Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في خشية يحيى بن زكريا من الله، والحوار الذي دار بينه وبين إبليس (عليه اللعنة) ومصائد الشيطان، وعلاقة الحسين (عليه السلام) بحيى بن زكريا، ومواساة النبي زكريا للنبي محمد (صلى الله عليهما)، ومعنى قوله سبحانه(كهيعص)، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠٣١

قال الصادق(عليه السلام): بكى يحيى بن زكريّا(عليه السلام) حتّى ذهب لحم خدّيه من الدموع، فوضع على العظم لبوداً يجري عليها الدموع، فقال له أبوه(عليه السلام): يا بنيّ، إنّي سألت الله تعالی أن يهبك لي لتقرّ عيني بك، فقال(عليه السلام): يا أبه، إنّ على نيران ربّنا معاثر لا يجوزها إلّا البكّاؤون من خشية الله عزّ وجلّ، وأتخوّف أن آتيها فأزلّ منها، فبكى زكريّا(عليه السلام) حتّى غشي عليه من البكاء.

المصدر الأصلي: خطّ الشهيد الأوّل(رحمة الله عليه)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٤
، ص١٦٧
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠٣٢

قال الصادق(عليه السلام): إنّ إبليس كان يأتي الأنبياء من لدن آدم(عليه السلام) إلى أن بعث الله المسيح(عليه السلام) يتحدّث عندهم ويسائلهم، ولم يكن بأحد منهم أشدّ أنساً منه بيحيى بن زكريّا(عليه السلام)، فقال له يحيى(عليه السلام): يا أبا مرّة، إنّ لي إليك حاجة، فقال له: أنت أعظم قدراً من أن أردّك بمسألة، فسلني ما شئت، فإنّي غير مخالفك في أمر تريده، فقال يحيى(عليه السلام): يا أبا مرّة، أحبّ أن تعرض عليّ مصائدك وفخوخك التي تصطاد بها بني آدم، فقال له إبليس: حبّاً وكرامة، وواعده لغد.

فلمّا أصبح يحيى(عليه السلام) قعد في بيته ينتظر الموعد وأغلق عليه الباب إغلاقاً، فما شعر حتّى ساواه من خوخة كانت في بيته، فإذا وجهه صورة وجه القرد وجسده على صورة الخنزير، وإذا عيناه مشقوقتان طولاً، وإذا أسنانه وفمه مشقوق طولاً عظماً واحداً بلا ذقن ولا لحية، وله أربعة أيد: يدان في صدره ويدان في منكبه، وإذا عراقيبه قوادمه، وأصابعه خلفه، وعليه قباء وقد شدّ وسطه بمنطقة فيها خيوط معلّقة بين أحمر وأصفر وأخضر وجميع الألوان، وإذا بيده جرس عظيم، وعلى رأسه بيضة، وإذا في البيضة حديدة معلّقة شبيهة بالكلاب.

فلمّا تأمّله يحيى(عليه السلام) قال له: ما هذه المنطقة التي في وسطك؟ فقال: هذه المجوسية، أنا الذي سننتها وزيّنتها لهم، فقال(عليه السلام) له: ما هذه الخيوط الألوان؟ قال له: هذه جميع أصباغ النساء، لا تزال المرأة تصبغ الصبغ حتّى تقع مع لونها، فأفتتن الناس بها؛ فقال له: فما هذا الجرس الذي بيدك؟ قال: هذا مجمع كلّ لذّة من طنبور وبربط ومعزفة وطبل وناي وصرناي، وإنّ القوم ليجلسون على شرابهم فلا يستلذّونه، فأحرّك الجرس فيما بينهم فإذا سمعوه استخفّهم الطرب، فمن بين من يرقص ومن بين من يفرقع أصابعه، ومن بين من يشقّ ثيابه. فقال(عليه السلام) له: وأيّ الأشياء أقرّ لعينك؟ قال: النساء هنّ فخوخي ومصائدي، فإنّي إذا اجتمعت عليّ دعوات الصالحين ولعناتهم صرت إلى النساء فطابت نفسي بهنّ، فقال له يحيى(عليه السلام): فما هذه البيضة التي على رأسك؟ قال: بها أتوقّى دعوة المؤمنين؛ قال(عليه السلام): فما هذه الحديدة التي أرى فيها؟ قال: بهذه أقلّب قلوب الصالحين.

المصدر الأصلي: الأمالي للطوسي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٤
، ص١٧١-١٧٣
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠٣٣

قال السجّاد(عليه السلام): خرجنا مع الحسين(عليه السلام) فما نزل منزلاً ولا ارتحل منه إلّا وذكر يحيى بن زكريّا(عليه السلام)، وقال(عليه السلام) يوماً: من هوان الدنيا على الله عزّ وجلّ أنّ رأس يحيى بن زكريّا(عليه السلام) أهدي إلى بغيّ من بغايا بني إسرائيل.

المصدر الأصلي: مجمع البيان
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٤
، ص١٧٥
الحديث: ٤
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠٣٤

سئل القائم(عجل الله تعالى فرجه الشريف) عن تأويل: ﴿كهيعص﴾، قال(عليه السلام): هذه الحروف من أنباء الغيب اطّلع الله عليها عبده زكريّا(عليه السلام)، ثمّ قصّها على محمّد(صلى الله عليه وآله)، وذلك أنّ زكريّا(عليه السلام) سأل ربّه أن يعلّمه أسماء الخمسة، فأهبط عليه جبرئيل(عليه السلام) فعلّمه إيّاها، فكان زكريّا(عليه السلام) إذا ذكر محمّداً(صلى الله عليه وآله) وعليّاً(عليه السلام) وفاطمة(عليها السلام) والحسن(عليه السلام) سرّي عنه همّه وانجلى كربه، وإذا ذكر اسم الحسين(عليه السلام) خنقته العبرة ووقعت عليه البهرة.

فقال ذات يوم: إلهي، ما بالي إذا ذكرت أربعة منهم تسلّيت بأسمائهم من همومي، وإذا ذكرت الحسين(عليه السلام) تدمع عيني وتثور زفرتي؟ فأنبأه الله تبارك وتعالی عن قصّته، فقال: ﴿كهيعص﴾ فالكاف اسم كربلاء، والهاء هلاك العترة، والياء يزيد وهو ظالم الحسين(عليه السلام)، والعين عطشه، والصاد صبره.

فلمّا سمع ذلك زكريّا(عليه السلام) لم يفارق مسجده ثلاثة أيّام، ومنع فيهنّ الناس من الدخول عليه، وأقبل على البكاء والنحيب وكان يرثيه: إلهي، أ تفجّع خير جميع خلقك بولده؟ إلهي، أ تنزل بلوى هذه الرزيّة بفنائه؟ إلهي، أ تلبس عليّاً(عليه السلام) وفاطمة(عليها السلام) ثياب هذه المصيبة؟ إلهي، أ تحلّ كربة هذه المصيبة بساحتهما؟ ثمّ كان يقول: إلهي، ارزقني ولداً تقرّ به عيني على الكبر، فإذا رزقتينه فافتنّي بحبّه، ثمّ افجعني به كما تفجع محمّداً(صلى الله عليه وآله) حبيبك بولده، فرزقه الله يحيى(عليه السلام) وفجعه به، وكان حمل يحيى(عليه السلام) ستّة أشهر، وحمل الحسين(عليه السلام) كذلك.

المصدر الأصلي: الاحتجاج
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٤
، ص١٧٨-١٧٩
الحديث: ٥
/
ترتيب جواهر البحار: ١٠٣٥

قال الكاظم(عليه السلام): كان يحيى بن زكريّا(عليه السلام) يبكي‏ ولا يضحك،‏ وكان عيسى ابن مريم(عليه السلام) يضحك ويبكي، وكان الذي يصنع عيسى(عليه السلام) أفضل من الذي كان يصنع يحيى(عليه السلام).

المصدر الأصلي: الكافي
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٤
، ص١٨٨