Search
Close this search box.

أمرت الشريعة المقدسة بصلة الأرحام والتزاور معهم، ولكني عندما أزورهم لا أشعر بالأنس معهم من ناحية، ومن ناحية قد يوقعني في الغفلة أو المعاصي: كالهذر حول متاع الحياة الدنيا، أو الحديث المحرم عن الآخرين، أو الجلوس أمام التلفاز فيما لا يحل؛ مما يشجعني على قطيعة الرحم، وعدم التزاور معهم.. فكيف أجمع بين صلة الرحم من ناحية، وعدم الوقوع في سلبياتهم من ناحية أخرى.

شوق
/
البحرين
1) في حال استطاعة الخروج من المجلس: اخرج بداية الغيبة، مع شرط: أن تقطع حديثه بالسلام عليه وعلى الجماعة، حتى يشعر هو والجماعة، أن الكلام غير محبب.. وبالتالي، فإنهم يعرفونك وإذا صادف وسافرت معهم، لا يقدموا على هذا العمل مرة أخرى. 2) إذا لم تستطع الخروج من المجلس: قم بدور الدفاع عن الشخص المغتاب بأقصر الكلام، مثلا: لا لم يكن قصده، أو أنه أحسن لي... الخ.. وهذه مقاومة للشيطان وتعليم الآخرين. 3) إذا لا تستطيع المواجهة مع المغتاب: ما عليك سوى التكلم في موضوع مختصر ومفيد للأخرين، مع شخص موجود بنفس الجلسة، ولكن بعالي الصوت، وبلطيف في نفس الوقت؛ حتى تشوش على المغتاب؛ ولكن في بداية الغيبة.
اسألكم الدعاء
/
ايران
من ناحية: صلة الرحم جميلة جدا، ليس فقط من جهة الترابط الاجتماعي؛ وإنما هي تربية نفسية بالنسبة إلى المؤمن.. قد يهوي الجليس معهم وهم يخطئون؛ ولكن قد أستفيد أنا من تنافس نفسي مع المحرمات، بتكرار الذهاب.. قد أتبع خطيئتهم مرة وثانية؛ ولكن بتأنيب الضمير النفس قد تصبح واعية، وأعدها أن أوجه المجلس الوجهة الصحيحة، وبالتالي فإنهم يستفيدون منه.
ابواحمد
/
السعودية
كلامك صحيح -يا أخي- أصبحت زيارة الأرحام -للأسف- فيها ما يغضب الله -سبحانه وتعالى-، حيث تكثر فيها الغيبة -للأسف الشديد-.. حتى أصبح الشخص يفكر ألف مرة قبل زيارة أرحامه، خاصة إذا كانوا من كبار السن؛ لأنهم لا يقتنعون بما نقوله لهم: من أن الغيبة حرام!..
مشترك سراجي
/
---
في حالتك -أخي العزيز- فإنك غير مجبر للعيش معهم يوميا، بل يكفي التواصل معهم ولو ساعة واحدة فقط أسبوعيا.. ومن خلالها تستطيع أن تعطي بعض الاقتراحات والأفكار، التي تقوي العلاقة مع الله -عز وجل- وأهل البيت (ع).. وفي معظم الأحيان، يكون هناك نتيجة طيبة في ذلك؛ لأن الإنسان بطبعه يشعر بالتقصير أمام الله، حين تكون حياته مملوءة بأحاديث الدنيا. *اللهم اجعلنا كما تحب*
أم محمد
/
السعوديه-الأحساء
في عصرنا الحالي -للأسف الشديد- لم يعد الاستئناس بزيارة الأقارب كما كنا من سنوات مضت.. النفوس مالت إلى المحرمات أكثر من ميلها إلى ما يقربها من الله -عز وجل-، ومن يحب الأستئناس بما أحل الله، فهو معقد.. ديننا في خطر، ومبادئنا الإسلامية في خطر، نحن جعلناه هكذا كمسلمين للأسف الشديد. أخي الكريم!.. أوصانا حبيبنا المصطفى بصلة الرحم.. ولكن أنا أجد لك حلا مما تشكو منه، وهو اختصار مدة الزيارة، وكذلك بأسلوبك المرن، قدم النصيحة إذا تمكنت من ذلك.. نحن نعاني من هذه المشكلة، وخاصة من يريد رضا ربه.
أم السيد عباس
/
البحرين
عليك بعمل برنامج لزيارة الأرحام، وعادة ما يكون يوم الإجازات والعطل الرسمية والمناسبات.. فلا تضيع هذه الأوقات عليك، وقم بالسلام عليهم عن طريق: رسالة أو هاتف.. هذا إذا لم تستطع التواصل بالزيارة.
مشترك سراجي
/
---
من الواجب على المؤمنين، صلة أرحامهم بأي طريقة من الطرق الصحيحة.. إذا لم يصل الإنسان رحمه، قد يصبح كالشجرة بدون أغصان، ليعرف من أين هو؟.. فصلة الرحم: تطيل العمر، وتوسع الرزق.. يقول الإمام الصا دق (ع) في باب مكارم الأخلاق: ثلاثة من مكارم الدنيا والآخرة: أن تعفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك، وتحلم إذا جهل عليك.. فالواجب علينا أن نأخذ بهذه المقولة، ونصل رحمنا.
ابونور
/
البصره(ابي الخصيب)
أحاول أن أصل هكذا أقارب بواسطة الهاتف، وأسأل عن حالهم.. بهذا أسقط هذا الواجب؛ خوفا من الوقوع في المعاصي.
وهب طاهر
/
الأحساء
يجب أن لا تقطع علاقاتك بذوي رحمك، وأن تقطع الهذر والحديث المحرم على الآخرين.. واعلم أن ذلك العمل صعب، ولكن رضا الله أفضل!..
عماد
/
السويد
أخي الكريم!.. صلة الأرحام مما هو مثبت: أنه يطيل الأعمار، ويزيد الأرزاق.. وأنت عليك هذا الواجب، بغض النظر عن عدم انسك بهم.. ولا أتوقع أن تقع في غفلة، بالعكس افتح معهم أحاديث وقصص أهل البيت -عليهم السلام- وذكر الآخرة؛ مما يزيد في حسناتك، وإن كانوا غير راغبين في حديثك في الزيارة الأولى.. ولكن -إن شاء الله- في المستقبل إن الله يحبب لقائهم بك؛ لأنك مخلص في حديثك لله -جل وعلا- ما كان لله ينمو. ولا تظن أنك مذنب إذا زرتهم، ونظرت إلى التلفاز.. وإذا نظرت إلى التلفاز، وشاهدت شيئا لا يرضي الله؛ فاطلب منهم بكل أدب أن يغلقوا التلفاز، وقل لهم: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا.. والناس نيام، إذا ماتوا انتبهوا، وقال النبي الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم): اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل. والسلبيات التي ذكرتها هي أايضا من واجباتك الشرعية اتجاه أرحامك؛ لأن أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: اعلموا أنكم مسؤولون حتى عن باطن الأرض. وأنت بعملك النبيل هذا بالتأكيد سوف تهدي واحدا على الأقل من أرحامك، وتكون كما قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): يا علي!.. لو اهتدى بك شخص، خير مما طلعت عليه الشمس. والشمس على الأرض وما فيها.. أي أنت بعملك هذا، وهو هداية الأرحام؛ خير لك عند الله من الأرض وما فيها.. وإذا لم تستطع، فبقلبك نكران المحرم.
عابر سبيل
/
كندا
يعرف المرء نفسه في الابتلاءات، ويزن تقواه في المطبات.. فليس التقوى أن تغلق عليك بابك؛ لتتجنب النظرة الحرام، ولا أن تكف عن الكلام؛ لئلا تسب أاحداً أو تستغيب أحداً.. بل أن تدخل في معترك الحياة وتتزود، وخير الزاد التقوى. ومن خلال تجربتي الشخصية، وجدت أن التفرغ للعبادة، لا يبني الإنسان بناء حقيقيا، ما لم تصقل الحياة هذا البناء.. فكم من عابد يعتقد أنه في حصن منيع من الشيطان، لا يلبث أن يكتشف أن حصنه أوهن من بيت العنكبوت في أول اختبار.. فقوة البناء تكمن في سد الثغرات، ولاتسد الثغرات إلا بعد اكتشافها، ولا يكون اكتشافها إلا إذا عرضت البناء إلى الاختبارات الطبيعية، التي لابد أن يتعرض لها في هذه الحياة الدنيا. أن تجلس في البيت، تسبح وتقرأ القرآن، وتعتقد أنك في حصن منيع؛ فأنت مخطئ.. استعن بتسبيحك وقرآنك، واخرج إلى الشارع!.. فإن رأيت الفاتنات، وتجنبت النظرة الحرام؛ فأنت على خير.. وإن عملت، وكنت أمينا في عملك؛ فأنت على خير.. وإن أساء إليك أحدهم، وقابلته بالعفو؛ فأنت على خير.. وهكذا مع رحمك فإن لم يوافق هواك، ووصلته؛ فأنت على خير.. وقد أوصانا ديننا بوصل من قطعنا، فضلا عمن خالف هوانا. والحقيقة: أن تزور رحمك، أو تتصل به، ليس بالمهمة العسيرة.. فالاتصال السريع، والزيارة السريعة؛ يجنبانك ضياع الوقت، والخوض في ما لا يرضي الله سبحانه.. ولكن التحدي في أن يزورك رحمك، وهنا تكمن مهارة الإنسان في إدارة دفة الحديث، وإشغال الضيف عن ذكر مساوئ الناس.. وفي اعتقادي: أن أخوض في مواضيع لا جدوى منها -إذا كنت عاجزا عن الخوض في المفيد- خير لي من الخوض في الحرام، وهذا أضعف الإيمان. وظني بالغفور الودود، أنه يسدد من يراه حريصا على مرضاته، وتجنب ما يسخطه.
اما آن الاوان
/
عمان
أخي الكريم / أختي الكريمة!.. إذا كنت خائفا من الوقوع في الغفلة والمعاصي، فما بالك بأرحامي الذين يبحثون عن أي شيء لينغصوا لي حياتي، أو يعايروني بما لديهم، وليس لدي.. هؤلاء أرحامي، فماذا أابقوا للغريب؟.. وفوق كل هذا هم لايأتون لزيارتنا أبدا، وإذا أنا ذهبت لزيارتهم لقيت ما لا يسرني.. صدقوني لا أذكر مرة اجتمعت فيها معهم، سمعت شيئا يسرني، ويفرج ضيقي.. بل بالعكس دائما ألقى الانتقاد بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.. ومع هذا كله فأنا أحاول إبقاء الاتصال عن طريق الرسائل القصيرة.. والله يهدي الجميع!..
منير
/
الكويت
إن موضوع صلة الأرحام بشكل خاص، والتواصل مع جميع البشر وغيرهم بشكل عام، يوجد له ضوابط وحدود في شريعتنا الغراء، ومنهج أهل البيت في التواصل مع الآخرين منهج له لذة خاصة وشعور مريح جداً، مهما كان الطرف الآخر سيء. إخواني وأخواتي!.. من خلال خبرتنا المتواضعة في هذه الحياة الجميلة والممتعة، وباتباع منهج أهل بيت محمد -صلى الله عليه وآله وسلم - والذوبان في المرضاة الإلهية والحب، بل والعشق مع الرب؛ يجعل كل شيء جميلا وسهلا ويسيرا. وكونوا -إخواني في الله- على يقين بأن من يتقي الله يجعل له مخرجا، فلتكن -يا أخي السائل- أنت المسيطر في كل الأحوال، من خلال اتكالك على الله، وطلب الاستعانة والنصر منه -عز وجل- خلال تواصلك مع الآخرين.. وانظر لهم نظرة رحيمة، وبأنهم عيال الله (الحكمة موجودة في موقع السراج) وخلق الله، ولا تقع مسئولية حسابهم عليك.. بل في هذه الحالة أكثر من شكر الله وحمده، بأن الله عافاك مما ابتلاهم، واطلب لهم الهداية.. واجعل لهوهم ولغوهم دافعا لك، لتنطلق إلى الأمام في المسير إلى الرضوان الإلهي.. فالدنيا ساعة، لنجعلها طاعة، كما أوصانا إمام المتقين علي بن أبي طالب (عليه السلام).
ومالي لا ابكي ولا ادري الى ما يكون مصيري
/
الامارات
أخي الكريم!.. كثرت المعاصي في زماننا، وقلت الطاعات والخيرات.. اهرب من المعاصي، هروبك من النار!.. إن كان لديك القدرة على معرفة هدايتهم وتوجيههم، فاسع لذلك.. وإن فعلت فلقد حزت على أجر عظيم: أجر الصلة، وأجر الهداية. وإن كنت لا تعلم، ولكن لديهم قابلية للهداية.. فاسأل وتعلم واسع في هدايتهم؛ يزيد في أجرك. وإن كان ليس لديهم قابلية، بل هم من المعاندين والمستهزئين.. فصلهم، ولكن قلل وقت الزيارة، وتواصل معهم ولو بالاطمئنان عنهم عن طريق الهاتف، وأحسن إليهم إن استطعت.. وحتى لا تضجر إذا أمكن أن تصحب أحدا معك يؤنسك ويساندك.. ولا تقطعهم ما داموا يتقبلوك، وصل رحمك ولو بالسلام كما قال رسولنا الأكرم (ص).
مفيد العبدي
/
---
في الحقيقة: إن صلة الرحم لها شأن كبير عند الله عز وجل، حتى عند حدوث مشكلة ما، مع أي من الأقارب؛ فيجب أن لا تستمر الخلافات بينهم.. وذلك إما أن تكون هناك مناسبة مثلاً: مناسبة العيد، أو مناسبات لأهل البيت، من مولد أو وفاة؛ كي يتم الاعتذار عن الخلاف، وعدم استمراريته. حتى وإن كانت هناك تصرفات تجرك إلى أن تقع في المحرم، فلا يجب عليك قطع الرحم؛ لأنك لن تستمر في الجلوس أكثر من ساعة، لأنك في تلك الساعة سوف تسأل عن أحوالهم وعن جميع مشاكلهم. وأريد أن أوضح: أن المحرم في وقتنا هذا قد زاد، وعلى سبيل المثال (لو أنك واقف في إشارة ضوئية، سوف تكون السيارات التي من حولك، فيها شخص قد جعل صوت المسجل يرتفع بالأغاني الصاخبة) رغم هذا كله فإنك مجبور على الوقوف؛ لكيلا تعرض نفسك وغيرك للخطر.
عاشقة كربلاء
/
سعوديه
زيارة الأرحام تطيل العمر، وتغفر الذنوب.. ويمكن زيارتهم والجلوس معهم، بدل ساعة نصف ساعة.
الكويت
/
الكويت
ابني!.. ورد عن المعصومين -عليهم السلام- الحث الشديد على صلة الأرحام.. وعليه وبناء على ما ذكرت من المحظورات، فلتكن الزيارة في مناسبات دينية فقط: كالأعياد الإسلامية، وشهر رمضان.. ولتكن الزيارة مختصرة.
حسام ..
/
السعودية
صل رحمك مهما كانت الظروف: بالاتصال، أو الرسالة على أقل التقادير!.. لا يمنعك مانع. إذا كانت الزيارة تؤثر على سلوكك، وتؤثر في روحانيتك.. حاول اجتناب اللقاء، واكتفي بالشيء اليسير.. أو اختر الظرف والوقت المناسب، الذي يجعل الأوضاع أكثر ملائمة، لئلا تقع في المحظور وتتلوث نفسك الطاهرة إن شاء الله.
سيد صباح بهبهاني
/
Ingolstadt - Germany
أمرت الشريعة المقدسة بصلة الأرحام والتزاور معهم.. هذا هو نص السؤال الموجه وفيه رد الجواب!.. وجوابه علميا صريح: أن لا يوقع من جراء هذا التزاور في المعاصي والغفلة؛ لأن حق ذي القربى كما ينظر إليه الإسلام إلى نوع الإنسان، نظرة علمية وأخلاقية سليمة.. فهو يرى الجميع أفرادا متساوين في النوع، وهم أخوة في البشرية.. وحثهم للتزاور وخاطبهم على أصل المزاورة في الله، وأن يكون الشيطان بعيدا عن تزاورهم، لذا خاطبهم بقوله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ}.. الأعراف 27 فهو صريح بالتعامل بين المتحاببين في الله، كما يتعامل الأخوة الأشقاء بحب ومودة.. والمجتمع البشري يتكون من أفراد وأسر وقبائل وأقوام، تربطهم رابطة: القرابة والرحم من: الأبوة، والبنوة، والعمومة، والخؤولة، والعشيرة، وصلة الرحم، والقرابة المتكونة من العلاقة السببية (الزواج) والعلاقة النسبية.. والحفاظ على روابط القربى، يساهم في حل مشاكل المجتمع الاقتصادية والأمنية، وإشاعة روح الحب والتعاون والتقرب إلى الله تعالى، غير أن التربية الإسلامية تحذر من عصبية الجاهلية، ومن أن تتحول القرابة إلى علاقة بديلة عن علاقة الدين والتقوى.. لنقرأ صلة الرحم والاهتمام بالقرابة: في كتاب الله، ولنشخص حقوق القرابة، كما ثبتها الوحي الإلهي ودعا إليها: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا}.. البقرة 83، وكذالك في سورة النساء 1، وفي سورة الأنفال 75، وفي سورة الرعد الآية 23-24.. وبعد أن تعرفت لهذه المجموعة من الآيات، التي اهتمت ودعت إلى صلة الرحم والإحسان إلى ذوي القربى.. فهي تؤكد أن الميثاق قد أخذ على فريق من الناس، والخطاب للجميع لعبادة الله والإحسان إلى الوالدين وذي قربى. والقرآن يقرن صلة الرحم، والإحسان إليهم بالقول والعمل، تقرنها بعبادة الله.. وبذل كل آداء الإحسان.. وقطيعة الرحم من كبائر الذنوب التي يسأل عنها الإنسان، ويعاقب عليها وقال تعالى في سورة النساء 1 {وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ}.. نقل الشيخ الطبرسي تفسير هذه الآية عن ابن عباس والإمام محمد الباقر -رضوان الله عليهم جميعا- بقوله: واتقوا الأرحام أن تقطعوها.. عن ابن عباس وقتادة ومجاهد الضحاك والربيع، وهو المروي عن أبي جعفر (ع) فعلى هذا يكون منصوبا عطفا على اسم الله تعالى، وهذا يدل على وجوب صلة الرحم، ويؤيده ما رواه عن النبي (ص) أنه قال: قال الله تعالى: أنا الرحمن، خلقت الرحم، وشققت لها اسما من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها بتته.. وفي أمثال هذا الخبر كثرة.. وصلة الرحم قد تكون بقبول النسب، وقد تكون بالانفاق على ذي الرحم وما يجري مجراه. وروى الأصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين (ع) قال: إن أحدكم ليغضب فما يرضى حتى يدخل به النار، فأيما رجل منكم غضب على ذي رحمه فليمسه.. فإن الرحم إذا مستها الرحم استقرت، وأنها معلقة بالعرش، تقول وتنادي: اللهم صل من وصلني، واقطع من قطعني.. وفسر الإمام الصادق (ع) الآية نفسها: هي أرحام الناس، إن الله -عزوجل- أمر بصلتها وعظمها، ألا ترى أنه جعلها منه.. فهذه الآيات أكدت وجوب الإحسان إلى ذوي القربى، ووجوب صلة الرحم، وحرمة قطعها، وإن أولى الأرحام بعضهم ببعض في كتاب الله. وأولى بالعفو والتسامح عند صدور الخطأ والإساءة منهم، وأبرز حقوق ذوي القربى وصلتهم كما أثبتها القرآن والسنة هي: 1- الحقوق المالية. 2- الصلة بالسلام والزيارة والتفقد. 3- العفو عن المسيئ والمبادرة إلى الإصلاح. ويتحدث الإمام جعفر الصادق (ع) عن مكارم الأخلاق فيقول: ثلاثة من مكارم الدنيا والآخرة، أن تعفو عمن ظلمك، وتصل من قطك، وتحلم إذا جهل عليك. وإن هذه مدرسة المعلم الأول خير الثقلين محمد -صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه- وعلينا أن نهتم بتعاليم الرسول (ص)، ونكرم صلة الرحم، وندعم تربية الأنثى وإكرامها.. وخصوصا ونحن في نهاية شهر ذي الحجة، وأيام الغدير. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.. الحجرات 13 وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}.. النساء1 وقال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.. الروم 21 وقال تعالى: {وعاشروهن بالمعروف}.. النساء 19 وقال تعالى: {ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف}.. البقرة227 والقرآن واضح وصريح، وعلى المثابر القراءة والمطالعة، ليعرف الأكثر من القرآن.. وعندما يتحدث القرآن عن المرأة والرجل والإنسان، إنما يتحدث عن الجنس البشري الواحد.. وإن الرجل والمرأة هما نوعان في هذا الجنس، يقومان على أساس التكامل ونظام الزوجية العام في عالم الطبيعة والحياة الذي شخصه بقوله تعالى في الذاريات49 :{ ومن كل شئ خلقنا زوجين لعلكم تذكرون}. وهو في هذه الايات يؤكد هذه الحقيقة العلمية الكبرى، وهي وحدة الجنس البشري بقوله تعالى: {خلقناكم من نفس واحدة}. {وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا}. {وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء} {خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا} ثم يتحدث عن طبيعة العلاقة الإنسانية، وبين الرجل والمرأة، فيوضح أنها علاقة تبتني على أساس الاستقرار والود والرحمة والمعروف، والتساوي في احترام الحقوق والواجبات المتعلقة بهما. وورد ذلك البيان في قوله تعالى: {لتسكنوا إليها}. {وجعل بينكم مودة ورحمة}. {وعاشروهن بالمعروف}. {لهن مثل الذي عليهن بالمعروف}. ومما ينبغي إيضاحه في مجال التربية والإعداد النسوي، هو ما أثبته العلم، وما يحسه كل إنسان من فوارق تختلف فيها المرأة والرجل.. فالمرأة تختلف في تركيبها النفسي والعضوي ووظيفتها الحياتية كأنثى تلد وترضع وتحمل غريزة الأمومة والميل الأنثوي، لذا فإن تربية الأنثى وإعدادها ينبغي أن يتلاءم وتركيبها النفسي والجسدي ووظيفتها في الحياة. وتأسيا على ذلك، فإن هناك تربية مشتركة بين الجنسين، وهناك نمطا تربويا خاصا بكل واحد منهما يتلاءم وأوضاعه النوعية.. لذ نجد الدراسات العلمية تهتم بالفوارق بين الجنسين، كأسس لوضع المنهج التربوي ودراسة السلوك بشقية السوي والعدواني.. وهذه الفوارق التربوية لاتقوم على أساس النيل من إنسانية أحدهما، أو تستهدف إضعافها، بل تستهدف إعداد الطبيعة الإنسانية ضمن النوع والانتماء النوعي لتنسجم التربية والإعداد مع الطبيعة وقوانينها.. وقد أكدت الدراسات العلمية التي أجراها العلماء المختصون في شؤون النفس والطب والاجتماع، أن هناك فوارق نوعية بين الرجل والمرأة، تؤثر في سلوك كل منهما على امتداد مراحل الحياة. ومن هنا كانت التربية العلمية الناجحة، هي التربية التي تراعي الفوارق النوعية بين الجنسين، وتعد كل منهما وفق طبيعته النفسية والعضوية.. وقد اهتمت التربية الإسلامية بالعناية بالأنثى، والتأكيد على الاهتمام بها بشكل يقوم على أساس المساواة في الحب والتعامل لإشعارها بإنسانيتها وبتساويها مع الرجل في الإنسانية. وروي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص): "ما من بيت فيه البنات إلا نزلت كل يوم عليه اثنتا عشرة بركة ورحمة من السماء، ولا ينقطع زيارة الملائكة من ذلك البيت، يكتبون لأبيهم كل يوم وليلة عبادة سنة". وعن حذيفة بن اليمان، قال : قال رسول الله (ص): "خير أولادكم البنات". وورد عن الإمام الصادق (رضوان الله عليه): (البنات حسنات، والبنون نعمة.. فإنما يثاب على الحسنات، ويسأل عن النعمة).. وروى حمزة بن حمران بإسناده "أنه أتى رجل إلى النبي (صلعم) وعنده رجل فأخبره بمولود له، فتغير لون الرجل، فقال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه-: ما لك؟.. قال: خير، قال: قل!.. قال: خرجت والمرأة تمخض، فأخبرت أنها ولدت جارية، فقال له خير الثقلين (ص): الأرض تقلها، والسماء تظلها، والله يرزقها، وهي ريحانة تشمها.. وكان رسول الله (صلعم) أبا بنات. وقال رسول الله عليه سلام الله: "من عال ثلاث بنات أوثلاث أخوات، وجبت له الجنة.. قيل: يارسول الله واثنتين؟.. قال: واثنتين، قيل: يارسول الله وواحدة؟.. قال: وواحدة".. وهكذا تحث التربية الإسلامية على حب البنت وإكرامها، لتمتلئ نفسها بهذا الإحساس، وليشعر أخوها الذكر في البيت بهذه المساواة، وليستوحها من أجواء التربية البيتية، ولتنشأ الأنثى في ظل أجواء نفسية وتربوية تعدها لمستقبل الحياة الاجتماعية، والتعامل مع الآخرين بوحي من تلك القيم. وهنا ألفت نظرك أيها القارئ العزيز إلى موقف القرآن الكريم أعلاه.. إن التساوي في الإنسانية لاتعني التساوي في جميع الجهات، وفي القدرات والغرائز والنفسيات، حتى يتجلى الجنسان، جنسا واحدا لايختلفان إلا شكليا.
حائر
/
---
صلة الرحم أمر واجب.. أنا أعاني من مشكلة في مجال صلة البعض منهم، وقريبة نوعا ما من هذه المشكلة. أما بالنسبة لمسألة عدم الأنس، والوقوع في المحرمات من: لهو، وغيبة.. من الأفضل أن تغير مسير الحديث حول ذكر أهل البيت.. مثل ذكر بعض المواقف التربوية اللطيفة التي واجهتك في حياتك، وخلال زيارة بعض المقامات المقدسة.. أو ذكر قصص لعلمائنا الكرام مثل: الشيخ الطوسي.. أو اطلب منهم الصلاة على محمد وآله محمد.. إن لم يتم الأمر بالوضع السياسي، فقلها بالعبارة الصريحة: لا، لا، لا للغيبة واللهو. أنا جربتها فترة ما، وأصبح الكل يعرف بمجرد ما أن أغير الموضوع، أن حديثهم يحمل شيئا من الغيبة.
مريم
/
البحرين
أواجه مشكلة تشبه هذهِ المشكلة، بما أن صلة الأرحام واجبة.. فهذا يجعلني أسبوعياً أزور أقاربي، وأشعر بالضيق عندما أكون متواجدة هناك، بسسب تعمد مضايقتي ببعض الكلام.. وفي الحقيقة توجد مشاكل قديمة ما بين عائلتي وعائلتهم؛ ولكن هم أهلي، والله ورسوله (ص) أمرونا بصلة الأرحام.. هم لا يزوروني، ولا حتى في الحالات التي تجب الزيارة مثل: السفر، وغيره. أرجو منكم النصيحة؛ لكي أقوي نفسي، وتمكني من تقبل ذلك.. لأني أصاب بالضيق الشديد عند زيارتهم.
محب الزهراء
/
الاحساء
صلة الرحم التي أمرنا الشارع المقدس بها، لابد أن تبدأ من البيت بين الأسرة الواحدة: بين الأب والبنت، والأم والولد، وبالعكس.. وتمتاز بالاحترام، والتقدير.
حيدر علي
/
السعودية - القديح
عدم التحدث معهم في أمور تبعدك عن عبادة الله، ويفضل عدم الجلوس معهم لفترة طويلة، وعدم الاهتمام بما يتحدثون به: من الإساءة إلى الآخرين، والوقوع في المعاصي.
مشترك سراجي
/
---
كنت أعاني مثلك من هذه المشكلة شخصياً، إلى أن هداني الله -تعالى- لهذا الحل، وقد استفدت منه كثيراً: قبل دخولك للمجالس التي تخشى حدوث المعصية فيها: صل على محمد وآله، ثم قل: "رب أدخلني مُدخل صدق، وأخرجني مُخرج صدق، واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً".. ولا بأس أن تضيف: "رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي}. (الذكر الأخير يساعدك في أن تكون مفيداً في المجلس). وأكثر من هذا القول دائماً: "اللهم متعني بسمعي وبصري، واجعلهما الوارثين مني"؛ فهو يساعدك في تجنب الغيبة والنظر المحرم أينما كنت، وقد جربته شخصياً. وحاول قبل ذهابك أن تجهز موضوعاً مفيداً، مرغوباً لدى الآخرين، تطرحه عند تواجدك في المجلس، وليس بالضرورة أن يكون موضوعاً دينياً.. وصدقني طالما كانت نيتك لله، فهو تعالى سيعينك على طاعته.
محمد-ابو على
/
مصر
المهم -اخواني- النية قبل القيام بأي عمل، فالله مطلع عليم.. لا أترك لنفسي الاختيار في القيام بأي عمل، أو لا لشيء في نفسي أو لرغبة مني، أو غير ذلك.. فالشريعة حددت لنا مجموعة من السلوكيات، من خلال علاقات البشر بعضهم البعض، ولم تحرم منها حتى الكافر في تعاملاتنا معه. إذن، يجب علينا ترويض أنفسنا على ما حدده الله ورسوله الأكرم، وحث عليه أئمتنا الهاديين -عليهم السلام- لا بحسب: أحب أو لا أحبذ. الطرق كثيرة لكيفية صلة الرحم، وإنما أحببت أن أشير إلى أنه يجب أن أصل رحمي، كما أمرت لا لهوى نفسي، فلو حددت نيتي الخالصة لوجه الله الكريم، وكانت هي الأساس، لا يمكن أن يكون هناك أي سلبيات.
عبد الله
/
البحرين
إن صلة الرحم من الواجبات.. صل رحمك، ولو بالهاتف، وصل رحمك ولو بالسلام.
رعد العطواني
/
بلد المقدسات
إن رسول الله (ص) يوصي بما يلي: صل من قطعك، واعط من حرمك، واعف عمّن ظلمك.. فرسول الله يوصي أمير المؤمنين بذلك، وعلي -عليه السلام- هو أعرف بذلك الأمر.. فكيف بنا؟.. ولكن يتضح أن هذا الأمر لابد من المواظبة عليه، وعدم الانقطاع عنه.. فقطيعة الرحم من غضب الرحمن.
غدير خم
/
السعودية
المؤمنون درجات في إيمانهم، وكذلك باقي معارفهم ومداركهم الأخرى، ولا يُعرف المؤمن المخلص إلا بباطنه، والمطلع على ذلك هو الله -عز وجل-.. وقد يقاس إيمانه بقدر تطبيقه بما يعرف من الشريعة، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، ونحن نعيش في زمن الفتن فيه ظاهره، والمؤمن محتار في أمره، فعندما نقرأ ذكر وفضائل أهل البيت، يستأنس بنظم الإسلام وقوانينه.. وعندما يبحث عنها بين الناس، لا يجدها إلا في القلة القليلة من المؤمنين، ولا يسلم أحدهم من هفوة، وهذا ليس يأس.. أو يستسلم المؤمن لأمر المتمردين عن أمر الله -عز وجل- بل هو كنز لمن عرف الله، وناصح بالإيمان أخوانه. أخي المؤمن!.. أمراض العصر تستفحل، وما ذكرت جزءا بسيطا، وغيره قد يكون أعظم.. والناس تدفع بعضها، وتتزاحم نحو النار بالخروج من الولاية. ونصيحتي لك: لا مستحيل في سبيل أهل البيت، وحتى تتحاشى الإحراجات في صلة الرحم، عليك باختيار الوقت المناسب، والمدة الزمنية للزيارة.. وحاول أن تكون مناصحا بأسلوب يتقبله الطرف الآخر واستشر في ما لديك من صعوبات من تثق فيه من المؤمنين.
العجيمي
/
البحرين
إن صلة الأرحام وما لها من أهمية بالغة في الإسلام، وكثير من المواضع يحث أهل البيت -عليهم السلام- عليها، في تقديري: ليس هناك أمر يدعو للقطيعة مهما كان ذلك الأمر، بدليل ما جاء في الخبر الذي مضمونه: أن أحد الأنبياء قال: فلان سوف يموت بعد ثلاثة أيام.. ومضت الثلاثة ولم يمت، فقيل له: لم يمت ذلك الشخص، فقال: لعله فعل أمرا ما، تعالوا لنسأله.. فسألوه: ماذا فعلت؟.. قال: لقد زرت رحما عندي.. فأوحى الله إلى ذلك النبي: أن الله أمد في عمره ثلاثين سنة، بسبب زيارة رحمه!..
مقداد
/
السعوديه
برأيي أقول: عليك أن تقوم بالواجب: من زيارة، وتهنيئة، وتعزية، وصدقة، وغير ذلك. وعليك أن تراقب نفسك، أثناء جلوسك معهم.. وهذا الالتزام يؤدي إلى إصلاحهم.
أم علي
/
السعودية
المؤمن الحكيم يستطيع أن يؤدي الواجب الذي عليه، دون أن يمس عقيدته شيئا من حطام الدنيا.. ليزورهم، ويشاركهم حديثهم، وأيضا يتحدث هو عن بعض الأمور المتعلقة بالدين، بشرط أن لا يشاركهم في غيبة، ولا يتأثر بأفعالهم.. وربما التزام هذا الشخص يكون طريق لإصلاح أهله، وإبعادهم عن المفاسد.. باختصار: إياك والقطيعة، فهي الأمر الذي نهى عنه الإسلام بشدة!..
zeinab
/
usa
بصراحة أنا أعاني من هذه المشكلة، فاخترت الاتصال بهم من خلال الهاتف؛ كيلا أضيع ساعات في معصية الله.. وأتحمل ما يقال لي من العتاب وغيره لله -تعالى- والله المعين!..
احمد
/
العراق
أحاول أن أصل هكذا أقارب بواسطة الهاتف، وأسأل عن حالهم.. بهذا أسقط هذا الواجب؛ خوفا من الوقوع في المعاصي.
**وردة محمدية**
/
---
من المحزن أن يكون الإنسان وحيدا في هذه الدنيا!.. فإن كان له رحم، فليصله.. ومن الواضح في وقتنا الحالي هناك عدم وعي كاف بأهمية صلة الأرحام، وذلك لكثرة الأعباء والمسؤوليات والالتزامات، وعدم تفرغ الأهل لتربية الأبناء على هكذا عادات حسنة، سنها نبينا -صلى الله عليه وآله- وأهل بيته الطيبين الطاهرين.. وهنا يكون دور المجتمع المحيط: من أصدقاء، وعلماء الدين، لتسليط الضوء على هذا الموضوع، والاهتمام به أكثر؛ لما له من آثار في حياة الشخص وبعد مماته.
مشترك سراجي
/
---
أنا أواجه نفس المشكلة، وفي حيرة بين صلة الرحم، وحفظ نفسي محترمة.. فأقاربي عادة ما أكون أنا موضع حديث مجالسهم، وهم يعارضون دخولي في المذهب الجعفري، ويطلقون عليّ الألقاب السيئة.. لا أعرف كيف أجمع بين عدم التعرض للإهانات وبين صلة الرحم؟!..
خادمة اهل البيت
/
الكويت
أصل رحمي بالمناسبات المفرحة والمحزنة؛ أي أشاركهم أفراحهم، وأحزانهم، والأعياد، وما شابه.. ولكن الزيارات الأسبوعية أتحاشاها، حتى لا أقع في مصيدة الهرج والمرج من الكلام.. وإذا حصل هذا أشغل نفسي بالذكر والاستغفار، حتى ينتهوا من الكلام، أو أغير مكاني، أو أغير موضوع الحديث إذا أمكن.
ابو زهراء ومريم
/
---
أخي العزيز!.. إذا ظننت أنه بمقدورك إصلاحهم، فيجب عليك ذلك، ولو بلين القول.. وإذا كنت آيس منهم، فصلة الرحم والسؤال عنهم بالهاتف، أو مقابلتهم خارج بيوتهم؛ خير وسيلة لإسقاط الفرض وراحة بالك، وكان الله يحب المحسنين.
ام حسين
/
مسقط
مهما كانت الأسباب وردود الفعل، فإن الأمر لا يجب أن يتوقف أو يمتنع الإنسان من تأديته.. بالإمكان زيارة الأهل مرة في الأسبوع أو كل أسبوعين، ولساعة بسيطة.. وفي حال تداول أحاديث غير مرغوب فيها، فبإمكانك الصلاة على النبي وآله، أو التسبيح بداخل نفسك والانشغال به، ثم الانصراف.. ولا يجب أن يخفى علينا أن الدعاء بالهداية للغير من الأمور الواجبة علينا، فبدعائك لهم خفيا قد تتغير العادات إلى الأحسن والأفضل.. وإن صار كذلك، فتخيل ثوابك وأجرك عند الله تعالى!..
حميــد بغـــــــدادي
/
كندا ( مدينة الصدر )
صلة الأرحام واجبة، صل الرحم بشكل لا يشكل خطر على التزامك، كالزيارة القصيرة، ومن فوائدها كثرة الشوق إليك (زر غبا تزداد حبا) وبنفس الوقت ترتاح من الإشكالات.
سيد صباح بهبهاني
/
Ingolstadt - Germany
بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: {وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا}. ليس لتعارفوا من المعرفة، ولكن لتعارفوا بالمعروف {كنتم خير امه اخرجت للناس تامرون بالمعروف}. اما من فرق وقال هذا وذاك تعلق بالأطراف والشواطئ والقنوات، وهُجِرت لُجة البحر والعمق والخِضَم، فإذا أنت ترى من تعلق بطرف أعلى يكاد يسقط فتُدق عنقه، وما هو أعز من عنقه، جاوز الحد هلك ثم هلك.. وآخَرُ في الطرف الأدنى يحتضر لا يكاد يعرف هويته، يحمل اسم الإسلام ويجهل كُنْهه، قد ربط الوهم أقدامه المسرعة، وطوى أشرعته المبسوطة، وثُقِلت به أجنحته المُرفرفة، يَنْدب حظه وكفي.. وآخَرُ راكب متجه نحو هدفه، فلمَّا رأى السَّراب أراق ماءه؛ ظنًا منه أنه بلغ هدفه، فلما جاءه لم يجده شيئًا، ثم ندم حيث لم ينفعه الندم.. وآَخرُ اتَّخذ الوسائل غاياتٍ؛ فبقى في القنوات وهجر لُجَّة البحر.. وآخر اكتفى بالكلام، وركل العطاء والعمل.. وآخر هجر الكيف واهتم بالكم، عمل غير النَّافع، وترك النافع، عمل غير المُهم، وترك المهم والأهم، ما حاله إلا كمن صنع ساقية، لكنِّها لا تسقى الزرع، بل تأخذ الماء من النهر فترده في النهر، تَعَجَّب النَّاس من فعله الأحمق، قالوا: ما هذا السَّفه؟.. تعمل ولا نتيجة لعملك، تأخذ الماء من النهر وتعيده إلى النهر؟!.. قال: يكفيني من السَّاقية نَعِيْرُها. يكفيه صوتها. وآخر رضيَ بالزرع، واتبع أذناب البقر، وترك الجهاد، وَرَهَقَه الذُّل، ومع ذلك لم يَجْنِ من الزرع الثمر، ولم يأخذ من البقر اللبن، بل بقيَ عالة يتكفَّف، ويسأل، ويُنشد مع ذلك: أَرى ماءً وبي عطشٌ شديد *** ولكنْ لا سبيلَ إلى الوُرودِ فكان لزاما على كل مسلم أن يقول: أنا مسلم، وأن يقصد البحر الخضم، ولا بتعلق بالقناة، والله المستعان وعليه التكلان.. وإن من مكارم الأخلاق التزاور في الله، وحق على المزور أن يتقرب إلى أخيه ما تيسر.. ومن هذا المنطلق الوجداني، إحياء ونشر المودة التي أمرنا بها نتزاور في "إحياء أمرنا" أي لإحياء ديننا، وذكر فضائل الإسلام، والسنة النبوية، والخلفاء الراشدين -رضوان الله عليهم- وعلوم أهل البيت (رض) وإبقاءها.. ليصل نفعه إلى من جاورنا في البيت، أو في المجلس أعم من المنافع الدينوية والأخروية. وإن الصفات اللازمة لكل المذاهب الإسلامية، وخاصة لمذهب الإمام جعفر الصادق (رض) هو حب البعض للآخرين.. زيارة بعضهم بعضا: لإحياء أمر الأئمة، وذكر شرفهم وفضيلتهم.. رفض الظلم عند الغضب.. عدم الإسراف والتجاوز في المحبة والمعاونة.. البركة على الجار لإيصال النفع إليه، ودفع الضرر.. السلم والصلح للمخالط. والأخبار الواردة في ذم الهجرة والتباعد كثيرة، فيجب على كل طالب لنجاة الآخرة، أن يتأمل في أمثال هذه الأخبار، ثم يتذكر ثواب ضد ذلك وفوائده؛ أعني التزاور بين الأخوان بنفسه، فيحفظ نفسه من حصول الانقطاع والتباعد مع إخوانه، ولو حصل ذلك كلف نفسه المبادرة إلى زيارته، حتى يتغلب على الشيطان ونفسه الأمارة، ويفوز بما يرجوه المتقون من عظيم الأجر وجزيل الثواب. والتزاور والتآلف ضد التباعد والهجران.. ألفت نظرك: لو كان قريبك جاهلا، هل تترك الأمر بالمعروف؟.. هل تمد له يد العون، أو تتركه عرضة لرياح الأحداث؟.. إذن اين ثمرة النصحية والمحبة التى أمرنا به؟.. وقال أبو جعفر الباقر (رض): "إن لله -عز وجل- جنة لا يدخلها إلا ثلاثة: رجل حكم على نفسه بالحق، ورجل زار أخاه المؤمن في الله، ورجل آثر أخاه المؤمن في الله". والأحاديث الوارد كثيرة وعليكم بالمطالعة.. وخصوصا أن سماحة الشيخ الكاظمي هيأ للقراء مكتبة جزاه الله خيرا!..
مشترك سراجي
/
---
عندما تجلس معهم، فاشعر أنك في محضر الله وبقية الله، قبل إحساسك بحضورهم.. وكلما قوي هذا الإحساس، وعظم الخالق في عينيك؛ فسيصغر بنفس المقدار ما دونه في نفسك. سل الله -تعالى- أن تكون موجودا مؤنسا، وإن قل كلامك مع الخلق. وأخيرا: استخدم وسائل الاتصال التي نراها اليوم: كالهاتف النقال، والبريد الالكتروني، وغيرها مع من تخشى الجلوس معهم، ولا تقوى على التغلب عليهم وعلى نفسك.
مشترك سراجي
/
---
قد يتعرض الإنسان لحالات كهذه، ولكن علينا دوما أن نمعن ونركز أبصارنا في فوائد صلة الرحم، وعندها دوما سنشعر بالأنس والمحبة والمودة معهم.. ولنستغل دوما المناسبات الهامة كالأعياد والأفراح وغيرها لصلة الرحم.
قاسم محمد
/
---
إن هذه المسألة المطروحة مهمة للغاية، وقد عانيت منها شخصيا، وسأوجز بعض الأفكار التي هداني الله لها لحل هذه المشكلة: في البداية وقبل زيارة الأرحام، يجب أن تنوي زيارتك هي قربة وطاعة إلى الله -تعالى- ولتدعو الله التوفيق في زيارتك، وأن يجعلك سببا لهدايتهم. بالنسبة للحديث المحرم عن الآخرين والغيبة: فيمكن حل هذه المسألة تدريجيا، وذلك كما يلي: عليك التأثير تدريجيا، ومن غير أن يشعر الشخص المقابل بك.. مثلا: عندما يبدأ الحديث عن الغير، عليك الاستماع قليلا أولا، ومن ثم وبطريقة لطيفة مع الابتسامة، يمكنك القول: (ما لنا وللناس، أو الله يهديهم، أو كل له ظروفه وتأثيرها على تصرفاته، ونحن لا نعلم لو كنا في نفس الظروف ماذا كنا سنفعل)، وغير هذا الكثير من الأقوال التي تتناسب وموضوع الكلام عن الآخرين، وهذه الطريقة لا تتيح للمقابل الاستمرار بالحديث، ومن دون أن يشعر. بالنسبة للجلوس أمام التلفاز فيما لا يحل: فيمكنك وبسهولة القول: أني جئت لزيارتكم ورؤيتكم والأنس بالحديث معكم، فدعوا التلفاز في أوقات أخرى. باختصار: عليك أن تفتح الأحاديث التي تريد، والتي ترضي الله -تعالى- وتجعل المقابل ينضم لك بالحديث، ولا تعطي الفرصة لأن يجرك المقابل بحديث لا معنى له، أو لا يرضي الله.. مع التأكيد على الأسلوب والطريقة التي تنفذ بها هذه المسألة، بحيث لا تشعر المقابل بالنفور منك.. ولا بأس بداية في أن تتكلم أنت أيضا في الأمور الدنيوية، من دون هذر أو إفراط. هذه بعض الأفكار، ويمكن إضافة أسلوبكم الخاص عليها.. وفي حالة لم تجد نفعا مع المقابل، فعلى الأقل لم تؤثر سلبيا عليك، بل على العكس لك الأجر والثواب عند الله -تعالى- لنيتك ومحاولتك الإصلاح، ويمكن فيما بعد أن تكون زيارتك للأرحام قصيرة، أو يمكنك التواصل معهم والسؤال عنهم عن طريق الهاتف، وبالتأكيد الوقوف معهم عند احتياجهم لك.
فاطمه
/
الكويت
أخي العزيز!.. يكفي لصلة الرحم:، أن تتصل بالهاتف، وتطمئن عليهم، أو أن تعرف أخبارهم من الأهل.. هذا كاف، ويعد أنك قد وصلت رحمك. وأكثر من الدعاء لهم بالهداية، لا تدري قد يهدي الله -تعالى- أحدهم من دعواتك لهم بالخير!..
جاسم ابو زهراء
/
العراق
عندما أمرت الشريعة المقدسة: بصلة الأرحام، والتزاور معهم بالكلمة الطيبة، والعمل الصالح، وقضاء حوائجهم وفق المنظور الإسلامي. يا أخي!.. عندما تزورهم وترى ما فيه معصية لله، يجب أن ترشدهم إلى الطريق الصحيح: بالكلمة الطيبة، وحاول أن لا تطيل الكلام معهم في الحديث المحرم عن الآخرين؛ لأن هذا فيه هتك وحرمة.. وإذا قاطعوك ونفرو منك، حاول أن تتودد إليهم وتقضي حوائجهم، وتسأل عن أحوالهم عن طريق الهاتف.
الزهراء
/
---
كي لا تقع بالغفلة، لتكون الزيارات قليلة.. ولكن عند احتياجهم لك، تكون أول المبادرين.. وعند تواجدك معهم، افتح معهم موضوعا مفيدا، حتى لا تشعر بأنك خضت بحديث محرم.
أم أحمد
/
البحرين
صلة الأرحام لها فوائد كثيرة دنيوية وأخروية: فهي تطيل العمر، وتدخل السرور على قلوب من تزورهم، كما أنها تمحي ضغائن النفوس، وتزيد المحبة والتقارب النفسي والجسدي. وإذا كنت لا تأنس مع من تزورهم، فابحث في خفايا نفسك، ربما تجد هناك سببا.. وإذا لم تجد سببا ظاهرا، إذاً فهو الشيطان الذي دائما يتدخل ليفسد كل ما هو حسن بين البشر. أما إذا رأيت منكرا، أو ما هو مخالفا للتعاليم والأخلاق الإسلامية.. فأنت هنا تكون في حالة تأدية واجب: وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو فرع من فروع الدين، كالصلاة والصوم والحج.. وله مراتب يمكنك استخدامها وهي: الإنكار باللسان، والإنكار بالقلب، والإنكار باليد.. وهذا الأخير قلما يستخدم أو نحتاج إليه. وإذا انعدم الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر في المجتمع؛ فإن الله يسلط على هذا المجتمع شرار من فيه، وبذلك يمكنك صلة أرحامك، والمواظبة على زيارتهم، من دون الوقوع في أي سلبية أوارتكاب إثم.
ابو محمد
/
القطيف -السعودية
اعلم أن بصلتك لرحمك، الله أراد لك الخير الكثير، وهذا من حسن خلق المرء.. وإن للقطيعة آثار سيئة ذكرتها الأخبار منها: 1- تقصير الأعمار. 2- الإقتار في الرزق. 3- تنزل البلاء، وذلك بمحق الديار وهلاكها. 4- الخسران المبين في الدين والدنيا. بينما إذا تخلى عن هذه الخصلة السيئة؛ فإنه بحسن أخلاقه يصل أرحامه.. فمن جهة يعد مطيعا لله -سبحانه- بصلة أرحامه الواجبة، ومن جهة أخرى يحصل على المنافغ الوضعية لصلة الأرحام. قال الإمام الباقر (ع): (صلة الأرحام: تزكي الأعمال، وتنمي الأموال، وتدفع البلوى، وتيسر الحساب، وتنسئ في الأجل).
enaam
/
k.s.a
واقعاً عانيت كثيراً من تلك المشكلة، وكنت في حيرة شديدة، حتى استطعت أخيراً أن أمسك العصا من النصف.. فالاتصالات -أخي الكريم- قد تحل المشكلة؛ لأنها ستكون مختصرة، وستوفي بالغرض المطلوب، وأيضا الزيارات القصيرة جداً، فربع ساعة -مثلاً- لن تتيح مجالا للأطراف الأخرى للتطرق في مواضيع غير لائقة أو ما شابه. ودائماً أثناء الزيارة، اجعل جسدك معهم، وقلبك مع الله، وردد الذكر في قلبك؛ ستجد أن جلوسك معهم وإن كان لا يعجبك، فإنه لن يضر بنقاء روحك أبداً.. فقط تذكر أن الله معنا مادامت أرواحنا معلقة بعز جلاله في أي وقت وفي أي مكان.
أم محمد
/
البحرين
اختصري من وقت الزيارة، وخصوصا عند الغيبة.. أو حاولي تغيير الموضوع، ولا تقطعي الصلة.
احمد
/
العراق
ينبغي أن يختار الوقت المناسب، وأن لا يطيل المكوث، بل يسألهم عن أحوالهم وأمورهم، ولا يطيل في الجلوس.. وإذا أمكن أن يوصلهم أثناء تواجدهم بعملهم، فهذا خير على خير. وأحيانا قد يكون الكلام عن أمورهم، وهذا لا بأس به -حسب رأيي- حيث الاستماع إليهم من باب الاطلاع على أحوالهم.. أما إذا كان الكلام محرما، فالإنسان الأفضل له حينئذ أن ينسحب من المجلس إذا لم يستطع تغيير الموضوع إلى ما هو أحسن.. ولكن لا يقطع التواصل، وإذا كان هناك أمر محرج، وكانت وسيلة للاتصال غير التواصل فهو أفضل.
سيد صباح بهبهاني
/
Ingolstadt - Germany
بسم الله الرحمن الرحيم {والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما امر الله به ان يوصل ويفسدون في الارض اولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار}. عن أبي رافع قال: سمعت أبا طالب يقول: سمعت ابن أخي محمد بن عبد الله يقول: إن ربه بعثه بصلة الأرحام، وأن يعبد الله وحده، ولا يعبد معه غيره، ومحمد الصدوق الأمين. ويا عزيزي!.. الفت نظرك حول الحث والتودود في صلة الرحم، عندما قال أبو طالب (رض) لجعفر -رضى الله عنه-: صل جناح ابن عمك!.. فأنشد أبو طالب رض: إن عليا وجعفـــرا ثقتي *** عنـد ملم الزمان والنوب لا تخذلا وانصرا ابن عمكما *** أخي لأمي من بينهم وأبي والله لا أخــذل النبي ولا *** يخذلـه من بني ذو حسب وفي كتاب نهاية الطلب للحنبلي المذكور، ومن ذلك ما رواه أيضا صاحب الكتاب المذكور بإسناده إلى عائشة، تذكر صفة سقيا نبيهم للأعرابي، وزوال الغيث، فقال فيه: وقال رسول الله (ص): اللهم حوالينا ولا علينا، فانسحب السحاب عن المدينة كالإكليل، فضحك رسول الله حتى بدت نواجذه، ثم قال لله در أبي طالب لو كان حيا قرت عيناه، من ينشدنا قوله؟.. فقام علي -عليه السلام- فقال: يا رسول الله لعلك أردت: كذبتم وبيت الله نبزى محـمدا *** ولما نطاعن دونه ونناضل ونسلمه حتى نصرع حــوله *** ونذهل عن آبائنا والحلائل وأبيض يستسقى الغمام بوجهه *** ربيع اليتامى عصمة للأرامل يلوذ به الهــلاك من آل هاشم *** فهم عنده في حرمة وفواضل وهذه مواساة وإصلاح ذات البين، وهذه أخلاق بني هاشم، ومكارم أفعالهم.. والنبي محمدا (ص) يقول: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.. وقالها رسول الله (ص) في صلة الرحم.. ومن ذلك ما رواه الحنبلي صاحب كتاب نهاية الطلب وغاية السؤال بإسناده قال: سمعت أبا طالب -رضي الله عنه- يقول: حدثنى محمد ابن أخي -وكان والله صدوقا- قال: قلت له: بم بعثت يا محمد؟.. قال: بصلة الأرحام، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة.. والقرآن الكريم واضح، وصريح في البند.. والعاقل يفهم، وصالح المؤمنين.. ما هي الغفلة وبعد الشكوك عن القلوب!.. ولقرب أيام الغدير الذي ألزمنا به في قوله تعالى: {وكل إنسان ألزمناه طائرة في عنقه} -يعني الولاية-!.. ونرجو للجميع البقاء في أصل الموضوع، ودخول الباب المفتوح، والارتواء من زمزم ولترو الظماء.. وإلى الله المشتكى من اتصال الغفلة، وسوء المآب.. فعلى كل من يريد الوصول إلى الحق والحقيقة والجمال الروحي، أن يحاسب نفسه الأمارة ويخاطبها.. كما هو أصل نص الموضوع الذي أمرت الشريعة المقدسة بصلة الأرحام.. حتى يصرعها ويجعلها خاضعة إلى القوة العقلانية، ويجعلها مسيرة لا مسيرة، فحينئذ يشملها الخطاب الرباني: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ * رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي}.
مشترك سراجي
/
---
صلة الأرحام واجبة شرعاً، ومصرح بها في أقوال المعصومين (ع).. كنت في مثل هذه الحالة، ولكن حاولت ومازلت أحاول أن أكون أقوى من هذه الوساوس.. حيث كنت أحس بالغربة بينهم فعلاً، كنت أشعر بينهم كأني شخص أتيت من عالم آخر.. فحدثت نفسي: لم لا أكون أقوى من هذه الهواجس؟.. فاستطعت بقوة الله، والإردة الثابتة، التخلص من هذه الافكار.. وكيف ذلك؟.. حاولت أن أغير الذين حولي، وذلك بأخذهم إلى الطريق الذي أسلكه، عن طريق رواية القصص الأخلاقية، وتفسير بعض السور التي تحتوي على العبر، سيرة أهل البيت (ع).. والآن آخذ ما يفيد، وأترك ما لا يفيد، بالعكس فهم يودون مجالستي كثيراً.
نينوى
/
---
حدد وقتا قصيرا للزيارة، مما يكفي السؤال عنهم، والاطمئنان عليهم.
ام علي
/
البحرين
الكثير منا يمر بتلك المشكلة، وخصوصا إذا كان عموم العائلة على شاكلة وأنت على شاكلة أخرى.. لا تقطع العائلة؛ لأنك لا تستغني عنها.. ولكن بإمكانك المكوث قليلا، وحاول أنت إدارة الحديث، وإذا تم الحديث عن الناس -مثلا- بالغيبة، يمكنك بيان فضائل الشخص المغتاب، أو تغيير الحديث. ووجودك أمام التلفاز كن معهم، ولكن عود نفسك بالتسبيح الداخلي، دون أن يشعروا بك. وإياك أن تنتقدهم بشكل صريح وجارح!.. أما الحديث عن متاع الدنيا، يمكنك مشاركتهم فيما لا يخرجك عن رضا الله.. وأيضا يمكنك اصطحاب من يكون مثلك في التفكير عند زيارة الأقارب، حتى تأنس به في الحديث. وقصر وقت الزيارة، ولكن لا تغب عنهم، عسى أن يهديهم الله على يديك.. واعلم أنهم في يوم من الأيام قد يحكموك فيما يمرون به من مشكلات؛ لأنهم سيرونك مثالا يمكن الثقة به، ويمكن الأخذ بقوله لما تتمتع به من خلق قويم.. والله المستعان، اطلب من الله العون!..
ابو محمد
/
العراق
حاول أن تختصر الزيارة قدر الإمكان، ولا تقطع الصلة، أو قللها.
عاشقة الكرار
/
سعوديه
أولا: نستطيع نحن البشر، أن نغير ما حولنا!.. نستطيع جعل الأقارب أن يقوموا بأشياء مفيدة ونافعة، كأن نحثهم -مثلا- عند زيارتهم على عمل صلوات محمدية جماعية، وهي مفيدة وخيرة، وبعدد معين.. وذلك يعتمد على الأسلوب الذي ندخل به إليهم، وكذلك التحدث بسيرة أهل البيت عليهم السلام.
محمد
/
الولايات المتحدة
أخي الكريم!.. أنت لديك نفس المشكلة التي أواجها بالضبط.. فأنا أعاني من مشكلة الثرثرة، سواء في الأمور الدينية أو الدنيوية.. ففي بعض الأحيان ينزعج أهلي وأصدقائي مني بسبب كثرة الثرثرة، مما يسبب لي حالة الندم، والشعور بالذنب.. وبالتالي، أفكر بأن أقاطعهم فترة من الزمن، ثم أعود لمجالستهم.. ففي بعض المرات أجلس صامتا، فيعتقد البعض أني لا أريد محادثته؛ لأني غاضب عليه.. وفي أحيان أخرى أعود الى نفس العادة، بعد أن قطعت على نفسي العهد بأن لا أعود إليها. أخي الكريم!.. أعتقد أنه يجب علينا أن لا نيأس من مواصلة إصلاح أنفسنا، والأمر يحتاج إلى مجاهدة وصبر.. وقد سمعت من بعض العلماء الأفاضل بعض الأساليب التي قد تنفع في هذه الحالات، وهي أنه كان أحد المراجع العظام -رحمة الله عليه- كان إذا صار في المجالس، كان يضع شيئا فى فمه، فلما سأل عن ذلك قال: إن هذا الشيء الذي في فمي يذكرني بأن لا أغتاب الناس.
حسين
/
usa
لقد عانيت من هذه المشكلة الكثير، وما زلت أعاني منها.. فهذا زمن الفتن والانحرافات والناس، أصبحت عبيد شياطنهم، فمنهم من يتبع هواه، ومنهم من ينعق مع كل ناعق. كانت مشكلتي من البداية، فالعائلة الكريمة تقيم سهرة كل ليلة أحد وعلى الجميع الحضور.. الحجاب سفور والاختلاط بلا حدود، والمفاكهة طبعا شيء مطلوب.. فقلت لنفسي: إن الله ورسوله لا يرضون حضوري في هذه المجالس، وبعد التفكير الطويل، وسؤال أهل العلم تبين لي أنه يمكنني صلة الرحم من خلال الهاتف، وبأقل خسائر ممكنة.