أحاديث في غزوة حنين والطائف وأوطاس وفي أن أميرالمؤمنين (ع) هو سهم من سهام الله طالما كشف الكرب عن وجه النبي الأكرم (ص)، وأن المسلمين قد أعجبوا بكثرة عددهم إلا أنهم انهزموا في بدء الأمر ثم من الله عليهم بالنصر المظفر، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب المتبع في البحار، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب التوحيد
كتاب العدل والمعاد
كتاب الاحتجاج
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب الفتن والمحن
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الزكاة والصدقة
كتاب الصوم
كتاب أعمال السنين والشهور
كتاب الحج والعمرة
كتاب الجهاد
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات
- جواهر البحار
- » تتمة كتاب تاريخ نبينا (ص)
- » أحاديث في غزوة حنين والطائف وأوطاس
الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٥٣٢
سار صلى الله عليه وآله حتّى نزل مكّة، فقدم عليه نفر منهم بإسلام قومهم، ولم يبخع القوم له بالصلاة ولا الزكاة، فقال صلى الله عليه وآله: «إنّه لا خير في دين لا ركوع فيه ولا سجود، أما والذي نفسي بيده، ليقيمنّ الصلاة، وليؤتنّ الزكاة، أو لأبعثنّ إليهم رجلاً هو منّي كنفسي، فليضرب أعناق مقاتليهم وليسبينّ ذراريهم، هو هذا»، وأخذ بيد عليّ عليه السلام فأشالها.
فلمّا صار القوم إلى قومهم بالطائف أخبروهم بما سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وآله فأقرّوا له بالصلاة، وأقرّوا له بما شرط عليهم، فقال صلى الله عليه وآله: ما استعصى عليّ أهل مملكة ولا أمّة إلّا رميتهم بسهم الله، قالوا: يا رسول الله، وما سهم الله؟ قال صلى الله عليه وآله: عليّ بن أبي طالب، ما بعثته في سريّة إلّا رأيت جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، وملكاً أمامه، وسحابة تظلّه، حتّى يعطي الله حبيبي النصر والظفر.
المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢١
، ص١٥٣
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ١٥٣٣
ثمّ كانت غزاة حنين حين استظهر رسول الله صلى الله عليه وآله فيها بكثرة الجمع، فخرج صلى الله عليه وآله متوجّهاً إلى القوم في عشرة آلاف من المسلمين، فظنّ أكثرهم أنّهم لم يغلبوا، لما شاهدوه من جمعهم وكثرة عدّتهم وسلاحهم، وأعجب أبا بكر الكثرة يومئذٍ، فقال: لن نغلب اليوم من قلّة، وكان الأمر في ذلك بخلاف ما ظنّوا وعانهم أبو بكر بعجبه بهم.
فلمّا التقوا مع المشركين لم يلبثوا حتّى انهزموا بأجمعهم، ولم يبق منهم مع النبيّ صلى الله عليه وآله إلّا عشرة أنفس، تسعة من بني هاشم خاصّة، وعاشرهم أيمن بن أمّ أيمن، فقتل أيمن، وثبتت التسعة الهاشميّون حتّى ثاب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله من كان انهزم، فرجعوا أوّلاً فأوّلاً حتّى تلاحقوا، وكانت لهم الكرّة على المشركين. وفي ذلك أنزل الله تعالی وفي إعجاب أبي بكر بالكثرة:
﴿وَيَومَ حُنَينٍ إِذ أَعجَبَتكُم كَثرَتُكُم فَلَم تُغنِ عَنكُم شَيئًا وَضَاقَت عَلَيكُمُ الأَرضُ بِمَا رَحُبَت ثُمَّ وَلَّيتُم مُّدبِرِينَ ۞ ثُمَّ أَنَزلَ الله سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى المُؤمِنِينَ﴾ يعني أمير المؤمنين عليّاً عليه السلام ومن ثبت معه من بني هاشم، وهم يومئذٍ ثمانية، أمير المؤمنين عليه السلام تاسعهم.
المصدر الأصلي: الإرشاد
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢١
، ص١٥٥-١٥٦
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ١٥٣٤
قال شيبة: لمّا رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله يوم حنين قد عري ذكرت أبي وعمّي وقتل عليّ عليه السلام وحمزة إيّاهما، فقلت: أدرك ثأري اليوم من محمّد.
فذهبت لأجيئه عن يمينه فإذا أنا بالعبّاس بن عبد المطّلب قائماً عليه درع بيضاء كأنّها فضّة يكشف عنها العجاج، فقلت: «عمّه ولن يخذله»، ثمّ جئته عن يساره، فإذا أنا بأبي سفيان بن الحارث بن عبد المطّلب، فقلت: «ابن عمّه ولن يخذله»، ثمّ جئته من خلفه فلم يبق إلّا أن أسوّره ١ سورة بالسيف إذ رفع لي شواظ من نار بيني وبينه كأنّه برق، فخفت أن يمحشني ٢ ، فوضعت يدي على بصري ومشيت القهقرى. والتفت رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: يا شيب، يا شيب، ادن منّي، اللّهمّ أذهب عنه الشيطان، قال: فرفعت إليه بصري، ولهو أحبّ إليّ من سمعي وبصري، وقال صلى الله عليه وآله: يا شيب، قاتل الكفّار.
المصدر الأصلي: إعلام الورى
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢١
، ص١٦٦-١٦٧
(١) «أُسَوّرُه»: أرتفع إليه وآخذه. لسان العرب، ج٤، ص٣٨٦.
(٢) «مَحَشَته النارُ»: أَحْرَقَتْه. لسان العرب، ج٦، ص٣٤٤.
(٢) «مَحَشَته النارُ»: أَحْرَقَتْه. لسان العرب، ج٦، ص٣٤٤.
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ١٥٣٥
وغضب قوم من الأنصار لذلك ١ ، وظهر منهم كلام قبيح حتّى قال قائلهم: لقي الرجل أهله وبني عمّه، ونحن أصحاب كلّ كريهة، فلمّا رأى رسول الله صلى الله عليه وآله ما دخل على الأنصار من ذلك، أمرهم أن يقعدوا ولا يقعد معهم غيرهم، ثمّ أتاهم شبه المغضب يتبعه عليّ عليه السلام حتّى جلس وسطهم، فقال صلى الله عليه وآله: أ لم آتكم وأنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم الله منها بي؟ قالوا: بلى، ولله ولرسوله المنّ والطول والفضل علينا.
قال صلى الله عليه وآله: أ لم آتكم وأنتم أعداء فألّف الله بين قلوبكم بي؟ قالوا: أجل.
ثمّ قال صلى الله عليه وآله: أ لم آتكم وأنتم قليل فكثّركم الله بي؟ وقال: ما شاء الله أن يقول، ثمّ سكت، ثمّ قال: أ لا تجيبوني؟ قالوا: بم نجيبك يا رسول الله؟ فداك أبونا وأمّنا، لك المنّ والفضل والطول.
قال صلى الله عليه وآله: بل لو شئتم قلتم: جئتنا طريداً مكذّباً فآويناك وصدّقناك، وجئتنا خائفاً فآمنّاك، فارتفعت أصواتهم وقام إليه شيوخهم، فقبّلوا يديه ورجليه وركبتيه، ثمّ قالوا: رضينا عن الله وعن رسوله، وهذه أموالنا أيضاً بين يديك فاقسمها بين قومك إن شئت.
فقال صلى الله عليه وآله: يا معشر الأنصار، أ وجدتم في أنفسكم إذ قسّمت مالاً أتألّف به قوماً، ووكلتم إلى إيمانكم؟ أ ما ترضون أن يرجع غيركم بالشاء والنعم، ورجعتم أنتم ورسول الله في سهمكم؟
ثمّ قال صلى الله عليه وآله: الأنصار كرشي وعيبتي ٢ ، لو سلك الناس وادياً وسلك الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار، اللّهمّ اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار.
المصدر الأصلي: إعلام الورى
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢١
، ص١٧١-١٧٢
(١) لقسمته صلى الله عليه وآله الغنائم بین المؤلّفة قلوبهم.
(٢) أراد صلى الله عليه وآله أنّهم بطانته وموضع سرّه وأمانته، والذين يعتمد عليهم فى أموره. النهاية في غريب الحديث والأثر، ج٤، ص١٦٣.
(٢) أراد صلى الله عليه وآله أنّهم بطانته وموضع سرّه وأمانته، والذين يعتمد عليهم فى أموره. النهاية في غريب الحديث والأثر، ج٤، ص١٦٣.
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ١٥٣٦
قال أبو سعید الخدري: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقسّم، إذ أتاه ذو الخويصرة _ رجل من بني تميم _ فقال: يا رسول الله، اعدل، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ويلك، من يعدل إن أنا لم أعدل؟ وقد خبت أو خسرت إن أنا لم أعدل.
فقال عمر بن الخطّاب: يا رسول الله، ائذن لي فيه أضرب عنقه.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: دعه، فإنّ له أصحاباً يحقّر أحدكم صلاته مع صلاته، وصيامه مع صيامه، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية … آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة، أو مثل البضعة تدردر ١ ، يخرجون على خير فرقة من الناس.
قال أبو سعيد الخدري: فأشهد أنّي سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وآله، وأشهد أنّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام قاتلهم وأنا معه، وأمرّ بذلك الرجل، فالتمس فوجد فأتي به حتّى نظرت إليه على نعت رسول الله الذي نعت.
المصدر الأصلي: إعلام الورى
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢١
، ص١٧٣-١٧٤
(١) «تَدَردَرَ»: تجىء وتذهب. النهاية في غريب الحديث والأثر، ج٢، ص١١٢.
الحديث: ٦
/
ترتيب جواهر البحار: ١٥٣٧
وفي السنة الثامنة ولد إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وآله من مارية في ذي الحجّة، وكانت قابلتها مولاة رسول الله صلى الله عليه وآله فخرجت إلى زوجها أبي رافع، فأخبرته بأنّها قد ولدت غلاماً، فجاء أبو رافع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فبشّره بأنّها قد ولدت غلاماً، فوهب له عبداً وسمّاه إبراهيم، وعقّ عنه يوم سابعه، وحلق رأسه، فتصدّق بزنة شعره فضّة على المساكين، وأمر بشعره فدفنت في الأرض.
وتنافست فيه نساء الأنصار أيّهنّ ترضعه؟ فدفعه رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أمّ بردة بنت المنذر بن زيد، وزوجها البراء بن أوس، وكان صلى الله عليه وآله يأتي أمّ بردة فيقيل عندها، ويؤتى بإبراهيم، وغارت نساء رسول الله صلى الله عليه وآله واشتدّ عليهنّ حين رزق منها الولد.
قال أنس: لمّا ولدت إبراهيم جاء جبرئيل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: السلام عليك يا أبا إبراهيم، وروي عنه أيضاً قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ولد الليلة لي غلام فسمّيته باسم أبي إبراهيم.
المصدر الأصلي: المنتقى في مولد المصطفى صلى الله عليه وآله
/
المصدر من بحار الأنوار: ج٢١
، ص١٨٣