أحاديث في مكارم أخلاق الإمام الباقر (ع)، وفي كرمه وإنفاقه على أصحابه وفي قول الجاحظ فيه، وفي تعامله مع إخوانه وأصحابه وحدبه عليهم وعلى السائلين ببابه، وفي تزينه لزوجاته، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب التوحيد
كتاب العدل والمعاد
كتاب الاحتجاج
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب الفتن والمحن
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الزكاة والصدقة
كتاب الصوم
كتاب أعمال السنين والشهور
كتاب الحج والعمرة
كتاب الجهاد
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات
الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٢٨
قال الحسن بن كثير: شكوت إلى الباقر (عليه السلام) الحاجة وجفاء الاخوان، فقال: بئس الأخ أخ يرعاك غنيّاً ويقطعك فقيراً، ثمّ أمر غلامه فأخرج كيساً فيه سبعمائة درهم، فقال (عليه السلام): استنفق هذه، فإذا نفدت فأعلمني.
المصدر الأصلي: الإرشاد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٨٧-٢٨٨
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٢٩
روى عنه (عليه السلام) أنّه سئل عن الحديث ترسله ولا تسنده؟ فقال (عليه السلام): إذا حدّثت الحديث فلم أسنده، فسندي فيه أبي عن جدّي عن أبيه عن جدّه رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن جبرئيل عن اللهعزّ وجلّ؛ وكان (عليه السلام) يقول: بليّة الناس علينا عظيمة، إن دعوناهم لم يستجيبوا لنا، وإن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا؛ وكان (عليه السلام) يقول: ما ينقم الناس منّا؟ نحن أهل بيت الرحمة، وشجرة النبوّة، ومعدن الحكمة، وموضع الملائكة، ومهبط الوحي.
المصدر الأصلي: الإرشاد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٨٨
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٣٠
قال الجاحظ ١ في كتاب البيان والتبيين: قد جمع محمّد بن عليّ بن الحسين (عليه السلام) صلاح حال الدنيا بحذافيرها في كلمتين: فقال (عليه السلام): صلاح جميع المعايش والتعاشر ملء مكيال: ثلثان فطنة، وثلث تغافل.
المصدر الأصلي: مناقب آل أبي طالب
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٨٩
(١) عمرو بن بحر (م٢٥٥ه): من أئمّة الأدب والاعتزال، ولد بالبصرة ومات بها. كان في اعتقاده وتصانیفه خصماً للشیعة. راجع: الأعلام، ج٥، ص٧٤.
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٣١
قال أفلح مولى الباقر (عليه السلام): خرجت مع محمّد بن عليّ (عليه السلام) حاجّاً، فلمّا دخل المسجد نظر إلى البيت فبكى حتّى علا صوته، فقلت: بأبي أنت وأمّي، إنّ الناس ينظرون إليك، فلو رفعت بصوتك قليلاً، فقال (عليه السلام) لي: ويحك يا أفلح، ولم لا أبكي، لعلّ الله تعالی أن ينظر إليّ منه برحمة فأفوز بها عنده غداً، ثمّ طاف بالبيت، ثمّ جاء حتّى ركع عند المقام، فرفع رأسه من سجوده، فإذا موضع سجوده مبتلّ من كثرة دموع عينيه، وكان إذا ضحك قال: اللّهمّ لا تمقتني.
المصدر الأصلي: كشف الغمّة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٩۰
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٣٢
قال الصادق (عليه السلام): كان أبي يقول في جوف الليل في تضرّعه: أمرتني فلم أئتمر، ونهيتني فلم أنزجر، فها أنا ذا عبدك بين يديك، ولا أعتذر.
المصدر الأصلي: كشف الغمّة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٩۰
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٣٣
قال الصادق (عليه السلام): فقد أبي (عليه السلام) بغلة له، فقال: لئن ردّها الله تعالی لأحمدنّه بمحامد يرضاها، فما لبث أن أتي بها بسرجها ولجامها، فلمّا استوى عليها وضمّ إليه ثيابه رفع رأسه إلى السماء، فقال: الحمد لله، فلم يزد، ثمّ قال: ما تركت ولا بقّيت شيئاً، جعلت كلّ أنواع المحامد لله عزّ وجلّ، فما من حمد إلّا هو داخل فيما قلت.
المصدر الأصلي: كشف الغمّة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٩۰
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٣٤
قالت سلمى مولاة الباقر (عليه السلام): كان يدخل عليه إخوانه فلا يخرجون من عنده حتّى يطعمهم الطعام الطيّب، ويكسوهم الثياب الحسنة، ويهب لهم الدراهم، فأقول له في ذلك ليقلّ منه، فيقول: يا سلمى، ما حسنة الدنيا إلّا صلة الإخوان والمعارف. وكان يجيز بالخمسمائة والستّمائة إلى الألف، وكان لا يملّ من مجالسته إخوانه، وقال: اعرف المودّة لك في قلب أخيك بما له في قلبك، وكان لا يسمع من داره: «يا سائل بورك فيك» ولا: «يا سائل، خذ هذا» وكان يقول: «سمّوهم بأحسن أسمائهم».
المصدر الأصلي: كشف الغمّة
/
، ص٢٩۰-٢٩١
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٣٥
قال عبد الله بن عطاء: قال لي الباقر (عليه السلام): قم فأسرج دابّتين حماراً وبغلاً، فأسرجت حماراً وبغلاً، فقدّمت إليه البغل ورأيت أنّه أحبّهما إليه، فقال (عليه السلام): من أمرك أن تقدّم إليّ هذا البغل؟ قلت: اخترته لك، قال (عليه السلام): وأمرتك أن تختار لي؟ ثمّ قال: إنّ أحبّ المطايا إليّ الحمر، فقدّمت إليه الحمار، وأمسكت له بالركاب، فركب، فقال (عليه السلام): الحمد لله الذي هدانا بالإسلام، وعلّمنا القرآن، ومنّ علينا بمحمّد (صلى الله عليه وآله)، والحمد لله
﴿الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقرِنِينَ ۞ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ﴾، والحمد لله ربّ العالمين.
وسار وسرت حتّى إذا بلغنا موضعاً آخر، قلت له: الصلاة، جعلت فداك، فقال (عليه السلام): هذا وادي النمل لا يصلّى فيه، حتّى إذا بلغنا موضعاً آخر، قلت له مثل ذلك، فقال (عليه السلام): هذه الأرض مالحة لا یصلّى فيها، قال: حتّى نزل هو من قبل نفسه، فقال (عليه السلام) لي: صلّيت أو تصلّي سبحتك؟ قلت: هذه صلاة يسمّيها أهل العراق الزوال، فقال (عليه السلام): أمّا هؤلاء الذين يصلّون هم شيعة عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) وهي صلاة الأوّابين، فصلّى وصلّيت، ثمّ أمسكت له بالركاب، ثمّ قال مثل ما قال في بدايته، ثمّ قال (عليه السلام): اللّهمّ العن المرجئة، فإنّهم أعداؤنا في الدنيا والآخرة، فقلت له: ما ذكّرك _ جعلت فداك _ المرجئة؟ فقال (عليه السلام): خطروا على بالي.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٩١
الحديث: ٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٣٦
قال الحكم بن عتیبة: دخلت على الباقر (عليه السلام) وهو في بيت منجّد ١ ، وعليه قميص رطب، وملحفة مصبوغة، قد أثّر الصبغ على عاتقه، فجعلت أنظر إلى البيت وأنظر في هيئته، فقال (عليه السلام) لي: يا حكم، وما تقول في هذا؟ فقلت: ما عسيت أن أقول وأنا أراه عليك، فأمّا عندنا فإنّما يفعله الشابّ المرهّق، فقال: يا حكم، ﴿مَن حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخرَجَ لِعِبَادِهِ﴾؟ فأمّا هذا البيت الذي ترى فهو بيت المرأة، وأنا قريب العهد بالعرس، وبيتي البيت الذي تعرف.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٩٢
(١) «البيت المُنَجَّد»: إِذا كان مزيّناً بالثياب والفُرش. لسان العرب، ج٣، ص٤١٦.
الحديث: ١۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٣٧
قال الحسن الزیّات البصري: دخلت على الباقر (عليه السلام) أنا وصاحب لي، فإذا هو في بيت منجّد، وعليه ملحفة وردية، وقد حفّ لحيته واكتحل، فسألنا عن مسائل، فلمّا قمنا، قال (عليه السلام) لي: يا حسن، قلت: لبّيك، قال (عليه السلام): إذا كان غداً فأتني أنت وصاحبك، فقلت: نعم، جعلت فداك.
فلمّا كان من الغد دخلت عليه، وإذا هو في بيت ليس فيه إلّا حصير، وإذا عليه قميص غليظ، ثمّ أقبل على صاحبي، فقال: يا أخا البصرة، إنّك دخلت عليّ أمس، وأنا في بيت المرأة وكان أمس يومها والبيت بيتها والمتاع متاعها، فتزيّنت لي، عليّ أن أتزيّن لها كما تزيّنت لي، فلا يدخل قلبك شيء، فقال له صاحبي: جعلت فداك، قد كان _ والله _ دخل في قلبي، فأمّا الآن، فقد _ والله _ أذهب الله ما كان، وعلمت أنّ الحقّ فيما قلت.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٩٣
الحديث: ١١
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٣٨
قال سدير بن حكیم: قلت للباقر (عليه السلام): أ تصلّي النوافل وأنت قاعد؟ فقال (عليه السلام): ما أصلّيها إلّا وأنا قاعد منذ حملت هذا اللحم، وبلغت هذا السنّ.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٩٤
الحديث: ١٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٣٩
قال أبو خالد الكابلي: دخلت على الباقر (عليه السلام) فدعا بالغداء، فأكلت معه طعاماً ما أكلت طعاماً قطّ أنظف منه ولا أطيب، فلمّا فرغنا من الطعام قال (عليه السلام): يا أبا خالد، كيف رأيت طعامك؟ _ أو قال: طعامنا _ قلت: جعلت فداك، ما رأيت أطيب منه قطّ ولا أنظف، ولكنّي ذكرت الآية في كتاب اللهعزّ وجلّ: ﴿ثُمَّ لَتُسأَلُنَّ يَومَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾، فقال الباقر (عليه السلام): إنّما تسألون عمّا أنتم عليه من الحقّ.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٩٧
الحديث: ١٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٤٠
قال الصادق (عليه السلام): كان أبي (عليه السلام) إذا أحزنه أمر جمع النساء والصبيان ثمّ دعا وأمّنوا.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٩٧
الحديث: ١٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٤١
قال الصادق (عليه السلام): كان أبي (عليه السلام) كثير الذكر، لقد كنت أمشي معه وإنّه ليذكر الله، وآكل معه الطعام وإنّه ليذكر الله، ولقد كان يحدّث القوم وما يشغله ذلك عن ذكر الله، وكنت أرى لسانه لازقاً بحنكه يقول: «لا إله إلّا الله»، وكان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتّى تطلع الشمس، ويأمر بالقراءة من كان يقرأ منّا، ومن كان لا يقرأ منّا أمره بالذكر.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٩٧-٢٩٨
الحديث: ١٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٤٢
دخل قوم على الباقر (عليه السلام) فرأوه مختضباً، فسألوه فقال: إنّي رجل أحبّ النساء، فأنا أتصبّغ لهنّ.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٩٨
الحديث: ١٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٤٣
قال محمّد بن مسلم: رأيت الباقر (عليه السلام) يمضغ علكاً، فقال: يا محمّد، نقضت الوسمة أضراسي، فمضغت هذا العلك لأشدّها، قال: وكانت استرخت فشدّها بالذهب.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٩٨
الحديث: ١٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٤٤
قال سدیر الصیرفي: رأيت الباقر (عليه السلام) يأخذ عارضيه ويبطّن لحيته.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٩٩
الحديث: ١٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٤٥
قال زرارة: زاملت الباقر (عليه السلام) فيما بين مكّة والمدينة، فلمّا انتهى إلى الحرم اغتسل وأخذ نعليه بيديه، ثمّ مشى في الحرم ساعة.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٢٩٩-٣۰۰
الحديث: ١٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٤٦
قال أبوعبیدة الحذّاء: حضر الباقر (عليه السلام) جنازة رجل من قريش وأنا معه _ وكان فيها عطاء ١ _ فصرخت صارخة، فقال عطاء: لتسكتنّ أو لنرجعنّ، فلم تسكت فرجع عطاء، فقلت للباقر (عليه السلام): إنّ عطاء قد رجع قال: ولم؟ قلت: صرخت هذه الصارخة، فقال لها: لتسكتنّ أو لنرجعنّ، فلم تسكت فرجع، فقال (عليه السلام): امض بنا، فلو أنّا إذا رأينا شيئاً من الباطل مع الحقّ تركنا له الحقّ، لم نقض حقّ مسلم.
فلمّا صلّى على الجنازة، قال وليّها للباقر (عليه السلام): ارجع مأجوراً، رحمك الله، فإنّك لا تقوى على المشي، فأبى أن يرجع، فقلت له: قد أذن لك في الرجوع ولي حاجة أريد أن أسألك عنها، فقال (عليه السلام): امض، فليس باذنه جئنا ولا بإذنه نرجع، إنّما هو فضل وأجر طلبناه، فبقدر ما يتّبع الجنازة الرجل يؤجر على ذلك.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٣۰۰-٣۰١
(١) عطاء بن أبي رياح (م١١٤هـ): تابعي. فقيه، من أهل مكّة، وفاقهم في الفتوی. راجع: موسوعة طبقات الفقهاء، ج١، ص٤٦۰.
الحديث: ٢۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٤٧
ان قوم أتوا الباقر (عليه السلام) فوافقوا صبيّاً له مريضاً، فرأوا منه اهتماماً وغمّاً وجعل لا يقرّ، فقالوا: والله، لئن أصابه شيء إنّا لنتخوّف أن نرى منه ما نكره، فما لبثوا أن سمعوا الصياح عليه، فإذا هو قد خرج عليهم منبسط الوجه في غير الحال التي كان عليها؛ فقالوا له: جعلنا الله فداك، لقد كنّا نخاف ممّا نرى منك أن لو وقع أن نرى منك ما يغمّنا، فقال (عليه السلام) لهم: إنّا لنحبّ أن نعافى فيمن نحبّ، فاذا جاء أمر الله سلّمنا فيما يحبّ.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٣۰١
الحديث: ٢١
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٤٨
قال الصادق (عليه السلام): إنّي كنت أمهد لأبي فراشه فأنتظره حتّى يأتي، فإذا أوى إلى فراشه ونام قمت إلى فراشي، وإنّه أبطأ عليّ ذات ليلة، فأتيت المسجد في طلبه، وذلك بعد ما هدأ الناس، فإذا هو في المسجد ساجد، وليس في المسجد غيره، فسمعت حنينه وهو يقول: سبحانك اللّهمّ، أنت ربّي حقّاً حقّاً، سجدت لك يا ربّ تعبّداً ورقّاً. اللّهمّ، إنّ عملي ضعيف فضاعفه لي، اللّهمّ قني عذابك يوم تبعث عبادك، وتب عليّ، إنّك أنت التوّاب الرحيم.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٣۰١
الحديث: ٢٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٤٩
قال أبوعبیدة الحذّاء: كنت زميل الباقر (عليه السلام) وكنت أبدأ بالركوب ثمّ يركب هو، فإذا استوينا سلّم وسأل مسألة رجل لا عهد له بصاحبه وصافح، وكان إذا نزل نزل قبلي، فإذا استويت أنا وهو على الارض سلّم وسأل مسألة من لا عهد له بصاحبه، فقلت يا بن رسول الله، إنّك لتفعل شيئاً ما يفعله من قبلنا، وإن فعل مرّة لكثير، فقال (عليه السلام): أ ما علمت ما في المصافحة؟ إنّ المؤمنين يلتقيان فيصافح أحدهما صاحبه، فما تزال الذنوب تتحاتّ عنهما كما يتحاتّ الورق عن الشجر، والله ينظر إليهما حتّى يفترقان.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٣۰٢
الحديث: ٢٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٥٠
قال ميمون القدّاح: قال لي الباقر (عليه السلام): اقرأ، قلت: من أيّ شيء أقرأ؟ قال (عليه السلام): من السورة التاسعة، فجعلت ألتمسها، فقال (عليه السلام): اقرأ من سورة يونس، قرأت: ﴿لِّلَّذِينَ أَحسَنُوا الحُسنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرهَقُ وُجُوهَهُم قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ﴾؛ قال (عليه السلام): حسبك، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّي لأعجب كيف لا أشيب إذا قرأت القرآن.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٣۰٣
الحديث: ٢٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٥١
قال الصادق (عليه السلام): في كتاب رسول الله (صلى الله عليه وآله): «إذا استعملتم ما ملكت أيمانكم في شيء فيشقّ عليهم، فاعملوا معهم فيه»، وإن كان أبي (عليه السلام) ليأمرهم فيقول: كما أنتم، فيأتي فينظر: فإن كان ثقيلاً قال: «بسم الله» ثمّ عمل معهم، وإن كان خفيفاً تنحّى عنهم.
المصدر الأصلي: كتاب الحسين بن سعيد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٣۰٣
الحديث: ٢٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٥٢
قيل لمحمّد بن عليّ الباقر (عليه السلام): كيف أصبحت؟ قال (عليه السلام): أصبحنا غرقى في النعمة، موفورين بالذنوب، يتحبّب إلينا إلهنا بالنعم، ونتمقّت إليه بالمعاصي، ونحن نفتقر إليه، وهو غنيّ عنّا.
المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٣۰٣-٣۰٤
الحديث: ٢٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٩٥٣
دخل عبد الله بن قيس الماصر على الباقر (عليه السلام) فقال: أخبرني عن الميّت لم یغسّل غسل الجنابة؟ فقال له الباقر (عليه السلام): لا أخبرك، فخرج من عنده فلقي بعض الشيعة، فقال له: العجب لكم يا معشر الشيعة، تولّيتم هذا الرجل وأطعتموه، فلو دعاكم إلى عبادته لأجبتموه، وقد سألته عن مسألة فما كان عنده فيها شيء.
فلمّا كان من قابل دخل عليه أيضاً فسأله عنها، فقال: لا أخبرك بها، فقال عبد الله بن قيس لرجل من أصحابه: انطلق إلى الشيعة، فاصحبهم وأظهر عندهم موالاتك إيّاهم ولعنتي والتبرّي منّي، فإذا كان وقت الحجّ فائتني حتّى أدفع إليك ما تحتجّ به، واسألهم أن يدخلوك على محمّد بن عليّ، فإذا صرت إليه فاسأله عن الميّت لم يغسّل غسل الجنابة؟
فانطلق الرجل إلى الشيعة، فكان معهم إلى وقت الموسم، فنظر إلى دين القوم فقبله بقبوله، وكتم ابن قيس أمره مخافة أن يحرم الحجّ، فلمّا كان وقت الحجّ أتاه فأعطاه حجّة وخرج، فلمّا صار بالمدينة قال له أصحابه: تخلّف في المنزل حتّى نذكرك له ونسأله ليأذن لك، فلمّا صاروا إلى الباقر (عليه السلام)، قال لهما: أين صاحبكم؟ ما أنصفتموه؛ قالوا: لم نعلم ما يوافق من ذلك. فأمر بعض من يأتيه به، فلمّا دخل على الباقر (عليه السلام) قال له: مرحباً، كيف رأيت ما أنت فيه اليوم ممّا كنت فيه قبل؟ فقال: يا بن رسول الله، لم أكن في شيء، فقال (عليه السلام): صدقت، أما إنّ عبادتك يومئذٍ كانت أخفّ عليك من عبادتك اليوم، لأنّ الحقّ ثقيل والشيطان موكّل بشيعتنا، لأنّ سائر الناس قد كفوه أنفسهم.
المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٦
، ص٣۰٤-٣۰٥