- جواهر البحار
- » كتاب القرآن
- » أحاديث في فضائل سورة يس وغيرها
قال الصادق (عليه السلام): إنّ لكلّ شيء قلب، وقلب القرآن يس، من قرأها في نهاره قبل أن يمسي، كان في نهاره من المحفوظين والمرزوقين حتّى يمسي، ومن قرأها في ليلة قبل أن ينام، وكّل الله به ألف ملك يحفظونه من شرّ كلّ شيطان رجيم ومن كلّ آفة، وإن مات في يومه أو في ليلته أدخله الله الجنّة، وحضر غسله ثلاثون ألف ملك كلّهم يستغفرون له، ويشيّعونه إلى قبره بالاستغفار له، فإذا أدخل في لحده كانوا في جوف قبره، يعبدون الله وثواب عبادتهم له، وفسح له في قبره مدّ بصره، وأومن من ضغطة القبر، ولم يزل له في قبره نور ساطع إلى أعنان السماء إلى أن يخرجه الله من قبره.
فإذا أخرجه لم يزل ملائكة الله معه، يشيّعونه ويحدّثونه ويضحكون في وجهه، ويبشّرونه بكلّ خير حتّى يجوزوا به الصراط والميزان، ويوقفوه من الله موقفاً لا يكون عند الله خلقاً أقرب منه، إلّا ملائكة الله المقرّبون، وأنبياؤه المرسلون، وهو مع النبيّين واقف بين يدي الله، لا يحزن مع من يحزن، ولا يهتمّ مع من يهتمّ، ولا يجزع مع من يجزع.
ثمّ يقول له الربّ تبارك وتعالى: اشفع عبدي، أشفّعك في جميع ما تشفع، وسلني عبدي، أعطك جميع ما تسأل، فيسأل فيعطى، ويشفع فيشفّع، ولا يحاسب فيمن يحاسب، ولا يوقف مع من يوقف، ولا يذلّ مع من يذلّ، ولا يكبّت بخطيئة ولا بشيء من سوء عمله، ويعطى كتاباً منشوراً، حتّى يهبط من عند الله، فيقول الناس بأجمعهم: سبحان الله، ما كان لهذا العبد من خطيئة واحدة، ويكون من رفقاء محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم).
روي أنّ يس تقرأ للدنيا والآخرة، وللحفظ من كلّ آفة وبليّة في النفس والأهل والمال.
وروي أنّه من كان مغلوباً على عقله قرئ عليه يس، أو كتبه وسقاه، وإن كتبه بماء الزعفران على إناء من زجاج فهو خير، فإنّه يبرأ.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): القرآن أفضل من كلّ شيء دون الله، فمن وقّر القرآن فقد وقّر الله، ومن لم يوقّر القرآن فقد استخفّ بحقّ الله، وحرمة القرآن كحرمة الوالد على ولده، وحملة القرآن المحفوفون برحمة الله الملبوسون نور الله، يقول الله: يا حملة القرآن، استحبّوا الله بتوقير كتاب الله، يزد لكم حبّاً، ويحبّبكم إلى عباده، يدفع عن مستمع القرآن بلوى الدنيا وعن قارئها بلوى الآخرة، ولمستمع آية من كتاب الله خير من ثبير ذهباً، ولتالي آية من كتاب الله أفضل ممّا تحت العرش إلى أسفل التخوم.
وإنّ في كتاب الله سورة يسمّى العزيز، يدعى صاحبها الشريف عند الله، يشفّع لصاحبها يوم القيامة مثل ربيعة ومضر، ثمّ قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا وهي سورة يس، وقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): يا عليّ، اقرأ يس، فإنّ في يس عشر بركات: ما قرأها جائع إلّا شبع، ولا ظمآن إلّا روي، ولا عارٍ إلّا كسي، ولا عزب إلّا تزوّج، ولا خائف إلّا أمن، ولا مريض إلّا برأ، ولا محبوس إلّا أخرج، ولا مسافرٌ إلّا أعين على سفره، ولا يقرأون عند ميّت إلّا خفّف الله عنه، ولا قرأها رجل له ضالّة إلّا وجدها.
قال الصادق (عليه السلام): علّموا أولادكم يس، فإنّها ريحانة القرآن.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): سورة يس تدعى في التوراة المعمّة، تعمّ صاحبها بخير الدنيا والآخرة، وتكابد عنه بلوى الدنيا والآخرة، وتدفع عنه أهاويل الآخرة، وتسمّى الدافعة والقاضية، وتدفع عن صاحبها كلّ سوء، وتقضي له كلّ حاجة، من قرأها عدلت له عشرين حجّة، ومن سمعها عدلت له ألف دينار في سبيل الله، ومن كتبها ثمّ شربها أدخلت جوفه ألف دواء، وألف نور، وألف يقين، وألف بركة، وألف رحمة، ونزعت عنه كلّ غلّ وداء.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): لوددت أنّ یس في قلب كلّ إنسان من أمّتي.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): من قرأ يس في صدر النهار قضيت حوائجه.
قال عليّ بن أبي طالب (عليه السلام): يا رسول الله، القرآن ينفلت من صدري، فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): أ لا أعلّمك كلمات ينفعك الله بهنّ وينفع من علّمته؟ قال (عليه السلام): نعم، بأبي أنت وأمّي، قال (صلى الله عليه وآله وسلم): صلّ ليلة الجمعة أربع ركعات: تقرأ في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب ويس، وفي الثانية بفاتحة الكتاب وبالدخان، وفي الثالثة بفاتحة الكتاب وبالسجدة، وفي الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك.
فإذا فرغت من التشهّد فاحمد الله وأثن عليه وصلّ على النبيّين، واستغفر للمؤمنين، ثمّ قل: «اللّهمّ ارحمني بترك المعاصي أبداً ما أبقيتني، وارحمني من أن أتكلّف ما لا يعنيني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عنّي، اللّهــمّ بديع السموات والأرض، ذا الجلال والإكرام والعزّة التي لا ترام، أسألك يا الله، يا رحمن، بجلالك ونور وجهك أن تلزم قلبي حفظ كتابك كما علّمتني، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك، وأسألك أن تنوّر بالكتاب بصري، وتنطق به لساني، وتفرّج به عن قلبي، وتشرح به صدري، وتستعمل به بدني، وتقوّيني على ذلك، وتعينني عليه، فإنّه لا يعينني على الخير غيرك، ولا يوفّق له إلّا أنت»، فافعل ذلك ثلاث جمع، أو خمساً أو سبعاً، تحفظ بإذن الله، وما أخطأ مؤمناً قطّ. فأتى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد ذلك بسبع جمع، فأخبره بحفظه القرآن والحديث، فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): مؤمن وربّ الكعبة، علّم أبا حسن، علّم أبا حسن.
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): من قرأ يس والصافّات يوم الجمعة، ثمّ سأل الله أعطاه سؤله.