قال عليّ (عليه السلام): اغتنموا الدعاء عند خمسة مواطن: عند قراءة القرآن، وعند الأذان، وعند نزول الغيث، وعند التقاء الصفّين للشهادة، وعند دعوة المظلوم، فإنّها ليس لها حجاب دون العرش.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من كانت له إلى ربّه عزّ وجلّ حاجة فليطلبها في ثلاث ساعات: ساعة في يوم الجمعة، وساعة تزول الشمس حين تهبّ الرياح، وتفتّح أبواب السماء، وتنزل الرحمة، ويصوّت الطير، وساعة في آخر الليل، عند طلوع الفجر، فإنّ ملكين يناديان: هل من تائب يتاب عليه؟ هل من سائل يعطى؟ هل من مستغفر فيغفر له؟ هل من طالب حاجة فتقضى له؟
فأجيبوا داعي الله واطلبوا الرزق فيما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، فإنّه أسرع في طلب الرزق من الضرب في الأرض، وهي الساعة التي يقسم الله فيها الرزق بين عباده.
قال الصادق (عليه السلام): إذا اقشعرّ جلدك، ودمعت عيناك، ووجل قلبك، فدونك دونك، فقد قصد قصدك.
قال الباقر (عليه السلام): إنّ الله عزّ وجلّ يحبّ من عباده المؤمنين كلّ دعّاء، فعليكم بالدعاء في السحر إلى طلوع الشمس، فإنّها ساعة تفتح فيها أبواب السماء، وتهبّ الرياح، وتقسم فيها الأرزاق، وتقضى فيها الحوائج العظام.
قال الصادق (عليه السلام): إذا رقّ أحدكم فليدع، فإنّ القلب لا يرقّ حتّى يخلص.
كان الصادق (عليه السلام) إذا طلب الحاجة طلبها عند زوال الشمس، فإذا أراد ذلك قدّم شيئاً فتصدّق به، وشمّ شيئاً من الطيب، وراح إلى المسجد، فدعا في حاجته ما شاء الله عزّ وجلّ.
قال عمر بن أذینة: سمعت الصادق (عليه السلام) یقول: إنّ في الليل ساعة ما يوافقها عبد مسلم ثمّ يصلّي ويدعو الله عزّ وجلّ فيها، إلّا استجاب الله تعالى له
في كلّ ليلة.
قلت: أصلحك الله، وأيّ ساعة هي من الليل؟ قال (عليه السلام): إذا مضى نصف الليل، وبقي السدس الأوّل من أوّل النصف.
قال الباقر (عليه السلام): إنّ التضرّع والصلاة من الله تعالى بمكان، إذا كان العبد ساجداً لله فإن سالت دموعه فهنالك تنزل الرحمة، فاغتنموا تلك الساعة المسألة وطلب الحاجة، ولا تستكثروا شيئاً ممّا تطلبون، فما عند الله أكثر ممّا تقدرون، ولا تحقّروا صغيراً من حوائجكم، فإنّ أحبّ المؤمنين إلى الله تعالى أسألهم.
قال السجّاد (عليه السلام): ما من أعمال هذه الأمّة من صباح إلّا ويعرض على الله عزّ وجلّ.
قال الصادق (عليه السلام): إنّ العبد ليدعو فيؤخّر حاجته إلى يوم الجمعة، وقال: إنّ يوم الجمعة سيّد الأيام، وأعظم عند الله من يوم الفطر ويوم الأضحى، وفيه ساعة لم يسأل الله عزّ وجلّ فيها أحد شيئاً إلّا أعطاه ما لم يسأل حراماً.
إجابة الدعاء للوقت والحال والمكان وعبادة الأركان والأسماء العظام، أمّا المكان فخمسة عشر موضعاً منه: بمكّة عند الميزاب، وعند المقام، وعند الحجر الأسود، وبين المقام والباب، وجوف الكعبة، وعند بئر زمزم، وعلى الصفا والمروة، وعند المشعر، وعند الجمرات الثلاث، وعند رؤية الكعبة. وقيل: من وقف عند قبر النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وتلا هذه الآية: ﴿إِنَّ اللّهََ وَمَلائِكَتَهُ﴾، ثمّ قال: «صلّى الله عليك يا محمّد، وأهل بيتك» سبعين مرّة، ناداه ملك: «صلّى الله عليك يا فلان، لم يسقط لك حاجة».
قال السيّد ابن طاوس (رحمه الله) في صفات الداعي:
… إذا أراد دعاء الرغبة يبسط راحتيه ويدعو.
وإذا أراد دعاء الرهبة يجعل باطن كفّيه إلى الأرض وظاهرهما إلى السماء.
وإذ أراد دعاء التضرّع حرّك أصابعه يميناً وشمالاً وباطن كفّيه إلى السماء.
وإذا أراد دعاء التبتّل رفع أصبعه مرّة وحطّها مرّة ويكون عند العبرات.
وإذا أراد دعاء الابتهال رفع باطن كفّيه حذاء وجهه.
وإذا أراد دعاء الاستكانة جعل يديه على منكبيه.
ومن صفات الداعي: أن يبدأ بتحميد الله تعالى والثناء عليه، والصلاة على محمّد وآله(عليهم السلام)، ثمّ يذكر حاجته، وأن لا يكون قلبه غافلاً ولا لاهياً، وأن يكون طاهراً من مظالم العباد، وأن لا يكون عاذراً لظالم على ظلمه، وأن لا يكون جبّاراً، وأن يكون عند الدعاء تقيّاً ونيّته صادقة، وأن لا يكون داعياً في دفع المظلمة عنه وقد ظلم هو عبداً آخر بمثلها، وأنّه يجتنب الذنوب بعد دعائه حتّى تقضى حاجته، وأن يكون عند دعائه آئباً تائباً صالحاً صادقاً، وأن لا يكون داعياً في قطيعة رحم، وأن لا يكون دعاء محبّ على حبيبه، فإنّ الحديث ورد عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه سأل الله جلّ جلاله ألّا يستجيب له فيه.