- جواهر البحار
- » كتاب القرآن
- » أحاديث في آداب القراءة
قال محمّد بن الفضيل: سألت الرضا (عليه السلام) فقلت: أقرأ المصحف ثمّ يأخذني البول، فأقوم فأبول وأستنجي وأغسل يدي، ثمّ أعود إلى المصحف فأقرأ فيه؟ قال (عليه السلام): لا، حتّى تتوضّأ للصلاة.
كان الرضا (عليه السلام) في طريق خراسان، يكثر بالليل في فراشه من تلاوة القرآن، فإذا مرّ بآية فيها ذكر جنّة أو نار، بكى وسأل الله الجنّة وتعوّذ به من النار.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أ لا أخبركم بالفقيه حقّاً؟ قالوا: بلى، يا أمير المؤمنين، قال (عليه السلام): من لم يقنّط الناس من رحمة الله، ولم يؤمنهم من عذاب الله، ولم يرخّص لهم في معاصي الله، ولم يترك القرآن رغبة عنه إلى غيره، ألا لا خير في علم ليس فيه تفهّم، ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبّر، ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفقّه.
قيل للباقر (عليه السلام): إنّ قوماً إذا ذكّروا بشيء من القرآن أو حدّثوا به صعق أحدهم، حتّى يرى أنّه لو قطّعت يداه ورجلاه لم يشعر بذلك، فقال (عليه السلام): سبحان الله، ذاك من الشيطان، ما بهذا أمروا، إنّما هو اللين والرقّة والدمعة والوجل.
قال عليّ (عليه السلام): سبعة لا يقرؤون القرآن: الراكع، والساجد، وفي الكنيف، وفي الحمّام، والجنب، والنفساء، والحائض.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نظّفوا طريق القرآن، قيل: يا رسول الله، وما طريق القرآن؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): أفواهكم، قيل: بماذا؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): بالسواك.
قال الصادق (عليه السلام) في قول الله ﴿يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ﴾: الوقوف عند ذكر الجنّة والنار.
قال العسكري (عليه السلام): أمّا قوله الذي ندبك الله إليه، وأمرك به عند قراءة القرآن: «أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم» فإنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: إنّ قوله: «أعوذ بالله»، أي أمتنع بالله، «السميع» لمقال الأخيار والأشرار، ولكلّ المسموعات من الإعلان والإسرار، «العليم» بأفعال الفجّار والأبرار، وبكلّ شيء ممّا كان وما يكون، وما لا يكون، أن لو كان كيف يكون، «من الشيطان» هو البعيد من كلّ خير، «الرجيم» المرجوم باللعن، المطرود من بقاع الخير، والاستعاذة هي ما قد أمر الله به عباده عند قراءتهم القرآن، فقال جلّ ذكره: ﴿فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ ۞ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ۞ إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ﴾، من تأدّب بآداب الله عزّ وجلّ أدّاه إلى الفلاح الدائم، ومن استوصى بوصيّة الله، كان له خير الدارين.
قال محمّد بن مسلم: قال الباقر (عليه السلام): اقرأ، قلت: من أيّ شيء أقرأ؟ قال (عليه السلام): اقرأ من السورة السابعة، فجعلت ألتمسها فقال: اقرأ سور يونس، فقرأت حتّى انتهيت إلى﴿لِلَّذينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ وَلا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلا ذِلَّةٌ﴾،
ثمّ قال (عليه السلام): حسبك، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنّي لأعجب كيف لا أشيب إذا قرأت القرآن.
سئل الصادق (عليه السلام) عن التعوّذ من الشيطان، عند كلّ سورة نفتحها؟ فقال (عليه السلام): نعم، فتعوّذ بالله من الشيطان الرجيم، وذكر أنّ الرجيم أخبث الشياطين، فقلت: لم سمّي الرجيم؟ فقال (عليه السلام): لأنّه يرجم، فقلنا: هل ينقلب شيئاً إذا رجم؟ قال (عليه السلام): لا، ولكن يكون في العلم أنّه رجيم.
سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن قوله تعالی: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتيلاً﴾ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): بيّنه تبياناً، ولا تنثره نثر الرمل، ولا تهذّه هذّ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحرّكوا به القلوب، ولا يكون همّ أحدكم آخر السورة.
نهى عليّ (عليه السلام) عن قراءة القرآن عرياناً.
قال الصادق (عليه السلام): إذا مررت بآية فيها ذكر الجنّة، فاسأل الله الجنّة، وإذا مررت بآية فيها ذكر النار، فتعوّذ بالله من النار.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يحجزه عن قراءة القرآن إلّا الجنابة.
قال السجّاد (عليه السلام): آيات القرآن خزائن العلم، فكلّما فتحت خزانة فينبغي لك أن تنظر فيها.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لابن مسعود: اقرأ عليّ، قال: ففتحت سورة النساء، فلمّا بلغت ﴿فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهيداً﴾ رأيت عيناه تذرفان من الدمع، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) لي: حسبك الآن.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، ولانت عليه جلودكم، فإذا اختلفتم فلستم تقرؤونه.
قال الصادق (عليه السلام): أغلقوا أبواب المعصية بالاستعاذة، وافتحوا أبواب الطاعة بالتسمية.