قال أبو ذرّ: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو في المسجد جالس وحده، فاغتنمت خلوته فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) لي: يا أبا ذرّ، للمسجد تحيّة، قلت: وما تحيّته؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): ركعتان تركعهما.
قال الصادق (عليه السلام): من دخل سوق جماعة ومسجد أهل نصب، فقال مرّة واحدة: «أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، والله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله، وصلّى الله على محمّد وآله وأهل بيته» عدلت حجّة مبرورة.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من توضّأ ثمّ خرج إلى المسجد فقال حين يخرج من بيته: «بسم الله ﴿الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهۡدِينِ﴾» هداه الله إلى الصواب للإيمان. وإذا قال: ﴿وَالَّذِي هُوَ يُطۡعِمُنِي وَيَسۡقِينِ﴾ أطعمه الله من طعام الجنّة وسقاه من شراب الجنّة.
وإذا قال: ﴿وَإِذَا مَرِضۡتُ فَهُوَ يَشۡفِينِ﴾ جعله الله عزّ وجلّ كفّارة لذنوبه.
وإذا قال: ﴿وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحۡيِينِ﴾ أماته الله عزّ وجلّ موتة الشهداء وأحياه حياة السعداء.
وإذا قال: ﴿وَالَّذِيٓ أَطۡمَعُ أَن يَغۡفِرَ لِي خَطِيَٓٔتِي يَوۡمَ الدِّينِ﴾ غفر الله عزّ وجلّ خطأه كلّه، وإن كان أكبر من زبد البحر.
وإذا قال: ﴿رَبِّ هَبۡ لِي حُكۡماً وَأَلۡحِقۡنِي بِالصَّٰلِحِينَ﴾ وهب الله له حكماً وعلماً وألحقه بصالح من مضى وصالح من بقي.
وإذا قال: ﴿وَاجۡعَل لِّي لِسَانَ صِدۡقٍ فِي الۡأٓخِرِينَ﴾ كتب الله عزّ وجلّ له في ورقة بيضاء: «إنّ فلان بن فلان من الصادقين».
وإذا قال: ﴿وَاجۡعَلۡنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ﴾ أعطاه الله عزّ وجلّ منازل في الجنّة، وإذا قال: «واغفر لأبويّ» غفر الله لأبويه.
قال الباقر (عليه السلام): إذا دخلت المسجد وأنت تريد أن تجلس فلا تدخله إلّا طاهراً، وإذا دخلته فاستقبل القبلة ثمّ ادع الله وسله، وسمّ حين تدخله، واحمد الله وصلّ على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم).
عنهم (عليهم السلام): الفضل في دخول المسجد أن تبدأ برجلك اليمنى إذا دخلت، وباليسرى إذا خرجت.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا صلّى أحدكم المكتوبة وخرج من المسجد، فليقف بباب المسجد ثمّ ليقل: «اللّهمّ، دعوتني فأجبت دعوتك، وصلّيت مكتوبك وانتشرت في أرضك كما أمرتني، فأسألك من فضلك العمل بطاعتك، واجتناب معصيتك، والكفاف من الرزق برحمتك».
كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا دخل المسجد صلّى على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: «اللّهمّ اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك»، وإذا خرج صلّى على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: «اللّهمّ اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك».
إنّما ذكر عند الدخول الرحمة، لأنّها تتعلّق غالباً بالأمور الأخروية، وعند الدخول طالب لها، وعند الخروج الفضل، لأنّه يطلق في البركات الدنيوية، وعند الخروج طالب لها كما قال الله تعالى: ﴿فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَوٰةُ فَانتَشِرُواْ فِي الۡأَرۡضِ وَابۡتَغُواْ مِن فَضۡلِ اللَّهِ﴾. (ص٢٢-٢٣)
قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم): اذا دخل العبد المسجد فقال: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» قال الشيطان: «إنّه كسر ظهري» وكتب الله له بها عبادة سنة، وإذا خرج من المسجد يقول مثل ذلك، كتب الله له بكلّ شعرة على بدنه مائة حسنة، ورفع له مائة درجة.