Search
Close this search box.

نحن الآن في موسم محرم الحرام، وأخشى أن لا أستفيد من بركات الموسم كما ينبغي، سواء من جهة قسوة القلب وجفاف العين، أو عدم الاستفادة من مواعظ الخطباء.. والمشكلة هي مشكلة كل المواسم المهمة في السنة في أنها لا تحدث التغيير الجوهري في النفوس.. فهل من إرشادات لحل جذري في مجموع المواسم: كسبا لرقة القلب، وتأثر العقل؟!..

ابومهدي
/
السعودية
إما يكون هذا ابتلاء من الله -تعالى- لك؛ لأن من الأولاد ما يكون فتنة للإنسان.. وفي هذه الحالة لا بد أن تصبر على هذا الابتلاء، خاصة إذا بذلت ما بوسعك واستطاعتك في تربيتهم، وألقيت الحجة عليهم؛ فأنت في هذه الحالة معذور أمام الله تعالى.
العاشقة لبيت الطهر
/
---
هناك عدة عوائق أمامنا للتربية السليمة بنظري، ومنها: - عدم فهمنا واستيعابنا لجيل وزمن أبنائنا. - فرض عادات وتقاليد وحياة قديمة عشناها في زماننا عليهم بالقوة، وعدم تقبلنا لواقعهم الذي يعيشون فيه. - عدم البحث عن الأسباب التي تجعلهم لا يتقبلون منا نحن الآباء. - طبيعة الزمن الذي يعيشون فيه، حيث الانحراف والفساد في كل مكان: المدرسة، والشارع، والبيئة، والفضائيات، والنت.. وكلما تلوث الجو المعنوي والروحي؛ كلما كانت مهمتنا شائكة ومعقدة ومتعبة أكثر. وهنا نقطة مهمة جدا، لأنه ليس كل بيئات العالم تلوثت بنفس الدرجة، وحسب كل بيئة يعامل الأبناء.. فإذا كان الأبناء في بلدة ما ينتشر فيها الفساد والانحراف الخلقي والسلوكي بشكل رهيب، وقلة هم المستقيمون، وأدوات الفساد متاحة بكل سهولة، ويشجع على الرذيلة في هذا البلد.. فيكون عليه ضغط من كل جانب يجب علي أن أكسب أبنائي، وأقربهم لي، وأشرح لهم الأخطار التي تحدق بهم، وأتابعهم، وأراقبهم خصوصا من أصدقاء السوء، أو حتى أقارب السوء، حيث يكون أحيانا أصدقاء السوء من الأقارب.. فهل بحجة صلة الرحم، أهمل ابنتي لتترك الحجاب -لا سمح الله- وتمشي مثل قريباتها، وأنا أعلم أنها تأثرت بسببهم؟.. هذا لا يعقل، وغير جائز.. وإلا لماذا جعلني الله مسؤولا عن أبنائي يوم القيامة، وسيحاسبني على ذلك كما في الروايات: أن الأولاد المنحرفين لا يرضون دخول النار قبل أهاليهم، بحجة لماذا لم يعلموننا ولم يلزمونا بهذا الطريق؟.. حلقة ناقصة: يجب أن لا نمنع أبناءنا أيضا من كل شيء، بحجة الخوف عليهم من المعاصي؛ لأن هذا يخلق فيهم التمرد.. بل يجب أن أدعهم كما جيلهم يستعمل النت بتوجيه ورقابة دائمة، كذلك يكون مع أصدقائه بشرط المراقبة والتوجيه الدائم.. أيضا لا نستطيع منعه من التلفاز، فأختار له برامج معينة وأتابعه، أو أجلس معه.. ومن جوانب أخرى يأتي الأبناء، وقد رأوا جميع طلاب المدرسة يأكلون البرجر بشهية، وأنواع من الأطعمة غير المذكاة شرعا أمامه، وأنا أقول له: اصبر، ولا تأكل الحرام!.. وأصبره.. هذا لا يكفي ليصمد في بيئة، كل شيء فيها حرام.. يجب أن أجد له البديل، أن أصنع له البرجر بالمنزل كما يحب، وأحاول أن لا يكون محروما من كل شيء، بل أجد له البدائل لمساعدته على الاستقامة في الزمن الذي يشتغل العالم بأسره والقوى كلها لإفساده!.. فكـرة خاطئـة: فكرة خاطئة جدا أن أنصح ولدي، وأتركه لمزاجه إذا لم يرد الالتزام بشرع الله، وأقول: إن الله يهدي من يشاء. مثلا: أثر أصدقاء ولدي عليه، وجروه لمعصية ما -لا سمح الله- فهل أنصحه وأتركه، وإن تعددت النصائح؟.. لا، طبعا!.. فهذا دوري كأب ودوري كأم، أن أستعمل كل الوسائل التي تعيده إلى رشده، ولو أن أسأل وأحاول دوما، ولا أيأس من ذلك.. لأنه ولدي وفلذة كبدي، والمغريات كبيرة جدا في زمنهم والشياطين أنسية وجنية، تعمل ليلا نهارا عليه.. فكيف لا أتعب نفسي لأنقاذه من نار الجحيم؟!.. مهــم: أن أبحث وأكتشف عما يبحث أبنائي في الخارج، في الغالب يكون الانحراف بسبب إهمال الأهل للأبناء، بسبب ظروف أو غفلة وعدم احترام الابن والنظر في حاجاته. يقيـن: إذا بحثت عن جميع المنحرفين في العالم يقينا، ستجده مهملا في بيته، ومهمشا.. وكما قرأت: أن أكثر المجرمين والمنحرفين، بدأ انحرافهم من إهمال البيت له، وعدم احترامه واحترام حاجاته، وتحسيسه بصدق أنك فرد مهم وعزيز في الأسرة قولا وعملا. لاحظـوا: الأولاد الذين حصلوا على اهتمام كبير، وحنان وعطف الأبوين، وتفهم حاجاتهم وتلبيتها، وإيجاد بدائل المحرمات لهم، وبدائل الجو الملوث.. هل هم منحرفون؟..
أبو جعفر
/
الرياض
أخي الكريم!.. أنا ألاحظ من كلامك أنك تتحدث عن كل أبنائك، وتصفهم بالتمرد، والخروج عن أوامرك.. وهذا ينبئ عن وجود خلل في التربية، جعلهم جميعا وليس بعضهم يسلكون نفس السلوك، خصوصا وأنت تتحدث عن السيطرة في تربيتهم.. وهذا المنطق مرفوض في التربية؛ لأنك تريد أن تربي خليفة لله في أرضه، والسيطرة في التربية، لا تخلق ذلك الخليفة المتزن. ومن جانب آخر: أشير إلى العوامل التي تساعد على التربية، وهي الاعتناء بالنطفة، وما يتعلق بها: من اختيار الليلة المناسبة للجماع، وخلافه؛ الأمر الذي يسهل عملية التربية.
عبدالعزيز أحمد
/
الكويت
بسم الله الرحمن الرحيم {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها}. تربية أبنائك واجب عليك، لكن ليس واجب عليك أن يستقيموا.
مشترك سراجي
/
---
في بادئ الأمر لابد من تعويد الأطفال على اتباع الأوامر، أو بالأصح التعليمات.. وذلك يعتمد على عمر الطفل، وهل هو وحيد أو بين مجموع؟.. إذا كان بين مجموعة، فذلك أسهل.. أعطهم أو عدهم بشيء محبب، لمن يستمع للتعليمات، كهدية أو الذهاب بنزهة، أو حتى مشاهدة برنامج تلفزيوني، أو..الخ؛ لأنه عندما يحصل الأخ الأول على الهدية، فإن الآخرين سوف يحاولون الحصول عليها أيضا.
موسى الشمري
/
امريكا
هناك نقطتان في هذا الموضوع في غاية الأهمية، هما: أن المتكلم لم يذكر إن كان الأولاد صغارا أم كبار السن.. والثاني: أن المهتم في هذه التربية، هو الأب والأم أم الأم لوحدها، أو الأب لوحده؟.. على أي حال هناك قاعدة تربوية، عن أمير المومنين، علي بن أبي طالب -عليه وآله السلام- وهي: (من نصب نفسه معلما لغيره، فليبدأ بها قبل غيره.. ومعلم الناس بسيرته، أولى من معلم الناس بلسانه). فالقدوة لهم بالنفس والفعل، خير من الكلام.. والقرب لهم بما يحبون، وليس بما يحب المربي.. وتعليمهم بنوع من القرب والصداقة، بما يحبون من أهم الأمور.. وقراءة الكتب الإسلاميه في التربية مهم، مثل: الطفل بين التربية والوراثة، للشيخ محمد تقي فلسفي، وكتاب منهج التربية عند الإمام علي -عليه وآله السلام-.. وكتاب الطفل في حديث أهل البيت -عليهم السلام-.. وهناك الكثير من المصادر نرجو من الله التوفيق!..
زهره
/
المدينه
أختي الكريمة!.. أكثري من قراءة دعاء الولد، للإمام زين العابدين، في الصحيفة السجادية؛ فإنه مجرب.. له تأثير قوي على تربية الأولاد.
مال الله
/
الكويت
بحسب تصوري: أنه عندما يرى الأبناء الآباء والأمهات مهتمين كلَّ الاهتمام بالأمور الأخروية الدينية؛ فإنهم بطبيعة الحال سيتأثرون بآبائهم وأمهاتهم.. فمن هذا المنطلق أعتقد بأنه إذا نظر الأب أو نظرت الأم إلى مدى حرصه على صلاته، ومدى حرصه على الحلال، وتنفره من الحرام؛ عندئذ سيطبع ذلك تأثيراً ملحوظاً عند الأبناء.. إذ لا يمكن أن أقول لولدي: عليك بالصلاة في أول الوقت، وأنا مهملٌ لأوقات الصلوات.. وعلينا بطلب التوفيق من الله -عزوجل- والاستعانة بعون الله، ألا إن الله يهدي من يشاء من عباده. وفي النهاية نقول: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة}.. فعلينا بالحرص على اختيار أسلوب النصح والحوار.
مشترك سراجي
/
---
{إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين}.. لذا توكل على الله، فهو حسبنا ونعم الوكيل!..
الاحسائي
/
الراية
بارك الله فيك أختي المؤمنة!.. لابد من ملاحظة أن التربية تختلف من جيل إلى جيل، فلا يصلح -مثلا- أن تربي أولادك بالطريقة التي تربيت عليها أنت.. لابد لك من مجاراة الأحداث والتقليد للمجتمع الذي تعيشين فيه، ولا تقومين بتعليهم أمور الدين بالقوة؛ كي لا يكرهوا الدين.. فالأشياء التي يتعلمها الطفل بالقوة يكرهها، ولو أخذنا -مثلا- قول الرسول الأعظم (ص)، حينما قال: (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر).. فلقد أمر أن نأمر أولادنا بالصلاة لمدة ثلاث سنوات في كل سنة 360 يوما، في كل يوم 3 مرات؛ أي أن تأمري ولدك بالصلاة لألف مرة، ثم تضربيه وليس الضرب المضر. كما حاولي أنت أن تظهري لهم اهتمامك بالحجاب -مثلا- وتحببيه لهم، بذكر القصص.. ولا تحاولي إحراجهم أمام الآخرين. وخذي بالاعتبار غرائز الأطفال -مثلا- حب التملك.. استغلي هذا الأمر فيما تريدين أنت، مثلا: أن تهديهم كتبا تفيدهم، مناسبة لأعمارهم ليتملكوها.. غريزة حب فعل الفعل الذي يفعله الآخرون.. فلو رآك الصغير دائما تصلين، سترينه يصلي معك، حتى لو كان عمره 4 سنوات، وهكذا..
السلام
/
الكويت
أختي الغالية!.. عليك بالتقرب إلى أبنائك، وإكثار التنازل، والبر بوالديك!..
مشترك سراجي
/
---
في الحقيقة لا أقول لك: إلا أن تستعين بالإمام صاحب العصر والزمان -عجل الله فرجه الشريف- لأنه هو منقذ البشرية، ونحن محبيه.. فاعتقادي جازم أنه لن يتردد في إنقاذنا من هذه المطبات.
دروس الدنيا عبر
/
النجف
يجب أن تجعلهم يحبون الدين، بالترغيب لا بالترهيب.. فالمرء إذا أحب أمرا، ودخل هواه في قلبه؛ عمل أجمل الأشياء كي يرى ما يحب جميلا.
مشترك سراجي
/
العراق
شيء مهم جدا، ومشكلة كبيرة نقوم بها كآباء ومربين وهي: عدم اعترافنا بحق الأولاد في الاختيار، هذا الحق الذي جعله الله -تعالى- لكل إنسان على الأرض (إما شاكرا وإما كفورا). والمشكلة الثانية للآباء في التربية، أنهم يعتقدون بأنهم مكلفون بهداية أولادهم، مع أن رسول الله -صلى الله عليه وآله- الذي هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم يخاطب في الآية: {إنك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء}. من هاتين المشكلتين، وصلنا لما وصلنا من مشاكل مع أولادنا.. الأبوين يريدون أن يسلبوا أولادهم الاختيار، رغم أنه حق الله -تعالى- أعطاه لهم بدعوى الخوف عليهم من الضلال.. والنتيجة لعمل الوالدين هذا، تمرد الأولاد وضلالهم.. والأبوين يهلكوا أنفسهم، ويريدون أن يهدوا أولادهم.. والنتيجة تمرد الأبوين على الحكمة الإلهية والرضا بالقضاء. واجب الأبوين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن ثم تأتي النصيحة، والدعاء للأولاد.. وإذا لم يهتد الأولاد، فالرضا بالقضاء، والاستمساك بطاعة الله -تعالى- وتوحيده وحده، وامتثال أوامره؛ ليكون حال الأبوين كموقف نوح عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام.
عبد الهادي الكوفي
/
المانيا
من منا لا يريد أن تكون ذريته طيبة؟.. المهم هل فكرنا نحن كرعاة وكأفراد مسؤولين، بمسألة دقة الاختيار لنا ولعوائلنا؟.. يجب علينا أن نحسن الاختيار، وكبشر علينا أن نبتعد عن المماطلة والمراوغة بالكلام؛ لئلا يكتشف أولادنا سريعا أننا مزيفون وكذابون.. فالمهم أن يشعر أولادنا ومنذ نعومة أظفارهم، أننا صادقون مع ربنا ومع أنفسنا ومع الناس، مهما كانت انتماءاتهم.
أم شهد
/
---
عندما يشكل الوالدين "إدارة" وظيفتها هي الأمر والنهي فقط، نرى بعض الأبناء يعاندونهم، ولا يعيرون أوامرهم اهتماما.. ولكن إذا صادق الأب الابن، وفعلت الأم كذلك؛ فإن الوضع سيتغير. أعتقد أنه عليك أن تصادقي أبنائك أولا حتى يسمعوا بنصائحك، فهناك الكثير في الخارج من يتعامل معهم بأسلوب جميل وجذاب؛ حتى يدخل أفكاره في عقولهم.. خاصة هذا الجيل، فهم بحاجة إلى صبر وحسن في التعامل.
محمد آل ربح
/
القطيف - السعودية
ليست هي مشكلة أولادك فقط، وإنما كثير من الشباب يمرون بهذه الحالة.. برأيي: أن يتم التعامل معهم بأسلوب لطيف جدا، وأخوي، ولا يستدعي التطرق إلى العقوبة الأخروية وراء ذلك، وإنما استدراجهم للتأمل بحوادث الزمان المختلفة، مثلا: 1- لفت انتباههم لشاب من الجيران، أو الأقارب، أو من أهل المدينة، قد وافته المنية أثر حادث سيارة أو مرض.. ولذلك ننظر لأهمية الصلاة من هذا الجانب. 2- التمسك بالحجاب ضرورة شديدة، ليس لأن الشرع أمر به وشدد عليه.. وإنما أنت كشابة لا تعرضي نفسك للنظر من قبل الشباب، وذكر محاسنك وجمالك بين أصدقائهم، والتشهير بصفاتك الجمالية؛ مما يعرضك لبلاء لا إصلاح له، بسبب تركك للحجاب.
الفجر الصادق
/
الدمام
أطلبي أولا من الله العون في تربية أولادك، وقولي دائما: اللهم أعني على تربيتهم، وودهم، وبرهم.. ودائما ذكريهم بالآخرة وأهولها وأحزانها، وذكريهم أيضا بأن الفائز الذي يتبع كلام الله -عز وجل- وأهل البيت -عليهم السلام- فيما قالوا في حق الوالدين، وفيما قالوا في الصلاة وغيرها من الأمورالمهمة، التي يجب أن يعرفها الأبناء في الأصول والفروع والسلوك. وإن التمرد الحاصل كما ذكرت -أختي الفاضلة- أتوقع أنها راجعة بشكل كبير لما يتلقاه الأولاد من بعض البرامج غير التربوية وغير الهادفة وغير المدروسة من بعض القنوات التلفزونية، التي تعلم الأولاد كيف يتطاولون على أمهاتهم وآبائهم، ورفع أصواتهم وعدم الاحترام. ونظرة البنت في حالة إعجاب إلى المتبرجات من الفنانات، مما يؤثر على حجابها، مما يصبح مألوفا، ويصبح أيضا المنكر معروفا، والمعروف منكرا.. ولهذا يجب أن تدرك الأم أهمية تقنين ما يشاهدونه من هذه البرامج. وأوصي الأم بأن تكون قريبة من الأولاد، حتى تعرف المشكلات التي يواجهونا، ومن ثم يكون من السهل حلها.
ali
/
السعودية
أبناء هذه الأيام يحتاجون للزيادة في المراقبة، وعدم تركهم بلا رقيب؛ لأن الحياة قد شغلتهم.. فالملهيات المتاحة في عصرنا الحاضر، ازدادت بشكل كبير عما كانت عليه في السابق.. فينبغي على الأب أن يتعرف على الطرق الصحيحة، التي تجعل من أبنائه ينحون المنحى الصحيح والسليم. وخير طريق لك -أخي السائل- أن تتعمد القيام بالأعمال، والواجبات الشرعية أمامهم؛ حتى تكون لهم القدوة الحسنة.. فبالإضافة إلى توجيههم من قبلكم، يجب أن يشعروا بأن آباءهم يمثلون المسلم الصحيح؛ ليكون القدوة الحسنة لهم .
ام فاطمه
/
كندا
{انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو اعلم بالمهتدين}.. هناك عدة عوامل تتدخل في تربية الأبناء، هي: الوراثة + البيئة، وهناك النطفة، ومتى تكونها، وكيف، وفي أي وقت، وشهر، وساعة، مع عامل الوراثة، كما قال الرسول (ص): (تخيروا لنطفكم؛ فإن العرق دساس).. فلها الأثر العظيم في النشئ. أما البيئة، والتي يعاني منها الجميع.. يبدأ تأثر الطفل منذ وجوده في بطن أمه، فهل كانت الأم تعيش في جو ديني، وجو مريح، يخلو من المشاكل والاضطرابات؟.. وبعد الولاده، تتحكم السنوات الخمس من حياه الطفل في بناء شخصيته، إذا كانت شخصية دينية مطمئنة معتدلة هادئة ثابتة.. إذاً لابد من مراجعة هذه الأسباب كلها؛ كي نحكم على تصرفات الأبناء، فلا نتهمهم ونحن أصلا أجرمنا بحقهم.. فلنراجع أنفسنا: أي شيء كان إيجابيا منذ تكونت النطفة، وكيف حضرنا لهذه النطفة التي زرعناها؟.. هل كانت الظروف جيدة، حتى كبرت وترعرعت وأعطت أكلها؟.. هل كان المحصول الذي نرجو؟.. فليسأل كل منا: ماذا وفر من هذه الأجواء؟.. ألم يكن هناك نوع من المحرمات دخلت في بطوننا؟.. هل صنعنا المحرمات، ولو كانت صغيره جدا؛ لكنها انعقدت مع النطفة؟.. هل هناك جو مشحون من المشاكل والخوف وعدم الاطمئنان؟.. هل؟.. وهل؟.. هذا سيكون الناتج: مثلما نزرع نحصد!.. ففي كل مرحلة هل راقبنا هذا الزرع الحساس، ووفرنا له كل الظرف المناخية المناسبة إلى أن نضج وحان وقت القطاف؟.. وإن كان هناك أي حلقة مفقودة في تربية الطفل، فلا نلومن إلا أنفسنا؛ لأن الإنسان كتلة أعصاب واضطرابات غريبة، تتأثر بسهولة بالمحيط.. إني لا أعتقد أننا وفرنا كل الظروف المناسبة، وحصلنا على نتيجة سلبية.. أو أن الموضوع نهائيا ليس له علاقة بالذي ذكر أعلاه، إنما يكون تدخل الخالق -عز وجل- بأن لا يكون لنا نصيب في أبناء بارين مخلصين، أسوة بسيدنا نوح -عليه وعلى سيدنا محمد وآله الصلاه والسلام-. الحل: - أولا: محاوله الحوار مع الأبناء، والبعد عن التزمت الزائد، والعصبية {وجادلهم بالتي هي أحسن}. - ثانيا: النزول إلى مستوى الأبناء، ومحاولة تفهم مشاكلهم. - ثالثا: مراقبة أصدقاء الأبناء، ومحاولة التقرب للأصدقاء، ومشاركتهم، وتوجيهم بطريقة شبابية غير متزمتة.. وتعريفهم الطريق الصحيح بطريقة عصرية؛ حتى لا ينفر منها الأبناء. - رابعا: استخدام أسلوب الإثابة، بدل العقاب، والثناء على الأبناء في حال استحسان أي شيء، ولو كان بسيطا؛ كي يتشجع. - خامسا: عدم توبيخ الأبناء باستمرار، ولا الاستخفاف بعقولهم، ولا مبادئهم.. بل محاولة تصحيحها بالأدلة المقنعة. - سادسا: إعطاء الأبناء بعض المسئولية والمهام، كي يحس بأهميته.. وملء وقت فراغه بأشياء ونشاطات مفيدة، ولا مانع من إشراك أصدقائهم. - سابعا: والنقطة الأهم في نظري: أن نغمر أبناءنا بالحب والعطف والحنان؛ حتى لا يلجأوا لاستجدائه من الخارج.. وما أدراك ما الخارج؟!.. من أصدقاء السوء، والمنحرفين، حيث يكونون صيدا سهلا في أيدي المنحرفين من الكبار والصغار، ذوي النفوس المريضة. - ثامنا: وهو الذي لابد أن يلازمنا حتى بعد الحياة، أي الدعاء للأبناء في كل ساعة، وكل صلاة، وكل مجلس.. وهو الدواء العجيب، الذي لايخيب من تمسك به؛ لأن العلاج أكيد، كونه لايضيع من خلق الخلق، وخلق الأبناء.. فإنه بأي شكل من الأشكال لا يضيع، وسيتحول إلى وديعة لنا وللأبناء، حتى وإن لم يجاب بوقتها.. فهذا كنز لابد أن لا نهمله، ولانيأس. - تاسعا: أن يراجع كل منا، ويعود للوراء: من منا عق والديه، أو حاد عن الطريق؟.. ونواجه أنفسنا سواء بقصد أو عن غير قصد.. فليعد، ويصحح الوضع، ويبر بوالديه إن كانوا على قيد الحياة، وحتى إن توافاهم الله، فيعمل على بر والديه: بالصدقات، والقرآن، والصلاة، والحج؛ نيابة عنهم، والدعاء لهم بالغفران، وسعة ونور القبر.. ألا نعلم: أن الخير والبر سلف ودين!..
نجيب
/
السودان
أخي الكريم!.. لا تجبرهم على فعل الأشياء، ولكن كل شيء خطوة خطوة. إفعل كل شيء أمامهم، كل العبادات.. بمعنى آخر: حببهم في العبادات، احك لهم عن عذاب القبر، وأهوال يوم القيامة؛ تدريجيا سوف يحبون العبادات.
مشترك سراجي
/
---
قد تأثر الأولاد من وسائل خارجية، مما أدى إلى تغير فطرتهم.. لا تكن حازما معهم في الدين؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى تكون حالة نفسية ضد الدين، والامتناع عنه.. كما أنه عليك أن تبين أخطار كل مما يفعلونه. حاول التقرب منهم!.. اجعلهم يحتاجون إليك في الكثير من الأوقات!.. كما حاول التوصل إلى طريقة تفكيرهم، ومعرفة كيف تستطيع إقناعهم.. لكن لا تخف، قد تكون هذه مجرد فترة زمنية يمر بها أولادك، و قد يعودوا إلى رشدهم.
ام علي
/
اليمن --دمار
أخي الفاضل!.. لمَ تشك في تربيتك، وأنا أذكرك بقول أمير المؤمنين علي -عليه السلام- قال: (لا تؤدبوا أولادكم بأخلاقكم؛ لأنهم خلقوا لزمان غير زمانكم). المهم كن صديقا لهم، ولا تكرههم على الصلاة، أو أي شيء آخر؛ لأنه يزيد في البعد بينك وبينهم.. أنت وضح لهم الأشياء بصورة سلسة، ومع اختيار الوقت المناسب؛ حتى لا يملوا من حديثك.. وكن لبقا في استغلال الوقت المناسب؛ لأن الضغط يولد الإكراه، ألم تسمع بالذي كان يجبر أولاده على الصلاة، فكان الولد ينوي ويقول: اصلي ركعتي صلاة الصبح إتقاء شر مله علوي؟.. أنت الأب والصديق والزميل والمحب، ولا تحملهم منية تربيتك لهم.
مشترك سراجي
/
---
كن قريبا منهم قدر المستطاع!.. كن صديقا لهم!.. أكثر الدعاء لهم في جميع الأوقات!..
ابو على
/
مصر
الأبناء أمانة في أعناقنا، نسأل عنهم يوم القيامة.. فالحرص كل الحرص في تأدية الأمانة؛ لأنهم أولا وأخيرا كما قال تعالى: {يهب لمن يشاء}، فهم هبة الله -تعالى-.. والشريعة حددت لنا أسس نسير عليها: كاختيار أم الأبناء، وحتى أسمائهم، والتسمية، والاستعاذة من الشيطان قبل الجماع، والأذان والإقامه فى أذن المولود، والعقيقة، وغير ذلك مما نعلمه جميعا. ثم يأتي قوله تعالى: {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين}.. ولتكن ذكرى الرسول الأعظم، وأمير المؤمنين، والزهراء، والأئمة الأطهار -عليهم السلام- وما في حياتهم من دروس ومواقف وعبر.. ما إن تحدثنا بالقليل منها، نحتاج إلى أعمار تضاف إلى أعمارنا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.. فلنأخذ من حياتهم دروسا لأبنائنا، ثم التذكير بصاحب العصر الموجود بيننا لا يفارقنا، ينظر إلينا، يسر ويحزن، ويتفاعل معنا في جميع أحوالنا، وننتظره في كل جمعة بظهوره الميمون.. ففلسفة الغيبة والظهور، يجب أن يحسها الأبناء، ويعايشوها، وينفعلوا بها ولها.. ثم يأتي فوق ذلك كله، ومعه الله العليم المحيط، المطلع علينا جميعا، وهو الأقرب لنا من حبل الوريد، له الحكم وإليه ترجع الامور. وكوننا دائما قدوة لأبنائنا، ومن خلال: دروس الرحمة (الحسينيات)، ومتابعة أحوال أبنائنا خارج المنزل، وفي المدرسة، والتدقيق في مشاركة أبنائنا في اختيار أصدقائهم، وحرصنا في اختيار من يدخل بيوتنا، ويأكل طعامنا، وتحديد أنواع البرامج التليفزيونية التي يتابعها الأبناء.. وكذلك أنواع الكتب، وتنمية المواهب، وممارسة الرياضة البدنية.. كل ذلك يساعدنا في تكوين شخصية أولادنا، وتحديد اتجاهاتهم وميولهم؛ حتى نستطيع أن نمر بهم في سلام، من محن الحياة الكثيرة، وحتى يكونوا عملا صالحا، يدوم معنا بعد رحيلنا.
ام حيدر
/
البحرين
أختي العزيزة!.. لقد مررت بنفس التجربة، وندبت حظي.. لكن فكرت كيف أحل المشكلة؟.. وتقريبا نجحت، تقربت إليهم بعدم مواجهتهم بأخطائهم، وأخذت بشراء الهدايا لهم، والجلوس معهم حتى وإن كانوا يشاهدون الذي لا أريد مشاهدته، ومسايرتهم.. والحمد لله أصبحت قريبة منهم؛ لأني في فترة انشغلت عنهم.. هم بحاجة لي. ودائما ادعي وقولي: ربي!.. أصلح لي في ذريتي، إني تبت إليك، وإني من المسلمين.
مشترك سراجي
/
bahrain
بسم الله الرحمن ارحيم قال تعالى: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين}. أخي العزيز!.. أنت قمت بواجبك، وعليك أن توضح هذا الأمر لعيالك.. بحيث تقول لهم: أنا قمت بواجبي، وأنتم مسئولون أمام الله، وسأدعو لكم بقلب الوالد الحنون، بالتوفيق لما فيه الخير والصلاح. أخي الكريم!.. السيطرة أمر صعب في هذا الزمان، حاول أن تصاحب أولادك، ولا تضغط عليهم، وتجاهل تصرفاتهم التي عجزت منها.. واستعن بالله في هذا الأمر، دون أن تتأثر علاقتك معهم.. طبعا لا تظهر رضاك عن معصية، وإنما دائما إرجع الأمر لله، بحيث تضع في أذهانهم: بأن كل إنسان يتحمل مسؤلية عمله أمام الله، وليس أمام أي انسان. أما موضوع عدم نجاحك في تربيتهم: أنت لا تستطيع أن تقول: أنك لم تنجح في تربيتهم، قد يكون هناك أمور أنت أكسبتهم إياها، بحيث لم تلاحظها: كحسن الخلق، والمعاملة الطيبة مع الآخرين، ومساعدة الآخرين، ...الخ.. فأنت أخفقت في بعض الأمور، وبإمكانك استخدام أساليب جديدة غير تلك التي استخدمتها معهم لهدايتهم.. وتذكر -أخي الكريم- بأن الحرص الشديد، يولد النفور والتمرد. وأخيرا: ما دام أنك أطعمتهم من الحلال، ففيهم الخير -إن شاء الله- فقط اتركهم بعض الوقت، وسيهديهم الله إن شاء الله.
مؤمنة من نجد
/
الرياض
هذه نفس مشكلتي مع أولادي، إلا أنهم في بعض الأحيان يتناولون الوجبات السريعة من المطاعم التي تحمل الهوية الأمريكية.. لقد تعبت فعلا؛ لكني لم أفقد الأمل.. فما هو الحل؟..
الدكتور حسام الساعدي
/
ألمانيا
اعلم -أخي الكريم- أن الأولاد رزق من الله -عزوجل- عظيم، وصلاحهم توفيق منه سبحانه.. والذرية الصالحة من أكبر النعم الجسيمة على الإنسان في حياته وبعد مماته، ولذا وجب على الإنسان أن يختار نوعية الأولاد التي يريدها منذ لحظة تفكيره بالزواج، والبيت والأسرة، وذلك عن طريق اختيار الزوجة الصالحة من جميع الوجوه، ثم مراسيم الزواج المبارك على وجهه الشرعي والأخلاقي، ثم كثرة الدعاء بالمأثور عن النبي وآله (ع) بالتوفيق لما يحب ويرضى. ثم قراءة القرآن الكريم في كل مراحل الزواج، مع ذكر الصلاة على النبي محمد (ص) وآله الأطهار (ع) في كل شيء، ثم اتباع طريقة الجماع بالصورة الشرعية في كل أشكالها الصحيحة والسليمة.. ويعني ذلك مراعاة أوقات وجوب الجماع ومكروهه وممنوعه ومندوبه، كما هو موجود في المفصلات من كتب الفقه والأخلاق.. ولا تفوتك مراعاة الجانب الإنساني والعاطفي للزوجة في كل ما تقدم. ثم لما يرزقك الله -تعالى- الولد له عليك حقوق كثيرة مترابطة بحلقات متصلة، إذا فقدت واحدة فرطت الباقية، يجب عليك تأديتها كما تحبها لنفسك، وكل ذلك مع الإلحاح على الله -تعالى- بالدعاء للهداية والتوفيق للولد ولأمه ولأبيه ولأخيه ولأهله ولمجتمعه.. ثم سلوك الوالدين أمام الولد حاجة ضرورية في بناء شخصية الولد، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر.. وكما يقولون: أنت اعمل الخير وعلى الله الباقي.. فالمسألة ليست في الأكل والشرب والملبس والسفر وتلبية جميع الحاجيات البيتية والمدرسية، بل الحاجة تكمن في تنشئتهم منذ ولادتهم النشأة الصالحة في البيت وفي المدرسة وفي المجتمع، والله -تعالى- ولي التوفيق.
ساميه
/
العراق
أختي / أخي بالله!.. التربيه مجاهدة نفسية، لم تكن تقليدية؛ لأنها تربية النفس.. وأنا لم أكن بليغة في علم النفس، ولكن من خلال التجارب بأساليب التربية، وجدت الشيء اليسير -إن شاء الله- لكسب أولادي، هو أساليب التحايل مع نيتي الصادقة في حب أولادي، وحب الخير لهم. مثلا: من مصلحتي أمام المجتمع، أن تكون ابنتي محجبة؛ حتى يقولون: أنها محجبة، وجميع أولادي يؤدون الصلاة، أو يذهبون إلى الحسينيات.. وكل هذا في مصلحة الأبوين بالظاهر أمام المجتمع؛ ولكي نسمع بأن أولادنا ما شاء الله عليهم!.. مبارك عليكم على هذه التربية!.. هذا لا يكفي، ليس هنا تمام التربية.. حتما سيؤدون الصلاة في وقتها عند ذهابهم إلى المسجد؛ لأنهم يعرفون الوقت بالتحديد.. نعم، هم يعلمون بأن الصلاة في الحسينية أو الجامع صلاة جماعة، ولهذا هم ملتزمون بالوقت.. مع العلم أنهم ليس كل يوم لهم حضور في تلك الأماكن المباركة، بسبب انشغالهم بالعمل أو الدراسة.. يا ترى إذا كانوا موجودين في البيت، هل يتمسكون بموعد الصلاة ويراقبونه؟.. أعتقد أن الجواب: لا. إذن، الأمر يقع على مسؤليتي ماذا أفعل؟.. هم يدركون الصلاة، حان موعدها، وهم عندما يذهبون إلى الحسينية أو الجامع، يذهبون بإرادتهم لا أحد يدفعهم لذلك.. فعندما يؤذن المؤذن للصلاة، وهم يسمعون ولا يقومون لها؛ فهنا أتبع أسلوب غير مباشر، باستثناء إذا كانوا نائمين -مثلا- أنادي طفلا يعرف أن يفرش السجادة بالقرب من غرفتهم أو مكانهم.. وأطلب منه أن يفرش السجادة، وأقول بأنها صار وقت الصلاة.. فإذا لم يستجيبوا بعد انتهاء الصلاة، يجب علي أن أذكرهم: أنكم ما شاء الله عليكم، لا تحتاجون إلى تذكير.. فأنتم عندما تذهبون للمسجد، ماذا تفعلون غير إقامة الصلاة.. وهنا أظن لا فرق، كذلك يوجد وقت للصلاة، ويجب عليكم الالتزام بها، حتى تشعرون أنه لن يفوتكم شيء، وكأنكم حاضرين في المسجد.. حتى لو لم يذهبوا إلى المساجد، هم يدركون الوقت والنظام في المدرسة، وفي العمل.. كذلك الصلاة لها نظام ووقت.. وهذا يعلمهم الالتزام بالوقت، وعدم التأخير حتى في أعمالهم الأخرى. أما بقاؤهم صدقة جارية: هي فعلا ممارسة.. مثلا: تعويدهم على تقديم الخدمة للآخرين، وبدون تذمر وضجة.. لنا جيران حالتهم ضعيفة، فعند إعداد الوجبات الغذائية للعائلة، والطعام مهيأ في الصحون، والأولاد متلهفين للطعام.. أنا مهيأة لهذا الجار صحن من نفس الطعام.. أطلب من أحد الأولاد أن يوصل هذا الصحن للجيران.. وفي المرة الثانية أطلب من ولد آخر، وفي المرة الثالثة من آخر.. وهكذا.. وعندما أعطي لأولادي الصحن، أقول بصوت مسموع: قربة إلى الله تعالى. ربما أول مرة يرون الأمر ثقيلا عليهم، ولكن بالتعويد، وبدعائي لهم، كأنهم هم الذين عملوا الطعام، وهم الذين قرروا بأن يذهبوا إلى الجيران.. أقول: بارك الله فيك!.. الله يعطيك العافية، ربما فرحوا عندما رأوك، وهو يبتسم بدون رد.. مره أخرى يأتي ويقول: هل عندك طعام؟.. هناك رجل يزرع في حديقة في الشارع، وجلس يرتاح، ربما هو جائع ووقت غداء!.. فأقول: نعم، الخير موجود بما قسمه الله لنا، خذ له.. قلت في نفسي: يا الله، الحمد لله.. فهنا أستغل هذه الفرصة الثمينة، وأقول: إذا أنا خرجت من البيت يوما، وتريد أن تعطي الطعام لأحد محتاج، فلا تتردد، أعط ما تريد.. فالخير موجود، حتى إذا لم يوجد طبخ يكفي، أنت تعرف كيف تتدبر الأمر، اشتر لبنا وفاكهة وخبز، وأعطيه للمحتاج.. فنحن لنا أموات، ويجب علينا أن نذكرهم بعمل الخير، وجلب الرحمة لهم.. ولمباركة الرزق من الله عز وجل.. فهذه الممارسة واللذة في التقرب إلى الله بها، ستكون محببه لهم، وبدون رياء. وعندما يحبون عملا، حتما لا يبتعدون عنه.. ولهذا العمل آثار جمة، فهم يوم بعد يوم، يريدون أن يثبتو جدارتهم (مازال فيه لذة التقرب لله عز وجل).. وآثار هذا العمل الصالح كثيرة ونافعة لكل إنسان بكل أمور حياته.. (لأن على رأس كل عمل التقرب لله، حتى لو لم يكن ماديا، بل معنويا: كتقديم خدمة للآخرين، ومداراة المرضى، وزيارتهم).
seyed sabah Behbahani
/
Ingölstadt - Germany
بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله تطمئن القلوب}. عزيزي!.. إن مشكلة العصر ومحنة الأبناء والآباء في عالم اليوم، أشد خطرا على سعادة الطرفين، لعدم فهم الآباء أسس التربية الصحيحة من جهة!.. من جهة أخرى: هو تمرد الأولاد على أوامر الوالدين!.. قبل التحدث عن منشأ هذا الإحساس من الجانبين ينبغي للمربي، أن يوضح مصدر تلك التربية الصالحة التي رسمها الله -سبحانه- بالصدق، والأمانة، والورع، والتقوى.. مثل الأئمة الأطهار -عليهم السلام- كانوا يبذلون قصارى جهدهم في تعليم الأحكام الشرعية، وتلقين الموالين المعارف المحمدية، ويعرفونهم ما لهم وما عليهم.. ولا يعتبر الأئمة (ع) الرجل تابعا لشيعتهم، إلا إذا كان مطيعا لأمر الله، مجانبا هواه أخذ بتعاليم الإسلام وإرشادات السنة.. وكانوا يريدون من أتباعهم أن يكونوا دعاة الحق، وإدلاء على الخير والرشاد، بالعمل واللسان. وقال الإمام الصادق (ع): ( كونوا دعاة للناس بالخير بغير ألسنتكم، ليروا منكم الاجتهاد والصدق والورع)، وعلى هذا أخذ أئمة أهل البيت على أنفسهم، أن يقوموا بمهنة بناء الشخصية الإسلامية.. لكي تتحقق المواصفات التي يتصف بها الموالي ..! .. فكيف إذن يكون الوالدين لكونهما المعلم والمرشد ..؟ يقول الإمام الباقر (ع) (يا جابر، يكتفي من اتخذ التشيع يقول بحبنا أهل البيت!.. فوالله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه، وما كانوا يعرفون إلا بالتواضع، والتخشع، وأداء الأمانة، وكثرة ذكر الله، والصوم، والصلاة، والبر بالوالدين، والتعهد للجيران من: الفقراء، وأهل المسكنة، والغارمين، والأيتام، وصدق الحديث، وتلاوة القرآن، وكف الألسن عن الناس إلا من خير.. وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء).. وهذه المواصفات التي أشار إليها الإمام الباقر (ع) ..على أساس بناء الشخصية، لترتفع بها نحو السمو.. ويلاحظ فيها المؤشرات التربوية الأخلاقية التي يقوم عليها بناء الفرد. ويا عزيزي طالب الذرية الصالحة، وترجو منهم بعد الممات أن يكونوا صدقة جارية!.. ألفت نظرك روى أبو إسماعيل قال: (قلت لأبي جعفر (ع): جعلت فداك!.. إن الشيعة عندنا لكثير، فقال: هل يعطف الغني على الفقير، ويتجاوز المحسن عن المسيء، ويتواسون؟.. فقلت: لا، فقال ليس هؤلاء شيعة، الشيعة من يفعل ذلك). المرجو أن تكون تربيتكم على هذا الغرار، لأن مسألة تربية الطفل تشغل مكانة كبرى من المسائل الاجتماعية في عصرنا هذا.. فالطفل هو اللبنة الأولى في المجتمع، إن أحسن وضعها بشكل سليم، كان البناء العام للمجتمع مستقيما، مهما ارتفع وتعاظم.. ولهذا يحتاج الطفل إلى هندسة وموازنة بين ميوله وطاقاته، ويفتقر كذلك إلى تربية صالحة، ينشأ فيها وتصقل مواهبه.. وكما يعوزه تنظيف موارد الثقافة التي يتلقاها والحضارة التي يتطبع عليها.. والتربية التي ينشأ عليها؛ لأنه عالم قائم بنفسه، يحمل كل سمات الحياة بصورة مصغرة، في جميع مكونات المجتمع.. هذا ما يقوله كل باحث تربوي. وجاء عن الإمام زين العابدين (ع) ودور الأسرة في التربية: ((وأما حق ولدك: فأن تعلم أنه منك، ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشره.. وإن عمل ابنك عملاً حسناً، قال له الناس: رحم الله أباك!.. وإن عمل سوءاً قال الناس: لعن الله أباك!.. وأنك مسؤول عما وليته من حُسن الأدب والدلالة على ربه -عز وجل- والمعونة على طاعته.. فاعمل في أمره عمل من يعلم أنه مثاب على الإحسان إليه، ومعاقب على الإساءة إليه). وعن الإمام زين العابدين (ع) أيضا: ( وحقّ الصغير: رحمته في تعليمه، والعفو عنه، والستر عليه، والرفق به، والمعونة له).. ولهذا يسعى الإسلام دائما إلى جعل الأسرة المسلمة قدوة حسنة طيبة، تتوفر فيها عناصر القيادة الرشيدة في تربية الأبناء.. وأهم قاعدة من قواعد التربية الإسلامية، هي توجد عملية تربوية لقدوة الصلاح، وحب الخير، والعمل الصالح.. لذ قال الإمام الصادق (ع): (وتجب للولد على والده ثلاث خصال: اختياره لوالدته، وتحسين اسمه، والمبالغة في تأديبه).. ومن هنا يعتبر الأبوان هما المسؤولان الأول عن تربية أبنائهم تربية صالحة، ليكونوا قرة عين له في مستقبله. ويقول الإمام علي عليه السلام: (ورأيت حيث عناني من أمرك ما يعني الوالد الشفيق، وأجمعت عليه من أدبك، أن يكون ذلك وأنت مُقْبِلُ العُمُرِ وَمُقْتَبِلُ الدَّهْرِ، ذو نيَّة سليمة، ونفس صافية، وأن أبتدئك بتعليم كتاب الله وتأويله، وشرائع الإسلام وأحكامه وحلاله وحرامه...). وإن كنت -يا عزيزي- ترجو صدقة جارية بعد الممات كم ذكرت: عليك بتربيته حسب الكتاب والسنة والمجتمع الصالح، وقد رسم الرسول -صلى الله عليه وآله- مناهج في التربية الصالحة والوفاء.. روي عنه قال: (أحبوا الصبيان وارحمهم، وإذا وعدتموهم، ففوا لهم؛ فإنهم لا يرون إلا أنكم ترزقونهم.. إن الله -عزوجل- ليس يغضب لشيء، كغضبه للنساء والصبيان).. وقال رسول الله -صلى الله عليه وآله-: (من حق الولد على والده ثلاثة: يحسن اسمه، ويعلمه الكتابة، ويزوجه إذا بلغ).. وقوله صلى الله عليه وآله أيضا: (أكرموا أولادكم، وأحسنوا أدبهم؛ يغفر لكم). وقد ورد عن أبي لزهراء محمد -صلى الله عليه وآله- قال: (لأن يؤدب أحدكم ولده، خير له من أن يتصدق بنصف صاع كل يوم).. وإن كانت تربيتك لهم على هذه الوصايا والأوامر، فلا تقلق.. وإن نجاح تربيتك تكون كالإناء ينضح بما فيه. وأرجو منك أن تتعمق بقول الله في عباده الصالحين قال تعالى: {والذين يقولون ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما}.. والعبء والمسئولية لا بد أن تكون عهدتا في رقاب الوالدين.
مشترك سراجي
/
الكويت
بالنسبة للصلاة: فاحرص عندما تصلي أنت، أن تقول في السجدة الأخيرة: {رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء}. وبالنسبة ليصبحوا صالحين: ففي الصحيفة السجادية دعاء للأولاد، احرص على قراءته يوميا.
ابراهيم ابورقيه
/
العراق
1- قدم لهم النصح، وأبعدهم عن أصدقاء السوء، ولا تتسامح بأمر الحجاب والتربية.. تبدأ من اختيار الأم الصالحة من العائله الطيبة، ورد في أخبار أهل البيت (ع) -ما مضمونه-: (الطفل ملك سبع سنوات، ووزير سبع سنوات، ومملوك سبع سنوات.. فإن أفلح، وإلا فلا خير فيه).. هذا من ناحية التربية.. أما من الدعاء فيقرأ: دعاء الندبة كل جمعة لصلاح الأولاد. 2- ليس عدم النجاح، قد يكون أفضل لهم وقوعهم في الخطأ في بداية حياتهم، حتى إذا وقعوا في الخطأ يرجعون إلى التوبة النصوح، والسعادة الأبدية، بمحبة أهل البيت.. وليس الحرص الشديد بالصواب، لكن بالتعليم الصحيح؛ لأنهم إذا رأوا صلاح أهلهم، يصلحون بإذن الله.
احمد بهزاد
/
الكويت
أنت فعلت ما عليك، لذا عليك أن تتخلص من هواجس نفسك، والوسواس.. لا تنس أن الأولاد يمرون في مراحل مختلفة، منها المراهقة.. وهذه المرحلة حساسة جدا، حيث تطرأ تغييرات على شخصية المراهق، منها: الإحساس بالاستقلالية، والإحساس بالمسؤولية.. وهذا طبيعي. يجب التعامل معهم بحذر شديد، وصرف الوقت الكافي واللازم لمراقبة نفوسهم، وتشخيص العوامل المؤثرة على نفوسهم، من أشخاص أو بيئة معينة، بما فيها من توجهات، وطرق سلبية ومؤثرة.. وهي التي خلقت لك المشكلة، ومن ثم تفصل بين هذه العوامل وبين أبنائك بكل لطف وهدوء.. وليكن تأثيرك عليهم أقوى وأعمق!..
ابو احمد
/
السعودية
كثير من الآباء لا يعرف ابنه أين يذهب، وفي أي فصل دراسي يدرس؛ لأنه لا يجلس مع أبنائه، ولا يكلمهم إلا بالأوامر.. مثلا: صلِّ!.. إقرأ القرن!.. إفعل كذا، لا تفعل كذا!.. لماذا لا يقوم الأب بالذهاب مع الابن إلى الملعب؟.. مثلا: لماذا لا يتحدث معه في أشياء يحبها الابن؟.. ومع الزمن، سيجد أن هذا الابن يستجيب لأبيه في كل ما يطلبه منه.
خادِّمْ .. عُشاقَ الزهراءِ (ع)
/
العراق
كمْ حاوّلوا قتلَ الحُسينِ بذاتي.. هنا ضالتُك.. أوَ مادروا أنَّ الحُسينَ حياتي يمثل منهج أهل البيت (عليهم السلام) في التربية، النموذج الأصيل الذي يجسد تعاليم الإسلام التربوية بحذافيرها، كيف لا؟.. وهم منار الهدى، ومعدن الرسالة، الذين خلقوا من طينة نقية، ونشأوا على مبادئ الحق، لا يحيدون عنها قيد أنملة. ويتمثل منهج عترة النبي الطاهرة (ع) في ناحيتين: 1 - الناحية النظرية: وهي تعاليم ووصايا الرسول (ص) وأهل بيته الأطهار (ع) والتي تدور في فلك التربة، وبناء الإنسان تربويا وأخلاقيا. 2 - الناحية العملية: وهي السلوك الذي عاشه الرسول (ص) والأئمة الأطهار (ع) من بعده مع أسرهم وأطفالهم، وكيف كانوا يعاملون أبناء المسلمين على الصعيد التربوي والتوجيهي.. بحيث يحق لنا أن نعتبرهم قدوة كبرى، لكل الأجيال المسلمة وعلى مر العصور.. فلابد والحال هذه من وضع الصور التربوية الإسلامية الأولى أمام أعيننا، وهي تتجسد على أرض الواقع، لنستخرج منها الروح التربوية الإسلامية بكل حيويتها وحرارتها الساطعة. ولكي نكتشف هذه الروح، يجب أن نعيش الأجواء التي كانت سائدة في بيت الوحي والرسالة، كما نقلها إلينا التأريخ، ونتفحص التربية التي أحاطت بأهل البيت (ع) الذين عاشوا طفولتهم في صميم العملية التربوية لصاحب الرسالة الذي وصفه القرآن الكريم بالقول: {وإنك لعلى خلق عظيم}. هذه التربية النبوية الخاصة، لم تتسن بهذا العمق والشمول والاستيعاب لأحد غير أهل البيت -علي، وفاطمة، والحسن، والحسين (عليهم السلام)- الذين عاشوا خصوصياتها في سلوكهم وممارساتهم التي خضعت لإشراف النبي (ص)، ومراقبته، وتوجيهه في البيت، والأسرة، والمجتمع، والحياة، منذ نعومة أظفارهم، حتى رسخت فيهم الكفاءة العالية، وجعلتهم بمستوى الإمامة والقيادة، وحمل ثقل الإسلام بعد النبي (ص)، فكانوا المثل الحي للتربية الإسلامية الصادقة، المبرأة من الأخطاء والاشتباهات، فكرا وعقيدة وسلوكا.. وهذا ما أهلهم لأن يقول فيهم الرسول (ص)، لا عن هوى وعاطفة، وهو الذي لا ينطق عن الهوى، بل عن حقيقة وتربية خاصة: (إني مخلف فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي.. ما إن تمسكتم بهما، لن تضلوا بعدي أبدا). وهذا يعني أن أهل البيت هم المؤهلون تربويا للتعبير عن سنة الرسول، التي ليست سوى التربية النبوية الشاملة في كل جوانب الحياة. إن تربية القرآن والسنة الكاملة، جسدها الرسول (ص) على أكمل وجه في أهل البيت (ع) وفكرهم وعقيدتهم وسلوكهم وحياتهم.. وهكذا يكون هؤلاء الأزكياء (ع) أفضل وأغنى مادة لدراسة التربية الإسلامية المحمدية بكل طهرها، ومعرفة صفاتهم وفاعليتها، وتأثيرها العميق في النفوس والضمائر المتعطشة لعبق أهل البيت الزكي الطافح بالإيمان. الربيب الأول للرسول (ص): أول من تخرج من مدرسة الرسول (ص)، الذي رباه في حجره وشحنه بالعلم والإيمان والخلق الرفيع، هو الامام علي (ع). وقد جاء في الأحاديث: أنه لما ولد علي (ع) أحبه رسول الله حبا جما، وقال لأمه اجعلي مهده بقرب فراشي.. وكان (ص) يشرف على تربيته، ويحرك مهده عند نومه، ويلاعبه في يقظته، ويحمله على صدره. وكفل (ص) علي من أبيه وعمره خمس سنوات، وبقي (ع) ملازما للرسول (ص) حتى بعثه الله بالنبوة، وكان (ع) يحمل أحيانا إلى رسول الله في غار حراء الطعام والماء من بيت خديجة الكبرى. ويصف الإمام علي (ع) كيف رباه الرسول، فيقول كما جاء في نهج البلاغة: وضعني في حجره، وأنا ولد.. يضمني إلى صدره، ويكنفني في فراشه، ويمسني جسده، ويشمني عرقه.. وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه.. ولقد كنت أتبعه اتباع الفصيل أثر أمه.. يرفع لي كل يوم من أخلاقه علما، ويأمرني بالاقتداء به.. ولقد كان يجاور كل سنة بحراء، فأراه ولا يراه غيري، ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الإسلام غير رسول (ص) وخديجة وأنا ثالثهما.. أرى نور الوحي والرسالة وأشم ريح النبوة. وهكذا شب الإمام علي (ع) على تربية الرسول والقيم الإسلامية النبيلة. ولما هاجر (ص) إلى المدينة، لحق به علي (ع) فأنزله (ص) داره.. إذ يقول الشيخ المفيد: أنزله النبي (ص) عند وروده المدينة داره، ولم يميزه من خاصة نفسه، ولا احتشمه في باطن أمره وسره (ع). وقد ورد أنه لما آخى (ص) بين أصحابه، جاء علي تدمع عيناه فقال: يا رسول الله، آخيت بين أصحابك، ولم تواخ بيني وبين أحد.. فقال له رسول (ص): أما ترضى أن أكون أخاك؟.. قال: بلى يا رسول الله رضيت. فقال (ص): فأنت أخي في الدنيا والآخرة. هذه هي التربية السليمة: معايشة وأخوة حميمة ورفاقة صميمة عميقة. لقد كان (ص) يخلو مع الإمام علي (ع) خلوات توجيهية يساره ويحادثه ويبادره بالتعليم والتربية. روى النسائي في خصائصه أن عليا (ع) قال: (كانت لي منزلة من رسول الله (ص) لم تكن لآحد من الخلائق، فكنت آتيه كل سحر). وكان (ع) إذا سأل النبي (ص) أجابه، وإذا سكت ابتدأه، يقول (ع): كنت إاذا سألت رسول الله أعطاني، وإذا سكت ابتدأني. وإن دل هذا على شيء، فإنما يدل على أن واجب المربي أن يعطي التلميذ بسخاء وتفان وإخلاص، ما دام التلميذ قابلا للاستيعاب والتجسد.. وأن يعلمه بالتقسيط، مادام التلميذ ضعيف الاستيعاب والتلقي. وقد أعطى الرسول (ص) علمه بسخاء لأهل بيته الكرام -عليهم السلام- وصالحي الصحابة: كسلمان الفارسي الذي عده رسول الله من أهل البيت، وكأبي ذر الغفاري وغيره، وذلك لشدة قدرتهم على التلقي، والاستيعاب، والاستفادة.. كما جهد الرسول (ص) في تعليم كل الناس دون استثناء. هذه هي التربية، حوار ومكاشفة فكرية وأخلاقية حميمة، وأن يجعل ساعة الدرس علما، يغمره الصفاء والحب والحنان، ولا سأم فيه ولا ملل، بل اندفاع وسعادة وسرور، حتى تتجسد التربية فعلا حيا يمتزج في كيان الإنسان، يتحول كل هذا المخزون في الشخصية إلى ابداع ومسؤولية ووعي وكفاءة عالية، ترسخ القيم الكريمة، وتبني الشخصية السوية التي يريدها الإسلام. تربية النبي (ص) هي الكشف عن المواهب، وبلورتها، وتنميتها، حتى يتحول التلميذ إلى جزء من ذات المعلم وعاطفته. إنها تربية المسؤولية، والعزة، والحب، والإيثار، ورهافة الوجدان.. وما أصدق ما قاله الكاتب اللبناني نصري سلهب في هذه التربية النبوية، التي جعلت من علي (ع) وهو طفل عمره عشر سنوات شخصا عظيما: كان لعلي عشر من السنين -ورب سنة تعدل عشرا- وهي سنون ملاء سمان، جعلت من الصبي شابا قبل زمن، متمتعا بحكمة الشيوخ وبعد نظرهم وعمق تفكيرهم، قطعة ماس خام ما جاد الزمان بمثلها حجما ونوعا . الابنة الوفية ونور النبوة: ما أعظم تربية النبي محمد (ص) لابنته الزهراء وأهل بيته (عليهم السلام) الذين ظلوا بموجب تلك التربية العميقة التأثير والبعيدة المدى، ينجبون العظماء والقادة، وفي شخصيتهم تكمن ألمع معاني الإنسانية والقيم الحقة. والواقع أن الإسلام ينتخب التربية التي تنتج العظماء والقياديين الرساليين، ليس في الرجال فقط ، بل في النساء أيضا: كالصديقة فاطمة الزهراء، والسيدة زينب، وسكينة، وأم كلثوم، ورقية (عليهن السلام جميعا). وأبرز من حنت عليها يد التربية النبوية العظيمة، فاطمة الزهراء (ع). وكان العرب يأدون البنت، وتسود وجوهم عند مجيئها.. ولكن الرسول (ص) الذي يفيض رحمة وعطفا، عامل الطفلة بفرح كبير، ومحبة غامرة.. وبذلك خلق تيارا تربويا جارفا، يكرم الأنثى، ويقدرها، ويصنع منها رائدة من رواد التاريخ والإسلام.. يذيب عقدة التحقير الجاهلية، التي تلاحق الأنثى وتشلها عن الإبداع والقدرة والتأثير والعطاء. ولم يكرم النبي (ص) فاطمة الزهراء (ع) ليزيل عادة جاهلية فقط، وإنما كرمها أيضا لمنزلتها ومكانتها في قلبه وعند الله، ولجهادها ومعايشتها ومشاركتها في أعظم الحوادث، التي ساهمت في صنع تاريخ الإسلام، منذ نضال النبي (ص) ومعاناته الأولى مع قريش في مكة، حتى هجرته وجهاده في المدينة الى وفاته. ويكاد يكون عمرها عمر أحداث الرسالة النبوية، ويكاد يطابق عمرها زمن النبوة، فهي قد رأت النور مع النبوة تقريبا وانطفأت بانطفائها، مما جعل هذا العمر القصير كبيرا وخطيرا، فامتلآت حياتها بأحداث الرسالة المثقلة بالمفاجأة والتحولات والمسؤوليات والمهمات الكبرى، التي تفاعلت في قلبها لمشاركتها النبي في مسؤوليات الرسالة تفاعلا عميقا. هذه المشاركة الفاعلة في صياغة الحدث التاريخي العظيم، جاءت نتيجة التربية النبوية، مما ضاعف حب رسول الله لها، وزاد هذا الحب ما كانت تزخر به شخصيتها من حنان وعاطفة على الرسول (ص) حتى كانت تلازمه في تنقلاته وتخفف من آلامه، وجهدت بعد وفاة أمها في السهر على راحته والتنفيس عن حزنه وكربه، فكانت له بمثابة الآم مما دفع رسول (ص) ان يلقبها (أم أبيها) كما يذكر التاريخ. رباها الرسول (ص) تربية الإسلام والنبوة، فوعت القرآن والحديث، وعايشت قيم الإسلام وهي تتجسد أمامها في حياة رسول الله الخاصة والعامة. كانت إذا دخلت على الرسول (ص) قبلها وأجلسها الى جنبه، وإاذا دخل عليها قامت فرحبت به وقبلت يده وجلست إلى جواره. وجاء عن حفيدها الإمام الصادق (ع): كان النبي لاينام حتى يقبل عرض وجنة فاطمة. وفي الحديث: كان رسول الله (ص) إاذا قدم من سفره يدخل على فاطمة، فدخل عليها، فقامت إليه وأعتنقته وقبلت بين عينيه. هكذا يسود الحب والحنان والاحترام علاقة الآباء بالأبناء، فتتحول الأخلاق إلى مودة وشفقة، والاحترام إلى تكريم ولطف خالي من الكلفة والمشقة. فعن الإمام الصادق (ع): قالت فاطمة (ع) لما نزلت {لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا} هبت رسول الله (ص) أن أقول له: يا أبه.. فكنت أقول: يا رسول الله.. فأعرض عني مرة أو اثنين أو ثلاثا.. ثم اقبل علي فقال: يا فاطمة، إنها لم تنزل فيك ولا في أهلك ولا نسلك، أنت مني وأنا منك.. إنما نزلت في أهل الجفاء يا أبه، فإنها أحيى للقلب، وأرضى للرب. هذه هي الصور التي ينقلها التاريخ في القيم، التي كانت تحكم تربية الرسول (ص) لابنته فاطمة الزهراء (ع)، فكيف كانت تربيته لسبطيه الحسن والحسين ابني علي وفاطمة الزهراء عليهما السلام؟.. ريحانتا الرسول والرعاية الفائقة: لما ولد الإمام الحسن (ع) فرح الرسول (ص) وبادر إلى بيت الصديقة فاطمة الزهراء، وتناول الحسن فأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى.. وسماه حسنا. وكان النبي (ص) يولي الحسن العناية اللازمة، ويكرم طفولته ويحبه حبا شديدا.. (دخل الحسن وهو (ص) قد سجد، فركب على ظهره، فأبطأ في سجوده حتى نزل الحسن.. فلما فرغ قال له بعض أصحابه: يا رسول الله، لقد أطلت سجودك، قال (ص): إان ابني ارتحلني، فكرهت أن أعجله). وجاء عن أبي بكرة، قال: (كان النبي (ص) يصلي بنا وهو ساجد، فيجيء الحسن وهو صبي صغير حتى يصير على ظهره أو رقبته، فيرفعه رفعا رفيقا...). هذه التربية المبنية على الحنان والعاطفة، كانت تتم على مرأى ومسمع من المسلمين، وهي نموذج رائع للمعاني الإنسانية، التي يجب أن تنطوي عليها التربية الإسلامية، وإشهارالنبي (ص) لهذه التربية يدل على حث المسلمين على انتهاجها واتباعها والاستفادة منها، فضلا عن دلالتها على فضل أهل البيت وكرامتهم عند الله. وقد اشتهرت في التاريخ الإسلامي هذه اللقطات الجميلة، التي تضم النبي والحسن والحسين، وهو يعانقهما أو يقبلهما أويلاعبهما او يترفق بهما. جاء عن ابي هريرة: (ما رأيت الحسن قط، إلا فاضت عيناي دموعا.. وذلك أنه أتى يوما يشتد حتى قعد في حجر رسول الله (ص) ورسول الله (ص) يفتح فمه، ثم يدخل فمه في فمه ويقول: اللهم!.. إني أحبه وأحب من يحبه... يقولها ثلاث مرات). هذا التأكيد على الجانب العاطفي في التربية، يؤدي إلى تنمية قيم الحب والحنان في الإنسان.. وهذه القيم تميز الخط الديني عن غيره أساسا، وهي التي لونت فيما بعد شخصية أهل البيت، ورفعتهم إلى البذل والعطاء والإيثار والتضحية في سبيل الله والإنسان. ولم تختص هذه التربية بالإمام الحسن (ع)، بل شملت أخيه الحسين (ع)، والصديقة فاطمة الزهراء (ع)، ونهل من تربية النبوة والإمامة. بطولة الإمام الحسين (ع)، ومواقفه العظيمة في كربلاء وغيرها، تماسكه الشديد أمام الأهوال والمصائب، هو وأهل بيته لم يأت صدفة.. بل هو عمل جاء نتيجة تظافر عوامل تربوية عريقة، وتفاعلها في شخصية الإمام. لقد انفتح ضمير هذا الطفل الصغير على أكبر قيمة في الوجود.. الله اكبر، وعلى وحدانية الله.. أشهد ألا إله إلا الله، وعلى أعظم شخصية في الحياة هي شخصية النبوة.. أشهد أان محمدا رسول الله.. هكذا تغلغل هذا الصوت الحنون في أعماق الطفل، ليتفجر في المستقبل حياة ومواقف وسلوك وكرامة وشخصية فذة. فقد لمع وجه النبي في عينيه، مذ رأت عيناه النور.. وهتفت قيم الإسلام في ضميره، مذ سمعت أذناه الصوت.. وزمه النبي (ص) روح الرسالة والحب في أول قبلة طبعت على شفتيه. زرع (ص) في ضمير هذا الطفل عقيدة الإسلام ومنهج الحياة، وتعهدها بالتربية ليبني شخصيته على الدين والحق والقوة والثبات. النبي (ص) .. قدوة تربوية دائمة: استمر الرسول (ص) يحنو على الحسن والحسين، ويلون شخصيتهما بالحب والحنان، وهما بعد طفلين صغيرين، ويتعدهما بالرعاية، وربما حملهما الى المسجد، أو التحقا به حتى أثر عن قوله (ص): (الولد ريحانة، وريحانتاي: الحسن، والحسين). شخص بعظمة النبي ومنزلته وجديته وقائد الأمة جمعاء، يتفرغ لهذين الطفلين بهذا الشكل، ويهتم بهما هذا الاهتمام.. إنه لأمر غير طبيعي، لو لم تكن القضية خطيرة.. هي قضية التربية الإسلامية وأهميتها في حياة المسلم. يذهب (ص) إلى المسجد ومعه طفلاه.. يصلي ومعه ولداه.. يجلس وبقربه صغيراه.. قال جابر: دخلت على النبي (ص) والحسن والحسين (ع) على ظهره، وهو يجثو لهما ويقول: نعم الجمل جملكما، ونعم الراكبان (أنتما)!.. إن الرسول (ص) يعلمنا من خلال هذه المفردات الصغيرة، كيف نعد أبناءنا، ونشرف على تربيتهم إنسانيا وروحيا.. وكيف تكمن التربية بالقدوة، والحب، والتفاعل: الروحي، والإنساني، والاجتماعي.. كان بيت الإمام علي (ع) صغيرا يتألف من علي وفاطمة والحسن والحسين وزينب وأم كلثوم، ولكنه كان بيتا كبيرا وعظيما في الإسلام، وتاريخه واستمراره.. فلقد كان (ص) يأوي إلى أهل هذا البيت، ويفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم؛ لأن هذا البيت كان خلاصة تربية الرسول (ص).. ينشأ كل واحد فيه على ذكر الوحي والآيات والتنزيل. وكما تربى علي وفاطمة الزهراء في حجر الرسول (ص)، تربى الحسن والحسين في حجره (ص) وحجر علي وفاطمة الزهراء (ع). كانت الزهراء تضم صغارها، وهي تتلو آيات من القرآن، وترفع الصلوات، وتناغيهم بالابتهالات.. فكلها أجواء وحي ونبوة ورسالة.. وفي ذلك دلالة على أهمية الوسط والبيئة في تربية الطفل، وتكوين شخصيته.. لهذا يجب أن يتربى الإنسان تربية الإسلام، تربية أهل البيت (ع). ولكي تقتدي أجيالنا بهم، لابد أن نربي صغارنا على حبهم، فيستيقظ كل واحد منا على ذكر الله والقرآن والنبي وأهل البيت وولايتهم وسيرتهم. يجب أن تتحول سيرة الرسول (ص) وأهل البيت إلى عمل تربوي في حياة أطفالنا؛ لأنها هي المضمون العظيم لشخصيتنا وكرامتنا وعظمتنا.. إنها تربية الحرية والحب والإنماء الروحي والإنساني والأخلاقي.. وليست تربية العقد، والكبت، والكراهية، والاحتقار التي تسمم شخصية الطفل وتشوهها، كما يحذر من ذلك المربون. الأسباب المعينة على تربية الأولاد: * الاستعانة بالله على تربيتهم، وتحبيبهم لأعمال الرسول (ص) وأهل بيته (ع).. فإذا أعان الله العبد على تربية أولاده وسدده ووفقه؛ أفلح وأنجح.. وإن خذل ووكل إلى نفسه؛ فإنه سيخسر. * الدعاء للأولاد وتجنب الدعاء عليهم: فإن كانوا صالحين، ادعي لهم بالثبات والمزيد.. وإن كانوا غير ذلك، ادعي لهم بالهداية والتسديد. * غرس الإيمان والعقيدة الصحيحة في نفوس الأولاد منذ الصغر، كأن يعلم الوالد أولاده منذ الصغر أن ينطقوا بالشهادتين، وأن يعلمهم ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ويحفظهم أسماء أئمته بالتسلسل، وتعريفهم بملحمة الحسين الخالدة، وكيف أن السيف انتصر على الدم، وإلى غير ذلك من أمور العقيدة. * غرس القيم والأخلاق الحميدة في نفوسهم: فيحرص الوالد على تربية أولاده على: التقوى، والصدق، والأمانة، والعفة، والبر وصلة الأرحام، وإلى غير ذلك من الأخلاق الحميدة، حتى يشبوا محبين لمعالي الأمور ومكارم الأخلاق. * تجنيبهم الأخلاق الرذيلة، وتقييحها في نفوسهم.. فيكره الوالد لهم: الكذب، والخيانة، والحسد، والغيبة، والنميمة، وعقوق الوالدين، وقطيعة الرحم، والبخل، والجبن، وغيرها من سفاف الأخلاق ومرذولها، حتى ينشأوا مبغضين لها نافرين منها. * الحرص على تحفيظ الأولاد كتاب الله، فالاشتغال بحفظه اشتغال بأعلى المطالب وأشرف المواهب.. فإذا حفظوا القرآن أثر ذلك في سلوكهم وأخلاقهم، وفجر ينابيع الحكمة في قلوبهم. * تحصينهم بالأذكار الشرعية: وذلك بإلقائها عليهم إن كانوا صغاراً، وتحفيظهم إياها إن كانوا مميزين. * إبعاد المنكرات، وأجهزة الفساد عن الأولاد؛ حتى يحافظوا على سلامة فطرة الأولاد، وعقائدهم، وأخلاقهم. * تشويقهم للذهاب للمسجد صغاراً، وحملهم على الصلاة فيه كباراً.. وكذلك حضور المجالس الحسينية؛ لأنه وكما يقال في عرفنا (المجالس مدارس) فهي لا تقل أهمية عن المدارس الأكاديمية المعروفة. * الحرص على تربيتهم بالقدوة: فينبغي للوالدين أن يكونا قدوة للأولاد في: الصدق، والاستقامة، وكظم الغيظ، وحسن استقبال الضيوف، وبر الوالدين، وصلة الرحم، وغير ذلك. * تعويدهم على الخشونة والرجولة، والجد والاجتهاد، وتجنيبهم الكسل والبطالة، والراحة والإتكال على الغير. وأخيراً وليس آخراً: إن أردت أن تقرَّ عينيك بأولادك، فاجعلهم يعشقون محمداً وآلَّ محمدٍ، فهُم سُفنُ النجاة بحديث الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام: (إنّ مثلَّ أهل بيتي عندكم، كمثل سفينة نوح: من ركبها نجا، ومن تخلفَ عنها غرق وهوى).
سراج النور
/
السعودية
أخي المؤمن!.. هذه مشكلة واردة بكثرة في مجتمعنا.. أنت لم تقصر في تربيتهم، جزاك الله خيراً!.. ولكن أضف إلى هذه التربية ما يسمى بالتحلية بعد الأكل، وهي ملاطفة الأولاد، والتقرب إلى قلوبهم الشغوفة بحبك، والمنتظرة إلى التحدث إليك بعد جفائك عنهم في مشاغل الدنيا.. ولن يتحقق ذلك، إلا بتخصيص وقت من يومك لهم، والتحدث إليهم، والسمر معهم. وبعد ذلك سيعتبرونك صديقا وأبا، ويتمنون إرضائك؛ بل يجتهدون في بلوغ ذلك.. ولكن لا تستعجل في بلوغ الغاية، واصبر حتى تصل إليها؛ لأنهم لم يعتادوا منك هذا التغير.. يحتاج الأمرإلى وقت كاف لذلك. وتذكر مصيبة الحسين -عليه السلام- وكيف كان خوفه على ولده علي الأكبر، وخوفه على ابن أخيه القاسم، وباقي الأطفال والأسرة المحمدية؛ ليرق قلبك لهم، وتتحمل لطافتهم.. ولا تنس الدعاء لي ولهم.
salawat
/
kuwait
اجلسي مع نفسك، وراجعي علاقتك بهم، من نقطة التحول بينكم؛ كي تعرفي أين الخلل؟.. أي منذ كانوا تحت سيطرتك إلى أن تحولت العلاقة، وبدوؤا يتغيرون.
عاشق زينب
/
السعودية
أولا: أشير أن كون مثل هذه الحالة شائعة جدا، خصوصا عندما يكون الآباء ملتزمين جدا. ثانيا: في اعتقادي الشخصي: أن السبب يعود لكون هؤلاء الأبناء، ليسوا مقتنعين بالأفكار التي يحملها الآباء من ناحية، وإلى سوء الأسلوب المستخدم في إيصال هذه الأفكار، مثل: الإصرار، والتكرار المنفرين من ناحية أخرى.. كما يجب أن لا ننس الدور الأهم للأصدقاء، خصوصا في هذا العصر، فما تحاول إيصاله لابنك في ساعات، يوصله أو يفنده صديقه في كلمات. أما الحل: فإني أظن أن بناء جسور التفاهم والحوار الحر بين الآباء والأبناء، سيساهم وبشكل فاعل في حل المشكلة.. فما ترفض أن تسمعه الآن بالحوار، ستسمعه بالتمرد والعصيان.. وما لا تفهمه بالكلام، ستفهمه بالأفعال.. كما لا ننسى أن نشجع الأبناء على اتخاذ أصدقاء نرضى أفعالهم وسمعتهم. وأخيرا: إن مذهب أهل البيت -عليهم السلام- بكل تعاليمه، أسمى وأرقى من يرفضه أي إنسان؛ فضلا عن ولد عاش وترعرع في كنفهم.. ولكن شريطة إيصاله كما هو عليه من: اللين، والتسامح، ومكارم الأخلاق، وبأسلوب يكون هو نفسه مثالا وتطبيقا لهذه المبادئ.
مستر كوكب
/
المريخ
أخي العزيز!.. من المؤكد أن أخواني زودوك بأفكارهم، وأضيف على آرائهم: يقول الرسول الأكرم -صلى الله عليه وآله- :«لاعب ابنك سبعا، وأدبه سبعا، وصاحبه سبعا، ثم اترك له الحبل على الغارب..». مع الملاحظة: إذا كبر ابنك خاويه؛ لأنه باالتأكيد سوف يلجأ إلى أقرب الناس إليه.. وإذا كنت صديقه وأخاه، فهذا يكون أكثر قوة، وفي نفس الوقت الأب.. سوف يكون قوي وجريء ليحكي ما يريبه، وفي نفس الوقت يعمل حساب الاحترام، لكونك الأخ والأب في نفس الوقت.. لهذا تضمن أنه سوف يأخذ ما تمليه عليه؛ لأنه يمكن أن يشتكي لصاحبه ولا يعطيه التوجيه الصحيح.. وبما أنك والده سوف تحرص على إعطائه خبرتك..
كاظم صبيحه
/
---
إن الكثير من الناس، يريدون أن يكون أبناؤهم نسخة طبق الأصل منهم.. وهذا غير وارد، فكل منا له شخصه الخاص به، وعليه يتوجب علينا إدراك هذا المنظور، ووضعه في الحسبان. نعم، علينا أن نشعرهم بأن عليهم واجبا تجاه ربهم ودينهم وأمتهم؛ ولكن بأسلوب حسن، والجدل بالحسنى.. ثم علينا أن نرسم الصورة الصحيحة عنهم عندنا وعند الآخرين، حتى وإن كانوا خلاف ذلك. كما علينا أن لا ننصح بطريق الفرض، بل بالحسنى.. وأخرى بإظهار صورتنا لهم بالشكل الصحيح، خصوصا وأن الوقت مملوء بالمتناقضات الكثيرة والمغريات من غير أهل الدين أكثر.. ثم بث الشعور لديهم بأنهم ناضجون، ولهم الحق في الاختيار مع النصح غير المباشر.
مشترك سراجي
/
---
أنت أبدا غير مقصر، ولكنه اختبار صغير من الله على الصبر.. فزد من الاستغفار بقوة الإيمان؛ أي ليس لقلقة لسان. ومن الحكمة أن تطلع على كتب علماء النفس في تربية الأبناء.. فالجميع يجمع -وإن اختلفت الآراء-على التجاهل لتصرفاتهم؛ ولكن بحكمها.. أي تكون المراقبة من بعيد، دون أن يشعروا باهتمام منكم.
تلميذة من اقصى الغرب
/
---
تأمل -أخي/ أختي- هذه الآية {أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون}. وأيضا هذه الآية العظيمة الأخرى: {واعلموا إنما أموالكم وأولادكم فتنة}. وشعورك بحالة التمرد من جهة الأولاد، إنما من باب حرصكم على أن يكونوا أفضل ما يتمنى المؤمن أن يكون عليه أبناؤه.. أي على دين، وخلق، وتربية صالحة، وبر، وطاعة لله -عز وجل- وللوالدين الصالحين.. وهنا يأتيك الجواب من الآية الكريمة: {أحسب الناس أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون}. فدائما المؤمن هو محط اختبار من الله -عز وجل- في كل صغيرة وكبيرة، وحتى في فلذات كبده.. هي فقط فتنة، فلا تجعلها تشغلك عن الدعاء، والتضرع لله الواحد القهار، ومسبب الأسباب.. والابتلاء للمؤمن إنما هو محطات للتزود، لشحذ الههم، وتجديد الإيمان، وشحن القلب، والنفس بالثقة، واليقين في الله -جل وعلا- مع الرضا، والتفويض، والرجاء فيمن وسعت رحمته كل شيء. ثم إن الشيطان -عليه لعنة الله- يدخل على العبد المؤمن، الذي يستعصي عليه من أقرب المقربين إليه.. فيثير عليه من حوله، بدءاً بأقرب الناس إلى قلبه.. يثير الأم على بنتها، والأب على أبنائه، والزوج على زوجته والعكس، وأيضا الأبناء على آبائهم.. ويتحين الفرص للإيقاع بالكل.. هي الحرب المعلنة على أبناء آدم -عليه وعلى نبينا السلام- من إبليس وقبيله منذ أن خلق الله آدم وكرمه، ليس معنى هذا أن نستسلم و نخسر الحرب.. بل هي الحرب المستمرة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ومن يضع فيها السلاح الأول هو الخاسر.. وهنا أقول لك: إن تمرد أبنائك ليس معناه أنك لم تنجح في تربيتهم، أو أنهم خرجوا عن دائرة السيطرة وضاعوا.. لا!.. لا!.. لا!.. لا أبدا!.. أنت بهكذا تفكير تضع السلاح، وتتركهم فريسة لحزب الشيطان، يعمل فيهم ما شاء. سأضرب لك مثلا بسيطا: الطفل الصغير حين يكون مولودا جديدا، جهاز مناعته يكون ضعيفا جدا، وأي مرض يمكن أن يفتك به ويودي بحياته.. لذلك نحميه جيدا، ونغذيه جيدا، ونراعيه رعاية خاصة؛ حتى يشتد عظمه.. وأكثر من ذلك نحصنه بجرعات التطعيم، ضد الأمراض التي قد تودي بحياته حين يكبر.. طبعا الكل يعرف ما معنى التحصين ضد الأمراض الفتاكة.. هي جرعات من الطفليات التي تسبب أمراض فتاكة قاتلة، نعطيها للأطفال على مراحل من العمر، حتى يتعرف الجسم عليها، ويكوّن مناعة ضددها مستقبلا.. ولكن هذا لا يعني أن هذا الطفل لن يمرض.. بل هو كأي طفل غير ملقح؛ أي سيمرض إذا تعرض للوباء، لكنه سيتغلب على المرض؛ لأن جسمه محصن منذ كان جهازه في طور التكوين، وهو رضيع أو طفل صغير.. بخلاف الطفل غير الملقح، هذا إن أصيب بالوباء فنهايته مؤكدة. المغزى من هذا المثال: أنك تربي أطفالك منذ نعومة أظافرهم على أسس الدين القويم، بكل التفاصيل.. أعطيه كل ما عندك، وبلا تقصير.. وطبعا دائما باتباع الأسلوب الصحيح في التربية.. وديننا -الحمد لله- لم يغفل منها قيد أنملة.. لاعبه، وصاحبه، ثم رافقه. أحسن وأرقى أسلوب التربية، وتفوق على كل المناهج الموضوعة، ممن يسمون أنفسهم خبراء التربية الحديثة.. وممن ينادون بالتحرر، وحرية الطفل، وحقوق الطفل، وووو كلام كثير.. وطاماته أكثر.. لدينا منهج آل بيت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- تأمل كيف كان يعامل الحبيب المصطفى ريحانتيه الحبيبتين.. كان في مجلسه -صلى الله عليه وآله وسلم- يجلسهما أمامه في حضنه، يلاعبهما ويعطيهما حقهما أولا. وتارة أخرى: يعاملها معاملة العظماء الأجلاء، رغم أنهما كانا صغيرين -صلوات ربي وسلامه عليه وعليهما- كان يقول عنهما؛ رافعا شأنهما أمام الملأ ابناي هذان إمامان.. طبعا المقام لا مجال فيه للمقارنة، فرسول الله -صلى الله عليه وآله- لا ينطق عن الهوى، إنما العبرة والاقتداء بأسلوب التعامل. دع ابنك وهو صغير، يشعر أنه مهم.. حديثيه عن الإمامين -مثلا- وخليه يرى نفسه فيهما عليهما السلام. دعه يشعر أنه ذكي، قوي، مؤمن، مصلي.. استعمل معه كل الكلمات الإيجابية.. وتجنب كل الكلمات السلبية في حالة ما إذا أخطأ التصرف. دعه يرى نفسه أنه أكبر من أن يخطئ، أو يتصرف تصرفا مشينا.. ازرع فيه على قدر ما تقدر من الخصال الحميدة، وعلمه أكبر عدد ممكن من الكلمات الإيجابية.. اجعلها هي أساس كلامك للحوار معه. وكل هذا مع حسن الظن بالله، بأن يجعله ذرية طيبة صالحة.. ومطلق الثقة بالله، بأن ابنك هذا رغبت فيه، وفي إنجابه؛ ليكون عبدا صالحا عابدا ذاكرا، من جند الله في أرضه. فتأكد لن يضيع جهدك سدى أبدا، مهما تمرد، ومهما حاول معه الشيطان، ومهما أغراه وزين له، ومهما تاه وسط عالم المغريات، وأمراض القلوب.. ومهما أتعبك بتمرده، فسيعود.. سيعود إلى الله الذي من أجله تعبت فيه.. وسيعود إليك؛ لأنك حصنته في صغره بإعطائه الوصفة الأبدية، التي تزكي وتصون فطرته النقية التي فطره الله عليها.. وسيجد الرادع له حينها، هي نفسه التي بين جنبيه.. هي تلك النفس والروح الطيبة التي زرعتها، واعتنيت بها، وتعبت في رعايتها.. وستكون العودة الحقيقة؛ لأنها نابعة من داخله.. هي تلك الصيحة التي يصم الشيطان أذنيه بصوته، وصخبه الباطل؛ كيلا يسمعها، ويستجيب لها.. هي تلك الصحوة التلقائية التي لا تحتاج إلى جرس ولا طرق؛ لأنك زرعت فيه منبها لإيقاظ الضمير، إن أصابه خمول وتخدير المعاصي.. فيستيقظ من سباته من جراء وخز مخالفته للفطرة النقية الطاهرة، التي تعبت في الحفاظ عليها، بعد أن استلمتها من عند من نفخها فيك روحا طيبة طاهرة. المعادلة بسيطة جدا: {إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا}.. وإن زرعت خيرا، ستجني خيرا.. والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
مسلمة ان شاء الله
/
المغرب
أولا: أود أن أشكر صاحب أو صاحبة المشكلة على طرحه، وعلى المجهود الذي يقوم أو تقوم به، مشكورا لمحاولة وضع الأولاد على النهج الصحيح. ثانيا: أريد أن الفت النظر إلى بعض العبارات من مثل: 1- التمرد من أولادي على أوامري. 2 - ذرية صالحة لي. 3 - صدقة جارية لي بعد الممات!.. أحس من هذه العبارات، أن الأولاد هم شيء أو ملكية لدى الأخ أو الأخت المتحدثة، وليس لهم كيان خاص، ولا وجود مستقل.. أو أنهم وُجِدُوا من أجل الآباء فقط. بينما حسب رأيي: هم إنسان مستقل الوجود جسديا، ومرتبط من خلال حاجيات تتعلق بتكوينه النفسي والعاطفي، اللذين يثمران فيما بعد شخصيته. و هم أمانة عندنا، وهبنا الله إياها لنرعاها، ونوجهها إلى الطريق الصحيح، بالأسلوب المناسب. وليسوا مجندين في الجيش، يتلقون منا الأوامر، ونغضب إن لم يطيعوا. ثالثا: أحب أن أذكر هنا حديثا للإمام علي -عليه السلام- قال فيه: (لا تقروا أولادكم على آدابكم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم). وهنا منشأ الصراع عادة، إذ الإنسان بطبيعته له مبادئ وأفكار وقناعات.. ومن خلال هذه القناعات يصنف الآخرين، ويحكم عليهم.. فمن كان موافقا لها، فهو جيد، وإلا فهو قبيح. وهنا خطأ كبير إذ نلغي شخصية الآخر وذوقه، أو نحاول قولبته حسب ما نؤمن به نحن، أو ما نراه.. وهذا ما يخالف تماما، ما أمر به الإمام علي عليه السلام. أما بالنسبة لطريقة التربية، فهناك العديد من الأشياء التي يمكن أن يرجع إليها الإنسان، والتي تساعد على سلوك الطريق الأسلم.. منها ما هو بالأحاديث الشريفة، أو بالقرآن.. ومنها ما هو متعلق بأساليب التربية الحديثة، والذي تحدث عنه بعض العاملين بالبرمجة اللغوية العصبية. خلاصة: ما أود قوله: أن الطفل أو المراهق، له كيان خاص، وتعامل يختلف حسب سنه ووضعه وميولاته وطموحاته.. ونحن من يجب أن يتأقلم مع متغيراته، وننسجم معها، ونكون متفهمين وليس العكس.. إذ التطرف يدعو إلى التطرف، والعناد نتيجته عناد. وللكلمة الطيبة، وتقديم النموذج دور مهم؛ أي إن أردت أن يكتسب ابنك سلوكا معينا، فلتكن أنت النموذج لهذا السلوك.. وعند المنع لا تقل له: لا، دون مبرر؛ لأن له عقلا يفكر به.. وإن اقتنع بالشيء، فسيمتنع عنه حتى بغيابك، وليس فقط بحضورك. وأما إن كان الطفل بسن المراهقة، فحديث الرسول الاكرم والأئمة -عليهم السلام- خير معين، إذ ينصحون بالمصاحبة. وماذا تعني المصاحبة؟.. أن يكون صديقك، تمارسون الأنشطة سويا.. أن تشركه بالقرارات المهمة، وتسأله رأيه حتى وإن لم تنفذه.. لكن ذلك يساعده على الإحساس بالانتماء وبالأهمية، وينمي لديه الثقة بالنفس، وبنفس الوقت أنه أصبح شخصا راشدا. وأعرف صعوبة هذه المسألة؛ لأنه بطبيعة ما تربينا عليه: الأب يمثل السلطة، والأبناء عليهم الخضوع دون نقاش أو سؤال.. لأن الاب يعرف المصلحة أين!.. وبعد قليل من الوقت، يصلون إلى نفس المشكل المطروح: الولد يتمرد، لا يطيع، ليس كما أريد وما إلى ذلك.. في حين أن تواضع الأب أو الأم، وتغيير سلوكه، وجلوسه إلى جانبهم، والاستماع إلى مشاكلهم، أو حتى اللعب معهم؛ سيوفر على نفسه وعلى الأسرة كثيرا من التوتر والصراعات، التي لا طائل من ورائها، ويوفر الجو السليم لنمو أبنائه.
حميــد بغدادي
/
كنــدا (مدينة الصدر)
أخي العزيز!.. تربية الأولاد مهمة شاقة جدأ، تحتاج إلى أمور كثيرة، لتنتج (الثمرة الطيبة).. مثل الأم الصالحة، العالمة المتنورة، واللقمة الحلال، والقرين الصالح، واتباع منهج تربوي صحيح، الجو النفسي الصحي الذي يتنفسه الطفل، ليترعرع بدون عقد، هذا هو واجبك. فإن كان من أولياء الله تعالى، فالله لا يضيع أولياءه.. وإن كان من أعداء الله، فما شأنك وشأن أعداء الله؟.. بنفسي شاهدت نجلآ لأحد كبار المراجع، وهو بوضع يرثى له، فظاهرة التمرد، تواجدت حتى في بيوتات الأنبياء، كنوح (ع) وغيره. ولكن يجب أن نبذل جهدنا لانتشال الولد ذي الوضع المربك، والاستعانة بذوي الخبرة في هذا المجال، والتوسل بصاحب الزمان (عج). ويجب ممارسة أسلوب التعاطي معهم كأصدقاء، والنزول إلى مستوى أعمارهم في التعامل، وبأسلوب يجعلهم يميلون إليك، ويحبونك.. اكسب عواطفهم وحبهم، وادخل إلى قلوبهم، ثم افعل ما تشاء. هذه مشكلة يعاني منها الكثير، ولست وحدك، وخصوصأ الأخوة الذين عاشو في بلاد الغرب.
حافظ مالك
/
العراق
يا أخي!.. اجعل أولادك أصدقاءك، ولا تضغط عليهم؛ لأنه عند الضغط سوف يعارضونك أكثر.. وكن صديقا لهم!..
وفقنا الله و إياكم
/
الكويت
لا شك بأن البيئة الصالحة في البيت، وقوة الإعتقاد بالله، والإيمان به، لاسيما بالثواب والعقاب والجنة والنار لها تأثير كبير.. وكما قال الأخوة: التقرب إلى الأبناء حتى يحترموا ويسمعوا من الوالدين، ولا شك الأخذ إلى المساجد، وأماكن الدين له أثر. وأخيرا تحدث الأبوين فيما بينهم بمرئى ومسمع الطفل، بأسلوب المكافئة لمن يعمل الشيء الفلاني، أو الشيء الفلاني، يترك أثرا في الطفل، حتى يتيقن بأن هذا هو العمل الصحيح والذي يحبه الله. مادمت تخاف على أولادك، فإنك ستجد الطريقة.
قاسم الزينبي
/
العراق
اخي في الله!.. لقد شعرت بأنك أب صالح، وأكيد لم يفتك شيء من كيفية جعل الأولاد يتعلقون بمحمد وآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم.. ولا تنس -يا أخي- نبينا نوح -عليه السلام- علما أن أحدنا لن يصل إلى مرتبة هذا النبي الكريم، حتى لا يكون بينه وبين الله حجاب. أخي العزيز!.. ومن المؤكد أنك توسلت بالصديقة الطاهرة أمنا (أعتقد بأن أمك فاطمة، ولا تحرم نفسك من هذه العاطفة) فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها في إصلاح ذريتك. ولكن لي طلب صغير منك، وهو: أريد منك في جوف الليل، أن توقظ زوجتك وتقول لها: هل ممكن أن نتشارك في الدعاء؟.. وليكن دعاءكما موحدا، واستغيثوا بمحمد وآل محمد في إصلاح أولادكم. وخاصة الإمام الحجة -روحي له الفداء- تحدثوا معه كأنه أمامكم؛ فإنه يسمعكم ويراكم، وأقسم عليه بأمه الزهراء، وعمته زينب، وبعيال الحسين (ع)، وبشهداء كربلاء، وخاصة أبي الفضل العباس (ع).. وإن شاء الله يشفع لكم الإمام (عج)، وتعطوا أمنيتكم.. وكرر الأمر!..
العدن
/
البحرين
طبعا -أخي- يجب ضبط الابن منذ الصغر؛ كي لا يتجرأ إذا كبر. والحل بكل بساطة: إنه يجب أن تكون لأولادك كالصديق: اخرج معهم، اسمع كلامهم، وأسمعهم كلامك، لا تعاملهم كأطفال بل اجعل لهم شخصيتهم.. وعندها من المؤكد سينصتون إليك، ويستجيبون لك.. طبعا بعد توكلك على الله -عز وجل- وتوسلك بمحمد وآل محمد.
مجيدالعميري
/
العراق
الذرية الصالحة هبة من الله، ودور الأب مهم.. ومن أجل ذلك يجب أن تعمل جاهداً، بتعليق قلوب أولادك بك، بما يقربهم من الله -سبحانه- وأهل بيته محمد وآله (ص).
shakry
/
ksa
1- أخي السائل!.. لم تذكر عدد الأولاد وأعمارهم؟.. لم تذكر جنس الأولاد؟.. لم تذكر معيشتهم (هل يعيشون بين والديهم أم لا)؟.. لم تذكر معيشتك مع والديك؟.. 2- فكل حالة يجب التعامل معها على حدة. ملاحظاتي: - يجب عليك الإكثار من قراءة القرآن أمامهم. - يجب عليك الحديث معهم ومشاركتهم في مشاكلك. - يجب عليك الخروج معهم في كل أسبوع مرة على الأقل. - يجب عليك مكافئة المستجيب، ومعاقبة المخالف (معاقبة تهذيبية). - يجب عليك طرح مشكلة مشابهة لمشكلتك أمامهم، والاستماع لآرائهم. - يجب عليك الوقوف على أصدقائهم، من دون أن تشعرهم بأنك تراقبهم.
ليث
/
الأمارات
أخي!.. ربما إذا سألت ولدا يمر بنفس الحالة التي وصفتها.. يقول: إن أبي يعطيني أوامر ويطلب مني تنفيذها، مثل الصلاة.. ولكن أنا لا أقوم بها، لأني أكرهه.. فهو دائما منطو ومنعزل عنا، حتى في أوقات تناول الطعام. هذا يعني أن الأب يجب أن يجلس مع أولاده، ويصير صديقا لهم.. فلو صار أبا فقط، سوف يكون فاشلا في التربية. لتربية تحتاج إلى صداقة مع الأولاد.. فالأبوة ليس فقط توفير النقود والطعام.. بل هي محبة في القلب، وأن تكون الصديق الذي يرتاح أن يتكلم معك، وعندما يسمع منك كلمة طيبة، تهدأ أعصابه، وعندها يمكن أن يهتدي. أما إذا كان هناك من يعطيه أوامر باستمرار، وهو لا يستمع له.. فإن الولد كذلك لن يستمع له. نصيحتي: أن تجعله صديقا دائما وبكل الأحوال، ولا تأخذ كلامه ضده.. وعندها ستكون أبا مثاليا!..
علي الحريه
/
العراق
هذا الإحساس يجب ان يشعرك بالخطر.. لكن الحل هو التوسل بالحسين -عليه السلام- قف بالمأتم وانظر، سوف تجد غير المصلين أيضاً لهم وجود. عليك بالدعاء لهم، وخصوصاً أن دعاء الوالدين مستجاب.
السيدة زهراء
/
السعودية
كم هو رائع حرصك هذا!.. ولكن عزيزتي: ربما نفس أسلوبك معهم، يخرجهم عن دائرة السيطرة. والتعاليم الدينية، أرى أنها تحتاج للدبلوماسية في التعامل مع ذوي الأخلاق العنيدة!.. وإليكبهذا العلاج الروحاني القرآني: عليك بقراءة سورة يس على ماء واسسقيهم، وأيضا أنثري من الماء في زوايا بيتك. أيضا أوصيهم بقراءتها كل يوم، إذا ما اهتدوا.. لأن هذه السورة الكريمة ترشدهم للرزانة، وتمنعهم من الانحراف. وأيضا أنت بنفسك اقرئيها، وكذلك سورة الصافات، واهدي الثواب لأمنا فاطمة الزهراء -عليها السلام-. وأيضا كرري اسم الله: يا هادي!.. كل يوم 100 مرة.. فإن لهذا الاسم الكريم أثر في تغيير الحياة للأفضل.
طال الانتظار يامهدينا ..!
/
قطيف الإيمان والولاء
أختي المؤمنة!.. واقعاً الأخوة المؤمنين والأخوات المؤمنات، لم يقصروا معكم.. وأخص الأخ المؤمن السيد صباح بهبهاني، والأخت زهراء عشقي، والأخت فاطمة.. والجميع لم يقصروا بحمد الله في إفادتكم. ونؤكد بما ذكره الأخوة في تكرار قول الله -تعالى- في محكم كتابه الكريم: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}.. الفرقان/74 وكذلك لابد من التذكير بقول الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله: [تخيروا لنطفكم؛ فإن العرق دساس].. فهذا الحديث ومما لاشك فيه، يستفاد منه الكثير لبروز الجيل المؤمن أو الفاسد!.. وقول النبي الأعظم -صلى الله عليه وآله- هو كالخلاصة للتربية الحسنة الصالحة!.. وكذلك قول الإمام الصادق عليه صلوات الله وسلامه: "اتركه سبعاً، وأدبه سبعاً، وصاحبه سبعاً".
اال طالب
/
الامارات
خذ دورة في البرمجة العصبية اللغوية، وإن شاء الله سيفيدك في التعامل مع أبنائك والآخرين.
ايمان
/
البحرين
إن تربية الأولاد مسئولية كبيرة، توضع أمام الوالدين.. وإن الابن أو الابنة يمر بعدةِ مراحل، لا يقوى فيها على تحمل التغيرات الحاصلة في جسمهِ وتفكيره.. فتكون المنطقة هنا أقرب إلى الخطر، حين يدوس الابن على خط بدايةِ مرحلة المراهقة. هذه المرحلة التي يحتاج فيها الابن إلى من يسمعه، فيبحث وسرعان ما يجد أولئك الذئاب الضالة الناشرة للفساد، والدمار التربوي الأخلاقي (أصحاب السوء). فعليكَ -أخي الأب، وأختي الأم- أن تكونوا خيرَ رفاقٍ لأبنائكم، وتسمعونَ حديثهم كله، لتستطيعوا إعطاء النصح والتوجيه السليم لهم، أن تناقشوهم في أمورهم.. وأن تسمعوا مشاكلهم، وتشعروهم بالأمان: أي أنك يا ولدي إذا تحدث في أمرٍ تخشى منه العقاب، لن أعاقبك.. ولكن يجب عليك إيضاح الأمر، والإعراض عنه في المرات المقبلة. وإن لم يكن الأبناء من النوع الذي يفتح قلبه لوالديه، يجب على الوالدين فتح مواضيع النقاش مع الأبناء لمعرفةِ نواياهم، ومعرفةِ اتجاههم في الحياة، وتصويبهم إلى الحق من لين عظامهم؛ لأنه بعد أن تقسى العظام، يصعب إرجاع حالته الصحيحة، وربما يُكْسَر. التربية في نظري: هي الصداقة، والصداقة تعني المصارحة.. وإن تمت هذه الأشياء بين الأبناء والآباء ولم ينفع، فأُرجع ذلك إلى تأثر الأبناء بالبيئة النتنة الآتية من مخلفات الغرب، والتي تحيط بالمجتمع العربي هذه الأيام.. يجب على الآباء معرفةِ سلوكياتِ أصحاب الأبناء، قبل دراسةِ سلوكيات الأبناء نفسهم.
غدير خم
/
السعودية
يولد الطفل صفحة بيضاء، ليس مكتوب له الشقاء في هذه الدنيا.. وتبدأ حواسه تعمل بعد ذلك، وهي مدخلات العلم المكتسب إلى العقل، وتتحرك الغرائز من شهوات وغيره مع النمو، ويبدأ في سن التكليف بالمحاسبة على أفعاله وأقواله على منهج أهل البيت -عليهم السلام- من قبل الله عز وجل، إذا هناك عوامل تحدد مصير واتجاه الطفل في هذه الحياة، وهي البيئة التي يعيش فيها من: البيت، والوالدين، والشارع، والمجتمع من حوله، والمدرسة.. في هذه الأماكن يتلقى الطفل العلم النافع، أو الضار.. وفي هذه المرحلة يكون متلقي فقط، أو يعتبر مستكشف للحياة، ولا يستطيع أن يميز الخبيث من الطيب. ولا يمكن عزل الطفل لوحده، أو إيجاد بيئة نظيفة من التلوث الفكري.. وهناك عوامل أخرى تحدد المصير مثل: الفقر، والجهل.. فالبيئة التكاملية السليمة للتربية، هي التوازن بين الناس في حصول المال، والعلم، وحسن استخدامها في المفيد لهم من علم وغيره.. ولكن تعددت الأديان والمذاهب، وزاد الاختلاف بين البشر، وأشعلت الصراعات والحروب.. وهذا سبب الفقر والجهل، ولا خلاص للناس إلا بالاجتماع على دين واحد.. ولا يكون ذلك إلا بظهور الحجة (عج). وأثر مظلومية أهل البيت تزداد بين الخلق والبلاء الذي نعيشه، هو جزء من ذلك، وليس هذا تعجيز وترك الحبل على الغارب للأطفال.. ولكن المؤمن محاسب على ما يعرفه من ولاية أهل البيت، ومعاييرها ربانية.. وعلى المؤمن الالتزام بها، وبعد ذلك لا يلام الوالدان من قبل الناس، أو النظر إليهم بأنهم لم يحسنوا تربية أبنائهم إذا كانوا صالحين.. فربما يكون الخلل من الخارج.. والدعاء والصدقة كفيلة بتغيير المستحيل لدى العقل البشري. وأوصي الأخت بمراجعة نفسها، وتبحث عن الخلل، وربما يكون واضحا لديها.. فعليها الاجتهاد في إيجاد الحل السليم، والاستشارة، وإعطاء الأولوية في العمل لنفسها أولاً، ثم الأقربون من الأبناء وغيرهم بالتدرج. أختي المحترمة!.. لا خلاص من المحن التي نعيشها، ونراها تتسارع في الازدياد، إلا بظهور الحجة (عج)، ويأخذ بثأر ظلمة الرسل والأنبياء والأئمة -عليهم السلام- وخاصة إمامنا الحسين (ع) التي اجتمعت عليه كل الظلامات، وينشر العدل بعد ذلك.. فلا فقراً ولا جهلاً، ويرث الأرض عباد الله الصالحون حتى قيام الساعة.. ومن يريد أن يفهم العدل الإلهي، يتأمل دولة العدل.. وما نعيشه الآن هو دولة الباطل. أختي المحترمة!.. كل النظريات الموجودة الآن لتربية الطفل، مخادعة وباطلة إلا ما أخذ من نبعه الصافي أهل البيت (ع)، وتعرف الحقيقة في دولة العدل.
أم حسن
/
البحرين
ناجِِِِ ِ الله وأنتِ على يقين بأنه يسمعكِ، حتى تتوصلي إلى ما تريدين.
أبو محمود
/
البحرين
على ما ذكره الأخوة والأخوات من أمور جيدة، أحب أن أذكر عملين أنقلهما عن واقع تجربة شخصية: الأول: صلاة بر الوالدين. الثاني: صلاة بر الأبناء. ففيهما من خير الدنيا والآخرة ما لا يوصف.
ابوتراب
/
الكويت
أحب أن أضيف على نصائح الأخوة الكرام، هو الالتزام بالدعاء بعد كل فريضة: {ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما}.
مشترك سراجي
/
---
أنتم ذكرتم في البداية إنكم لم تقصروا في تربية أولادكم، وأنتم حرصتم حتى أن يأكلوا من الأكل الحلال.. لكن هذا ليس كافيا، لا أقول: غير كاف بالمعنى الظاهري، صحيح إنهما من أهم العوامل على نجاح الأولاد؛ لكنه ليس الوحيد.. فأهم عامل لإطاعة الأولاد، ألا وهو الأسلوب المتبع من قبل الوالدين. أنا أتكلم باعتباري ابنة، كان أهم عامل لاستقامتي على الطريق أنا وأخوتي، هو الأسلوب المحبب من والدينا. فالتربية ليس فقط بث أوامر ونصائح من الوالدين، فربما كنتما تعاملان أبناءكم على أنهم فقط جهة تسقبل أوامر وتنفذها.. لا!.. فالإسلام حث على اتخاذ الأبناء خاصة الذين في عمر المراهقة كأصدقاء ووزراء، لذلك يجب علينا الانتباه لكل شيء في تربيتنا للأبناء، فهي مهمة ليست بالسهلة.
فدك
/
ارض الله الواسعة
أخي!.. أرجو أن لا تفهم كلامي على غير ما أريد، أنا فقط استفسر: ألا يمكن أن يكون ما تعانيه هو بسبب: "تخيروا لنطفكم؛ فإن العرق دساس". أنا أقول هذا ليس من فراغ.. بل بسبب تجربة: أخت اعرفها جيداً، إنها فتاة متدينة، تقدم لخطبتها شاب، وقد امتدحه والده أمامها.. وكان والده من الرجال الذين قل مثيلهم في التدين.. وكانت تتوقع أن يكون مثل والده؛ ولكن -للأسف- لم تر منه إلا ماهو مشين وبذيء في أمور حياته.. فبما تفسر هذا الشيء؟..
علي
/
الكويت
حاول -يا أخي- أن تضبط النية لوجه الله تعالى.. بمعنى أن يجعل الإنسان نيته هكذا: أني إنما أقوم بعملي هذا من النصيحة وغيره، لوجه الله -تعالى- لا لشيء آخر.. وكما هو معلوم في الروايات: أن القلب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف، فالله -سبحانه- وتعالى لو أراد أن يقلب قلوبهم لفعل.. فيجب على الإنسان بعد ذلك بذل الجهد.. والتجأ إلى صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه الشريف).
الزهراء عشقي
/
العراق
إن الأسرة إحدى العوامل الأساسية في بناء الكيان التربوي، وإيجاد عملية التطبيع الاجتماعي، وتشكيل شخصية الطفل، واكتسابة العادات التي تبقى ملازمة له طوال حياتة.. فهي البذرة الأولى في تكوين نمو الفرد وبناء شخصيته، فإن الطفل في أغلب أحواله مقلد لأبويه في عاداتهم وسلوكهم.. فهي أوضح مقصدا، وأقل تنظيما، وأكثر احكاما من سائر العوامل التربوية. قال الإمام الصادق -عليه السلام- في تربية الابن: (اتركه سبعا، وأدبه سبعا، وصاحبه سبعا). أخي الكريم!.. إن من أهم شروط تربية الطفل، أن اجعله صديقا لي؛ لكي لايخاف مني.. لأن الطفل عندما يخطيئ، يحتاج إلى إنسان يشكو له، وإذا كنت أنت والده أو أمه تعاملانه بطريقة الأمر دائما.. فسوف يخاف الطفل، حتى أن يشكو لك أبسط الأمور التي تمر بحياته. هناك كلمتان سحريتان: كلمة "من فضلك" عند طلب شيء، وكلمة "شكراً" عند إنجاز الطلب. وأنت تعمل لصغيرك أو صغيرتك معروفاً، ينبغي أن تعلمهما هاتين الكلمتين؛ لكي تصبح بمثابة العادة لهم.. يجب أن يشعر كل شخص بالتقدير عند القيام بعمل أي شيء من أجل الآخرين، وحتى ولو كان هذا الشخص طفلاًًً.. وكلمة "شكراً" هي أفضل الطرق للإعراب عن الامتنان والعرفان، والأفضل منها "من فضلك" تحول صيغة الأمر إلى طلب، وتتضمن على معنى الاختيار.. بل إنها تحول الطلب غير المرغوب فيه إلى طلب لذيذ في أدائه.. ولكي يتعلم طفلك احترام خصوصيات الكبار، لابد وأن تحترم خصوصياتهم: - لا تقتحم مناقشاتهم. - لا تنصت إلى مكالمتهم التليفونية. - لا تفتش في متعلقاتهم. - انقر الباب والاستئذان قبل الدخول عليهم. ولا تتعجب من هذه النصائح لأن تربية الطفل في المراحل العمرية الأولى واللاحقة، ما هي إلا مرايا تعكس تصرفات الوالدين، وتقليد أعمى لها. وأعطهم الثقة لكي يحبوك، ويشعرون أنك تثق بهم.. وهذا لا يمنع من أن تراقبهم، ولكن دون أن يشعروا أنك تراقب تصرفاتهم، التي يعتبروها هم أنها شخصياتهم الخاصة بهم.. ولا يجوز لأي شخص مهما كان أن يطلع عليها. ومن خلال السلوك المتبع في اللعب بين الأطفال، تنمو معه أساليب للتربية عديدة، بدون أن يشعر الآباء: - روح التعاون. - الاحترام للآخرين. - الطيبة. - عدم الأنانية وحب الذات. ويتم تعليم الأطفال من خلال مشاركة الآباء لهم في اللعب بتقليد ردود أفعالهم. واعلم -يا أخي- أن التربية ليست الطعام والشرب، فهناك أشياء أهم من الطعام والشراب.. ومن الممكن أن توفرها لطفلك، وهو: الحب، والحنان، والأمان.
نجاح
/
العراق
استخدم أسلوب أهل البيت في معاملة الأبناء، ضمن التسلسل العمري.. وحاول مخاطبتهم في أنفسهم، وحاول أن تحجب برامج الفساد من التلفزيون والراديو وغيرها، واستبدالها بغيرها ممن تحمل الموعظة، إن كنت غير قادر عليها، وأن تكون أنت بالمقابل ملتزما بها لتدخل القلب.
داركليب
/
البحرين
هذه الحالة كثرت في زماننا هذا.. ومن خلال الخبرة البسيطة في هذه الحياة؛ فإنه لا توجد وصفة ثابتة لكل ولد.. فبعد تشخيص حالة الولد (ذكرا كان أو أنثى) يمكن معالجته بصبر، بعد متابعة ما يحدث من تغير في سلوكه إلى الأحسن.. ومن الطرق الممكن استخدامها بعد دراسة جدوى كل طريقة مع كل حالة، يمكن تحديد واحدة أو أكثر من الطرق المؤدية إلى التغيير المطلوب.. ويمكننا أن نعدد بعضا من الطرق على سبيل المثال لا الحصر: 1. القدوة الحسنة المؤثرة المقنعة (كالمدرس أو رجل الدين.. أو غير ذلك). 2. أقرب الأصدقاء. 3. السفر إلى أماكن الطاعة. 4. النصحية والإرشاد المباشر. 5. التهديد والوعيد والحرمان. 6. الطريق غير المباشر. ولتنجح في مسعاك دائما، عليك أن تضع أمامك قول الله تعالى: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى}. أما القول بـ: كيف أفسر عدم نجاحي في تربيهم، رغم هذا الحرص الشديد مني عليهم؟.. فإن الرد على ذلك قوله تعالى: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين}.
فاطمة
/
القطيف
بالرغم من أنني لم أدخل عالم الزوجية بعد، ولكن جانب الأولاد والتربية، قد أخذ من اهتمامي الجزء الأكبر.. فلطالما أحسست بأنه كالجبل، وما استخلصت من قراءاتي، والتجارب التي حولي، وخصوصا تجربتي مع والديّ: ورد عنه (ص) أنه قال: رحم الله من أعان ولده على بره، قال: قلت: كيف يعينه على بره؟.. قال: يقبل ميسوره، ويتجاوز عن معسوره، ولا يرهقه، ولا يخرق به. - إذا أردت الولد أن يكون تقيا صالحا، بما استفدت منه، أنه لا يأتي دورنا عند سن البلوغ.. بل يجب التهيئة لهذا الأمر قبل الحمل به!.. فكيف يكون ذلك: ملازمة قراءة القرآن. المحاولة على أداء المستحبات. إقامة الصلاة في أول وقتها. تُراعى آداب الجماع. في وقت الحمل: قراءة القرآن، ويا حبذا لو كان هنالك برنامج لذلك: بأن تقرأ الأم في الشهر الأول كل يوم جزءا، والشهر الثاني جزئين... وهكذا.. وذلك يساعد في نباهة الطفل، وسرعة حفظه، كما هو مجرب. عند الولادة أن يؤذن ويقام في أذنه قبل قطع السرة. في حال التربية في السنوات الأولى، وخصوصا في الأشهر الأولى، فلتكثر الأم من قراءة القرآن على مسامع رضيعها.. وإن كانت طبقت البرنامج المذكور آنفا، ستلاحظ أن رضيعها ينصت إلى القرآن، تصل إلى درجة إنه إذا لم تجد طريقة في إسكات صياحه، أسمعته القرآن، فينام قرير العين.. وكيف لا والذكر الذي تطمئن به القلوب؟!.. الطفل عجينة ومخلوق أضعف مما يكون، وهذه نعمة وامتحان من الله -عز وجل- فإنه تعالى لم يرزقنا الذرية عبثا، ونبينا الأكرم -أرواحنا له الفداء- سيباهي بنا الأمم، ليس بالكم بل بالكيف.. فما فائدة الكثرة مع الطلاح، وعدم التفاعل مع الدين؟!.. ففي سنواته الأولى، يا حبذا لو أنها لم تتبرم منه، تكون الأم الحنون، وتعلمه بأن خالقه أحن عليه منها!.. - الدعاء والإلحاح، مع النية الصادقة في تربية ولد: ذكرا أو أنثى، يكون عبدا لله -عز وجل- ليس للتباهي أمام الأصدقاء به، بل إرضاءً له -عز وجل- سيساعد في ذلك الأمر. - بعد سنته السابعة، يجب عليكِ أن تبرزي دور الأب أمام الطفل.. فليكن المربي له، وليكمل الثمرة التي بدأت بها.. فإن أخطأ، فليعلم الوالد وليعاقبه، وصحيح الضرب يجوز في مسألة التأديب، ولكن توجد وسائل جمة تعوض عن الضرب: بالترغيب، والمصادقة، والقسوة التي تنبع من حنان الأبوين مثلا: لن أكلمك إلى أن تعتذر.. لا أعتقد إن كانت بدأت مع طفلها بكل ما ذكر، سيعاند الطفل أكثر من نصف ساعة. - أخترعي معه وسائل اللعب والتسلية، وتكون مفيدة في الوقت ذاته.. ويا حبذا لو يتم ربط تعليم الصلاة، أو الوضوء، أو سيرة من سير أهل البيت -عليهم السلام- مع اللعب. كافئيه؛ فإنه سيحب المكافأة كثيرا، ويتحمس أكثر!.. لا تضربيه إن أخطأ، ولا تلطميه؛ فإن الولد سيذكرها إلى أن يكبر. عند سن البلوغ، لا تضيعي ثمرة جهدك وتعبك وسهرك الليالي لأصدقاء السوء، فحاولي أن تكوني أقرب إليه من أصدقائه، وكذلك أبوه؛ لكي يعلمك بكل صغيرة وكبيرة، بكل خاطرة تخطر في ذهنه، بدون أن تجبريه على ذلك، واجعليه يعرف بأنك المأمن له. لا يضيع الله أجر العاملين، فتعبك أثناء وقبل فترة حمله ورضاعته وتربيته، سيكون ظاهرا في سن بلوغه. وبهذا يكون الدعاء والنية مع العمل، ثم الدعاء والمراعاة والإنتباه.. فالدعاء كفيل بأن يكون ولدك طائعا لربه أولا، ثم لك ثانيا.
علاء
/
الامارات
أخي المؤمن!.. إن القلق أمر طبيعي، نابع من حرصك على أولادك، يمر به غالبية الآباء والأمهات (وهذا الهم تؤجر عليه إن شاء الله تعالى). لدي رأي في هذا الباب: أتوقع أن علينا (الآباء أو الأمهات) أن نحسن التصرف، ونبدأ بأنفسنا أولا، فكل حركاتنا مراقبة من الأولاد والتقليد، أمر اعتاد عليه الآباء من الأبناء، فالمفروض أن نبدأ بأنفسنا.. هذا أولا. الفكرة الثانية: أن تصادق كل من أولادك وبناتك، بشكل يطمئنهم ليتحدثوا عما يجول بخاطرهم.. عندها تستطيع أن تسد الخلل، وتملأ الفراغات في حياتهم، المسببة لما تعاني، وتعامل كل حسب عمره.. ولا تنس كيف كنت تفكر وأنت في مثل عمرهم. انظر ما يشغلهم، وانفذ من خلاله لقلوبهم.. فأنت ولاشك في قلوبهم؛ لكن علينا بالعطف والحنان، والكلمة الطيبة الصادقة، لتســهل المهمة. ولا ننس الدعاء لهم بالخير.. فالدعاء يقربك لهم، ويرجعهم لما يحبه الله ورســوله وأهل بيته الكرام (ع).
ahmed
/
iraq
إن من طبع الإنسان أن يجرب كل شيء؛ كي يتعلم.. فمهما حاولت لتعلم ابنك، لابد أنه سيتمرد مهما كان، ومهما فعلت.. فاترك له المجال في الأمور التي يرغب أن يجربها، واعمل على إعطائه النصح عندما هو يطلب منك ذلك، وليس عندما أنت تريد منه ذلك. واعلم أنك لو كنت ودودا وهو شرير -لا سمح الله- فإنه لن يحبك، حتى وأنت ودود وتتحبب إليه؛ لكنه سيكتشف أخيرا أنك تريد له المصلحة بعد وقت طويل، بعد أن سبب لك الألم، وأنت بنفسك ربما تكون قد سببت الألم لوالديك.. هكذا هي الحياة، فلا تحزن!..
علي
/
---
جزاك الله كل الجزاء على تربيتك، ولكن تأكد من شيء مهم: هل تواصل الصلاة جماعة، وتحرص على حضورهم معك؟.. ومن أصدقاؤهم (هل تعرف أنت من أصدقاؤهم، وكيف يفكرون؟.. لا يشترط أن يكون هناك أشخاص، فالوهم والتفكير صديق أيضا.. والكلام في هذا الموضوع يطول، ولكن اهتم في هاتين المسألتين) والله يوفقك!..
رشة عطر
/
الجزيرة العربية
1) أعتفد أن التربية الصالحة هي التربة المهيئة والمهيأة لنمو البذرة الصالحة، ونمو الأولاد في بيئة خالية من الآفات الأخلاقية هذا من جهة. 2) ومن جهة أخرى القدوة المثلى، فلا يحسن بالمربي أن يأمر الولد بالقيام بالواجبات الدينية، وهو متهاون بعض الشيء في آدائها. أحياناً مرور الولد أو البنت بمراحل نمو مختلفة، تؤثر على النفس كما هو الاختلاف الفسيولوجي.. كل ذلك له تأثير على الإقبال والإدبار والتمرد، فيكون له التأثير على الروح. نتفهم خوفك على الأبناء، ولكن هذا الحرص على التربية، لابد أن يكون كامناً في أعماقهم. فلا بد من إعطائهم الفرص للإعتماد على النفس، وملاحظتهم عن قرب؛ لتعرف مدى حرصهم وتأثير تربيتك لهم.
رعد العطواني
/
بلد المقدسات
بسم الله الرحمن الرحيم {الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما}. إن المؤمن دائما ما تأتيه من الأمور ما يصعب السيطرة عليها، خصوصا السيطرة على النفس.. فكيف بغيره من الأهل، والولد، والذرية؟!.. ولا يوجد حل لهذه الأمور، سوى الدعاء لهم لهدايتهم. وأما إجبارهم على فعل شيء، يؤدي على تقبل الأمر بالقوة والإكراه، فهذا ما لم ينصحنا به ديننا الحنيف من إجبار الآخر على تقبل الأمر؛ لأن لا إكراه في الدين.. فيجب أن تستعمل الأمر بالموعظة الحسنة، والإرشاد الحسن؛ كي لا يقع مكروه على ذات الإنسان، ويرى نفسه ذليلا أمام الآخرين، ولا يملك أدنى حرية لنفسه، ويرى نفسه مهمشا. وحقيقة هذا الأمر يؤدي بالإنسان (خصوصا الشاب) إلى كره المقابل، وعدم الاحترام من حيث يرى نفسة منعزلا عن الآخرين، بغض النظر عن حسن نية الآخر الذي أراد لهذا الإنسان أو هذا الشاب أن يريه الطريق الصحيح، وأن يهديه لما فيه من خير له؛ لأن هذا الأمر لا يتحقق إلا بإرادة الله -سبحانه- حيث هو الذي يهدي الأنفس إلى الخير والصلاح، ونختم: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين}.. هكذا قال الله -عز وجل- لحبيبه رسول الله.. فكيف بنا؟..
ام الساده
/
القطيف
إن إيمان الإنسان بنعم الله عليه، يستوجب منه الشكر الدائم، ومن هذه النعم الأبناء.. إذ علينا الآتي: التعامل معهم ضمن دائرة الحرية، وليس الملكية. الدعاء لهم بالصلاح المستمر، وحسن الخاتمة. حبهم وودهم، والتواصل معهم، والتنوع في هذا التواصل. أما ما يخص السؤال الثاني: عليك أولا بالاستعاذة من الشيطان الرجيم؛ لأن دوره أن يحبط من عزائمنا دائما، حتى لا نقطع عليه الطريق. الاستمرار على الحرص الشديد؛ لأن الأوضاع لهذا الزمان يقتضي ذلك. الصبرالجميل، والاقتداء بالسيدة زينب -عليها السلام- في صبرها؛ حتى تجني ثمار الفضيلة في الأخير.. والله يعين عباده على كل خير!..
سيد صباح بهبهاني
/
ingolstadt- Germany
بسم الله الرحمن الرحيم {وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا}.. 143 البقرة على التربية الإسلامية أن تهتم اهتماما بالغا بجانب التربية القيادية، والاعداد القيادي، وتنمية مواهب الأولاد، والعمل على إعداد جيل.. بعيدا على ما تفضلتم في نص مشكلتكم، بأنكم بحالة إحساس من التمرد من الأولاد!.. إذا كان قد كسب المؤهلات الضرورية في التربية المنتمية للعقائدالوجدانية، التي أمرنا به وأعددناهم لها، سوف نحصل النبتة الصالحة؛ لأن النبتة متعلقة بالبذور.. تنشأ بذورها الأولى في جو الأسرة وبين الأبوين.. ونعم ما قيل: هي الأخلاق تنبت كالنبات *** إذا سُقيت بماء المكرمات وقال تعالى: {والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئدة لعلكم تشكرون}.. والقرآن كله يهيئ الإنسان لمثل مشكلتكم، وفي أصل الموضوع لم يكن تمردا؛ ولكنه إحساس، وظن.. وإن بعض الظن إثم!.. إن الإنسان كما خلقه الله وحدة حياتية متكاملة متناسقة، من الغرائز والعقل والإرادة العواطف والمشاعر، وإن التربية السليمة هي التربية التي تراعي التكوين الإنساني بعناصره المادية والجسمانية والعقلية والنفسية، وتهتم بربطه بعالم الآخرة.. لئلا يحدث الانفصام بين القيم الروحية والجسدية، ويحدث الاختلال في توازن الشخصية، وقد رفض الإسلام الرهبانية وحرمان الجسد، ودعا في العديد من أحكامه وتشريعاته إلى رعايته والعناية به. والإسلام دعا لإعطاء الجسم حقه من الشراب، والطعام، واللباس، والسكن، والعلاج، والجنس.... الخ بدلالة الآية الكريمة أعلاه وآيات تفصيلية أخرى.. واعتبرها ضرورات حياتية، يجب توفيرها للإنسان.. ولذا فإن التربية الإسلامية، تسعى لتركيز هذه المفاهيم في عقل الطفل ونفسه.. وإن الآباء يتحملون مسؤولية العناية الجسدية بأبنائهم.. لذا تبدأ عناية الإسلام الجسدبة بالطفل وهو نطفة في بطن أمه، فقد حثت التوجيهات الإسلامية المرأة الحامل على تناول أنواع الأطعمة، ليكون الطفل سوي الخلقة، متكاملا، جميل الصورة وترعاها العانية الإلهية. كما حرمت الشريعة الإسلامية كل ما من شأنه أن يضر بالحمل ، فـ(لا ضرر ولا ضرار) كما جاء في الحديث النبوي الشريف، وذلك يدعو الأم الحامل في هذا العصر إلى التأكيد من تناول بعض الأدوية وعقاقير منع الحمل، التي كثيرا ما تسبب تشويه الطفل، والجناية عليه جسديا ونفسيا.. فالإضرار به، وتشويه خلقته؛ عمل محرم ومسؤولية شرعية.. وحين يولد الطفل، تبدأ مسؤولية الآباء الشرعية بالعناية به وحمايته من أمراض الطفولة. فالكثير من الآباء يتساهل في توفير الوقاية الصحية.. أو يهمل بعض الحالات المرضية التي تنتاب.. فتتطور إلى مرض عضال يصعب بعد ذلك علاجه.. والأب مسؤول مسؤولية عن وقاية أبنائه من الأمراض، والحفاظ على صحتهم بتوفير الغذاء والدواء اللازم لهم.. ولا يعذر إلا العاجز عن توفير ذلك من عنده.. أو من خلال مؤسسات الدولة المختصة، بشؤن الطفل والآباء مسؤولين للمتابعة. وينبغي للآباء أن يعودوا الطفل العادات الصحية السليمة إلى حث الإسلام على الاهتمام بها.. كتربيته على عدم الإسراف في تناول الطعام والشراب واللباس والإنفاق المادي الذي نهى الله عنه بقوله: {يابني ادم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولاتسرفوا انه لايحب المسرفين}.. 31 المائدة ومما ينبغي تدريب الطفل عليه بالنظافة الجسدية، ونظافة اللباس، والبيت والمحيط والأناقة في اللباس والطعام قال تعالى: {ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون}.. 6 المائدة {قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين امنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الايات لقوم يعلمون}.. 32 المائدة والإسلام دين القوة والفتوة.. لذا أمر المسلمين أن يوفروا كل وسائل القوة والإعداد الجسدي بقوله تعالى: {واعدوا لهم ما استطعتم من قوة....} من هنا كانت تربية الطفل على الاهتمام بالرياضة البدنية، وزرع روح الفتوة والقوة في نفسه، مبدأ أساسا من مبادئ إعداد الأجيال مع حكمة الأخلاق والتصرف، وبناء الأمة.. وبالإضافة إلى ذلك، فإن روح القوة والفتوة لها الأثر البالغ، في رعاية صحة الطفل والناشئ، وتنمية شخصيته، والحفاظ على ثقته بنفسه لمواجهة الصعاب.. وقد جاء الحث النبوي الكريم على التربية البدنية بقوله (ص): (علموا أولادكم السباحة والرماية) ومما يتسامى بالاهتمام الرياضي، والتربية البدنية، هو السيرة العلمية للرسول الكريم محمد (ص)، فقد كان الرسول فتى فارسا مقاتلا.. بل وكان يدخل في عمليات سباق الخيل، فكان يكسب الجولة ويتفوق في غالب الأحيان كما خسرت ناقته إحدى جولات السباق التي دخل فيها. وكان (ص) يجري السباق بين أصحابه، ويضع الجوائز للفائزين تشجيعا منه لروح القوة والرياضة والفتوة.. وصارع ركانة الذي كان معروفا بالقوة والغلبة، فصرعه الرسول وغلبه.. والنوم هو أحد العناصر الأساسية في حياة الإنسان الجسدية والعقلية والنفسية، والحفاظ على الوقت والراحة.. وتدريب الطفل على النوم المبكر والاستيقاظ المبكر، من أهم عناصر تربيته على رعاية الصحة الجسدية والنفسية.. وكيفية استفادته من الوقت.. وصدق تربيته وتحسيسه بأن للجسد أركانا، تتوجب الالتزام بها لقوله تعالى في سورة الأنعام 158 : {قل تعالوا اتل ما حرم ربكم عليكم}، وفي سورة الاعراف 33 : {قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن}. وكما ينبغي تدريب الأبناء على العادات الصحية الجيدة، وتنشئتهم عليها.. يجب أيضا نهيهم عن تناول المحرمات، وممارسة العادات الجسدية المحرمة، وتدريبهم على ترك العادات السيئة والمكروهة.. ومما يبعث على القلق والخوف على مستقبل الجيل المسلم والأجيال المتعايشة معنا، لتنفيذ الرسالة الإلهية، لبناء الفرد والمجتمع والمواونة بين حقوق الفرد والجماعة.. لذا فإن مسؤولية الآباء تكون صعبة وخطيرة لحماية الناشئين والمراهقين من السقوط!.. من دون دعم الدولة ومؤسستها.. والإجراءت الوقائية هي التربية الإيمانية، وتعميق الأخلاق الإسلامية، وبيان خطورة مضار الأعمال المحرمة والممارسات المحرمة.. وما تنتجه من أمراض وسقوط اجتماعي. وواجب الأسرة إبعاد أصدقاء السوء، ومراقبة سلوكهم بصورة مستمرة.. واستخدام العقاب الأدبي عند الحاجة للردع عن الوقوع في الهاوية. ألفت نظركم أن من العادات الضارة، التي لايهتم الآباء بردع أبنائهم عنها، هي عادة التدخين التي غدت وبالا على الصحة والاقتصاد.. والتدخين له دوافعه النفسية عند الصبي والمراهق.. وبإمكان الآباء ردع أبنائهم عن تلك العادة، بالتوعية والمنع وحسن التوجيه النفسي، الذي يشعر المراهق باحترام شخصيته أمام الكبار. والمجتمع الصالح ينتج أفرادا صالحين، والمجتمع المنحرف ينتج أفرادا منحرفين.. فالإنسان يتلقى الكثير من أفكاره وسلوكه وعاداته وآدابه من مجتمعه.. لذا اهتم الإسلام بتكوين البيئة الاجتماعية الصالحة، وأوجب فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لإصلاح الوضع الاجتماعي بقول الله تعالى: {ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون}.. 104 المائدة وإن مسؤولية الآباء والمربين، تدعوهم إلى تربية الطفل تربية اجتماعية، ليكون فردا اجتماعيا ناجحا في علاقاته الاجتماعية، ومشاركا في بناء المجتمع، وتصحيح السلوك الاجتماعي.. وإن المنطلق الأساس للعلاقات الاجتماعية، يبدأ من الحياة الأسرية، والعلاقة بأفراد الأسرة.. فتدريب الطفل على التعامل السوي مع أخوانه الصغار، والذين يكبرونه بالسن، هو بداية لتكوين أنماط العلاقة الاجتماعية.. فتدريبه على علاقة الحب والاحترام والإيثار والتعاون مع أخوانه، يربي في نفسه روح التعامل الاجتماعي، وينقذه من الفردية والأنانية.. إن حثه على العناية بأخيه، أو إعطاءه شيئا من نفوذه.. ورد هذا التوجيه عن الإمام محمد الباقر (ع) في قوله لأحد لأصحابه: (استرضع لولدك بلبن الحسان، وإياك والقباح؛ فإن اللبن قد يعدي)!.. وإن ربيته كما تكون الحكمة والدعاء المأثور عن أئمة أهل البيت (ع) التربية القيادية، وتركيز مفاهيمها فقد جاء فيه: (اللهم!.. إنا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الإسلام وأهله، وتذل بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك، والقادة إلى سبيلك، وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة).. فمن هذه المفاهيم نجد أن الإسلام يريد أن يعد أمة قائدة رائدة في طريق الخير.. وإن كانت تربيتك -ياعزيزي السائل- على هذا الغرار الذي أمرنا، فلا خوف عليهم.. وإلا العيب في الأصل.
مشترك سراجي
/
---
داوم على قراءة هذه الآية المباركة، ولاسيما في القنوت: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}..الفرقان/74 وبإمكانك الابتداء من كلمة (ربنا).. وإن شاء الله تعالى بقية الأخوة يفيدوكم.
أم عبد الله
/
القطيف
بالدعاء لهم بالتوفيق، والإلحاح في طلب ذلك من الله -عز وجل- وخصوصاً بأنك قمت بواجبك تجاههم على أكمل وجه.. ولا يجب الحكم عليهم، أو الحكم على أي فرد بالنجاح والفشل، ما دام على قيد الحياة، ولايعلم ما في القلوب والنيات، إلا الله سبحانه.. وكم من عمل قليل مع اليقين، أفضل من عمل كثير مع رياء أو خوف من الوالدين أو المجتمع!.. والطريقة الفضلى هي محاورتهم، وإقناعهم، وعدم إجبارهم على النوافل والمستحبات؛ بل الترغيب!.. وأن تكون أمامهم المثل الأعلى الملتزم بالطاعات. أما عندما يصل الأمر -لا سمح الله- إلى عدم التزامهم بالفرائض والواجبات، فهنا يجب التعامل بحزم، وإجبار، وتهديد، وعدم السماح لهم بالتهرب، وعدم أداء الأوامر. وتذكر دائما: أنك محاسب، ومسائل عن الأمانة التي بين يديك أولادك!..
خادمة الحسين
/
الكويت
حل هذه المشكلة، يعتمد على أمور كثيرة، منها: مثل أعمار الأولاد؛ الإناث والذكور، وترتيبهم بين بعضهم البعض، والسكن المستقل، والأصدقاء الذين يخالطونهم، وعلاقتك معهم، والكثير الكثير.. وسأحاول هنا أن أوضح بعض النقاط، التي قد تساعدك -بإذن الله- حيث أنني أم لولدين، وقد نفعت والحمد لله أساليبي معهم: 1- كوني لهم صديقة مخلصة، والأقرب إليهم.. استمعي إلى مشاكلهم، دون أن يتملكك الغضب حتى لو لم يعجبك ما يقولون، بحيث تعطينهم الإحساس بالأمان في أن يقولوا ما يريدون، وتعرفي ما يدور في خلجاتهم.. وعالجي ما لا يعجبك بحكمة، وبطرق غير مباشرة. 2- لا تفرضي عليهم أمرا، حتى لو كان يتعلق بالدين!.. بيّني لهم عواقب الأمور، ودعي الاختيار لهم، بحيث يشعرون أنهم مخيرون لا مسيرون في ما تريدين منهم. 3- يجب أن تعرفي جيدا من هم أصدقائهم، ولا تتركيهم معهم لساعات طويلة بدون مراقبة. 4- يجب أن تعرفي نقاط الضعف والقوة في شخصية كل منهم، وتستخدميها في الموقف والوقت المناسب. 5- لا توجهيهم إلى كل ما تريدين من خلال الأوامر، أو حتى النصيحة!.. نعم، ففي سن معين لا يقبلون منك حتى النصيحة، وإن كانت تربيتك لهم جيدة.. استبدلي ذلك بسرد قصة، تحمل المغزى الذي تريدين، وليس بالضرورة أن تسردي القصة عليهم.. يمكنك أن تفعلي ذلك مع أي شخص آخر، ولكن على مسمع منهم.. كما يمكنك شراء قصة أو كتاب، يحمل معنى ما تريدين، وتجعلينه يقع في أيديهم دون أن يشعروا أنك تعمدت ذلك. 6- أحيانا يكون الحرص الشديد هو سبب التمرد يا سيدتي!.. نعم، كوني حازمة، ولكن طيبة وحنونة جدا.. سيخافون من فقد هذا الحنان، إذا ما تكدرت منهم.. إجعلي السياسة العامة في البيت، هي اللين.. والخاصة هي الحزم، وليس العكس. 7- إذا غضبت لا تحاولي أبدا جرح مشاعرهم بأي لفظ أو اتهام، وتحدثي عن مشاعرك اتجاه ما حدث دون أن تتفضلي عليهم بأي أمر تقومين به من أجلهم. 8- حاولي أن تستخدمي نظرات الغضب، بدلا من كلمات الغضب!.. 9- بيني لهم حبك وحنانك في جميع الأوقات، بالفعل والكلام، وفاجئيهم بالأشياء التي يحبونها. 10- لا تنسي أننا في مجتمع فاسد، والمغريات فيه كثيرة جدا، وقد وصلت إلى بيوتنا من خلال الفضائيات.. حاولي شراء أفلام مفيدة اجتماعية عائلية، وشاهديها معهم مع تحضير مع يحبونه من شراب أو أكل، لتخلقي لهم جوا عائليا دافئا، يبعدهم عن القنوات التي قد تكون السبب في تمردهم.. ولا تنسي دائما الدعاء لهم، فدعاء الأم في حق ولدها مستجاب. عزيزتي!.. أحيانا نربي، ولكن الأسلوب في التربية مهم جدا، وله الأثر البالغ في استجابتهم لنا، أو عدم استجابتهم.
علويه
/
الولايات المتحده
أختي العزيزة!.. أنا أخبرك من تجربتي كابنة.. طبعا من خلال هذه الأسطر القليلة التي كتبت فيها مشكلتك، قد لا أستطيع معرفة تفاصيل المشكلة.. ولكني أعلم أنه في أغلب الأحيان الأهل يفشلون عندما تكون تربيتهم مبنية على الجبر، فضلا عن التفهيم، وترك قدر معقول من الاختيار لهم.. لأنك إن استطعت السيطرة في البداية، لن تستطيعي في النهاية. ثم إن كانت الطاعة هي من أثر إجبارك إياهم، فكيف تضمنين أنهم لا يعصون في غفلة عنك، أو من وراء ظهرك؟!.. إن كان أولادك مازالوا صغارا، فاحرصي على زرع حب الله، والرسول (ص)، وأهل البيت (ع)، والإسلام في قلوبهم، من خلال قصص وعبر، وأشياء تقنعهم.. بدل من تخويفهم بالنار، وجبرهم على طاعات لا يفهمون الغاية منها، ولا يتعلمون أن يستمتعوا في أدائها. التربية ليست سهلة!.. هناك من ينحرف عن الطريق لفترة، لكن بذرته الصالحة ترجعه إلى الهداية بعد سنين.. فإن كنت غرست فيهم الخير والصلاح، سيبدو إن شاء الله. لا أحد يحب أن يكون عبدا، فلا تتوقعي أن تطاع كل أوامرك.. إذ أن كل إنسان يحب أن يتصرب على حسب قناعاته.. فخففي -يا أختي- من الأوامر على أولادك، ودعي لهم حرية الاختيار بقدر معقول. انتبهي إلى أن مرحلة المراهقة مرحلة حرجة، وتحتاج لأن تعرفي كيف تتصرفين وتكسبين ابنك!..
ابو سيف
/
كندا
أخي العزيز!.. أحب أن أقول لك: بأن تتفاءل بالخير!.. وحسب ما رويتم -أخي- لا تخف، أنا مثلك أعاني؛ لكنني وكلت الأمر لله -سبحانه وتعالى- والله يعلم كل شيء. هناك عوامل لحفظ الأولاد منها -أخي الكريم-: اللقمة الحلال، والبيت، وأهم شيء الأم وسلوكها؛ لأنها هي الأساس على قول الشاعر: الأم مدرسة.. وكذلك الصديق له دور كبير. وعليك بإعطاء الثقة للولد أو البنت؛ لكن بدون إفراط، والله هو الحافظ.. ولا تنس ابن نوح أليس والده نبيا!..
ابن المدينة
/
---
لا تنسي -أختي المؤمنة- أن دعاء الوالدين مستجاب، فتضرعي للجليل بهدايتهم للخير والصلاح. وأما كيف ترجعيهم لدائرة السيطرة: عليك أن تذهبي بالاتجاه الذي يرغبونه، وخصوصا إذا كانوا في فترة المراهقة.. ومعنى كلامي هو: مسايستهم، والصعود السلم معهم درجة تلو الأخرى. وأما بالنسبة لعدم نجاحك على حد قولك: أعتقد -يا أختي الكريمة- بأن الشيء إذا زاد عن حده، ممكن أن ينقلب ضده.. معنى كلامي هو: أن تعطيهم الثقة بأنفسهم قليلا، وأن تراقبيهم بأسلوب خفي من جميع النواحي.. وهذا حق من حقوقك كأم، بأن تعرفي كل ما يحيط بهم لخوفك عليهم، وكل ما أوصيك به: أولا: دعاؤك لهم بالصلاح. ثانيا: بأن تحاولي مرة تلو الأخرى، لأن يحافظوا على الصلاة؛ لأنها هي الأساس، ولا تنسي قول الله تعالى: {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر}.. ولكن قد تختلف معك الطريقة التي من خلالها يتم إيصال أهمية الصلاة. ولا تنسي التخويف، وسرد ما يلقى تارك الصلاة، وأن الله -تبارك وتعالى- قال: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ}.. هذه الآية اختصت المصلين، فكيف بغير المصلين؟!..