Search
Close this search box.
Layer 5
.
فهرس جواهر البحار
كتاب العقل والعلم والجهل
كتاب العدل والمعاد
كتاب النبوة
كتاب تاريخ نبينا (ص)
كتاب الإمامة
كتاب تاريخ أميرالمؤمنين (ع)
كتاب تاريخ فاطمة والحسنين (ع)
كتاب تاريخ السجاد والباقر والصادق والكاظم (ع)
كتاب تاريخ الرضا والجواد والهادي والعسكري (ع)
كتاب تاريخ الحجة (عج)
كتاب السماء والعالم
كتاب الإيمان والكفر
كتاب العشرة
كتاب الآداب والسنن
كتاب الروضة
كتاب الطهارة
كتاب الصلاة
كتاب القرآن
كتاب الأدعية والأذكار
كتاب الصوم
كتاب الحج والعمرة
كتاب المزار
كتاب العقود والإيقاعات

أحاديث في النبي داود (عليه السلام) وأوريا وما جرى بينه وبين حزقيل (عليه السلام) وفي دحض التهم التي ألصقت بالنبي داوود (عليه السلام)، وأن الأنبياء منزهون عن المعاصي، وهذه أحاديث جليلة جمعها العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، وقد اقتبس الشيخ حبيب الكاظمي بعض هذه الأحاديث وحذف أسانيدها مع مراعاة التبويب، فكانت جواهر البحار الذي بين يديك.

الحديث: ١
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٩٥

سأل الرضا(عليه السلام) عليّ بن محمّد الجهم ١ ، فقال: ما يقول من قبلكم في داود(عليه السلام)؟ فقال: يقولون: إنّ داود(عليه السلام) كان في محرابه يصلّي، إذ تصوّر له إبليس على صورة طير أحسن ما يكون من الطيور، فقطع داود(عليه السلام) صلاته وقام ليأخذ الطير، فخرج الطير إلى الدار، فخرج في أثره، فطار الطير إلى السطح فصعد في طلبه، فسقط الطير في دار أوريا بن حنّان، فاطّلع داود(عليه السلام) في أثر الطير فإذا بامرأة أوريا تغتسل، فلمّا نظر إليها هواها، وكان قد أخرج بامرأته أوريا في بعض غزواته، فكتب إلى صاحبه أن قدّم أوريا أمام الحرب، فقدّم فظفر أوريا بالمشركين، فصعب ذلك على داود، فكتب إليه ثانية أن قدّمه أمام التابوت، فقدّم فقتل أوريا وتزوّج داود(عليه السلام).

فضرب بيده على جبهته وقال(عليه السلام): ﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيهِ رَاجِعونَ﴾، لقد نسبتم نبيّاً من أنبياء الله(عليهم السلام) إلى التهاون بصلاته حين خرج في أثر الطير ثمّ بالفاحشة ثمّ بالقتل، فقال: يا بن رسول الله، فما كانت خطيئته؟ فقال(عليه السلام): ويحك، إنّ داود(عليه السلام) إنّما ظنّ أنّ ما خلق الله عزّ وجلّ خلقاً هو أعلم منه، فبعث الله عزّ وجلّ إليه الملكين فتسوّرا المحراب فقالا: ﴿خَصمَانِ بَغَى بَعضُنَا عَلَى بَعضٍ فَاحكُم بَينَنَا بِالحَقِّ وَلَا تُشطِط وَاهدِنَا إِلَى سَوَاء الصِّرَاطِ ۞ إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسعٌ وَتِسعُونَ نَعجَةً وَلِيَ نَعجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكفِلنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الخِطَابِ﴾؛ فعجّل داود(عليه السلام) على المدّعى عليه، فقال: ﴿لَقَد ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ﴾؛ ولم يسأل المدّعي البيّنة على ذلك، ولم يقبل على المدّعى عليه، فيقول له: ما تقول؟ فكان هذا خطيئة حكم، لا ما ذهبتم إليه، أ لا تسمع الله عزّ وجلّ يقول: ﴿يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرضِ فَاحكُم بَينَ النَّاسِ بِالحَقِّ﴾ إلى آخر الآية؟

فقال: يا بن رسول الله، فما قصّته مع أوريا؟ قال الرضا(عليه السلام): إنّ المرأة في أيّام داود(عليه السلام) كانت إذا مات بعلها أو قتل لا تتزوّج بعده أبداً، وأوّل من أباح الله عزّ وجلّ أن يتزوّج بامرأة قتل بعلها داود(عليه السلام)، فتزوّج بامرأة أوريا لمّا قتل وانقضت عدّتها منه، فذلك الذي شقّ على أوريا.

المصدر الأصلي: عیون أخبار الرضا(عليه السلام)
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٤
، ص٢٣-٢٤
(١) عليّ بن محمّد بن الجهم: لم نعثر علی ترجمته في المصادر إلّا أنّ الصدوق(رحمة الله عليه) نسبه إلی النصب والعداوة لأهل البيت(عليهم السلام) [عیون أخبار الرضا(عليه السلام)، ج١، ص٢٠٤]، والسیّد الخوئي(رحمة الله عليه) قال باتّحاده مع علي بن الجهم المتوفّی سنة ٢٤٩ه‍ [معجم رجال الحدیث، ج١٣، ص١٤٢]، وهذا یقتضی أنّ علي بن الجهم حضر مجلس المأمون وناظر الإمام(عليه السلام) في أیّام شبابه وهو بعید جدّاً.
الحديث: ٢
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٩٦

قال الصادق(عليه السلام): إنّ داود(عليه السلام) خرج ذات يوم يقرأ الزبور، وكان إذا قرأ الزبور لا يبقى جبل ولا حجر ولا طائر ولا سبع إلّا جاوبه، فما زال يمرّ حتّى انتهى إلى جبل، فإذا على ذلك الجبل نبيّ عابد يقال له حزقيل، فلمّا سمع دويّ الجبال وأصوات السباع والطير علم أنّه داود(عليه السلام)؛ فقال داود(عليه السلام): يا حزقيل، أ تأذن لي فأصعد إليك؟ قال: لا، فبكى داود(عليه السلام)، فأوحى الله جلّ جلاله إليه: يا حزقيل، لا تعيّر داود(عليه السلام) وسلني العافية.

فقام حزقيل(عليه السلام) فأخذ بيد داود(عليه السلام) فرفعه إليه، فقال داود(عليه السلام): يا حزقيل، هل هممت بخطيئة قطّ؟ قال: لا، قال: فهل دخلك العجب ممّا أنت فيه من عبادة الله عزّ وجلّ؟ قال: لا، قال: فهل ركنت إلى الدنيا فأحببت أن تأخذ من شهوتها ولذّتها؟ قال: بلى، ربما عرض بقلبي، قال: فماذا تصنع إذا كان ذلك؟ قال: أدخل هذا الشعب فأعتبر بما فيه، فدخل داود النبي(عليه السلام) الشعب، فإذا سرير من حديد عليه جمجمة بالية، وعظام فانية، وإذا لوح من حديد فيه كتابة، فقرأها داود(عليه السلام) فإذا هي: أنا أروى سلم ملكت ألف سنة، وبنيت ألف مدينة، وافتضضت ألف بكر، فكان آخر أمري أن صار التراب فراشي، والحجارة وسادتي، والديدان والحيّات جيراني، فمن رآني فلا يغترّ بالدنيا.

المصدر الأصلي: إكمال الدين، الأمالي للصدوق
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٤
، ص٢٥
الحديث: ٣
/
ترتيب جواهر البحار: ٩٩٧

قال الصادق(عليه السلام): لو أخذت أحداً يزعم أنّ داود(عليه السلام) يضع يده عليها ١ لحدّدته حدّين: حدّاً للنبوّة، وحدّاً لما رماه به.

المصدر الأصلي: قصص الأنبياء
/
المصدر من بحار الأنوار: ج١٤
، ص٢٦
(١) أي علی أوریا.
تذنیب: قال الطبرسي(رحمه الله): اختلف في استغفار داود(عليه السلام) من أيّ شيء كان؟ فقيل: إنّه حصل منه على سبيل الانقطاع إلى الله تعالی‌، والخضوع له، والتذلّل بالعبادة والسجود، كما حكى سبحانه عن إبراهيم(عليه السلام) بقوله: ﴿وَالَّذِي أَطمَعُ أَن يَغفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَومَ الدِّينِ﴾، وأمّا قوله: ﴿فَغَفَرنَا لَهُ ذَلِكَ﴾، فالمعنى أنّا قبلناه منه وأثبناه عليه، فأخرجه على لفظ الجزاء مثل قوله: ﴿يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُم﴾، وقوله: ﴿اللهُ يَستَهزِىءُ بِهِم﴾، فلمّا كان المقصود من الاستغفار والتوبة القبول، قيل في جوابه: ﴿غَفَرنَا﴾ وهذا قول من ينزّه الأنبياء عن جميع الذنوب من الإمامية وغيرهم، ومن جوّز على الأنبياء الصغائر، قال: إنّ استغفاره(عليه السلام) كان لصغيرة. (ص٣٠)