن السوء، والغيبة، والنميمة.. وكونوا مشرفين على الآخرة، منتظرين لأيامكم، منتظرين لما وعدكم الله، متزودين للقاء الله.. وعليكم: السكينة، والوقار، والخشوع، والخضوع، وذِلَّ العبيد الخيف من مولاه.. خيرين، خائفين، راجين، مرعوبين، مرهوبين، راغبين، راهبين، قد طهرت القلب من العيوب، وتقدست سرائركم من الخبث".. إلى آخر كلامه عليه صلوات الله وسلامه. واعلموا أن أشدَّ ما يذهب بفضل الصيام، بل أوجب القضاء به أكثر العلماء الأعلام، هو الكذب على الله -سبحانه- ورسوله، والأئمة المعصومين -عليهم جميعاً صلوات رب العالمين-، والغيبة، والنميمة.. وقد ارتحتم بحمد من الكذب عليه -سبحانه- وعلى رسوله، وأوليائه.. فنزهوا أنفسكم عن أكل لحوم إخوانكم، وذكر سوْءات من جعلهم الله في العقيدة شركاءكم.. ألا وإن الغيبة تأكل الحسنات، كما تأكل النارُ الحطب.. وإياكم والنميمة!.. فإنها مَدعاة لإثارة الفتنة، ونشر الخصومة.. لكنْ إذا ذكر أحدهم عندك شخصاً بالسُوء، فاردد عليه، وانهه عن مواصلة كلامه.. فإن لم يستجب لك، فقم عنه واقطع مجالسته، ولا تنقل ما سمعته لصاحبه. فبادروا رحمكم الله إلى غسل القلوب من أدرانها، واعملوا على فكاك الرقاب من وثاق نيرانها، واستغلوا حلول شهر رمضان، فإن طلب المغفرة فيه تقع في مظانِّها، فأنتم فيه على ضيافة الله، قد نشر عليكم رِداء رحمته، وبسط لكم موائد بِرِّه وكرامته، وأقرع لكم كؤوس لطفه وشفقته.. فلا تضيِّعوا هذه الفرص التي تمرُّ مر السحاب، ولا يدرك أهميتها إلا ذوو الألباب. وفقني الله وإياكم للاستعداد ليوم الحساب، وجمعني وإياكم في دار الكرامة مع السادة الأطياب عليهم صلوات رب الأرباب. إن أبلغ ما قرع أسماع الأنام، وأذعنت له النفوسُ بالإجلال والإكرام، كلام الله الملك العلام. أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَد}. وأستغفر الله لي ولكم إنه غفورٌ رحيمٌ وتوابٌ حليم.
نور الهدى
/
العراق
الأخت صاحبة المشكلة!.. توجهي إلى الله -تعالى- بقلب صاف، خاصة ونحن في آخر شهر شعبان.. وأنصحك بالالتزام بقراءة أدعية شهر رمضان الموجودة في كتاب مفاتيح الجنان.
ملاك الروح
/
المملـكـة (الدمآم)
كُل مِنـا يحتار في أمر نفسـه، ويتمنى لو يُغيرها، لأجل استقبال كُل شهر كريم، وبالأخص شهر الله ألا وهو رمضان المُبارك. وأهم ما يجب أن تفكر به -أخي الكريم- هو محاولة ختم القرآن الكريم في هذا الشهر المُبارك، حيث أن له أثرا كبيـــــــــرا. وكذلك عليك أن تكون على يقين من أن هذا الشهر، هو تجديد لروح المرء، سواء بالتعبد، أو الصوم بزيادة الصبر لديه. استغل هذا الشهر بالأدعية كثيراً، والصلوات أيضاً. ولا تنسنا من دعائكم، فنحنُ أحوج إليه، وبالأخص مولانا صاحب العصر، لا تنسوه من دعواتكم.
النوراء
/
العراق الجريح
ماعليكم سوى التوكل على الله، في التورع عن محارم الله، من أصغر شيء في حياتكم، إلى أكبر شيء!..
أم عبد الله
/
---
أعاني من نفس المشكلة أنا أيضاً، والذي يزيدني هماً، هو أن زواجي سوف يكون في إجازة الفطر القادمة -إن شاء الله- مما سيجعل تفكيري محصوراً فقط في أمور وتفاصيل ذلك الزواج، وهذا مما سيزيدني بعداً عن الله سبحانه وتعالى!..
أنوار الزهراء
/
البحرين
أختي المؤمنة!.. قرأت مشكلتك، ووددت أن أرد عليك بحسب معرفتي، ويتهيأ لي بأن هذا الشيء يعتمد على مدى عزيمتك في استقبال هذا الشهر الكريم.. فإذا كان عندك عزيمة وإرادة في تحسين عبادتك لله -سبحانه وتعالى- سيدفعك هذا الشيء للأفضل، وإن شاء الله يكون هذا الشهر أفضل الشهور!.. وسلي الله التوفيق، فالله لا يرد سائله!..
عبدالله المرهون
/
القطيف
سأل الإمام علي (عليه السلام) النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): يارسول الله، ماأفضل الأعمال في هذا الشهر؟.. قال: التورع عن محارم الله. فيجب علينا أن نعمل بما قال صلى الله عليه وآله، وأن لانقنط من رحمة الله مهما وصلت ذنوبنا.. ولنعلم أننا في حرب دائمة مع الشيطان، وأن الله يبتلي عبده؛ لأنه يحب أن يرى تضرعه إليه.. فلنتضرع جميعا إلى الله!..