Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في ما حصل لقاتلي الحسين (ع) من الأمور الغريبة، وفي تربة كربلاء التي استودعها النبي (ص) عند أم سلمة (ره)، وفي ثواب من يزور الحسين (ع)، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٥٣٨

قال سليمان الأعمش: بينا أنا في الطواف أيّام الموسم إذا رجل يقول: اللّهمّ اغفر لي، وأنا أعلم أنّك لا تغفر، فسألته عن السبب، فقال: كنت أحد الأربعين الذين حملوا رأس الحسين (عليه السلام) إلى يزيد، على طريق الشام فنزلنا أوّل مرحلة رحلنا من كربلا على دير للنصارى، والرأس مركوز على رمح فوضعنا الطعام ونحن نأكل، إذا بكفّ على حائط الدير، يكتب عليه بقلم حديد سطراً بدم:

أ ترجو أمّة قتلت حسيناً
شفاعة جدّه يوم الحساب‏

فجزعنا جزعاً شديداً وأهوى بعضنا إلى الكفّ ليأخذه فغابت، فعاد أصحابي.

المصدر الأصلي: مثير الأحزان
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٤
، ص٢٢٤
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٥٣٩

قال الصادق (عليه السلام): كان النبيّ (صلى الله عليه وآله) في بيت أمّ سلمة، فقال لها: لا يدخل عليّ أحد، فجاء الحسين (عليه السلام) وهو طفل فما ملكت معه شيئاً حتّى دخل على النبيّ (صلى الله عليه وآله)، فدخلت أمّ سلمة على أثره، فإذا الحسين (عليه السلام) على صدره وإذا النبيّ (صلى الله عليه وآله) يبكي وإذا في يده شيء يقلّبه، فقال النبيّ (صلى الله عليه وآله): يا أمّ سلمة، إنّ هذا جبرئيل يخبرني أنّ هذا مقتول، وهذه التربة التي يقتل عليها فضعيه عندك، فإذا صارت دماً فقد قتل حبيبي، فقالت أمّ سلمة: يا رسول الله، سل الله أن يدفع ذلك عنه، قال (صلى الله عليه وآله): قد فعلت، فأوحى الله عزّ وجلّ إليّ أن له درجة لا ينالها أحد من المخلوقين، وأن له شيعة يشفعون فيشفَّعون، وأنّ المهديّ من ولده، فطوبى لمن كان من أولياء الحسين (عليه السلام) وشيعته، هم _ والله _ الفائزون يوم القيامة.

المصدر الأصلي: الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٤
، ص٢٢٥
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٥٤٠

قال الرضا (عليه السلام): لمّا أمر اللهعزّ وجلّ إبراهيم (عليه السلام) أن يذبح مكان ابنه إسماعيل الكبش الذي أنزله عليه، تمنّى إبراهيم أن يكون قد ذبح ابنه إسماعيل بيده، وأنّه لم يؤمر بذبح الكبش مكانه، ليرجع إلى قلبه ما يرجع إلى قلب الوالد الذي يذبح أعزّ ولده عليه بيده، فيستحقّ بذلك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب … .

المصدر الأصلي: عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٤
، ص٢٢٥
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٥٤١

قال علي (عليه السلام): زارنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم، فقدّمنا إليه طعاماً، وأهدت إلينا أمّ أيمن صحفةً من تمر وقعباً من لبن وزبد، فقدّمنا إليه فأكل منه، فلمّا فرغ قمت فسكبت على يده ماء، فلمّا غسل يده مسح وجهه ولحيته ببلّة يديه، ثمّ قام إلى مسجد في جانب البيت، فخرّ ساجداً فبكى فأطال البكاء.

ثمّ رفع رأسه فما اجترأ منّا أهل البيت أحد يسأله عن شيء، فقام الحسين (عليه السلام) يدرج حتّى يصعد على فخذي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأخذ برأسه إلى صدره ووضع ذقنه على رأس رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثمّ قال (عليه السلام): يا أبه، ما يبكيك؟ فقال (صلى الله عليه وآله): يا بنيّ، إنّي نظرت إليكم اليوم فسررت بكم سروراً لم أسرّ بكم مثله قطّ، فهبط إليّ جبرئيل فأخبرني أنّكم قتلى، وأنّ مصارعكم شتّى، فحمدت الله على ذلك، وسألته لكم الخيرة؛ فقال (عليه السلام) له: يا أبه، فمن يزور قبورنا ويتعاهدها على تشتّتها؟ قال (صلى الله عليه وآله): طوائف من أمّتي يريدون بذلك برّي وصلتي، أتعاهدهم في الموقف وآخذ بأعضادهم فأنجيهم من أهواله وشدائده.

المصدر الأصلي: كامل الزيارة
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٤
، ص٢٣٤-٢٣٥
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٥٤٢

دخلت أمّ الفضل بنت الحارث على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقالت: يا رسول الله، رأيت الليلة حلماً منكراً، قال (صلى الله عليه وآله): وما هو؟ قالت: إنّه شديد، قال (صلى الله عليه وآله): وما هو؟ قالت: رأيت كأنّ قطعة من جسدك قد قطّعت ووضعت في حجري، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): خيراً رأيت، تلد فاطمة (عليها السلام) غلاماً فيكون في حجرك، فولدت فاطمة (عليها السلام) الحسين (عليه السلام). قالت: وكان في حجري كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فدخلت به يوماً على النبيّ (صلى الله عليه وآله) فوضعته في حجر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثمّ حانت مني التفاتة، فإذا عينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) تهرقان بالدموع، فقلت: بأبي أنت وأمّي يا رسول الله، ما لك؟ قال (صلى الله عليه وآله): أتاني جبرئيل فأخبرني أنّ أمّتي تقتل ابني هذا، وأتاني بتربة حمراء من تربته.

المصدر الأصلي: الإرشاد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٤
، ص٢٣٨-٢٣٩
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٥٤٣

روي أنّ رسول الله كان يوماً مع جماعة من أصحابه مارّاً في بعض الطريق، وإذا هم بصبيّان يلعبون في ذلك الطريق، فجلس النبيّ (صلى الله عليه وآله) عند صبيّ منهم، وجعل يقبّل ما بين عينيه ويلاطفه، ثمّ أقعده على حجره وكان يكثر تقبيله، فسئل عن علّة ذلك، فقال (صلى الله عليه وآله): إنّي رأيت هذا الصبيّ يوماً يلعب مع الحسين (عليه السلام)، ورأيته يرفع التراب من تحت قدميه، ويمسح به وجهه وعينيه، فأنا أحبّه لحبّه لولدي الحسين (عليه السلام)، ولقد أخبرني جبرئيل أنّه يكون من أنصاره في وقعة كربلاء. ١ 

/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٤
، ص٢٤٢
(١) قد حكی العلّامة المجلسي (رحمة الله عليه) هذه الرواية وما بعدها عن مؤلّفات بعض الأصحاب.
الحديث: ٧
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٥٤٤

روي أنّ آدم (عليه السلام) لمّا هبط إلى الأرض لم ير حواء، فصار يطوف الأرض في طلبها، فمرّ بكربلاء فاغتمّ، وضاق صدره من غير سبب، وعثر في الموضع الذي قتل فيه الحسين (عليه السلام)، حتّى سال الدم من رجله، فرفع رأسه إلى السماء وقال: إلهي، هل حدث منّي ذنب آخر فعاقبتني به؟ فإنّي طفت جميع الأرض، وما أصابني سوء مثل ما أصابني في هذه الأرض.

فأوحى الله إليه: يا آدم، ما حدث منك ذنب، ولكن يقتل في هذه الأرض ولدك الحسين (عليه السلام) ظلماً، فسال دمك موافقة لدمه، فقال آدم (عليه السلام): يا ربّ، أ يكون الحسين (عليه السلام) نبيّاً، قال: لا، ولكنّه سبط النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله)، فقال: ومن القاتل له؟ قال: قاتله يزيد لعين أهل السموات والأرض، فقال آدم (عليه السلام): فأيّ شيء أصنع يا جبرئيل؟ فقال: العنه يا آدم، فلعنه أربع مرّات، ومشى خطوات إلى جبل عرفات، فوجد حوّا هناك.

/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٤
، ص٢٤٢-٢٤٣
الحديث: ٨
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٥٤٥

روي أنّ نوحاً (عليه السلام) لمّا ركب في السفينة، طافت به جميع الدنيا، فلمّا مرّت بكربلا أخذته الأرض، وخاف نوح الغرق، فدعا ربّه وقال: إلهي، طفت جميع الدنيا وما أصابني فزع مثل ما أصابني في هذه الأرض، فنزل جبرئيل وقال: يا نوح، في هذا الموضع يقتل الحسين (عليه السلام) … .

/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٤
، ص٢٤٣
الحديث: ٩
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٥٤٦

روي أنّ إبراهيم (عليه السلام) مرّ في أرض كربلا _ وهو راكب فرساً _ فعثرت به وسقط إبراهيم وشجّ رأسه وسال دمه، فأخذ في الاستغفار، وقال: إلهي، أيّ شئ حدث منّي؟ فنزل جبرئيل وقال: يا إبراهيم، ما حدث منك ذنب، ولكن هنا يقتل سبط خاتم الأنبياء، وابن خاتم الأوصياء … .

/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٤
، ص٢٤٣
الحديث: ١۰
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٥٤٧

روي أنّ إسماعيل (عليه السلام) كانت أغنامه ترعى بشطّ الفرات، فأخبره الراعي أنّها لا تشرب الماء من هذه المشرعة منذ كذا يوماً، فسأل ربّه عن سبب ذلك، فنزل جبرئيل وقال: يا إسماعيل، سل غنمك، فإنّها تجيبك عن سبب ذلك؟ فقال لها: لم لا تشربين من هذا الماء؟ فقالت بلسان فصيح: قد بلغنا أنّ ولدك الحسين (عليه السلام) سبط محمّد (صلى الله عليه وآله) يقتل هنا عطشاناً، فنحن لا نشرب من هذه المشرعة حزناً عليه … .

/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٤
، ص٢٤٣
الحديث: ١١
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٥٤٨

روي أنّ موسى (عليه السلام)كان ذات يوم سائراً ومعه يوشع بن نون، فلمّا جاء إلى أرض كربلا انخرق نعله، وانقطع شراكه، ودخل الخسك في رجليه، وسال دمه، فقال: إلهي، أيّ شيء حدث منّي؟ فأوحى إليه أن: هنا يقتل الحسين (عليه السلام) وهنا يسفك دمه، فسال دمك موافقةً لدمه، فقال: ربّ ومن يكون الحسين (عليه السلام)؟ فقيل له: هو سبط محمّد المصطفى (صلى الله عليه وآله)، وابن عليّ المرتضى (عليه السلام) … .

/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٤
، ص٢٤٤
الحديث: ١٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٥٤٩

في تفسير قوله تعالی ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ﴾، أنّه رأى ساق العرش وأسماء النبيّ (صلى الله عليه وآله) والأئمّة (عليهم السلام)، فلقّنه جبرئيل قل: يا حميد بحقّ محمّد، يا عالي بحقّ عليّ، يا فاطر بحقّ فاطمة، يا محسن، بحقّ الحسن والحسين، ومنك الإحسان.

فلمّا ذكر الحسين (عليه السلام) سالت دموعه وانخشع قلبه، وقال: يا أخي جبرئيل، في ذكر الخامس ينكسر قلبي وتسيل عبرتي؟ قال جبرئيل: ولدك هذا يصاب بمصيبة تصغر عندها المصائب، فقال: يا أخي وما هي؟ قال: یقتل عطشاناً غريباً وحيداً فريداً، ليس له ناصر ولا معين، ولو تراه يا آدم وهو يقول: واعطشاه، واقلّة ناصراه، حتّى يحول العطش بينه وبين السماء كالدخان، فلم يجبه أحد إلّا بالسيوف وشرب الحتوف، فيذبح ذبح الشاة من قفاه، وينهب رحله أعداؤه، وتشهر رؤوسهم هو وأنصاره في البلدان، ومعهم النسوان، كذلك سبق في علم الواحد المنّان، فبكى آدم وجبرئيل بكاء الثكلى.

المصدر الأصلي: الدرّ الثمين
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٤
، ص٢٤٥
الحديث: ١٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٢٥٥٠

قال عبد الله بن یحیی: دخلنا مع عليّ (عليه السلام) إلى صفّين، فلمّا حاذى نينوى، نادى: صبراً يا أبا عبد الله، فقال (عليه السلام): دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعيناه تفيضان، فقلت: بأبي أنت وأمّي يا رسول الله، ما لعينيك تفيضان؟ أغضبك أحد؟ قال (صلى الله عليه وآله): لا، بل كان عندي جبرئيل، فأخبرني أنّ الحسين (عليه السلام) يقتل بشاطئ الفرات، وقال (صلى الله عليه وآله): هل لك أن أشمّك من تربته؟ قلت: نعم، فمدّ يده فأخذ قبضة من تراب فأعطانيها، فلم أملك عيني أن فاضتا، واسم الأرض كربلاء.

فلمّا أتت عليه سنتان خرج النبيّ (صلى الله عليه وآله) إلى سفر، فوقف في بعض الطريق واسترجع ودمعت عيناه، فسئل عن ذلك، فقال (صلى الله عليه وآله): هذا جبرئيل يخبرني عن أرض بشطّ الفرات يقال لها كربلاء، يقتل فيها ولدي الحسين (عليه السلام)، وكأنّي أنظر إليه وإلى مصرعه ومدفنه بها، وكأنّي أنظر على السبايا على أقتاب المطايا، وقد أهدي رأس ولدي الحسين (عليه السلام) إلى يزيد لعنه الله، فوالله، ما ينظر أحد إلى رأس الحسين (عليه السلام) ويفرح إلّا خالف الله بين قلبه ولسانه، وعذّبه الله عذاباً أليماً.

ثمّ رجع النبيّ (صلى الله عليه وآله) من سفره مغموماً مهموماً كئيباً حزيناً، فصعد المنبر وأصعد معه الحسن والحسين (عليهما السلام)، وخطب ووعظ الناس، فلمّا فرغ من خطبته، وضع يده اليمنى على رأس الحسن (عليه السلام) ويده اليسرى على رأس الحسين (عليه السلام)، وقال: اللّهمّ، إنّ محمّداً (صلى الله عليه وآله) عبدك ورسولك، وهذان أطائب عترتي، وخيار أرومتي، وأفضل ذرّيّتي ومن أخلفهما في أمّتي، وقد أخبرني جبرئيل أنّ ولدي هذا مقتول بالسمّ، والآخر شهيد مضرّج بالدم.

اللّهمّ فبارك له في قتله، واجعله من سادات الشهداء، اللّهمّ ولا تبارك في قاتله وخاذله، وأصله حرّ نارك، واحشره في أسفل درك الجحيم.

فضجّ الناس بالبكاء والعويل، فقال لهم النبيّ (صلى الله عليه وآله): أيّها الناس، أ تبكونه ولا تنصرونه؟

اللّهمّ كن أنت له وليّاً وناصراً، ثمّ قال: يا قوم، إنّي مخلّف فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي، وأرومتي، ومزاج مائي، وثمرة فؤادي، ومهجتي؛ لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض؛ ألا وإنّي لا أسألكم في ذلك إلّا ما أمرني ربّي أن أسألكم عنه، أسألكم عن المودّة في القربى، واحذروا أن تلقوني غداً على الحوض وقد آذيتم عترتي، وقتلتم أهل بيتي وظلمتموهم.

ألا إنّه سيرد عليّ يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الأمّة:

الأولى: راية سوداء مظلمة قد فزعت منها الملائكة، فتقف عليّ فأقول لهم: من أنتم؟ فينسون ذكري، ويقولون: نحن أهل التوحيد من العرب، فأقول لهم: أنا أحمد، نبيّ العرب والعجم، فيقولون: نحن من أمّتك، فأقول: كيف خلفتموني من بعدي في أهل بيتي وعترتي وكتاب ربّي؟ فيقولون: أمّا الكتاب فضيّعناه، وأمّا العترة فحرصنا أن نبيدهم عن جديد الأرض، فلمّا أسمع ذلك منهم أعرض عنهم وجهي، فيصدرون عطاشى مسوّدة وجوههم.

ثمّ ترد عليّ راية أخرى أشدّ سواداً من الأولى، فأقول لهم: كيف خلفتموني من بعدي في الثقلين: كتاب الله، وعترتي؟ فيقولون: أمّا الأكبر فخالفناه، وأمّا الأصغر فمزّقناهم كلّ ممزّق، فأقول: إليكم عنّي، فيصدرون عطاشى مسوّدة وجوههم، ثمّ ترد عليّ راية تلمع وجوههم نوراً، فأقول لهم: من أنتم؟ فيقولون: نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى من أمّة محمّد المصطفى (صلى الله عليه وآله)، ونحن بقيّة أهل الحقّ، حملنا كتاب ربّنا، وحلّلنا حلاله وحرّمنا حرامه، وأحببنا ذرّيّة نبيّنا محمّد (صلى الله عليه وآله)، ونصرناهم من كلّ ما نصرنا به أنفسنا، وقاتلنا معهم من ناواهم، فأقول لهم: أبشروا، فأنا نبيّكم محمّد (صلى الله عليه وآله) ولقد كنتم في الدنيا كما قلتم، ثمّ أسقيهم من حوضي، فيصدرون مرويّين مستبشرين، ثمّ يدخلون الجنّة خالدين فيها أبد الآبدين.

المصدر الأصلي: مثير الأحزان
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٤٤
، ص٢٤٧-٢٤٩